molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: أمراض القلوب 5 - سعيد بن يوسف شعلان الأحد 13 نوفمبر - 4:28:11 | |
|
أمراض القلوب 5
سعيد بن يوسف شعلان
الخطبة الأولى
أما بعد:
فقد مرت بنا فترة غير قصيرة ونحن نتكلم عن أسباب مرض القلب لأن هذا الأمر حري بالاعتناء والاهتمام، فقد جاء في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)). فينبغي الحرص على سلامته والحيلولة بينه وبين أسباب مرضه، وإن كنا قد أطلنا الحديث عن تسبب النفس وشرورها في مرض القلب فإن الحديث عن مرض القلب بالشيطان ليس أقل حاجة في أن يعطى حقه من الحديث عن النفس وشرورها، فإن النفس وشرها وفسادها ناشئ من وساوس الشيطان، ولهذا لم يأمر الله عز وجل في القرآن بالاستعاذة من شر النفس، بينما أمر بالاستعاذة من الشيطان الرجيم، ولم تأتِ الاستعاذة من شر النفس إلا في السنة المطهرة حيث جاء في خطبة الحاجة ((ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعملنا)).
بينما ورد التحذير من الشيطان وكيده ومحاربته في عدة مواضع من القرآن الكريم وفي سنة رسول الله ، ومن تأمل القرآن والسنة وجد الاعتناء بذكر الشيطان وكيده ومحاربته أكثر من ذكر النفس، ولقد جاء في حديث صححه الترمذي عن أبي هريرة أن النبي أرشد أبا بكر إلى الاستعاذة من شر الشيطان والنفس جميعاً لما قال له الصديق : يا رسول الله علّمني شيئاً أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت فقال له النبي : ((قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه وأن اقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلم. قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك)).
فتضمن هذا الحديث الشريف سبب الفساد وغايته، وأن النفس والشيطان هما مصدر الفساد، وأن غاية الفساد إما أن تؤول وتعود على العامل وإما على أخيه المسلم، ومن هنا أرشد النبي أفضل هذه الأمة إلى أن يقول هذا الذكر إذا أصبح وإذا أمسى وإذا أخذ مضجعه، يا ليتنا نحرص على ما يعرف بأذكار الصباح والمساء والأذكار التي تكون قبل النوم وعلى غيرها من الأذكار التي تكون قبل الأكل وبعده وقبل الشرب وبعده وعند لبس الملابس وخلعها ودخول الغائط وإتيان النساء وغير ذلك من الأذكار، فإن فيها حماية وتحصناً من الشيطان الذي هو أحرص ما يكون عن قطع الإنسان عن كل خير إذا همّ به أو همّ بالدخول فيه.
ومن الآن فصاعداً نتكلم عن تسبب الشيطان في مرض القلب وعما يكيد به الإنسان ليتم الغرض من التحذير من أسباب مرض القلب، وليتم العلم بما يوجب للقلب صحته وسلامته.
ومرادهم ما ينبغي أن يؤخذ به في علاج مرض القلب بالشيطان هو ما أمر به الله تبارك وتعالى في سورة النحل من الاستعاذة منه ومن شره قال الله تعالى: فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون. والاستعاذة أيها الإخوة الكرام هي: الامتناع والاعتصام بالله تعالى واللجوء إليه، وعلى الذي يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ألا يذكر لفظ الاستعاذة مجرد ذكر، بل عليه عند تفوهه بلفظ الاستعاذة أن يتيقن كل التيقن أنه متعرض لشر مستطير، ومن ثمّ فإنه يجأر إلى الله ويلجأ إليه ويمتنع به ويعتصم ليجيره من هذا الشر، وليجيره من هذا الأذى ويحميه منه، ولهذا فإن بعض الناس يشتكي من عدم حضور قلبه عند قراءة القرآن الكريم ومن عدم حصول الغرض المنشود في قلبه. بل إن بعضهم يشكو من حدوث خوف ورعب بسبب القراءة أو الدخول في الصلاة أو المسجد ومن ثمّ ينبغي عليهم عند الاستعاذة من هذا العدو اللدود أن يستعيذوا استعاذة متيقن أنه بصدد شر وبصدد حرب وكيد يوشك أن تحيط به هذه الحرب وهذا الكيد، ومن ثمّ فهو يحاول جهده ما استطاع أن يلجأ وأن يعتصم بشيء يحول بينه وبين هذا الأذى.
أما أن يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم مجرد قول ومجرد ذكر من غير حضور قلب ومن غير شعور بالمستعاذ منه والمستعاذ به، والمستعاذ منه وهو الشيطان، والمستعاذ به وهو الله تبارك وتعالى القوي المتين، إذا قال ذلك وهو لم يشعر بمن يستعيذ منه ومن يستعيذ به فلن يحصل له ما يصبو إليه من النجاة والإفلات من شر إبليس وكيده.
وفي الاستعاذة ثمانية أوجه مهمة وعظيمة الأهمية أذكرها موجزاً وملخصاً ما أقول:
الوجه الأول: أن من فوائد الاستعاذة أن القرآن الكريم شفاء لما في الصدور، يذهب القرآن الكريم ما يلقيه الشيطان في الصدور، ويذهب هذا الأثر ويطهر القلب وينقيه، ومن ثمّ فلابد من إخلاء القلب من هذه المادة وطرد الشيطان ومادته، ليحصل الانتفاع الكامل بدواء القرآن الكريم، ومن ثم أمر المؤمن أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ليصادف القرآن الكريم محلاً خالياً فيتمكن منه ويلبث فيه ويحصل الانتفاع.
الوجه الثاني: أن من فوائد الاستعاذة أن القرآن مادة العلم والهدى والخير في القلب كما أن الماء مادة النبات، والشيطان نار يحرق النبات أولاً بأول. كلما أحسّ بنبات الخير من القلب سعى في إفساده وإحراقه، ومن ثم أمر المؤمن أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، والفرق بين الوجه الأول والوجه الثاني أن الوجه الأول يهدف إلى حصول فائدة القرآن في القلب يهدف إلى نفع القلب بدواء وغداء القرآن الشافي، وأما الوجه الثاني يهدف إلى حفظ هذه الفائدة الناتجة عن أخذ هذا الدواء وبقائها وثباتها. ومن هنا قال من قال بالاستعاذة بالله بعد القراءة، لاحظ هذا المعنى الجيد فقال: إن الاستعاذة تكون بعد القراءة لا قبلها، لأن الآية تقول: فإذا قرأت القرآن يعني بعد أن تفرغ من القراءة، والحق أن المراد فإذا قرأت أي فإذا أردت الشروع في القراءة وهذا ما دلت عليه السنة وآثار الصحابة، وهو قول جمهور الأئمة من السلف والخلف أن الاستعاذة تكون قبل المشروع في القراءة لا بعدها، والاستعاذة قبل القراءة محصلة للأمرين للفائدة ولبقائها وثباتها وحفظها.
الوجه الثالث: أن الملائكة تدنو من قارئ القرآن الكريم وتستمع له كما جاء في حديث البخاري عن أسيد بن حضير أنه قرأ القرآن ليلةً فرأى مثل الظلة (أي رأى سحابةً أو عمامةً فيها مثل المصابيح. . غمامة أو سحابة من نور كأن فيها مصابيح مشتعلة تظلله من فوق رأسه، فلما أصبح قصّ على النبي ما رأى فقال عليه الصلاة والسلام: ((تلك الملائكة دنت لصوتك لمّا قرأت))، دنت لتستمع، والشيطان عدو الملك، ومن ثم أُمر المؤمن أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ومن حضوره ليحضره خاصّ ملائكة الله تبارك وتعالى. فهذه منزلة لا يحضر فيها الملك والشيطان، فيستعيذ المؤمن لكي يفر الشيطان ويحضر الملك.
الوجه الرابع: أن الشيطان يجلب على القارئ بخيله ورجله، ليحول بينه وبين الهدف الأسمى من القرآن، وهو تدبّر المعاني وتفهمها ومعرفة ما أراد المتكلم به سبحانه، وهو الله عز وجل يحول الشيطان بين القارئ وبين المقصود منه القراءة وحصول الفائدة في القلب، يشغله بأمور تلفته من هذا الهدف الأسمى المنشود، وتجعل لسانه يتمتم ويتحرك، بينما القلب في واد آخر، مشتت في كل واد منه مزعة، ومن ثم أُمر المؤمن أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ومن كيده.
الوجه الخامس: أن الله تبارك وتعالى يستمع إلى قارئ القرآن الكريم، تبارك وعز وجل يشرف القارئ بأن يستمع إليه وكما جاء في الحديث: ((لله أشد أذناً لحسن الصوت بالقرآن الكريم من صاحب القينة إلى قينته)) الله تبارك وتعالى اشتد استماعاً لقارئ القرآن الكريم الحسن الصوت من صاحب القينة الذي اتخذ مغنية تغنيه وتشدوه، فأقبل عليها مشدوها إليها معجباً مطرباً، لكن الله تبارك وتعالى أشد استماعاً لقارئ القرآن الكريم فأي شرف أعلى من هذا الشرف وأي فوز أعظم من هذا الفوز. فلماذا؟
إذن قلّ الإقبال على ما يحصل هذا الشرف، لماذا إذن قلّ عدد الراغبين في أن يستمع لهم رب السموات والأرض وما بينهما، ربُ العالمين، هذا من أعظم الوجوه وهو أن يستمع الله تبارك وتعالى لقارئ القرآن الكريم.
الوجه السادس من أوجه الاستعاذة وفوائدها: أن الشيطان يقبل على القارئ إذا قرأ القرآن فيلقى في تلاوته رمد ثم يخبط لسانه ويغلط ويتشوش ويخلط في القراءة، وإذا تلفظ بلفظ من سورة ظن أنه ليس كذلك وأنه من سورة أخرى والتبست عليه القرآن، فأمر المؤمن أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم لكي لا يتمكن الشيطان من التخلل بينه وبين قلبه فيحدث له هذا الغلط والتشوش والتخبط، قال الله تبارك وتعالى في سورة الحج: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته. أي إذا قرأ ألقى في قراءته فإن كان ذلك فعل الشيطان بالرسل، فكيف بمن دونهم من الخلق ومن الناس، وهذا هو السبب الذي يحدث للقراء عندما يقرؤون عن ظهر قلب، يتشوشون ويتخبطون، فعلى القارئ أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم استعاذة المتيقن بما يستعاذ منه وبما يستعاذ به.
والوجه السابع: أن الشيطان يحرص على قطع الطريق الذي يسير فيه الإنسان لبلوغ خير ولتحصيل نفع وفائدة، فهو قاطع طريق يحول بين الإنسان وبين الخيرات، وإذا كان المسافر ينشغل بدفع القطاع قبل أن يسير في طريقه، فعلى قارئ القرآن أن يعلم أن الشيطان حريص على أن يمنعه من هذا الخير العظيم، وحريص على أن يقطع عليه طريقه للنفع والفائدة رضوان الله عز وجل، فعلى المؤمن إذن أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم قبل القراءة.
والوجه الثامن والأخير: أن الاستعاذة إعلام بالآتي بعدها، وأنه كلام الله عز وجل، فليس لكلام غير كلام الله أن يستعاذ بالله من الشيطان الرجيم قبله، فالاستعاذة تنبيه للمستمع أن الذي ستستمع إليه بعد قليل هو كلام الله تبارك وتعالى.
أسأل الله العلي العظيم أن ينفعني وإياكم بالعلم النافع، وأن يجعل القرآن العظيم شفيعاً لنا ولكم، وحجة لنا ولكم، لا علينا، ومؤنساً لنا في قبورنا، وشفيعاً لنا يوم القيامة لبلوغ أعلى الدرجات عند الله عز وجل.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله خاتم الأنبياء وإمام المرسلين. اللهم صلّ وسلم وبارك على الخيرة من خلقك والمصطفى من عبادك نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فكما أمر الله تبارك وتعالى بالاستعاذة من الشيطان الرجيم فقد أمر بالاحتراز من شر شياطين الإنس بدفع إساءتهم بالإحسان كما جاء ذلك في سورة الأعراف سورة فصلت وسورة المؤمنون قال الله تبارك وتعالى في سورة الأعراف: خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وهذا في الاحتراز من شر شياطين الإنس، وأما ما يتعلق بشياطين الجن فالآية كالتالي: وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم.
وقال تعالى في سورة المؤمنون: ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون وهذا في حق الأول، وأما في حق الثاني: وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون.
وقال في سورة فصلت: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم.
وإذا أردنا أن نضرب مثلاً للاحتراز من شر شياطين الإنس فنسوق الحديث الذي أورده الإمام البخاري – رحمه الله – عند الآية التاسعة والتسعين بعد المائة من سورة الأعراف خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين فقد أورد حديثاً عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الحر بن قيس بن حصن الفزاري كان من الشباب الذين يقربهم الخليفة العادل عمر بن الخطاب لأنه من أهل القرآن وكان أهل مشورة عمر هم أهل القرآن والعلماء سواءً كانوا شيوخاً أو شباباً، وكان الحر بين قيس من الشباب كابن عباس رضي الله عنهم جميعاً يقربهم عمر ويستشيرهم ويجعلهم أهل مجلسه، وهذا الحر ابن قيس الشاب العالم كان له عم هو عيينة بن حصن الفزاري. كان ممن يتألفهم رسول الله بالعطايا لأنه كان ضعيف الإيمان يتذبذب ويتردد، فيعطيه النبي لكي يثبت على هذا الدين العظيم، ومن ثمّ كان جلفاً غليظاً سيء الأدب والخلق جاء إلى المدينة وطلب من ابن أخيه الحر بن قيس أن يستأذن له على عمر بن الخطاب ولم يكن على باب عمر بواب، لكن عيينة كان يريد حضور مجلس عمر مجلس المشورة ليهينه على الملأ ولتكون إهانته ملء السمع والبصر مسموعة مرئية من الجميع، واستأذن الحر لعيينة على عمر ودخل عيينة فقال للخليفة العادل عمر بن الخطاب الذي كان من أبرز كبار نصراء الحق من أصحاب النبي المبغضين للظلم والظالمين الساعين في إحقاق الحق وإبطال الباطل جهدهم، دخل عليه فلم يقل له يا أمير المؤمنين ولم يقل له يا خليفة رسول الله ولم يقل له من نحو ذلك شيئاً على الإطلاق، بل قال له مستهزأً متهكماً ساخراً: إيه يا ابن الخطاب، والله ما تعطينا الجذل وما تحكم بيننا بالعدل، أي ما تعطينا ما ينفعنا ولا يحسن الانتفاع به، ولا تحكم بيننا عادلاً، لست كذلك فأنت تسيء إلينا ولا تحكم بيننا بالعدل ولا تعطينا ما يمكننا الانتفاع به فهمّ عمر به ضرباً بالدرة التي معه. لماذا؟ لأنه سيء الأدب غليظ يحتاج إلى أن يتأدب، لكن الحر بن قيس الشاب العالم قال: يا أمير المؤمنين، إن الله تعالى قال: خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وهذا من الجاهلين، قال ابن عباس راوي الحديث: فوالله ما تجاوزها عمر، وكان وقافاً عند كتاب الله عز وجل. هكذا كان عمر، عندما ذُكـّر بالآية التي تحض على الاحتراز من شياطين الإنس فاحترز وامتنع، ودفع السيئة بالحسنة، وهكذا يجب أن نكون خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين.
وهكذا يتم المراد في هذا اليوم من التحذير من شر الشيطان وكيده ومحاربته ووصف العلاج من المرض الناشئ من الشيطان بالاستعاذة من شره، وكذلك وصف العلاج في الاحتراز من شياطين الإنس وذلك بدفع إساءاتهم بالإحسان، فإنهم ينقلبون عندئذ أحباباً وأولياءً، وما يقدر على دفع الإساءة بالإحسان إلا الصابر ذو الحظ العظيم، فإن الصبر يمد النفس المطمئنة بما تتقوى به على الغضب، ويتم عندها دفع الإساءة بالإحسان، ولا يتم ذلك لأي أحد بل ذلك مكفول للمعروفين بالحلم والعفو والصبر والأناة، ومن ثمّ قال النبي لأمير وفد عبد القيس الأشجع: ((إن فيك خصلتين يحبها الله ورسوله فقال: وما هما يا رسول الله قال: الحلم والأناة)) الحلم على المسيء وعلى الجاهل أن يُحلم عليه وأن تدفع إساءته بالإحسان، والأناة التأني والصبر والتروي في عمل الأشياء.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يحلينا بهذه الخصال التي تحلى بها أمير وفد عبد القيس والتي أحبها الله والرسول . كما أسأل الله العلي العظيم أن يجعلنا جميعاً أينما كنا من أرض الله من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وأقم الصلاة.
| |
|