STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلأمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Ouuou10أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Uououo10أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Uooous10أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Ooouus10أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Ooouo_10أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Ouooo11أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Ooouo_11أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Uoou_u10أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Uoo_ou10أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Arkan_10الطـهـارةأمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةأمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Uuooo_10أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Ouuuuo10أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Oouusu10أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Plagen10أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Uuouou10أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapأمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barأمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
molay
أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapأمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barأمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
must58
أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapأمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barأمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
bent starmust2
أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapأمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barأمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
sanae
أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapأمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barأمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
حليمة
أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapأمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barأمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
mam
أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapأمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barأمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
zineb
أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapأمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barأمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
aziz50
أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapأمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barأمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
mm
أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapأمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barأمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان 51365/1365أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان  (1365/1365)

أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Empty
مُساهمةموضوع: أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان   أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Emptyالأحد 13 نوفمبر - 4:27:28



أمراض القلوب 6

أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان Basmallah

سعيد بن يوسف شعلان

الخطبة الأولى

أما بعد:

فقد مرّ بنا في الجمعة الماضية أن الله تبارك وتعالى أرشد في القرآن الكريم إلى الاحتراز من شر شياطين الجن بالاستعاذة منهم وأرشد إلى الاحتراز من شياطين الإنس بالإعراض عن الجاهلين ودفع الإساءة بالإحسان، ونعود اليوم فنركز على ما يتعلق بعلاج القلب من مرض الشيطان فنقول:

إن الله تبارك وتعالى أمر بالاستعاذة من الشيطان الرجيم ليس عند قراءة القرآن فحسب كما مر بنا، وتكلمنا عن الفوائد والأوجه المترتبة على الاستعاذة من الشيطان عند الشروع في القراءة، بل أمر الله تبارك وتعالى بالاستعاذة من الشيطان عند كل الأمور والشئون فقال في سورة المؤمنون: وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون أمر الله عز وجل بالاستعاذة من نزغات الشياطين ووساوسهم والاستعاذة بالله تبارك وتعالى من حضورهم أي من حضور الشياطين في أي أمر من الأمور أو شأن من الشئون، سواء كان ذلك في الحياة أو عند النزع والسياق والاحتضار.

على العبد المسلم إذن أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم بهاتين الآيتين العظيمتين: وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين فيقول أعوذ بالله من همزات الشياطين، وأعوذ بك رب أن يحضرون.

ومما ينبغي أن يعلم أخوة الإسلام أنه ليس للشيطان سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، فمن صدق في إيمانه وتوكله وإخلاصه فاعتصم بالله وامتنع به فلن يكون للشيطان عليه سلطان إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون كما قال الله عز وجل في سورة النحل وأكد الله تبارك وتعالى أنه ليس للشيطان على المؤمن المخلص سلطان في سورة الحجر فقال الله عز وجل لما أقسم إبليس على إغواء وإضلال بني آدم قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك المخلصين قال هذا صراط علي مستقيم إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين ليس لك على المؤمنين المخلصين من عبادي سلطان، إنما سلطانك على الغاوين، الذين يتبعونك من عبادي.

وفي سورة ص يحلف إبليس بعزة الله عز وجل أن يضل بني آدم وأن لا يدع منهم إلا من اعتصم بالله تبارك وتعالى وامتنع به إلا المخلصين قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين فليس للشيطان على المؤمن المتوكل الصادق في إيمانه وتوكله سلطان، وأما السلطان المثبت للشيطان في القرآن فإنما هو سلطان الإضلال والإغواء لا سلطان الحجة والبرهان، ليس عند الشيطان سلطان حجة يظهره لمن يغويهم ويوسوس لهم للدلالة على صدق ما يدعوهم إليه ويوسوس لهم به، ليس عنده من حجة ولا برهان، فهو القائل في خطبته التي سيسمعها كل أتباعه في جهنم يوم الفصل والقضاء في هذه الخطبة التي جاءت في سورة إبراهيم في الآية الثانية والعشرين وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان ما كان ليّ عليكم سلطان حجة أو برهان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي دعوتكم فوافقت دعوتي أهواءكم وأغراضكم، فاستحببتم لي، أما أنا فلم يكن لي عليكم سلطان الحجة والبرهان، إذن فالسلطان المثبت غير المنفي هو سلطان الإغواء والإضلال كما قال الله عز وجل في سورة النحل: إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون وقال الله تعالى في سورة سبأ: ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمنين وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك وربك على كل شيء حفيظ. سلطانه بالغواية والإضلال، إنما هو ليتبين من يؤمن بالآخرة إيماناً جازماً يقينياً ممن يدعي ذلك ولم يخالط قلبه يقين أو إيمان.

إذن ليس للشيطان على المؤمن المتوكل سلطان، وما كان له على أحد من بني آدم سلطان من حيث الحجة والبرهان، إنما سلطانه في الإغواء والإضلال والوسوسة، وبنو آدم هم الذين مكنوا الشيطان من أن يتسلط عليهم لما أطاعوه وخالفوا ربهم جل وعلا واتبعوا الشيطان الذي حذرهم الله منه! قال الله تعالى في سورة يس: ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تتبعوا الشيطان إنه لكم عدو مبين ألم أخذ عليكم العهد ألا تعبدوا الشيطان وألا تطيعوه إنه عدوكم الظاهر الواضح الجلي، وأن أعبدوني وأخذت عليكم العهد أن تعبدوني وحدي هذا صراط مستقيم ولقد أضل منكم جِبِلاً كثيراً أفلم تكونوا تعقلون ألم يكن لكم عقل تستوعبون به وتفهمون به ما أخذت به العهد عليكم من مخالفة عدوكم وطاعتي أنا، هذه جهنم التي كنتم توعدون هذا جزاء مخالفتكم جهنم التي كنتم توعدون اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون ومن هذا القبيل ومن هذه الجهة جهة أن الشيطان ليس له على بني آدم سلطان، إنما العصاة المخالفون من بني آدم هم الذين مكنوه من التسلط عليهم، من هذه الجهة قوله تعالى في سورة النساء: ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً فليس على هذه الآية مطعن لا يقولن أحد قد أصبح للكافرين على المؤمنين السبيل كل السبيل والله تعالى يقول: ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً، والجواب هو نفس الكلام السابق فالمؤمنون هم الذين سلطوا أعداءهم على أنفسهم وجعلوا لهم السبيل عليهم لما خالفوا ربهم ولم يعملوا بطاعته وأتوا بما يضاد الإيمان، جعلوا للكافرين عليهم سبيلاً، والله تعالى قد ضمن لهم إن هم داموا على طاعته ألا يكون للكافرين عليهم سبيل لكن هم الذين مكنوا الكافرين منهم لما ذلّوا أنفسهم لأعدائهم وأشادوا بذكرهم وطلبوا مودتهم وعطفهم، وأشادوا بذكر الكفرة الفسقة المارقين منهم، وملأوا صحفهم بالحديث عن هؤلاء الكافرين وأعرضوا عن الدعوة إلى الله تبارك وتعالى وتصحيح مسارها، وهي تشتكي إلى الله تبارك وتعالى ظلم أصحابها الذين ائتمنوا عليها، فالبدع تمخر في غبابها وتعرض سفينة الدعوة دائماً للتدمير والتحطيم، والمسلمون ملتفتون عن ذلك كله إلى الإشادة بذكر أعدائهم الذين حذرهم الله منهم وأخبرهم أنهم أعداءهم كما أخبرهم أن الشيطان عدوهم ولكن مرض القلوب الذي ينقسم إلى مرض شهوات وشبهات أعمل في القلوب عمله، فأصبح كثير من المسلمين لا يهمهم إلا المآكل والمشارب والنساء، ولا يهمهم كيفية تحصيل هذه الشهوات من حرام أو حلال، لأن الشهوات قد تمكنت من قلوبهم فأمرضتها، وليس عندهم إيمان قوي يدفعون به هذه الشهوات فمرضت القلوب، ومرضت كذلك بمرض الشبهات لما شكّوا في نصر الله عز وجل وتأييده لعباده، واغتروا بقوة أعدائهم، فركنوا إليهم وتذللوا لهم ليضمنوا لأنفسهم السلامة معرضين عن وعد الله عز وجل في سورة النور: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا – بشرط – يعبدوني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون، أطاعوا أعداءهم في الإقبال على الشهوات واستولت الشبهات على القلوب، وعلم أعداء المسلمين أن المسلمين لو انسلخوا من دينهم فستكون المواجهة بين سلاح وسلاح، وعندها تكون الغلبة لأصحاب السلاح المتفوق للأعداء.

وأما إن تمسك المسلمون بدينهم فستكون المواجهة بين سلاح فقط، ودين وسلاح، حتى لو كان السلاح يومها أقل في القوة من سلاح الأعداء إلا أن الدين المتين والإيمان القوي سيعوض النقص الذي فات في السلاح لأن الله عز وجل قال في سورة آل عمران للنبي وأصحابه: بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين.

وتسبب المسلمون يوم أحد في جعل السبيل للكافرين عليهم بسبب المخالفة ومعصية رسول الله فهل في المسلمين اليوم من هو أقوى ديناً وإيماناً من أصحاب النبي حتى لا نبتلى وحتى لا نذوق من وبال الكافرين، وحتى لا نذوق من تسلطهم، ولكون السبيل منهم علينا، هل فينا اليوم من هو أقوى من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام الذين امتحنوا بأن جعل السبيل للكافرين عليهم لأنهم خالفوا وعصوا، وهم الذين عاينوا من أمارات نصر الله يوم بدر ما كان كفيلاً بألا ينسوا ما عهد إليهم به رسول الله .

ولكن أراد الله تبارك وتعالى بما قدّره عليهم أن يُلقن المسلمون الصادقون الدرس الذي لا يُنسى أبد الدهر، ولكن الدرس نُسي، القرآن نسيت الأوامر منه والنواهي ووليّ ظهرياً ولم يعد يظهر إلا بتمتمة الشفاه، وهاهم المسلمون اليوم حالهم ليس في حاجة إلى كثير شرح أو ذكر، أنتم تعرفون ما وقعوا فيه من الإشادة بأعدائهم وحبهم ومودتهم وإغداق الأموال والهدايا عليهم ليزدادوا ثراءً إلى ثرائهم وليزداد المحتاجون من المسلمين حاجةً إلى حاجتهم وفاقةً إلى فاقتهم وضعفاً إلى ضعفهم، ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً.

إذن فالتوحيد والتوكل والإخلاص يمنع تسلط الشيطان، والشرك وفروعه يوجب تسلط الشيطان، وكلٌ بقضاء من أزمة الأمور بيديه ومردها ومرجعها إليه، فلو شاء لجعل المسلمين أمةً واحدة، ولكن أبت حكمته وحمده وملكه إلا ذلك قال في نهاية سورة الجاثية قال تعالى: فلله الحمد رب السموات ورب الأرض رب العالمين وله الكبرياء في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.




الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله خاتم الأنبياء والمرسلين، اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سلك هداهم إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإن الله تبارك وتعالى حذرنا من إبليس وأخبرنا عنه أنه لما سئل عن سبب امتناعه من السجود أنه أجاب بالاحتجاج بأنه خير من آدم فأخرجه الله تبارك وتعالى من الجنة، وسأل إبليس ربه أن يمهله وينظره إلى يوم القيامة، وأنظره الله تبارك وتعالى فقال بعدما تم الإنظار وتمت كلمة الله تبارك وتعالى بإمهاله فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم – كما في سورة الأعراف – ثم لآتينهم من بين أيديهم من خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين حلف وأقسم ليقعدن إلى بني آدم على كل طريق يوصل إلى مرضاة الله تبارك وتعالى: لأقعدن لهم صراطك المستقيم وإذا كان الصراط قد فسر بأنه الدين الواضح كما جاء عن ابن عباس أو أنه كتاب الله كما جاء عن ابن مسعود، وبأنه الإسلام كما جاء عن جابر أو بأنه الحق كما جاء عن مجاهد، إلا أنها جميعاً أقوال متقاربة تعود كلها إلى معنى واحد وهو الطريق الذي يوصل إلى مرضاة الله عز وجل، حلف إبليس وأقسم ليقعدن على هذا الطريق لكي يتمكن من إضلال وإغواء بني آدم، فمن أراد منهم أن يفعل الخيرات ثبطه وأتاه من كل الجهات من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله موسوساً ومضللاً ومغوياً، فإن استجاب له كان له خادماً ومعيناً ومغنياً، حتى إذا وقع في المحظور تخلى عنه وتبرأ منه كما سيأتي ذلك في الخطبة القادمة إن شاء الله وقدّر.

لأقعدن لهم صراطك المستقيم فما من طريق خير إلا والشيطان قاعدُ عليه لبني آدم ليقطعهم عن سلوكه ثم لآتيناهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم لأرغبن لهم الدنيا ولأزينها لهم ولأشهينها لهم ولأطمئننهم بأن الآخرة ليس فيها جنة ولا نار، ولآتينهم إن أرادوا فعل الحسنات فأخوفهم من الفقر والفاقة، وإن أرادوا فعل السيئات لآتينهم لنزيننها حتى يرتكبوها ولا تجد أكثرهم شاكرين ولن يتمكن أكثرهم بأن يكونوا من الشاكرين أبداً، ولهذا قال الله تبارك وتعالى عنهم كذلك في سورة النساء: إن يدعون من دونه إلا إناثاً وإن يدعون إلا شيطاناً مريداً لعنه الله ما يدعو العصاة والمخالفون إلا إناثاً وإلا شيطاناً مريداً، شيطاناً عاتياً عاصياً ويعبدون مع الشيطان مناة والعزى واللآت هذه الأسماء المؤنثة، ويعبدون شيطاناً عاتياً مريداً لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيباً مفروضاً تمّت لعنة الله على إبليس وقال إبليس لمّا لُعن: لأتخذن من بني آدم نصيباً مفروضاً، مفروضاً: أي مقدراً، فكل من أطاعه فهو من نصيبه المفروض وحظه المقصود ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبيناً حلف على أن يُضل بكل جهده وكل وسعه وأن يمني بنى آدم بالأماني الكاذبة والوعود الباطلة، ويقول للمتابع منهم له: الدنيا ستكون لك وستنال منها لذتك، وسيطول عمرك وستعلو على أقرانك وستظفر بأعدائك ثم إن أصحاب النفوس المهينة الخسيسة المبطلة التي لا قدر لها يغترون بالأماني الباطلة والوعود الكاذبة فيستجيبون له ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام لآمرنهم فليبتكن – البتك هو القطع وهو البحيرة من الإبل يقطعون أذنها لتتميز بين الإبل بحكم معين لم ينزل الله به سلطاناً من حيث عدم الركوب وعدم الحلب وما إلى ذلك، ولم يأمر الله إلا بالانتفاع بهذه الأنعام وهذه الإبل ولكم فيها منافع ومشارب.

ولآمرنهم فليغيرن خلق الله قال العلماء: أي فليغيرن دين الله لأن الله تبارك وتعالى قال في سورة الروم: فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله فسعى إبليس إلى تغيير خلقه الروح بتغيير الدين، وتغيير خلقة الصورة بفعل الأفاعيل التي لم يأمر الله بها في الأنعام والإبل بل وفي الوجوه، وجوه بني آدم من حيث حلق اللحية بالنسبة للرجال وبالنسبة للنساء فبالنمص وغير ذلك مما نهى النبي عن مثله، تغيير لخلقة الروح وتغيير لخلقة الصورة وقد جاء في حديث صحيح عن أبي هريرة أن النبي قال: ((ما من مولود إلا ويولد على الفطرة)) – كل مولود يولد على الفطرة الصحيحة ولو خلت شياطين الإنس والجن بين الناس إلى تغيير الفطرة ((فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)) الأبوان يعود عليهما الحكم إما أن يُهودا أو يُنصرا أو يُمجسا الصبي المولود أو يتركونه على الفطرة التي لو خُلي بينه وبينها لما اختار إلا هي". قال عليه الصلاة والسلام: ((كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء)) – أي سليمة من العيوب مجتمعة الأعضاء – ((هل تحسون فيها من جدعاء)) – هل تولد البهيمة مقطوعة الأنف أو الأذن أو الشفة هذا هو الجدع – ((إلا أن تكونوا أنتم تجدعونها)) فهذا الحديث بين فيه النبي أن التغيير يكون في خلقة الروح وفي خلقة الصورة هكذا ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبيناً يعدهم ويمنيهم أي الشيطان يعدهم وعداً باطلاً ويمنيهم أماني كاذبة ووعده باطل وأمانيه محالة.

ثم ذكر الله تبارك وتعالى وهذا آخر ما أذكره في هذه الخطبة أخبر في سورة البقرة عن وعد الشيطان لنبي آدم فقال: الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً والله واسع عليم والشيطان يعدكم الفقر يخوفكم من الإنفاق ويخوفكم من السخاء والبذل والجود، ويرغب إليكم بالإنفاق فيما يعود عليكم بالخسران وبغضب الله عز وجل – ويأمركم بالفحشاء – أي بالبخل عن الإنفاق فيما يرضي الله عز وجل –.

فسر بعض علماء المسلمين الفحشاء في هذه الآية على أنها البخل وقالوا كل فاحشة في القرآن هي الزنا إلا هنا، والصواب كما قال ابن القيم – رحمه الله – أنها على بابها، وأنها كل فعلة فحشاء وكل خلة فحشاء، وهذا يشمل البخل وغيره من الفواحش.

الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ومدار عمل إبليس مع بني آدم على هذين الأمرين يخوفه من فعل الخير ويأمره بفعل الشر، أما ربنا فإنه يقول في مقابل ذلك في نهاية الآية: والله يعدكم مغفرةً منه وفضلاً مغفرة: أي وقاية من الشر فإن كان إبليس يأمر بفعل الشر فإن الله يعدنا بالمغفرة على ما يفلت ويقع منا من الذنوب والمعاصي إذا تبنا منها وأحسنّا الإخلاص إليه، يقينا من شرور أنفسنا التي نحدثها بسبب الشهوات، والشبهات، فضلا والفضل هو إعطاء الخير، إبليس يخوفنا من إعطاء الخير. إبليس يخوفنا من إعطاء الخير، والله تبارك وتعالى يعدنا بأن يعطينا الخير لقاء ما نبذله من الخير.

وروي الترمذي والنسائي وابن أبي حاتم وابن حبان وقال الترمذي حسن غريب عن ابن مسعود أن النبي قال: ((إن للملك بقلب ابن آدم لمّة، وللشيطان لمّة)) – لمّة يعني الخطرات والهم بفعل الشيء ((للملك لمّة وللشيطان لمّة))، الملك والشيطان يتعاقبان على القلوب ((أما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالوعد، وأما لمّة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالوعد)) والملك والشيطان يتعاقبان على القلوب كتعاقب الليل والنهار، ويرمز بالشيطان بالليل لأنه مظلم أسود وهكذا عمل الشيطان يتسبب في إظلامه وتسويده، والنهار يرمز به للملك لأن النهار واضح جلي، ولمّة الملك تؤدي إلى بياض القلب ونقائه، ما يزال الملك والشيطان يتعاقبان على القلوب تعاقب الليل والنهار، فمن الناس من ليله أطول من نهاره، ومنهم من زمانه نهار كله، ومنهم من هو بضد ذلك أي زمانه ليل كله، وهذا مراد به تعاقب الملك والشيطان على القلوب فاستعيذوا بالله من شر الشيطان.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أمراض القلوب 6 - سعيد بن يوسف شعلان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: