STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلأمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Ouuou10أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Uououo10أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Uooous10أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Ooouus10أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Ooouo_10أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Ouooo11أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Ooouo_11أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Uoou_u10أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Uoo_ou10أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Arkan_10الطـهـارةأمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةأمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Uuooo_10أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Ouuuuo10أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Oouusu10أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Plagen10أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Uuouou10أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapأمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barأمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
molay
أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapأمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barأمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
must58
أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapأمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barأمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
bent starmust2
أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapأمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barأمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
sanae
أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapأمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barأمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
حليمة
أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapأمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barأمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
mam
أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapأمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barأمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
zineb
أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapأمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barأمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
aziz50
أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapأمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barأمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
mm
أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapأمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barأمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان 51365/1365أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان  (1365/1365)

أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Empty
مُساهمةموضوع: أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان   أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Emptyالأحد 13 نوفمبر - 4:30:52



أمراض القلوب 3

أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان Basmallah

سعيد بن يوسف شعلان


الخطبة الأولى

هذا هو اللقاء الثالث لنا مع الحديث عن علاج القلب من مرض الشيطان، وقد سبق لنا في آخر لقاء أن الشيطان يدور عمله مع ابن آدم على أمرين:

تخويفه من فعل الخير، وتزيين فعل الشر له، ونستكمل ما مضى فنقول وبالله التوفيق:

إن من كيد الشيطان لابن آدم أنه يورده الموارد التي يخيل إليه أن فيها منفعته، ثم يصدره المصادر التي فيها عطبه ويتخلى عنه، ويُسلمه ويقف يشمت به ويضحك منه، فيأمره بالسرقة والزنى والقتل وغير ذلك ويدل عليه ويفضحه، بمعنى أن الشيطان يُغري الإنسان بورود موارد المعاصي، يحرضه على أن يغشى مواطن المعاصي، فإذا وردها ودخلها زين له فعل المعصية التي في هذا الموطن، فإذا استجاب وعملها تخلى عنه بعد ذلك وأسلمه لأسوأ مصير، وشمت به بعد الوقوع في الرذيلة، بعد أن كان معافًا من الوقوع فيها، وضحك منه وسخر وتهكم، فيأمره بالسرقة مثلاً أو الزنى أو القتل أو غيره من صنوف وألوان المعاصي التي حذر الله تبارك وتعالى من إرتكابها. ثم إذا ارتكبها تخلى عنه وأسلمه وقام هو بنفسه بالدلالة عليه، وفضيحته، ومن الأمثلة التي وردت في كتاب الله عز وجل على خداع الشيطان للإنسان وعلى تخليه عنه بعد استجابته، وعلى تبريء الشيطان من الإنسان إذا عمل ما وسوس به قوله تعالى في سورة الأنفال في حق قريش لما خرجت يوم بدر تريد محاربة رسول الله وأصحابه وهدم الإسلام في دولته الجديدة في المدينة، خرج الشيطان كما جاء في سيرة ابن إسحاق في صورة سراقة ابن مالك ابن جعشم المدلجي، وكان بين قريش وبين بني بكر، كان بينهما عداوة وتحسب وتأهب للقتال والغدر، وكاد ذلك أن يُثنى قريش عن الخروج إلى بدر، لكن الشيطان خرج في صورة سراقة يمنيهم ويطمئنهم على الذراري والنساء وعلى ما خلَّفوا وراءهم، وكان شريفًا من أشراف بني كنانة، وكان يظهر لهم في كل موضع أثناء السفر، فلما رأى عدو الله إبليس جند الله من الملائكة نزلوا بأمر الله لنصرة النبي وأصحابه قال لقريش بعد أن أغراهم وحرضهم على الخروج ـ كما ذكر الله في كتابه ـ: إِنّي بَرِىء مّنْكُمْ إِنّي أَرَىٰ مَا لاَ تَرَوْنَ إِنّي أَخَافُ ٱللَّهَ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ [الأنفال: 48].

وتقول الآية من أولها: وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ أَعْمَـٰلَهُمْ زين لهم حرب النبي ، وزين لهم الكفر بالله وبرسوله عليه الصلاة والسلام، وزين لهم الصد عن سبيل الله تبارك وتعالى، وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ ٱلْيَوْمَ مِنَ ٱلنَّاسِ أنتم اليوم أقوياء في غاية القوة والمنعة وإني جار لكم، وأنا أيضًا جار لكم أحميكم وأؤيدكم وأنصركم فَلَمَّا تَرَاءتِ ٱلْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ تراجع وتقهقر وَقَالَ إِنّي بَرِىء مّنْكُمْ إِنّي أَرَىٰ مَا لاَ تَرَوْنَ إِنّي أَخَافُ ٱللَّهَ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ [الأنفال: 48] وإعلانه بأنه يخاف الله يُحمل عند المفسرين على خوف كخوف الكافر والفاجر إذا أحسّ أنه سيؤاخذ بجرمه ويُعاقب على ما فعل، وقال الزجّاج وابن الأنباري: إنما قال ذلك لما رأى الملائكة وخاف أن يكون نزول الملائكة نهاية إنظاره فيكون بذلك قد حان موعد معاقبته ومؤاخذته بعد زوال مدة الإنظار التي أعطاها الله تبارك وتعالى له، ومن ثم قال: إِنّي أَخَافُ ٱللَّهَ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ، وهذا الخوف لا يستوجب نجاة ولا أمنًا، فلو كان يخاف الله الخوف الذي يمنعه العصيان ومن تحريض غيره على العصيان، لخاف من عصيان أمر الله تبارك وتعالى يوم أمره بالسجود لآدم فامتنع وتعلل ذلك بأنه خير من آدم.

وفي سورة الحشر: آيتان جاء في تفسيرهما حديث أخرجه ابن جرير وابن كثير عن علي وابن مسعود مختصرًا، وأخرجه البغوي عن ابن عباس مطولاً، قال الله تعالى: كَمَثَلِ ٱلشَّيْطَـٰنِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَـٰنِ ٱكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنّى بَرِىء مّنكَ إِنّى أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَـٰلَمِينَ فَكَانَ عَـٰقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِى ٱلنَّارِ خَـٰلِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء ٱلظَّـٰلِمِينَ [الحشر: 17].

ورد في تفسير الآيتين الحديث الذي ذكرت مصادره وأنه في حق راهبٍ من بني إسرائيل يقال له "برصيصا" وأن هذا الراهب العابد أتاه ناس بامرأة أرادوا منه أن يقرأ عليها وأن يعالجها العلاج الشرعي، وتركوها له حتى إذا استغرق العلاج أيامًا فإنهم سيأتون بعد ذلك لتسلّمها، وجاء الشيطان إلى هذا الراهب العابد ورغبه وحرّضه وشهى إليه فاحشة الزنا بهذه المرأة التي ائتمن عليها، وما زال به الشيطان حتى استجاب، فلما وقع في المحظور جاءه ووسوس إليه وحَرّضه بقتلها حتى لا يظهر آثر جرمه وفاحشته إذا حملت المرأة فقتلها ودفنها، ثم جاء إلى أهلها فوسوس إليهم ودلهم، وفضح الراهب فجاءوه فأنكر أن يكون أساء إليها أو تقدم إليها بسوء فلما حفروا في المكان الذي دُلّوا عليه وجدوا ابنتهم، وعندئذ سجن وأتاه الشيطان مرة ثالثة كما يقول هذا الحديث وطلب منه أن يسجد له إذا كان يريد النجاة وكان ذلك آخر ما يطمع فيه الشيطان من صرف هذا الراهب تمامًا عن الدخول في رحمة الله عز وجل، وسجد الراهب رغبةً في النجاة والخلاص وعندها ضحك منه الشيطان ضحكًا طويلاً، وانصرف عنه وتركه بعد أن حقق معه كل ما أراده.

إن الشيطان يورد الإنسان الموارد التي فيها هلاكه، وهو يتصور بعد الغواية والإضلال أن فيها منفعته ومصلحته، ثم إذا صدر المصادر وخرج بعد ذلك مثقلاً بالأوزار ندم حيث لم ينفع الندم وتألم لشدة لوم الناس، ولا منفعة تُرجى من التألم لشدة اللوم أو الندم، وكذلك يُغري الشيطان الناس في جميع شؤونهم وأمورهم عبادات كانت أم معاملات أم غير ذلك يغريهم ويحرضهم على التبديل وعلى عمل ما لا يرضي الله تبارك وتعالى من الأمور والأعمال، ومن ذلك أنه يأتي إلى بعض الناس يحرضهم على نفي صفات الله تبارك وتعالى من باب التنزيه فيقنعهم أن ذلك هو لامتثال لقوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْء وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ [الشورى: 11]، فإن قال النبي في حديث : ((إن الله يضحك)) فسّر النفاة الضحك على أنه ليس بالضحك، وأوّل بعضهم فقال: إنه الإحسان أو الرحمة أو ما إلى ذلك من التأويلات بينما أصحاب رسول الله عرفوا المعنى وفوضوا الكيفية إلى الله تبارك وتعالى، أما المعنى فهو معلوم: الضحك هو الضحك، كيف ضحك الله عز وجل، هذا ما لا يمكن أن نعرفه أو ندريه، أو نسأل عليه أو نتدخل فيه؛ لأنه يجب هنا أن نقول ليس كمثله شيء، أما أن يثبت له النبي أنه يضحك أو أنه ((ينزل في الثلث الأخير من الليل فيقول: هل من داع فأستجيب له)) إلى آخر الحديث أو أنه يقترب من عبده الذي يقترب منه كل ذلك وغيره أثبته النبي لله عز وجل، وأثبت القرآن كذلك لله عز وجل صفات أخرى كقوله تعالى: وَجَاء رَبُّكَ وَٱلْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً [الفجر: 22] يوم القيامة، كل ذلك نفاه بعض الناس متابعة لإغراء الشيطان وتحريضه تحت مظلة أن هذا هو التنزيه.

واسمعوا إلى الصحابي الجليل أبي رزين العقيلي لما قال النبي كما عند الترمذي وغيره: ((إن الله يضحك)) فقال هذا الصحابي الجليل لما علم المعنى وفهمه، ولكنه لم يسأل عن الكيفية، لأنه لا مدخل إلى هذا السؤال كيف نُكَيِّف لك هذه الصفات بينما الله عز وجل ليس كمثله شيء، لا سبيل إلى التكييف أبدًا. لكن المعنى معلوم فقال: يا رسول الله، أو يضحك ربنا؟ قال: ((نعم)) فماذا قال هذا الصحابي الجليل؟ قال: (لن نعدم من رب يضحك خيرًا). سبحان الله، ما دام ربنا يضحك فلن نعدم منه خيرًا، ولكن لما تقادمت الأزمان وبعُد العهد بالصدر الأول والجيل العظيم، جيل أصحاب رسول الله وخالط المسلمون الناس في مشارق الأرض ومغاربها، ومنهم من كان حاقدًا على الإسلام حقدًا أسودًا دفينًا كالفرس والروم، فمنهم من دخل الإسلام ليكيد لأهله، وأدخل عليهم علم الكلام، وما أدراك ما علم الكلام، وما فيه من اللعب بالعقول والنظر إلى الدين على أنه فكرة لا يجعلون من الكتاب والسنة رائدًا، عند ذلك بدأ التشويش يحصل، وبدأ الخلط، ومن ذلك فتنة أحمد بن أبي دؤاد الذي فتن المسلمين في عهد الإمام أحمد بن حنبل بمحنة خلق القرآن، فمن لم يقل: إن القرآن مخلوق عُذّب أو قُتل، وصمد لذلك الإمام أحمد، صمد لهذه الفتنة، وقال: "إن القرآن كلام الله ليس بمخلوق" فعُذب وسُجن وُضرب، وقال الجلاد الذي ضربه في زمن المعتصم: "لقد ضربته ثمانين سوطًا لو ضربتها جملاً لهدّته" وصمد وتحمل لأنه عالم لا بد أن يحتمل من أجل أن تسير سفينة الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، ومن أجل أن يستمر الخير وترتفع رايته ويرتفع لواؤه. فلا يمكن أن يُنكر هاهنا بالقلب، فلو أنكر مثل هؤلاء بالقلب فمن ذا الذي ينكر باللسان. ولكن ما أفلت أحمد بن أبي دؤاد من عقوبة الله عز وجل. هذا الذي استجاب للشيطان وفتن المسلمين وامتحنهم وتسبب لهم في المحن والمتاعب والويلات، لم يُفلته الله عز وجل في الدنيا فما الظن بالآخرة، إن أحمد بن أبي دؤاد في آخر عمره يضرب بالسياط وهو مريض مُلقى على الفراش، لقد ضرب الإمام أحمد ولكنه كان متماسكًا وأعانه الله عز وجل، أما هذا فأذله الله حتى إنه ليضرب وهو مريض طريح الفراش ويصف أحمد بن أبي دؤاد مرضه فيقول:

إن نصف جسمي من المرض لا أشعر مع المرض فيه بشيء. شلل، لا حياة في هذا النصف، ولو ضربت فيه السيوف وإن النصف الآخر يؤذيني ويؤلمني، أي شيء يمر عليه ولو كان هو الذباب[1]، قال الله تعالى: وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ لَّهُمْ عَذَابٌ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُم مّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٍ [الرعد: 33، 34].

فهل نصر إبليس أحدًا بعد الغواية والضلالة، هل وقف بجانبه بعد الاستجابة لإغوائه؟ لا، بل يتخلى ويُسلمه ويضحك منه، وتبرؤه يوم القيامة من الأتباع والجند والح+ الشيطاني، تبرؤه يومئذ أعظم، يومها يقتل الندم الشديد والألم النفس، فضلاً عن قتلها، وإذاقتها العذاب الأليم بفعل التواجد في النار وفي الجحيم والنكال والسعير، فعذاب أليم مُعدّ لهم عياذًا بالله منه، وندمًا شديدًا لا ينفع في هذا الموطن، فإياكم والاستجابة للشيطان، حذركم الله تبارك وتعالى وأخبركم أنه عدو لكم، كيف تتخذونه بعد ذلك صاحبًا ووليًا، بل استعيذوا بالله منه، والزموا طاعة ربكم تفلحوا وتفوزوا، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.




[1] والصحيح أنّ هذه المقالة للجاحظ يصف فيها أمراضه التي أصيب بها في أخريات حياته. انظر: سير أعلام النبلاء (11/527) (المنبر).

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله خاتم الأنبياء وإمام المرسلين، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين.

ومن كيد الشيطان كذلك أخوة الإسلام للإنسان، وهو أعظم كيده لأهل الإيمان، أنه يخوف المؤمنين من جنده وأولياءه، قال الله تعالى في سورة آل عمران: إِنَّمَا ذٰلِكُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ يُخَوّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ [آل عمران: 175].

وجميع المفسرين على تفسير هذه الآية بأن الشيطان يخوفكم أيها المؤمنون بأوليائه ويخوفكم من أوليائه حتى لا تأمرونهم بمعروف ولا تنهونهم عن منكر بسبب الخوف منهم، فإذا عمل جند الشيطان وح+ه وأولياءه ما عساهم أن يعملوا من المعاصي خوف الشيطان المؤمنين من أمرهم ونصحهم، ونبههم قائلاً للذي يريد أن يأمر أو ينهى أو ينصح:

أتأمره، أتنصحه، ألا تخاف أن يقطع رزقك وعيشك أو يعذبك أو يقتلك وما إلى ذلك فيقول عندها الإنسان إذا كان ضعيف الإيمان استبد الخوف بقلبه، وما شأني أنا فليأمرهم غيري ولينههم غيري، أما إن كان قويًا زال الخوف من قلبه، ومن ثم أضرب مثالاً واحدًا وبسرعة لأن الوقت يتفلت منا ويسابقنا، أضرب مثالاً على قوة الإيمان إذا تمكنت من القلب لم تدع مجالاً في القلب للخوف من الشيطان أبدًا. مهما كان التخويف والتهذيب والوعيد. إن أول خليفة عباسي وهو السفاح لما حارب بني أمية واستولى على الحكم. سأل جنوده وأتباعه وهو من سلالة ونسل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ولكن شتان بين الصحابي ابن الصحابي وبين هذا الخليفة الذي سرق ونهب وقتل وفعل الأفاعيل، قال: "هل بقي أحد يُنكر علينا ما فعلنا" فقال له جنوده: نعم، الأوزاعي عالم الشام. قال: "ائتوني به"، فاستدعي. وجاء الأوزاعي يقطع طريقه "بحسبي الله لا إله إلا الله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم" وبدعاء: "اللهم اكفنيهم بما شئت" إلى غير ذلك من الأذكار، وجاء والنور يتهلل من وجهه، نور إيمانه ورضاه بقدر ربه وتسليمه واستعداده لكل ما يمكنه بذله في سبيل رضى ربه تبارك وتعالى. كيف لا والعلم الذي أنعم الله تبارك وتعالى به عليه هو قائده إلى مثل هذا الرضا وهذا الثبات، وأمر السفاح جنوده أن يقفوا صفين وأن يستعرضوا السيوف حتى يدخل الرعب والخوف إلى قلب ذلك العالم من كل حدب وصوب، ودخل الأوزاعي والسيوف حوله من كل جهة حتى إذا وقف بين يدي الخليفة قال له: ما تقول فيما فعلناه من قتل بني أمية؟ فقال الأوزاعي: حدثني فلان عن فلان عن ابن عباس رضي الله عنهما (وأتاه بحديث عن جده الأعلى خصيصًا) قال: قال رسول الله : ((لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة)).

نفس بنفس: رجل قتل رجلاً عمدًا يُقتل به، الثيب الزاني: الزاني الذي ليس بكرًا، والتارك لدينه المرتد المفارق للجماعة.

فنكت السفاح الأرض بعصًا في يده في الأرض وغضب غضبًا شديدًا. قال الأوزاعي: حتى رأيت الوزراء حوله يكفون ثيابهم لئلا يصيبهم دمي إذا ضُربت بالسيف. ثم قال له: وما تقول فيما أخذناه من المال؟ قال: إن كنت أخذته بحق فأنت عليه مُحاسب، وإن كنت أخذته بباطل فأنت عليه معاقب، وغضب غضبًا شديدًا زيادة على غضبه الأول، فقال له: انصرف عنّي. فانصرف وقال: الحمد لله.

ثم دعاه مرة أخرى فقال: ارجع. فرجع. فقال له خذ هذا المال. فأراد ألا يستجيب، وأشار له بعض الحاضرين أن خذه وتصرف (يعني: إن كان الأمر وقف على استلام المال فخذه ثم تصرف فيه، ولا حرج عليك) فأخذه الأوزاعي ووزعه على الجنود وهو خارج وترك لهم كيس النقود، وانصرف إِنَّمَا ذٰلِكُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ يُخَوّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ.

فليبق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مكانه ونصابه وفي موضعه، ولا يخافن خائف من أن يقوم بكلمة لله عز وجل حيثما تطلب الأمر أن يقام بكلمة الله عز وجل، ولا ينبغي أبدًا أن يتدخل الشيطان أو يتسرب إلى النفوس من باب التودد إلى الناس وحسن الخلق، وقوله: عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ [المائدة: 105] يقول للذي يريد أن يأمر وينصح يا أخي هذا ليس من قبيل التودد للناس لا تغضب للناس، تودد إليهم، إنك إن أنكرت عليهم كلما عملوا عملاً، أو أخطأوا خطأً فلن يبقى لك أحدٌ أبدًا يحبك. خففّ. هوّن بعض الشيء. بعض ذلك يكفيك، ثم إن هذا ليس من حُسن الخلق أن تضايق الناس وأن تُغضبهم كلما عملوا شيئًا، قلت لهم: إن هذا خطأ، إن القرآن يقول كذا، إن السنة تقول كذا. لا. فيقول صحيح. إن هذا ليس من حُسن الخلق، فلنقل شيئًا ولنترك آخر، وإن شاء الله ربنا يهديهم، ثم قوله تعالى: عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ وهذه هي المصيبة الكبرى عندما يُقنعهم بالسكوت عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقرآن الكريم عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ التي قال فيها أبو بكر رضي الله عنه: "إنكم تتأولون هذه الآية خطأ ليس معناها عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ يعني على المرء أن يكتفي بنفسه فحسب، لا.

المسلمون كل لا يتجزأ، المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا، وشبك النبي بين أصابعه كما في صحيح البخاري عن أبي موسى وفي غيره من الكتب، عليكم أنفسكم يعني عليكم بجميع المسلمين، عليكم بجميع الإخوان والأحباب والأصدقاء والمعارف طالما أنهم مسلمون يُنصحون ويؤمرون وينهون. هكذا.

إِنَّمَا ذٰلِكُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ يُخَوّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ ومن كيده لابن آدم أنه يسحر عقله حتى يُزين له الباطل فيبرزه في صورة مستحسنة، ويُقبح إليه الحق فيبرزه في صورة مستهجنه، يخيل إليه النافع ضارًا، والضار نافعًا/ حتى يحب الضار ويشتهيه ويرغب فيه بينما فيه هلاكه وعطبه. فهو الذي صاحب أبوينا حين أُخرجا من الجنة، وهو الذي صاحب قابيل حين قتل أخاه، وهو الذي صاحب قوم نوح حين أغرقوا، وصاحب قوم هود حين أرسل الله عليهم الريح العقيم، وصاحب قوم صالح حين أخذتهم الصيحة، وصاحب قوم لوط حين رُفعوا وقلبوا وأُتبعوا بالحجارة التي من سجيل منضود، وصاحب أصحاب مدين حتى أخذهم عذاب يوم الظلة، وصاحب قوم فرعون حين أُغرقوا وصاحب بني إسرائيل أو بعضهم حين عبدوا العجل وحاق بهم المصير السيئ من أن الرجفة أخذتهم، هو من لدن أبينا آدم إلى اليوم، فهلا أفاق الناس وعادوا إلى صوابهم ورشدهم وضيقوا على إبليس دائرة الجند والحزب الشيطاني، وكثّروا ـ بفضل الطاعة والانصياع والخضوع لله عز وجل ومتابعة الرسول ح+ المؤمنين وجند الله تعالى وح+ه. حتى ولو كانوا قلة في العدد فإنهم إذا قوي إيمانهم وعظم ثقتهم بالله تعالى وركنوا إلى الله عز وجل فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة إذا قوى إيمانهم وزادت ثقتهم في الله عز وجل فلن يُغلبوا من قلة، إنما يُغلب المؤمنون من قبل الضعف في إيمانهم وعدم الثقة في الله عز وجل، والاغترار بالكثرة لَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ فِى مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ ٱلارْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ثُمَّ أَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَذٰلِكَ جَزَاء ٱلْكَـٰفِرِينَ ثُمَّ يَتُوبُ ٱللَّهُ مِن بَعْدِ ذٰلِكَ عَلَىٰ مَن يَشَاء وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [التوبة: 25 ـ 27].

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أمراض القلوب 3 - سعيد بن يوسف شعلان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: