STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلصفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Ouuou10صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Uououo10صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Uooous10صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Ooouus10صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Ooouo_10صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Ouooo11صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Ooouo_11صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Uoou_u10صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Uoo_ou10صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Arkan_10الطـهـارةصفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةصفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Uuooo_10صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Ouuuuo10صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Oouusu10صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Plagen10صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Uuouou10صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapصفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barصفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
molay
صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapصفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barصفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
must58
صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapصفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barصفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
bent starmust2
صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapصفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barصفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
sanae
صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapصفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barصفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
حليمة
صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapصفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barصفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
mam
صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapصفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barصفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
zineb
صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapصفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barصفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
aziz50
صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapصفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barصفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
mm
صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_rcapصفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Voting_barصفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان 51365/1365صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان نعم  (1365/1365)

صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Empty
مُساهمةموضوع: صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان   صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Emptyالأحد 13 نوفمبر - 3:10:52



صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1

صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان Basmallah

سعيد بن يوسف شعلان

الخطبة الأولى

أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله, وخير الهدي هدي محمد , وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أما بعد: فإن من أحوال القلب وأعماله ما يكون من لوازم الإيمان الثابتة فيه، بحيث إذا كان الإنسان مؤمنًا لزم ذلك من غير قصد منه ولا تعمد له، وإذا لم يوجد لم يحصل الإيمان الواجب في القلب. يوضح ذلك قوله تعالى في سورة الأنفال على سبيل المثال لا الحصر: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًَا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [الأنفال:2-4]. فقد وصف الله تعالى المؤمنين في هذه الآيات بخمس صفات، وأكد أن المؤمن الحق هو الذي يأتي بها, ووعد من أتى بها أن له درجات ومغفرة ورزقا كريما, وعلى هذا فمن لم يَوجَل قلبه إذا ذكر الله لم يكن آتيًا بالإيمان الواجب, ومن لم يقِم الصلاة على الوجه المأمور به باطنًا وظاهرًا لم يكن آتيًا بالإيمان الواجب، ومن لم يكن منفقًا من المال والمنافع لم يكن آتيًا بالإيمان الواجب.

والكلام في هذه الخطبة على الصفة الأولى من هذه الصفات فحسب، قال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ، والوجل عند ذكر الله تعالى يقتضي خشيته والخوف منه؛ لأن الوجل في اللغة هو الخوف كما يقال: "حمرة الخجل وصفرة الوجل", ومنه قوله تعالى في سورة المؤمنون: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ [المؤمنون:60]، وفي تفسير الآية حديث أخرجه الإمام أحمد والنسائي وهو صحيح عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله, هو الرجل يسرق ويزني ويشرب الخمر ويخاف أن يعاقب؟ قال: ((لا يا ابنة الصديق، هو الرجل يصوم ويصلي ويتصدق ويخاف أن لا يقبل منه)).

وقال السُديّ في قوله تعالى: الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ قال: "هو الرجل يريد أن يظلم أو يهم بمعصية فينزع عنه", وهذا كقوله تعالى في سورة النازعات: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات:40، 41]، وكقوله تعالى في سورة الرحمن: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ [الرحمن:46]، قال مجاهد وغيره من المفسرين: "هو الرجل يهمّ بالمعصية فيذكر مقامه بين يدي الله فيتركها خوفًا من الله". وإذا كان وجل القلب عند ذكر الله يتضمن خشيته ومخافته فذلك يدعو صاحبه إلى فعل المأمور وترك المحظور, فالخائف الوجل حقًا هو الذي يدعوه خوفه ووجله إلى العمل, لا من يدعي ذلك كلامًا بلسانه فحسب.

فالأمر كما قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: "العلم علمان: علم في القلب، وعلم على اللسان, والعلم الذي على اللسان هو حجة الله على خلقه", وقال: "لكل قول حقيقة تصدقه أو تكذبه", وقال سهل بن عبد الله: "ليس بين العبد وبين الله حجاب أغلظ من الدعوى، وليس طريق إليه أقرب من الافتقار", أي: ليس بين العبد وبين الله حجاب يحجزه ويمنعه من قبول أعماله أغلظ من أن يدّعي أنه على خير وعلى فضل وأنه يفعل كذا وكذا ويخاف ويوجل، ولكن الافتقار إلى الله تبارك وتعالى هو أقرب طريق موصل إلى المقصود. وقال أيضًا: "أصل كل خير في الدنيا والآخرة هو الخوف من الله".

ويدل على ذلك قوله تعالى في سورة الأعراف: وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ [الأعراف:154]، فأخبر تعالى أن الهدى والرحمة للذين يرهبون الله, وهم المتقون المؤمنون، أهل الفلاح المذكورون في بداية سورة البقرة في قوله تعالى: الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ [البقرة:1-5]، وهم الموصوفون في آخر آية البر من سورة البقرة أيضًا: أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ [البقرة:177]، وهم المتبعون للكتاب قال تعالى في سورة طه: فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى [طه:123]، فإذا لم يضل فهو متبع مهتدي, وإذا لم يشقَ فهو مرحوم، وهم أهل الصراط المستقيم الذين أنعم الله عليهم من الصديقين والشهداء والصالحين؛ لأن أهل الرحمة ليسوا مغضوبًا عليهم، وأهل الهدى ليسوا ضالين, فتبين أن أهل رهبة الله هم أهل الخوف من الله والرجاء له سبحانه, وهم أهل العلم الذين مدحهم الله في سورة فاطر في قوله: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر:28], فالعالم هو من يخشى الله, والجاهل هو من لا يخشاه، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: (كفى بخشية الله علمًا، وكفى بالاغترار جهلاً).

والخشية أبدًا تتضمن الرجاء, ولولا ذلك لكانت قنوطًا, والرجاء يستلزم الخوف، ولولا ذلك لكان أمنًا. فالذين يعلمون بالله العلم الحقّ هم الذين يخشونه, ولذلك يقال لمن لا يعمل بعلمه: إنه جاهل، وقيل له: جاهل ليس لأنه لا يميّز الحق من الباطل، بل لأنه لا يعمل بعلمه, وفي الصحيحين عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي قال: ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة؛ طعمها طيب وريحها طيب, ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة؛ طعمها طيب ولا ريح لها, ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة؛ ريحها طيب وطعمها مر, ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظلة؛ طعمها مرّ ولا ريح لها)).

والمنافق الذي يقرأ القرآن يحفظه ويتصوّر معانيه، وقد يصدِّق أنه كلام الله وأن الرسول حقّ ولا يكون مؤمنًا, كما أن اليهود يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وليسوا مؤمنين، وكذلك إبليس وفرعون وغيرهما، لكن من كان كذلك أي: يقرأ القرآن ويتصور المعاني بل يحفظ القرآن ولا يعمل بما دل عليه هذا الكتاب العزيز, من كان كذلك لم يحصل له العلم التام والمعرفة التامة، فإن ذلك يستلزم العمل لا محالة، ولذلك صار يقال للجاهل الذي لا يعمل بعلمه: إنه جاهل كما تقدم، وليس ذلك لأنه لا يميّز، بل لأنه لا يعمل بعلمه.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.



الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين, وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين, وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله خاتم الأنبياء وإمام المرسلين, اللهم صل وسلم وبارك على نبينا وقدوتنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد: فلما كان كثير من الناس يقرأ القرآن بغير فهم ولا تدبر لكلام الله تعالى لم يحصل لهم العلم بالله الذي يورث خشيته, ولم توجل قلوبهم إذا ذكر الله؛ لأنهم لم يستحضروا قربه واطلاعه وعظمته.

وفي ظل الجهل بالله وعدم الخشية والوجل وعدم استحضار قربه تعالى واطلاعه وعظمته ظلم الكثيرون أنفسهم، فاشتغلوا بحظوظهم العاجلة، ونقصوا أنفسهم حظها من الفلاح والفوز, واستدل بعض هؤلاء الذين ظلموا أنفسهم للباطل الذين هم عليه وليشوّشوا على تابعيهم, بل ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم, استدلوا بآيات من كتاب الله وبأحاديث لرسول الله عليه الصلاة والسلام.

وما من دليل استدلّ به لباطل إلا وهو عند النظر لما استدلّ به مردود منقوض, معارض بأدلة أقوى وأوضح, ولكن المؤسف كلّ الأسف والمحزن كل الحزن أن بعض هؤلاء ذهبوا في استدلالهم لعبثهم ولهوهم وباطلهم وتضييعهم لأوقاتهم مذهبًا بعيدًا، وبلغوا مبلغًا عجيبًا وغريبًا, لما استدلوا لما هم عليه من الباطل بآيات من كتاب الله تعالى إن كان أولها ظاهرا فيما استدلوا به فآخر نفس الآية مبين لأولها وللمراد من هذا الحكم الذي حكم الله به في أول الآية.

هذا الغريب والعجيب أنّ بعض الناس يستدلّ لجواز الاستغراق في العبث واللهو وتضييع الأوقات وغير ذلك من الباطل بقوله تعالى: وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ [العنكبوت:64], وهذا من الغرائب والعجائب حقًا. هذا أعجب من استدلالات المشوّشين على تابعيهم في أمور العقائد بآيات وأحاديث قد لا يحسن التابعون فهم مرادها ويتصورون أن مجرد ذكرها والاستدلال بها كافٍ لصحة ما هم عليه، بل ويغريهم متبوعوهم بأن هذه الآية والأحاديث إن لم تكن ظاهرة في استحباب هذه الأمور فهي على الأقل ظاهرة في جوازها، لكن هؤلاء الذين يستدلون للباطل وللمجون والعبث وتضييع الأوقات بقوله تعالى: وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ لم يستحوا من الله حق الحياء. نعم، وصف الله تعالى الحياة الدنيا بهذا الوصف في أربعة آيات من كتابه: في سورة الأنعام, وفي سورة العنكبوت, وفي سورة محمد, وفي سورة الحديد:

قال تعالى في سورة الأنعام: وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ [الأنعام:32]، وقال في سورة العنكبوت: وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [العنكبوت:64]، وقال في سورة محمد: إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ [محمد:36]، وقال في سورة الحديد: اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ [الحديد:20].

فالمراد بأن الحياة الدنيا لعب ولهو, كل ما يختص بدار الدنيا من التصرفات غير المتعلقة بالطاعات وما لم يقصد فاعلوها بها التقرب إلى الله عز وجل, أما إذا قصد الفاعلون بأفعالهم طلب الثواب واحتسبوا بها الأجر عند الله تعالى فليس ذلك منهم لعبًا ولا لهوًا, ولو كان أكلاً أو شرابًا أو نومًا أو جِماعًا أو لعبًا على وجه مأذون فيه شرعًا, فلو فعلوها محتسبين قاصدين فيها رضا الله طالبين ثوابه لأثابهم الله عليها كما يثيبهم على العبادات. نعم، وهذا من فضل الله تعالى ورحمته.

فهل بقي لهؤلاء في هذه الآيات حجة على سوء فهمهم وفساد مقاصدهم وإرادتهم أن الله تعالى وصف الحياة الدنيا في هذه الآيات الأربع بأنها لعب ولهو؟! وقال في آخر الآية مبينًا هوان الدنيا وانحطاط قدرها وفضل الآخرة وفضل مؤثرها على الدنيا والعاملين لها، قال: وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ، أفلا تُعمِلون عقولكم في الموازنة بين هذه الدنيا التي هي نفس واحد من أنفاس الدنيا وبين الآخرة التي أعد الله فيها للطائعين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر؟! أفلا تعمِلون عقولكم في فهم ذلك فتعمَلون لما هو خير لكم وأبقى؟!

وكذلك قال في سورة العنكبوت: وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ، إن كانت الدنيا لهوًا ولعبًا فالحياة الحقيقية هي التي في الدار الآخرة، ثم ختم بقوله: لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، لو كان عندهم علم يؤدي بهم إلى العمل لفهموا ذلك. وقال في سورة محمد إشارة لا صراحة: وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ أي: وإن تشتغلوا بأعمال البر والإيمان والتقى يؤتكم الله أجوركم، ويؤدي ذلك بكم إلى مغفرة الله ونعيمه ورضوانه, وهذا إشارة إلى فضل الآخرة أيضًا وموازنة بين الدنيا وبين الآخرة.

وأما في سورة الحديد فالأمر ظاهر كما في سورتي العنكبوت والأنعام، فبعد أن ذكر الدنيا بما هي أهل له قال: وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ أي: لمن اشتغل بالدنيا وآثرها على الآخرة، وقال: وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ، وهذا بيان لأجر الذين لا يقضون الحياة الدنيا لاهين لاعبين عابثين, بل يعملون بما شرعه الله لهم من أعمال الإيمان والبر، فيؤدي ذلك بهم إلى الفوز بمغفرة الله ورضوانه، وأكد حقارة الدنيا وهوانها مرة أخرى في نهاية الآية فقال: وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ، ولو تعلم الناس كتاب الله وسنة رسوله لأدى ذلك العلم إلى كل خير وفضل وفضيلة.

ومن أعظم الخيرات والفضائل التي يؤديهم العلم إليها أنهم يخافون الله وتوجل قلوبهم إذا ذكروا الله تعالى، وذلك يستلزم طاعته سبحانه وتعالى, فالخائف الوجل من الله هو الممتثِل لأوامره المجتنب لنواهيه، ويدل على ذلك قوله تعالى في سورة الأعلى: فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتْ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا [الأعلى:9-13]، فأخبر سبحانه أن من يخشى الله حق الخشية يتذكر، وتذكره مستلزم لعبادته، وقال المفسرون لقوله تعالى: سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى، سيتعظ بالقرآن من يخشى الله, وقال تعالى في سورة غافر: هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنْ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَنْ يُنِيبُ [غافر:13]، قال المفسرون في قوله: وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَنْ يُنِيبُ: إنما يتعظ من يرجع إلى الطاعة، وذلك لأن التذكر التام يستلزم التأثر بما تذكّره، فإن تذكر محبوبًا طلبه، وإن تذكر مرهوبًا هرب منه, فإذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دل على أنه لم يتصوّر المحبوب والمرهوب تصورًا تامًا، أي: لم يتصور الجنة والنار تصورًا يؤدي به إلى طلب المحبوب والهرب به من المرهوب.

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا, وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا, وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا, واجعل الحياة زيادة لنا من كل خير, واجعل الموت راحة لنا من كل شر...


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صفات المؤمنين في سورة الأنفال 1 - سعيد بن يوسف شعلان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صفات المؤمنين في سورة الأنفال 4 - سعيد بن يوسف شعلان
» صفات المؤمنين في سورة الأنفال 3 - سعيد بن يوسف شعلان
» صفات المؤمنين في سورة الأنفال 2 - سعيد بن يوسف شعلان
» تفسير سورة ق (2) - سعيد بن يوسف شعلان
» صلة الرحم - سعيد بن يوسف شعلان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: