STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيللا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Ouuou10لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Uououo10لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Uooous10لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Ooouus10لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Ooouo_10لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Ouooo11لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Ooouo_11لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Uoou_u10لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Uoo_ou10لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Arkan_10الطـهـارةلا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةلا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Uuooo_10لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Ouuuuo10لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Oouusu10لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Plagen10لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Uuouou10لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapلا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barلا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
molay
لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapلا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barلا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
must58
لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapلا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barلا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
bent starmust2
لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapلا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barلا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
sanae
لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapلا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barلا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
حليمة
لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapلا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barلا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
mam
لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapلا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barلا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
zineb
لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapلا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barلا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
aziz50
لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapلا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barلا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
mm
لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapلا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barلا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان 51365/1365لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان نعم  (1365/1365)

لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Empty
مُساهمةموضوع: لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان   لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Emptyالأحد 13 نوفمبر - 3:51:59



لا تأمنوا مكر الله

لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان Basmallah

سعيد بن يوسف شعلان

الخطبة الأولى

أما بعد:

عباد الله:

لقد فرض هذه الخطبة وقدمها على ما كنت وعدت به في الأسبوع الماضي، وطلبها بل وألح بطلبها قوله تعالى في الآية الثامنة والسبعين والتاسعة والسبعين من سورة المائدة: لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِى إِسْرٰءيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ ذٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ كَانُواْ لاَ يَتَنَـٰهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ [المائدة:78-79].

إننا أيها الإخوة الكرام لنعيش في زمان يأبى كثير من المسلمين فيه إلا تعاطي المزيد من سخط الله وغضبه واستحقاق عقوبته، وغدا القرآن والسنة يعيشان بيننا في غربة تامة لا ندري شيئًا عما بين طياتهما إلا من رحم الله منا. لا سيما ما يتعلق فيهما بما يدل على قدرة الله على كل شيء، وعلى ما يجب له من التعظيم والتوقير، إذ له صفة الكبرياء والعظمة ولا سيما ببيان قدر الدنيا بالنسبة إلى الآخرة، فأصبحت ترى المسلمين، كما جاء في القرآن والسنة عن كل خير معرضين. وعما جاء فيهما من التحذير من الشرور مقبلين وعاكفين، كل ذلك طبعًا إلا من شاء الله فيهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وقد يقول قائل: ما الذي جرى وحدث على ساحة المسلمين ولا ندريه، فجعل هذا الإنسان يُرعد وي+د ويتهدد ويتوعد، ما الذي جرى؟ قد يقول الكثيرون هذا وقد يتساءلون فيما بينهم وبين أنفسهم، ما الذي جرى فجعله يقدم هذه الخطبة على غيرها.

لكن القليل من المسلمين لأول وهلة يقولون بينهم وبين أنفسهم: إي والله إن القرآن والسنة يعيشان بين المسلمين في غربة تامة شديدة إلا عند من رحم الله منهم. ما الأمر إذن؟ ما الذي الذي استدعاه قوله تعالى: كَانُواْ لاَ يَتَنَـٰهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ [المائدة:79].

إنها الطريقة التي يعبر بها بعض المسلمين عن الفرحة بالانتصارات الكروية، إنها الطريقة السيئة التي لا تدل على إعظام الله وتوقيره، ولا على احترام حدوده وحرماته والخشية والخوف منه والإقبال عليه، وعدم تضييع الأوقات فيما يندم عليه كل الندم من فعل ذلك الفعل.

إن المسلمين لو فتحوا القدس وانتزعوه من أيدي اليهود وقاتلوا الكفار والملحدين حتى يقول الجميع في كل أرجاء الدنيا: لا إله إلا الله محمد رسول الله، لما جاز لهم مع كل هذه الأمور التي تدعوا إلى الفرحة الغامرة، لما جاز لهم أن يعبروا عنها بمثل هذه الأعمال والأفاعيل والأقاويل، ولما جاز لهم أن يعبروا إلا بما أرشد القرآن رسولنا ونبينا محمد في سورة النصر حيث قال الله عز وجل له: إِذَا جَاء نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ وَرَأَيْتَ ٱلنَّاسَ يَدْخُلُونَ فِى دِينِ ٱللَّهِ أَفْوٰجاً فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ وَٱسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوبَا [سورة النصر]. إذا نصرك الله نصرًا عزيزًا، وفتح البلاد ودانت لكلمة التوحيد ونوره، وخرجوا من ظلمات الشرك، أي خرج أهل هذه البلاد من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد، ورأيت الناس يتتابعون في الدخول في هذا الدين العظيم. فبماذا تأمر يا ربنا وإلى أي شيء ترشد للتعبير عن الفرحة بهذا الأمر العظيم الذي هو حقيق بالفرح وجدير بالسرور. ماذا نفعل؟

هل نلتف على شكل سياج وسور وندخل فيما ين الحلقات أناسًا يرقصون ويطبلون ويصفقون ويلهون ويلعبون؟! لا. بل فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ وَٱسْتَغْفِرْهُ [النصر:3]. سبح الذي نصرك النصر العزيز واستغفره من التقصير الذي لا يخلو عمل منه.

ولهذا جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله الله تعالى عنها: (أن رسول الله كان يقول في الركوع والسجود: ((سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي)) قالت: يتأول القرآن)، يتأول الأمر الإلهي في سورة النصر.

السيارات التي تلتف في شكل سياج وتمنع المارين، وقد يكون فيهم مريض ملهوف على علاج أو إنسان يريد إغاثة ملهوف. أو رجل يريد قضاء عمل مهم بالنسبة له أو آخر يريد إنجاز وعد، كل أولئك يُمنعون، لماذا؟ لأجل الانتصارات والفرحة بالانتصارات الكروية.

إن العجب لا ينقضي من مثل هذه الأمور، إلى مثل هذا الحد يصل المسلمون في عدم الاهتمام بالأمور والأحوال، بل والنكبات التي تحيط بهم من كل اتجاه، وإلى هذا الحد يصل الإعراض عن شكر نعمة الله تبارك وتعالى.

ألأجل أننا لا نبتلى بمثل ما يبتلى به المسلمون في غير هذه البلاد، نجحد حرمة هذه البلاد ونعرض عن شكر النعمة، حتى إنك لتسمع الأصوات تترامى إلى سمعك وأنت في المسجد الحرام، ماذا جرى؟ ماذا حدث؟ ويتساءل الناس في الصفا والمروة وفي المطاف وفي الأروقة ماذا جرى؟ إنه انتصار كروي! عجيب!!

إن الله نقل إلينا في سورة لقمان عن موعظته لابنه ما نحن مخا+ به ومطلوب منا، ولكن الأمر كما قلت في الأسبوع الماضي: إن كثيرًا من المسلمين يحملون هذه الآيات على أسبابها، بينما العبرة "بعموم اللفظ لا بخصوص السبب" ليس الأمر خاصًا بابن لقمان، وليس ما جاء في القرآن من التحذير والتهديد والوعيد الشديد والتحريم لكل ما يسبب سخط الله وغضبه ليس هذا خاصًا بالمشركين أو الكفار، وليست الوصايا خاصة بابن لقمان.

إن الله تعالى يقول عن هذه الوصايا: يٰبُنَىَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِى صَخْرَةٍ أَوْ فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ أَوْ فِى ٱلأرْضِ يَأْتِ بِهَا ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ [لقمان:16]. وهذا يدلك على أن الله لا تخفى عليه خافية؛ فاعمل بما شئت واجهر بما شئت وأسر ما شئت إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَىْء فِي ٱلأرْضِ وَلاَ فِى ٱلسَّمَاء [آل عمران:5]. كما قال في الآية الخامسة من سورة آل عمران.

وقال سبحانه في سورة طه قال: لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَمَا فِي ٱلأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ ٱلثَّرَىٰ وَإِن تَجْهَرْ بِٱلْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلسّرَّ وَأَخْفَى [طه:6-7]. وقال لقمان لابنه: يٰبُنَىَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأْمُرْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱنْهَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلاْمُورِ [لقمان:17]. ضاعت الصلاة عدة أوقات، ممن؟ من المسلمين الذين شرفهم الله بتلك الرسالة الخاتمة، وشرفهم بالصلاة التي هي خمس في الأداء وهي عند الله خمسون، لأجل الاجتماع لإظهار الفرحة والسرور بالانتصارات، انتصارات ماذا؟ انتصارات الكرة.

يٰبُنَىَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأْمُرْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱنْهَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلاْمُورِ وَلاَ تُصَعّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِى ٱلأرْضِ مَرَحاً إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [لقمان:17-18].

وأزيدكم قول الله في سورة القصص حيث قال قوم قارون لقارون: إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْفَرِحِينَ [القصص:76]. الفرحون لا يحبهم الله، لا سيما إذا طغوا أو عتوا وعبروا عن فرحهم بهذا الأسلوب الطاغي، ولم يعبروا عن ذلك بشكر الله وتسبيحه، واستغفاره والعودة إليه والإقبال عليه. وَٱقْصِدْ فِى مَشْيِكَ وَٱغْضُضْ مِن صَوْتِكَ [لقمان:19].

القصد في المشي أين هو في ظل هذا الفرح وذلك السرور؟ وَٱغْضُضْ مِن صَوْتِكَ أين العمل بهذا الأمر القرآني؟ أم هو خاص بابن لقمان ولسنا مأمورين بهذا. وَٱغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إن الصوت لا يُرفع إلا في خطبة أو أذان أو نحو ذلك من الأمور التي أمر فيها برفع الصوت للإبلاغ والإعلام.

أما هكذا فأين الأمر القرآني: وَٱغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ ٱلاْصْوٰتِ لَصَوْتُ ٱلْحَمِيرِ [لقمان:19]. وانظر إلى الآية التي جاءت بعد هذه الوصايا مباشرة مذكرةً بنعم الله عز وجل الذي هو حري وجدير وحقيق بأن يطاع أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَمَا فِى ٱلأرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَـٰهِرَةً وَبَاطِنَةً [لقمان:20]. ألم تروا ذلك ألم تتفكروا فيه!.

إن الله تبارك وتعالى حدثنا عن الأقوام الذين عصوا ربهم فأهلكهم الله وأبادهم وأزالهم عن الدنيا، ولم تبق إلا سيرتهم وأخبارهم ومساكنهم، أسكننا الله إياها لنعتبر بأحوالهم كلما مررنا على مساكنهم وَإِنَّكُمْ لَّتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُّصْبِحِينَ وَبِٱلَّيْلِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ [الصافات:137-138]. كما قال في سورة الصافات.

وتذكروا معي قول الله تعالى في سورة الأعراف بدءًا من الآية السابعة والتسعين إلى نهاية الآية التاسعة والتسعين، بعد أن قص الله علينا خبر قوم نوح وقوم عاد وثمود وقوم لوط وقوم شعيب أصحاب مدين قال تعالى بعد أن انتهى من عرض أخبارهم وقصصهم: أَفَأَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَى أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَـٰتاً وَهُمْ نَائِمُونَ [الأعراف:97]. ما هذا الأمن! ما هذا الاطمئنان! أَوَ أَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُون أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ ٱللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْخَـٰسِرُونَ [الأعراف:98-99].

حدد الله الحكم وعينه ووصفه وبينه: إن الذين لا يخافون مكر الله قوم خاسرون أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ ٱللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْخَـٰسِرُونَ [الأعراف:99]. أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلارْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا [الأعراف:100]. وهذه الآية بعد الآيات الثلاث المشار إليها أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَـٰهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ تِلْكَ ٱلْقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيّنَـٰتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلْكَـٰفِرِينَ وَمَا وَجَدْنَا لاِكْثَرِهِم مّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَـٰسِقِينَ [الأعراف:100-102].

أو ليس هذا القرآن عربيًا يا عباد الله؟ أو ليس مفهومًا؟ أو ليس بيناً واضحًا؟ إن الله يقول في سورة الزمر على سبيل المثال لا الحصر وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِى هَـٰذَا ٱلْقُرْءانِ مِن كُلّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ [الزمر:27].

لا نفهمه يا ربنا، ولأجل ذلك لا نتذكر، قال تعالى في الآية التي بعدها: قُرْءاناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِى عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ [الزمر:28].

قال العلماء في همزة الاستفهام التي تسبق الفاء في مثل قوله تعالى: أَفَأَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَى [الأعراف:97]. مثلاً، في هذه الهمزة الاستفهامية التي تسبق الفاء والواو قالوا عن الفاء والواو: إنها عاطفة ما بعدها على محذوف دل المقام عليه، وقالوا في وجه آخر: إن الهمزة مقدمة على الحرف العاطف والعطف على ما قبله مباشرة، وأرضى الوجهين: الوجه الأول، فما معناه؟ معناه: أنك تقدر محذوفًا عندما تقرأ الآية:

أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتًا وهم نائمون هل غفلوا، هل عموا وأصموا وأعرضوا واستهتروا بغضب الله وسخطه فأمنوا أن يأتيهم بأسه بياتًا وهم نائمون.

وقال تعالى في سورة النحل في ثلاث آيات بدء من الآية الخامسة والأربعين:

أَفَأَمِنَ ٱلَّذِينَ مَكَرُواْ ٱلسَّيّئَاتِ أَن يَخْسِفَ ٱللَّهُ بِهِمُ ٱلأرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ [النحل:45].

وعلى الوجه الأول الذي بينته آنفًا: أجهل الذين مكروا السيئات وفعلوها! أجهلوا عقوبة الله ووعيده الشديد و أخذه الأليم وبطشه الشديد بمن يفعل السيئات! أجهلوا ذلك وأمنوا بناءً عليه أن يخسف بهم الأرض أن تبلعهم الأرض، أن تقعدهم في أسفلها أَوْ يَأْتِيَهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِى تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [النحل:45-47].

وقال تعالى في سورة سبأ: أَفَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مّنَ ٱلسَّمَاء وَٱلأرْضِ [سبأ:9]. أعموا وصموا فلم يتفكروا في الآيات المبثوثة في السماء والأرض، ولم ينظروا فيها عن يمينهم وشمالهم وخلفهم وأمامهم. ماذا تقول بقية الآية: إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ ٱلأرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مّنَ ٱلسَّمَاء إِنَّ فِى ذَلِكَ لاَيَةً لّكُلّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ [سبأ:9].

رجاع ثواب مقبل على الله عز وجل خائف وجل إِنَّ فِى ذَلِكَ لاَيَةً لّكُلّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ [سبأ:9].

وَأَنِـيبُواْ إِلَىٰ رَبّكُمْ وَأَسْلِمُواْ لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ ٱلْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ وَٱتَّبِعُـواْ أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مّن رَّبّكُـمْ مّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُـمُ ٱلْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يٰحَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطَتُ فِى جَنبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّـٰخِرِينَ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ ٱللَّهَ هَدَانِى لَكُـنتُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى ٱلْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِى كَـرَّةً فَأَكُونَ مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ بَلَىٰ قَدْ جَاءتْكَ ءايَـٰتِى فَكَذَّبْتَ بِهَا وَٱسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ ٱلْكَـٰفِرِينَ وَيَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِى جَهَنَّمَ مَثْوًى لّلْمُتَكَبّرِينَ وَيُنَجّى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ بِمَفَازَتِهِمْ لاَ يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوء وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [الزمر:54-61].

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.




الخطبة الثانية



الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله خاتم الأنبياء وإمام المرسلين، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا وإمامنا وقدوتنا وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فأما نصيب السنة يا عباد الله في الترهيب من معصية الله ومن عمل السيئات، فحسبكم ما قال رسول الله لابن عمر والحديث في صحيح البخاري وعند الترمذي وغيرهما قول الرسول عليه الصلاة والسلام لابن عمر: ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء)).

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك، اغتنم أوقاتك وأطع ربك في صحتك، ادخارًا لوقت مرضك وفي حياتك ادخارًا لما بعد موتك.

وكان ابن عمر يقول: (إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء) وزاد الترمذي في روايته: أن النبي قال أيضًا لابن عمر: ((وعُدّ نفسك من أهل القبور)) هل هذا حال أناس غرباء في الدنيا يشعرون بالغربة! هل هذا حال عابر سبيل! هل هذا حال إنسان يدخر من صحته لمرضه! هل هذا حال إنسان يدخر من حياته لموته! هل هذا حال إنسان يظن أنه لن يصبح إذا أمسى! ولن يمسي إذا أصبح! هل هذا حال إنسان عد نفسه من أهل القبور؟

ويقول النبي في حديث أبي هريرة وأنس في الصحيحين: ((لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا)) قال أنس: فغطى أصحاب رسول الله وجوههم، ولهم خنين -أي صوت بالبكاء-، أو حنين: في رواية أخرى: حنوا فبكوا أي: لو تعلمون ما أعلم من العذاب ومن النعيم لضحكتم قليلاً إيثارًا للضحك الدائم في دار النعيم، ولبكيتم كثيرًا خوفًا من أن توبقكم سيئاتكم في دار الجحيم.

وزاد أبو ذر رضي الله عنه فيما أخرجه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم عنه رضي الله عنه وحسنه أهل العلم وصححه الحاكم من بينهم قال في هذه الرواية: ((إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون)) نعم. كما قال في رواية الصحيحين: ((عرضت علي الجنة والنار، فلم أر كاليوم في الخير ولم أر كاليوم في الشر)).

((إني أرى ما لا ترون ـ …. على رواية أبي ذر ـ وأسمع ما لا تسمعون، أطت السماء ـ أي أصدرت صوتًا كصوت الرحل إذا وضعت عليه الأحمال والأشياء الثقيلة ـ أطت السماء وحُق لها أن تئط، ما فيها موضع قدر أربع أصابع، إلا ملك واضع جبهته ساجد لله.

والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيرًا، ولما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجئرون)) أي تصرخون وتبكون خوفًا من سيئاتكم وذنوبكم، لكن الله يتفضل عليكم بأن يلفتكم عن التفكر في هذه الأمور أحيانًا ليطيب لكم المأكل والمشرب ولتهنأوا بالتلذذ بالنساء، ولكن هذا لا يدوم إلا يسيرًا لأجل حاجة الإنسان إليه، أما أن يدوم الالتفات عن الذنوب والمعاصي ساعاتٍ طوالاً فهذا ليس من منة الله على العبد.

إنما من منته عليه أن يلفته ولو قليلاً عن التفكر في هذه الأمور المخيفة، ليهنأ بلقمة أو شربة أو بمضاجعة أهله، وهذا لا يدوم إلا يسيرًا ثم يعود المسلم إلى حياته ليقبل على الطاعة وليحذر من المعصية وليخاف ربه، ولهذا قال أبو ذر بعد أن روى الحديث: (ولوددت أني شجرة تعضد: يا ليتني كنت شجرة يغرسها الغارس فتنمو وتكبر فيقطعها الغارس؛ ويأكل ثمرها). ما قال هذا إلا لأن الأمر خطير وعظيم.

ونحن لسنا مقنطين ولا نحرض أن نبعث على اليأس من رحمة الله، إنما الأمر يدعو إلى التحذير من هذا الغرور.

قال الحسن البصري رحمه الله: "لقد أدركنا أقوامًا أشفق على حسناتهم من أن ترد عليهم منكم على سيئاتكم أن تعذبوا عليها".

يالله أقوام كانوا يخافون من رد الحسنات ومن عدم قبول الطاعات، كانوا يخافون من ذلك أكثر من خوف العصاة والمذنبين من أن يعذبوا على سيئاتهم ومعاصيهم.

أرأيتم إلى أي حد أصبح الفارق بيننا وبين سلفنا الصالح، كانوا يخافون من رد حسناتهم أعظم من أن نخاف من أن نعذب على سيئاتنا. المسلم سويّ النفس يخاف من سيئته… يخاف أيؤخذ بها.. لكن الأوائل كانوا يخافون من عدم قبول الحسنة والطاعة؛ أكثر من خوف المسلم سوي النفس المعتدل من أن يعذب على سيئته والأمر كما قال رسول الله : ((لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا)).

فعاد سبب هذه المعاصي والسيئات والمنكرات إلى ضعف العلم ونقص اليقين، فتعلموا ما ينفعكم في دنياكم وآخرتكم ويحقق لكم السعادة فيهما ويباعد بينكم وبين الخسران فيهما.

إِنَّ ٱلْخَـٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ أَلاَ ذَلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ [الزمر:15].

أسأل الله تبارك وتعالى أن يغير حالنا إلى أحسن الأحوال.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لا تأمنوا مكر الله - سعيد بن يوسف شعلان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: