molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: أعمال القلوب - صالح بن عبد الله بن حميد الثلاثاء 15 نوفمبر - 9:37:38 | |
|
أعمال القلوب
صالح بن عبد الله بن حميد
الخطبة الأولى
أمّا بعد: فأوصيكم ـ أيّها الناس ـ ونفسي بتقوى الله عزّ وجلّ، فاتّقوا الله رحِمكم الله، واجعَلوا مراقبتَكم لمن لا تغيبون عن ناظرِه، واصرِفوا شكرَكم لمن لا تنقطِع عنكم نعمُه، واعملوا بطاعةِ من لا تستغنون عنه، وليكُن خضوعكم لمن لا تخرجُون عن ملكِه وسلطانه، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ [البقرة:235].
أيّها المسلمون، امتنَّ الله على عبادِه بمواسمَ خيرات وأيّامٍ مباركات، تضاعَف فيها الحسنات وتمحَى فيها السيّئات، مواسم ومناسبات يتسابَق فيها المتسابقون ويتنافس فيها المتنافسون، قد أفلح فيها ـ والله ـ من ت+ّى، وخابَ من أخلَد إلى الأرض وآثَر الحياة الدّنيا. وشهرُكم هذا ـ يا عباد الله ـ مِن أفضلِ الشهور، أنزِل فيه القرآن، تفتَّح فيه أبواب الجنّة وتغلَق فيه أبواب النار، صيامُ الصائم يشفَع له عندَ ربه، وخَلوف فمِ الصّائم أطيبُ عند الله من ريح المسك. شهرُكم هو شهر القرآن وشهر الصّدقات وشهر الجود وشهر التّراويح وقيامِ اللّيل. وَصف ربّكم أيّامه بأنّها أيّام معدودات، إشارةً إلى سرعةِ انقضائها، وتنبِيهًا إلى خفّة ظلِّها على المشمِّرين العامِلين. وها أنتُم على أبوابِ عشرِه الأخيرة، وهي أفضلُ العَشر، فهل رجعتم على أنفسِكم بالمحاسبة؟! يا باغيَ الخير أقبِل، ويا باغيَ الشر اقصر، وللهِ عتقاء من النّار. كلّما استحكمتِ الغفلة وطالَ الأمَد قلَّت هِمَم السّالكين، وضعُفت عزائمُ المتعبّدين، فكثُر الكلام وقلَّ العمل، فلا حول ولا قوّةَ إلاّ بالله العليِّ العظيم.
أيّها الإخوة في الله، وإنّ ممَّا يعين على المحاسبةِ الجادّة أن ينظرَ العبدُ في أعمالِ القلوب؛ كيفَ الحال مع تدبّر القرآن؟ وكيفَ الشّأن في الخشوع عندَ ذكرِ الله؟ مَن كانتِ الآخرة همَّه جمَع الله عليه شملَه.
عبادَ الله، أعمالُ القلوب يسأل عنها السّائلون ويتطلَّع إليها العامِلون ويشتغِل بتحصيلها وتحقيقِها المخلِصون. أعمال القلوبِ هي أصلُ الأعمال، وأعمالُ الجوارِح تابعةٌ لها ومعتمِدة عليها، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "أعمالُ القلوب من أصولِ الإيمان وقواعدِ الدين، مثلُ محبّةِ الله ومحبّة رسولِه محمّد والتوكّل على الله وإخلاصِ الدّين له والشّكر على نِعمه والصّبر على حكمِه والخوفِ منه والرّجاء فيما عنده"، قال رحمه الله: "والنّاس في أعمالِ القلوب ظالمٌ لنفسه ومقتصِد وسابق بالخيرات بإذن الله".
أعمالُ القلوبِ ـ أيها المسلمون ـ مِن أهمِّ الواجبات وأعظمِ القرُبات وأفضلِ الأعمال، فهي واجبةٌ مطلوبة كلَّ وقت وعلى جميعِ المكلَّفين، وهي آكَد شعَب الإيمان، وصلاح الجسَد مرتبِط بصلاحِ القلب كما في الحديثِ الصّحيح: ((ألا وإنَّ في الجسد مضغةً، إذا صلَحت صلَح الجسد كلّه، وإذا فسَدت فسد الجسد كلّه، ألا وهي القلب))[1]. إنَّ عبوديّة القلبِ أعظمُ من عبوديّة الجوارح وأكثر وأدوَم، وصلاحُ حركاتِ جوارحِ العبدِ بحسَب صلاح حركاتِ قلبه، فإذا كان القلب سليمًا عامِرًا بمحبّة الله ومحبّة ما يحبّه الله وخشيةِ الله وخشيةِ الوقوع فيما يبغِضه الله صلَحت حركات جوارِحه كلِّها.
ومِن أجلِ مزيدِ تأمّل في هذا الأمرِ العظيم والمقامُ مقامُ محاسبة وأنتم في هذا الشّهر الكريم تتقرَّبون إلى الله بصالحي أعمالهم وتستغلّون شريفَ أيّامِكم انظُروا ـ رحمكم الله ـ في أمرَين عظيمَين لهما شأنٌ كبير في أعمالِ القلوب ودقّة المحاسبة. تأمّلوا في صفتَي الإحسان والمراقبة.
أمّا الإحسان فهو لبُّ الإيمان وروحُه وكماله، بل إنَّ صفةَ الإحسان ـ رحمكم الله ـ تجمَع جميعَ خصالِ التعبُّد ورتبِها، فالعبادَات كلُّها منوطَة بالإحسان، فالإحسان جامعٌ لجميع شعَب الإيمان وأعمالِ القلوب، وكيف لا يكون ذلك وقد بيّنه نبيّنا محمّد بقوله: ((الإحسان أن تعبدَ الله كأنّك تراه))[2]. فأحسِنوا حفِظكم الله، فإنّ الله يحبّ المحسنين، واجتهِدوا فرحمةُ الله قريبٌ من المحسنين، وأبشِروا فهل جزاءُ الإحسانِ إلا الإحسان؟!
الإحسانُ ـ أيها الإخوة في الله ـ يقتضي من المسلمِ إتقانَ العمل إتقانَ مَن يعلم علمَ اليقين أنّ الله عزّ وجلّ مطّلعٌ عليه محيط به ومحيطٌ بعمله.
أمّا المراقبة فهي عِلم القلبِ بقربِ الربّ، ومَن راقب اللهَ في سرِّه حفِظه في علانيّته، ومراقبةُ الله في الخواطر تحفَظ حركاتِ الظواهر.
أيّها المسلمون وأنتم في هذه الأيّام الفاضِلة وعلى أبوابِ هذه العَشر الأخيرَة المباركة حيث أعظمُ ما يُرجى مِن تحرّي ليلةِ القدر، فمن قامَها إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدّم من ذنبه، والمقام مقامُ محاسبة، ويا باغيَ الخير أقبل، ويا باغيَ الشرّ اقصر. حاسِبوا أنفسَكم ـ رحمكم الله ـ في عملٍ من أعمالِ القلوب طالما اجتَهد في تحقيقِة المجتهِدون وحرص في تحصيلِه الجادّون المشمِّرون، ذلكم هو عبادةُ الخشوعِ ومقام الخشوع، أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ [الحديد:16].
الخشوعُ ـ أحسَن الله إليكم ـ يجمَع التعظيمَ لله والمحبّةَ والذلَّ والانكسار، وكلّما كان القلب أشدَّ استحضارًا لعظمةِ ربِّه وجلالِه كان أشدَّ خشوعًا، وإنّما يضلّ القلبُ إذا غفَل عن اطّلاع الله عليه ونظرِه إليه. الخشوعُ هو قيام القلبِ بين يدَي الرّبِّ بالخضوع والتذلُّل والان+ار. الخشوع لينُ القلبِ ورقّته وحُرقة. وإذا خشَع القلب تبِعته الجوارح، فإذا خشَع القلب خَشع السّمع والبَصر والرّأس والوجهُ والصّوت وسائر الجوارح. وإنّ من المأثورِ الصّحيح عن نبيّنا محمّد أنّه كان يقول في ركوعِه: ((خشعَ لك سمعِي وبصري ومخِّي وعظمي))[3]، وفي رواية: ((وما استقلَّت به قدمي))[4] أخرج الحديث مسلم في صحيحه. خشوعُ القلبِ سكونُه عن الخواطرِ والإرادات الرّديئة، خواطر وإرادات تنشَأ من اتّباع الهَوى ووُرود المشاغلِ والصّوارفِ فإذا خشَع القلبُ زالت مظاهرُ التعاظُم والترفُّع والكِبرياء.
أيّها المسلمون، ويتفاوَت الخشوعُ في القلب بحسَب تفاوتِ معرفتِها لربّها الذي تخشَع له، وبحسَب مشاهدةِ القلوب لصفاتِ علاّم الغيوب. فمن علِم قربَ الله منه واطِّلاعه على سرِّه وضميرِه ومراقبتَه لحركاتِه وسكناتِه استحيَى من الله حقَّ الحياء، ومن اطّلع قلبُه على جلالِ الله وعظمتِه وكمالِه زادت محبّتُه لربّه وعظم شوقُه للقائه، ومَن عرَف بطشَ الله وانتقامَه وغَيرتَه على حُرماته خافَ منه وان+َر قلبُه بين يدَيه، قال بعض السّلف: "خشعَت قلوبُهم فغضّت أبصارهم". وأكملُ خشوع خشوعُ نبيّنا محمّد ، فقد كان إذا قامَ إلى الصّلاة خفَض رأسَه تواضُعًا لله، ولم يلتفِت، ولم يتكلّم، وكان يُسمع له أزيز وهو صوتُ البكاءِ الخافِت.
وبعد: أيّها المسلمون، راجِعوا أنفسَكم رحمكم الله، واجتهِدوا في التعرّض لنفحَات ربّكم، وتأسّوا بعبَاد الله الصالحين القانتِين الخاشِعين، يخرّون للأذقانِ يبكون، يبيتون لربِّهم سجَّدًا وقيامًا، تفيض أعيُنهم من الدّمع، تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله، إذا ذكِر الله وجِلت قلوبهم وإذا تلِيَت عليهم آياتُ ربّهم زادَتهم إيمانًا، تطمئنّ قلوبهم بذكر الله. فأروا الله من أنفسِكم خيرًا في هذه الأيّام المباركة.
اللهمّ إنّا نسألك قلوبًا خاشِعة وألسنةً ذاكرة وعلومًا نافعة، ونعوذ بك من قلوبٍ لا تخشَع وأعيُن لا تدمَع ونفوسٍ لا تشبع ودعاءٍ لا يُرفَع.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا [مريم:58].
نفعنِي الله وإيّاكم بالقرآن العظيم وبهديِ محمّد ، وأقول قولي هذا، وأستغفِر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب وخطيئة، فاستغفِروه إنّه هو الغفور الرّحيم.
[1] أخرجه البخاري في الإيمان (52)، ومسلم في المساقاة (1599) من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه.
[2] أخرجه البخاري في التفسير (4777)، ومسلم في الإيمان (9) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[3] أخرجه مسلم في صلاة المسافرين (771) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
[4] هذه الرواية أخرجها أحمد (1/119)، وأبو عوانة في المستخرج (1608)، والدارقطني (1/342)، والبيهقي في الكبرى (2/87)، وصححها ابن خزيمة (607)، وابن حبان (1901)، وصححها الألباني في صفة الصلاة (133).
الخطبة الثانية
الحمدُ لله لا يقول إلا حقًّا، ولا يعِد إلا صِدقًا، أحمدُه سبحانه وأشكره، من أطاعه فهو الأتقى، ومن عصاه فهو الأشقى. وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، تبارك تدبِيرًا وأحسَن خلقًا، وأشهد أنّ سيّدنا ونبيَّنا محمّدًا عبد الله ورسوله، سيّدُ الخَلق طُرًّا وأرفعُهم ذِكرًا وأعظمُهم قدرًا، صلّى الله وسلّم وبارك عليه، وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار من المهاجرين والأنصار، والتابعين ومن تبِعهم بإحسان ما تعاقبَ اللّيل والنهار.
أمّا بعد: فإنّ العملَ الصالح هو ما باشَر القلوبَ، فأوجبَ لها السكينةَ والخشيَة والإخباتَ لله والتواضعَ له والذلَّ بين يديه، يقول بعض السلف: "من خشَع قلبه لم يقربْه الشّيطان".
أيّها المسلمون، وإذا كان الخطيبُ والواعظ يذكِّر المسلمين في هذا الشّهر الكريمِ بالإحسان في العمل وحُسنِ مراقبةِ الله وخشيتِه وخشوعِ القلب له حتّى لا يقربَه الشيطان فأين ورَعُ المتديّنين وتعفُّف المؤمنين الذين يرجُون رحمةَ الله ويخافون عذابَه ويحبّون ما يحبّ الله ورسوله ويكرَهون ما يكرهه الله ورسوله؟! أين ورعُهم وتعفّفهم عن إيذاءِ المؤمِنين والمؤمناتِ ونشرِ الرّعب والخَوف وإزهاقِ الأرواحِ المعصومة وإراقةِ الدماء المحرمّة؟! هل يريدون أن يجعلوا مِن أنفسهم وقودًا لفتنةٍ عمياء؟! ما هي الغايةُ من الإجرامِ الأسودِ الذي انقضَّ على الأطفالِ والنّساء في شهرِ الإسلام وفي عاصمةٍ مسلمة وفي بلدٍ مسلم، بل هو بلد الحرمين الشريفين؟! سفَكوا وقتَلوا ودمَّروا، أيّ تفسيرٍ لهذا الإجرام؟! وأيّ تعليلٍ لهذا السلوك؟! بل أيّ فكرٍ أو مذهبٍ أخذ هؤلاءِ الشبابَ من بيوتِهم وبيوت آبائهم وأمّهاتهم، بيوتٍ مسلمَة وبيئةٍ إسلامية، وجعَلهم يستقطِنون هذا الفكرَ الرهيب والتصوّر المنحرفَ، لتصدرَ عنهم هذه العمليّات اليائسةُ البائسة، ليقتَلَ معصومون مسلِمون مسالِمون في منازلِهم؟!
إنَّ المتأمّل والمعتبِر يجِد نفسَه منجرًّا ليعقِد هذه المقارنةَ، قتلَى في فلسطين من الأطفال والنساءِ والرّجال، تُنسَف مساكِنهم وتدمَّر ممتلكاتُهم، وقتلَى في الرّياض من الأطفال والنّساء والرّجال تنسَف مساكنهم وتدمَّر ممتلكاتهم، إسرائيلُ الإرهابيّة تفسِد في فلسطين، وهؤلاء يفسدون في الرياض، إسرائيلُ تكرَه المسلمين في فلسطِين وتباشِر قتلهم وحِصارهم وتشريدَهم، تُرى ماذَا يريد هؤلاء القتَلةُ في الرياض؟! هل التقَى الهدفان: إرهابُ إسرائيل وإرهاب هؤلاء؟! هل المقصودُ قتلُ المزيدِ مِن العربِ والمسلمِين وإثارة الرّعب وخَلق أجواء مِن الاضطِراب والعُنف؟! بل هل هناك تنسيقٌ بينهم؟! ولئِن استُبعِد التّنسيق فهل يستبعَد الاختراق وتوظيفُ العقول وغسل الأدمغة؟! هل هي فتنةٌ تطلّ برئسِها عياذًا بالله؟!
إنّ المجتمعَ كلَّه يجِب أن يرتفعَ صوته وأن تتوحّد كلمته وجهودُه من أجلِ حماية البلادِ والعباد من القَتل والاستباحةِ والتّدبير الأسود، فالضرر والهلاكُ لن يستثنيَ أحدًا.
إنَّ المسؤوليةَ على الجميع وليس على أجهزةِ الأمنِ وحدَها وهي أجهزةٌ موفَّقة منصورة بإذن الله.
إنَّ مقاومةَ هذا الفكرِ يجب أن تكونَ مفتوحة في كلّ قطاعات الأمّة والدّولة، مع القيام بدورِ خاصٍّ لوسائلِ الإعلام، يبرز فيه دورُ المواطنِ باعتباره شريكًا حقيقيًّا، وعلى وسائلِ الإعلامِ تعريفُه بالحقائقِ ووضعُه في صورةِ الموقف كما هي وليس كما تريدُ بعضُ وسائل الإعلام له أن يعرِف. يجب أن يؤخَذَ الأمر بحزم وأن تزالَ كلّ المعوِّقات حتّى تتمكّن البلاد مِن توظيفِ كلِّ إمكاناتِها وطاقاتِها وطاقاتِ أبنائِها في عملٍ طويل شاقّ، فهذه أعمالٌ إجراميّة إرهابيّة يجب أن يقاومَها الجميع. ولئن كان من البيِّن الواضِح أنّ المجرمَ لا بدّ أن يؤخَذ بجريمتِه ويلقى جزاءَه العادل، ولكن ينضمّ إلى ذلك أنّ الفكرَ يجب أن يقابلَ بالفكر، والكلمة تحاوِرها الكلِمة.
حفِظ الله على هذه البلاد أمنَها وإيمانَها، ووفّق قيادتَها وولاةَ أمرِها لكلّ خير، وزادَهم تمسّكًا بدين الله والعمَل على رفعتِه، وحفِظ ديارَ المسلمين من كلّ سوء ومكروه، إنّه سميع مجيب.
ألا فاتّقوا الله رحمكم الله، فالصّوم جُنّة ووِقاية، فصوموا لعلكم تتّقون. والصّوم يحفَظ الصّائم من اللّغو والرفَث وقولِ الزّور، فلا يجهَل ولا يصخب ولا يسبّ ولا يشتُم، فكيف به يقتُل ويفسد؟!
ألا وصلّوا وسلّموا على الرحمةِ المسداة والنِّعمة المسداة نبيِّكم محمّد رسول الله، فقد أمركم بذلك ربّكم جلّ في علاه فقال قولاً كريمًا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].
اللهمّ صلّ وسلّم وبارك على عبدِك ورسولك محمّد وعلى آله وأزواجِه، وارض اللهمّ عن الخلفاءِ الرّاشدين الأربعة...
| |
|