molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: مقومات الأمة الإسلامية - صالح بن عبد الله بن حميد الثلاثاء 15 نوفمبر - 9:58:59 | |
|
مقومات الأمة الإسلامية
صالح بن عبد الله بن حميد
الخطبة الأولى
أمّا بعد: أيها المسلمون، أوصيكم ونفسي بتقوَى الله عز وجل، فاتَّقوا الله رحمكم الله، وكونوا عبادَ الله إخوانًا، لا تحاسَدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابَروا، أطعِموا الطعام، وصِلوا الأرحام، وأحسِنوا إلى الأرامل والأيتام، وصَلّوا بالليل والناسُ نيام، خذوا عُدَّتكم وأُهبتَكم قبل الرّحيل من الدُّور إلى القبور، وراقبوا ربَّكم في جميعِ الأمور، فهو سبحانه عليمٌ بذات الصّدور.
أيّها المسلمون، ليس بخافٍ ما تعيشُه أمّةُ الإسلام مِن ضعف وتفكّكٍ وروح انهزَام، وكأنها تعيش حالاً من التيهِ والضياع في كثيرٍ من بقاعها، ومع كلِّ هذه الصورة القاتمةِ والتي حالُها يغني عن الاسترسالِ في وصفها يُقال بكلّ ثِقة وقوة: إنَّ الأمّة رغم هذه الأحوال البائسةِ تمتلك بفضلِ الله ومنَّتِه مقوَّماتٍ أساسيّة تجعلها في موقعِ التأثير ومركز الثّقَل في عالم التدَافع الحضاري والتنافسِ العالمي.
وإنَّ الذي يبعَث على هذا الحديثِ بقوّة ما تكشّف في العالم من ظلمٍ وتعسُّف تجاوزٍ للمواثيق الدولية والعهود الأمميّة، في هذه الأجواءِ الظالمة والتجاوزاتِ الفاضحة يحقُّ لأهل الإسلام أن يتحدَّثوا عن أمَّتِهم ومقوِّماتها وقدراتها وإمكانَاتها وبواعثِ الأمل الكبيرةِ للنهوضِ مِن كبوتها واستعادةِ حقوقها، وبخاصَّةٍ بعد أن اجتَمعوا هذا الاجتماعَ المبارك في رحابِ بيتِ الله، واحتَضَنتهم هذه البقاعُ الطاهرة في رعايةٍ من وُلاة أمرها وأهلِها بعدَ رِعاية الله عز وجل.
أيّها المسلمون، إنَّ هذه الأوضاعَ والفتن والمتغيِّراتِ والمستجدات والمظالم والتجاوزاتِ تستدعي المراجعةَ الجادّة للأوضاع، مراجعةً تعتمِد بعد الله على النظرِ في مقوِّمات الأمّة ومواطن قوَّتها وسبيل نهوضِها واستعادة حقوقها.
إنَّ أوَّل مقوِّمات الأمّة وأسُس أركانها مرجِعِيَّتُها، فمرجِعيَّتها كتابُ الله وسنّة رسوله محمّد ، ويقال بكلِّ صدقٍ وأمانةٍ: إنَّهما يمثِّلان المنهج الدستوريَّ في تشييد الصرحِ الحضاريّ الذي ينعَم بالسلام والأمن والعدل والرخاءِ والسعادة.
إنَّ هذه المرجعيةَ لا تنحصر في نصوص الكتابِ والسنة فحسب، بل بكيفيّة إعمال هذه النصوصِ في صياغةِ لَبِنة الحضارة وهو الإنسان، حيث تصوغُه إنسانا سويًّا متوازنًا منسجما في حركَتِه وعطائه عادِلاً في ميزانه، فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا [طه:123، 124].
ومِن مقوِّمات أمّةِ الإسلام طاقتُهم البشريّة الهائلة، فهم يمثِّلون ما يقارِب ربعَ سكّان البسيطة. طاقةٌ بشريّة تأتلف فيها وتنسجِم جميعُ الأجناسِ والأطياف والقوميّات؛ ممّا يرسم سبيلا واضحًا ودعما عظيما للتكامُل الذي تحتاجه البنيَة الحضاريّة، وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمْ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [الأنفال:26]، وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا [آل عمران:103]، هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ [الأنفال:62، 63].
ومِن مقوِّمات الأمَّةِ موقعُ الأمّة وثَرَواتها، إنَّ خارِطَةَ الأمّة الجغرافية والاقتصاديّة لا تكاد تترك موقِعًا استراتيجيًّا ولا ثروةً من ثروات الأرضِ في الباطن والظاهر إلاّ ولها فيه قصَبُ سبقٍ ظاهر كمًّا ونوعًا، وليس من المبالغة القول: إنَّها من أكبر أسبابِ تسلّط الأجنبيّ ومقاومته لنهوضِ الأمة وإصلاحها الإصلاحَ الحقيقي، وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ [الأنبياء:105].
ومِن مقوِّمات الأمّة التماسكُ الاجتماعيّ فيما بينها، إنَّ الروابط التي أحكم وثاقَها الشرع الحكيمُ لإبقاء لُحمةِ الأمة بنيانًا يشدّ بعضه بعضًا هي التي جعلت هذه الأمةَ متجانسةً منسجِمة متحابّة، على الرغم من كل الأمواج والأعاصير التي تحاوِل النيلَ منها أو إثارة النّعَرات فيها، ففي الأمّة ولله الحمد من عواملِ التماسك والتشابُك ما لا يقبَل التشكيك، إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الحجرات:10]، ويقول عليه الصلاة والسلام: ((المؤمِن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضًا))[1].
ومِن أعظم مقوِّمات هذه الأمة جمعُها بين المناعة الذاتيّة والاستجابة مع الانفتاح، أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ [إبراهيم:24]، شجَرةٌ راسِخة محافِظة على أصلِها ونوعها ونموِّها، وهي مع الريح تميل لكنّها لا تنتَقِل ولا تنكَسِر ولا تتغيَّر ولا تقِف عن النموّ.
إنَّ أمَّتَنا تملك هذه الخاصيّة العجيبة لأنَّ هذا هو الدين في أصوله الثابتة ومواطِن الاجتهاد فيه، فدين الله قد وفَّر للمسلمين مناعةً وحصانة تمكِّنهم من التعاطي مع السوقِ الحضاريّ بقاعدة: "العطاء بانفتاح، والأخذ بغربلةٍ وتصفية".
أيّها المسلمون، إنَّ بناءَ الحضارة في ديننا مبادئُ وقِيَم، وليس مادّيّات واختراعات واكتشافاتٍ فحَسَب. إنَّ كِلا الطاقتين المادِّيّة والروحية محلُّ العناية في الإسلام، بالرّوحِ والمادّة جميعا يكون الإنسان متناسقا متوازِنا في التفكير والبناء والأخذ والعطاء.
إنَّ السياسة والاقتصادَ والمخترَعات والأدواتِ جميعها هي من أشياء الإنسان التي يمكِن استردادها أثناءَ عافِيَة الأمم، أمّا الروح والقِيَم والثقافة فهي تعنِي فكرَ الإنسان ونظرتَه للحياة والأحياء والأشياءِ والنشأةِ والمصير، ومن أجلِ هذا فإنَّ قوّةَ القِيَم والثقافة هي الحِصن المنيع لحماية الأمة، أمّا ثقافةُ القوة فلا يمكِن أن تغلبَ قوّة الثقافة على المدى البعيد، ولَئِن اقتَنع العالم بأنّه أصبح قريةً واحدة بتلاشي الحدودِ الجغرافية الأرضيّة في الإعلامِ والاتصالات والمواصلات فإنَّ الحدود الثقافيّةَ والحضارية لا يُتَصوَّر تلاشيها ولا زوالها، فلئن تلاشتِ الدولة الجغرافيّة فلا تتلاشى أمّةُ الفكر والثقافة ولا تتآكل. ولئن قيل: إنَّ المغلوبَ مولَع بتقليد الغالب فإنَّ الحقائقَ تؤكِّد أن ثقافة المغلوب أقوَى من جندِ الغالب، وأمّتُنا في تاريخها مرَّت بفتراتٍ منَ الانحسار والان+ار، ومع هذا فقَد هضَمَت قوَّة الغالب، واعتبروا بحروبِ هذه الأمّةِ مع التتارِ ومع الشيوعيِّين ومع سائر الخصوم، ذهَبَت قواهم العسكرية وبقِيَ ذو الثقافة الغالبة بهويَّتِه وفكره. إنَّ رياحَ التغيير لا تجتَثُ إلاّ الثقافات الهشّة سريعة العطب، أمّا الثقافات التي تمتلِك الجذور التراثيّة ورصيدَ الفِطرة وحِفظَ الوحي والقدرةَ على بناء المشترك الإنسانيّ فهذه الثقافةُ ثابتة محفوظة بما تكفَّل الله بحفظه، وجعله مهيمنًا وظاهرا على الدّين كله.
إنَّ الدين الحق والقيمَ الرفيعة التي تواجِه ثقافةَ القوّة والإكراه والاغتصاب والاستلاب تواجِهها بثقافةِ الإقناعِ والاعتراف بالخصائصِ البشريّة والتنوّع الإنسانيّ وقيَم التعارف والتنوّع.
أيّها المسلمون، ومع وضوحِ هذه الأصول والثوابِت وجلائها، ومع إيمانِ كلِّ مؤمن بأنّ هذا الدين كامل وأنّ العاقبة للمتقين وأنّ العزة لله ولرسولِه وللمؤمنين، ولكن مع ذلكَ كلّه يجب التأكُّد أنه لا يمكن أن تستعيدَ الأمّة مكانتها وتستردَّ عزّتَها وتقيمَ نهضتَها وتبني مجتمعَها إذا كانتِ الخلافات تمزِّقها والفتنُ تعصِف بها، فربّنا عز شأنه يقول: وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ [الأنفال:46].
وإنَّ مِن أهم ما يجِب التنبُّه له والتنبيه إليه في هذا العصرِ سلوك مسلكِ الوسط والاعتدال، فدينُ الإسلام دين الحنفيّة السمحة، دين الوسطية والاعتدال، لا مكانَ للإصلاح حين تروج الكراهِية وتثورُ الأحقاد والضغائِن والبغضاء. إنَّ المحبة والرفقَ وحسن الخلق والعفو والصفحَ وحسن الظنِّ هي الضمان بعد الإيمان بالله لصلاحِ الأمة واستقرار المجتمَع وأمان الوطن.
يجِب أن يَعلَم كلّ مسلم أن الخلاف في بني الإنسان موجودٌ كما قضَت سنة الله عز وجل، يستوي في ذلك المسلمون وغير المسلمين، وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ [هود:118، 119]. والحوارُ الهادِئ البنّاء وحُسن الظن والمحبّة والرفق هو سبيل جمعِ الكلمة، والدعوة إلى الله سبيلها الحكمة والموعظةُ الحسنة والجِدال بالتي هي أحسن، والجهادُ غير العدوان. على الأمّةِ أن تجتنبَ مسالك الغلوّ والتشدد والتنطّع، كما يجب عليها أن تجتنبَ مَسالك الجفاء والتفريط والتحلُّل والتسيُّب.
يجب ـ يا عباد الله ـ أن تسودَ المحبة والتسامح، وتتَّسع الصدور لسماع الرأيِ الآخر وإعطاءِ حقّ الاختلاف مع النقاش الهادِئ والحوارِ البنّاء وقَبول الحق ممن جاءَ به.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [آل عمران:102، 103].
نفعني الله وإيّاكم بالقرآنِ العظيم وبهديِ محمّدٍ ، وأقول قولي هذا، وأستغفِر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنبٍ وخطيئة، فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم.
[1] أخرجه البخاري في المظالم (2266)، ومسلم في البر (4684) من حديث أبي موسى رضي الله عنه.
الخطبة الثانية
الحمد لله عليِّ الذات جليل القدر، أحمده سبحانه وأشكره كريم العطاء جزيل الأجر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الخلق والأمر، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله حاز على أصول الشرف ومراتب الفخر، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الأنجُم الزُّهر، والتابعين ما تعاقب الليل والنهار وما نزل القطر.
أما بعد: أيّها المسلمون، المملكة العربيةُ السعودية بِلادُ الحرمين الشريفين وخادِمَتهما وراعِيَتُهما وحامِيتهما بإذن الله وعونه، قلبُ المسلمين النابض، ما فَتِئَت تحرِص على مسؤوليّتها، فحين يُذكَر اتِّحاد المسلمين وتضامُنُهم وهمومهم وآمالهم تأتي هذه البلادُ بفضل الله ومنّتِه رائدةً في ذلك كلِّه، فهي الموقِظَة للهِمَم والآمال، وهي الداعيَةُ إلى وَحدة المسلمين وتضامُنهم، وها هي تعيد الكرّةَ وتوجِّه الدعوة لمؤتمرٍ لقادةِ المسلمين يجمَع شملَهم ويرسم اتِّجاههم ويوضِّح دورهم العالميَّ الرياديّ الحضاريّ، تأتي هذه الدعوةُ في عالَم يموج بالمتغيرات، بل بالأطماع والنزاع وإيقادِ الصراع واستغلال الخلافات، بل إنَّ العالم في كثير من مواقعِه يعيش توتّرًا وبُؤَرا ساخنة، في هذهِ الأجواء والظروف يجِب أن يلتئمَ أمرُ القادة وولاة الأمر ليَرَوا أنفسَهم بمرآةٍ صافيَة صادقة، تعكِس لهم صورَتهم الحقيقية، وما أصدَقَ أن يكون المؤمن مرآةَ أخيه، صِدقٌ في الاجتماع وصفاءٌ في النقاش وإخلاص في النوايا وعُمقٌ في التناصح في النّظر في المشكِلات من غير إلقاء بالتّبِعَة على الآخرين أو اشتغال بجلدِ الذات.
يجب النظَر في النقد والإصلاح والعيوبِ والنقائص بمصداقيّة وحياديّة، ومن ثَمَّ علاجُها بتخطيطٍ وعلم وتعاوُن مفتوح في كلِّ هموم الأمّة؛ في الدين والاقتصادِ والسياسة والأمن والتعليم والعمَل، محفوف ذلك ومؤطَّر بالاعتِزاز بالدين وترسيخٍ للرّابطة الإسلاميّة والتّحليل الدقيقِ لمصادر القوّةِ والضعف وعناصرهما.
إنَّ كلَّ مسلم يؤمِن إيمانا راسخًا لا ريبَ فيه ولا شكَّ بأنَّ الإسلام دينُ الحق ودين العدل ودين البناء والحضارةِ والعمران.
وبَعد: فهي دعوةٌ سعودية مسلِمة لمواجهة الذاتِ وبِناء الصفّ وتوثيق اللُّحمة وترسيخ المشتَرَك، وبِغير مواجَهَة الذات بمصداقيّة وواقعيةٍ وعدل ورحمة وسلامَةِ قصدٍ وحبٍّ للأمة وخوفٍ عليها، بغيرِ هذه المواجهة المخلِصة لا ينجَح المسلمون في عملٍ جماعيّ وحدويّ.
فأصلحوا ـ رحمكم الله ـ ذات بينكم، أصلحوا بالعدل، وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الحجرات:9، 10].
هذَا وصلّوا وسلّموا على نَبيّكم محمد المصطفى ورسولكم الخليل المجتبى، فقد أمركم بذلك ربكم جلّ وعلا فقال عز قائلا عليمًا: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].
اللّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك علَى عبدِك ورسولِك محمّد النبي الأمّي، وعلى آله الطيبين الطاهرين وأزواجه أمهات المؤمنين، وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الأربعة الراشِدين...
| |
|