molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: وما النصر إلا من عند الله - سعيد بن عبد الباري بن عوض السبت 12 نوفمبر - 9:38:57 | |
|
وما النصر إلا من عند الله
سعيد بن عبد الباري بن عوض
الخطبة الأولى
أيها المسلمون، إن في سيرة محمد وصحبه الكرام عبرة وأي عبرة، ذلك لمن تأملها ونظر فيها بعين البصيرة. لقد بعث الله رسوله بالحق، فصدع به ودعا إليه، ولكن الملأ من قريش لم يقبلوه منه، وعادوه واتهموه بتهم شتى، وآذوه في نفسه وعرضه وحاولوا قتله، لكنه لم يترك الدعوة، وخرج بدعوته إلى المدينة مهاجرًا، وحاربه كفار قريش فهزمهم مرة وهزموه مرة.
ثم جاء اليوم الذي أراد فيه أعداء الله ورسوله أن يجتثوا الإسلام والمسلمين ـ كما يزعمون ـ من جذورهم، وجاء اليهود إلى قريش فدعوهم إلى حرب رسول الله ، وقالوا لهم: إنا سنكون معكم عليه حتى نستأصله، فقالت لهم قريش: يا معشر يهود، إنكم أهل الكتاب الأول والعلم بما أصبحنا نختلف فيه مع محمد، أفديننا خير أم دينه؟ قال اليهود: بل دينكم خير من دينه، وأنتم أولى بالحق منه، فأنزل الله فيهم: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنْ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً إلى قوله تعالى: وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا [النساء:51-55]. فلما قالوا ذلك لقريش سرهم ونشطوا لحرب رسول الله ، فاجتمعوا لذلك واتعدوا له، ثم اتجه اليهود إلى غطفان فدعوهم إلى حرب رسول الله ، وأخبروهم أنهم سيكونون معهم عليه، وأن قريشًا قد تابعوهم على ذلك، فاجتمعوا معهم فيه. ثم إن قريشًا تجهزت وسيرت تدعو العرب إلى نصرها، وألَّبوا أحابيشهم ومن تبعهم، وخرجوا في أربعة آلاف، وعقدوا اللواء في دار الندوة، وحمله عثمان بن حلجة، وقادوا ثلاثمائة فرس وكان معهم ألف وخمسمائة بعير، ولاقتهم بنو سليم بمر الظهران من سبعمائة، وخرجت بنو فزارة وكانوا ألفًا، وخرجت كذلك أشجع، وخرجت بنو مرة حتى اكتمل عددهم عشرة آلاف، وقادهم أبو سفيان.
أما ما كان من أمر رسول الله فإنه لما بلغه الخبر جمع الناس وشاورهم يسألهم ما يفعل، فكان أن أشار سلمان الفارسي بحفر خندق حول المدينة، فأعجبتهم الفكرة، وبدأ رسول الله بحفر الخندق هو وأصحابه، ووقع في أثناء حفر الخندق معجزات باهرة من علامات نبوته ؛ كحديث الصخرة العظيمة التي اعترضتهم في حفر الخندق، فلم يعمل فيها المعاول وأعيت فيها الحيل, فأخذ رسول الله المعول وسمى الله وضربها فانهالت ترابًا كما في صحيح البخاري. وحديث الطعام القليل الذي كفى أهل الخندق وكانوا ألفًا، وكقوله لما انصرفت الأحزاب: ((لن تغزونا قريش بعدها، بل نغزوهم ولا يغزونا))، فكان كما قال عليه الصلاة والسلام، وكانت تلك الشدة خاتمة الشدائد.
أيها المؤمنون، لقد كانت غزوة الخندق أو غزوة الأحزاب كما سماها الله شدة يظن المرء معها أنها نهاية الدعوة والداعية. لقد كانت بالحسابات الدنيوية والمقاييس المادية النصر الأكيد للأحزاب الذين اجتمعوا من كل حدب وصوب على حرب الإسلام والمسلمين، وكانت الدولة الإسلامية لا زالت ناشئة فتية، بادئة في تأسيس ذاتها في المدينة النبوية. ولقد بلغ الحال بالمؤمنين أشده من الرعب والخوف، فهم قلة محاصرون من قبل جماعة كثيرة يبلغون أضعافهم عددًا وعدة. وإذا أردت وصفًا دقيقًا لحال المؤمنين في تلك الوقعة فلن تجد أبلغ من وصف الله تعالى لهم في كتابه، حيث يقول واصفًا الشدة التي لقيها المؤمنون: وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتْ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيدًا [الأحزاب:10، 11]. كيف لا يكون هذا الزلزال الشديد للمؤمنين وقد جاءهم الأحزاب من فوقهم، وكان اليهود قد غدروا بهم ونقضوا العهد من أسفل منهم، وأصبح المسلمون بين الأحزاب واليهود؟! واستمع إلى وصف الله لحالهم حيث يقول جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتْ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ [الأحزاب:9،10]. فهل تصورت هذه الشدة وذلك الوضع الحرج الذي عاناه المؤمنون؟ هل تصورت كيف يزيغ البصر في وضع مثل هذا حتى يصبح المرء لا يدري أين ينظر ولا إلى أي جهة يلتفت؟ هل تصورت ـ أيها المؤمن ـ شدة تحرك القلب من مكانه حتى يكاد أن يبلغ حلقك؟ إنها شدة وأي شدة، العدو كافر حاقد يريد الانتقام للضربة التي لقيها في معركة بدر، ولا زالت قريش تعاني من آلام الهزيمة والإهانة العظيمة التي لقيتها في بدر. ومن أسفل المدينة العدو الآخر الخبيث المتربص الذي كان في يوم من الأيام صاحب عهد وميثاق، إنهم اليهود لا عهد لهم ولا ذمة، غدروا في أحلك المواقف وهم كذلك دائمًا وأبدًا، يستغلون المواقف ويصطادون في الماء العكر. والعدو الداخلي كذلك بدأ في التخذيل والهرب من أرض المعركة، المنافقون أخذوا يخذلون. واسمع إلى ما رواه الطبراني من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله في يوم الخندق: ((اذهبوا بنا إلى سلمان))، وإذا صخرة بين يديه قد ضعف عنها، فقال : ((بسم الله))، فضربها فوقعت فلقة ثلثها فقال: ((الله أكبر، قصور الروم ورب الكعبة))، ثم ضرب أخرى فوقعت فلقة فقال: ((الله أكبر، قصور فارس ورب الكعبة))، فقال عندها المنافقون: نحن نخندق على أنفسنا وهو يعدنا قصور فارس والروم.
هكذا ـ أيها المؤمنون ـ كان حال المنافقين في هذا الموقف الحالك، الذي يبين فيه رسول الله أن هذا الدين منصور وقائم، حتى أنه يخبرهم بأن الله سيفتح على المسلمين قصور فارس والروم، حتى تهدأ نفوس المؤمنين، ويعلموا أن هذا الجمع وهذه الأحزاب لن تتمكن من القضاء على المسلمين واجتثاث أصل دعوتهم والقضاء عليها كما جاؤوا يحلمون بذلك.
عند هذا الموقف الإيماني التربوي من الرسول إذا بالمنافقين يشككون في هذه الأخبار التي يخبر بها الرسول ، ويقولون: نحن محاصرون ونحفر الخندق لحماية أنفسنا وما بيننا وبين الموت إلا قليل ومحمد يعدنا أننا سنفتح قصور الروم وفارس! يسخرون ويهزؤون.
ثم من تخذيلهم كذلك أنهم بدؤوا يستأذنون النبي ليعودوا إلى بيوتهم وأهليهم، ويقولون: إن بيوتنا عورة، وما هي بعورة، ولكنهم جبناء يريدون الهروب. حتى ذكرهم الله في كتابه وفضحهم فقال جل وعلا: وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا [الأحزاب:13]. يزعم المنافقون أن بيوتهم مكشوفة، ولذلك يريدون الرجوع إلى بيوتهم ليحموها، وهم كاذبون، إنما يريدون الهروب خوفًا من القتال. هكذا كان الوضع. لكن كيف كان حال المؤمنين؟ لقد كان حالهم هم ورسول الله كما وصف الله حال المؤمنين قبل معركة بدر، حيث أخذوا يسألون عن كفار قريش، فأخذ الناس يقولون لهم: إن قريش قد أعدت لكم وجمعت لكم، فكان رد رسول الله وأصحابه: حسبنا الله ونعم الوكيل. قال تعالى: الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ [آل عمران:173]. فماذا كانت النتيجة والعاقبة؟! قال الله تعالى مبينًا ما جعله الله لهم جزاء على اعتمادهم على ربهم وتوكلهم عليه: فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ [آل عمران:174].
ثم بين الله تعالى للمؤمنين بل وللناس كلهم أن هذه الجموع لا يخافها المؤمنون، لا يخافها محمد وأصحابه، بل يخافها الذي خلا قلبه من الإيمان والتوكل على الله، فيقول سبحانه: إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران:175]. نعم عباد الله، إن أولياء الله لا يخافون جموع الكفر ولو كثرت، إنما يخاف ويخشى هذه الجموع أولياء الشيطان، أما من كان الله وليه فقد قال الله: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [يونس:62].
عباد الله، إن الخوف قد يقع وقد ينال كل النوعيات وكل المستويات الإيمانية، لكن الموقف الناتج عن الخوف يختلف من إنسان لآخر، وهنا موضع الأسوة والقدوة؛ فالمؤمنون في الخندق خافوا وبلغت القلوب الحناجر وزاغت الأبصار وابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديدًا، فالمؤمنون الصادقون الصديقون رغم ما وقع بهم من الخوف والفزع قال الله تعالى عنهم: وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا [الأحزاب:22]، وأما المنافقون الذين أصابهم الخوف واقتلع قلوبهم الرعب فقال الله تعالى عنهم: وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا [الأحزاب:12]. لقد زاد الخوف المؤمنين إيمانًا وتسليمًا، وزاغت عقيدة المنافقين قبل أن يزيغ بصرهم وقالوا: إن محمد يعدنا بكنوز +رى وقيصر ولا يأمن أحدنا أن يخرج إلى حاجته, أو لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط! فقارن بين الموقفين، وتأمل الحالين؛ لتعلم حال المؤمنين وتستمسك بغرزهم وتفوز فوزًا عظيمًا.
الخطبة الثانية
عباد الله، أما رسول الله فلقد كان هو القمة التي لا يرقى إليها أحد في الثقة بالله والثبات أمام العدو؛ فعندما بلغه أن بني قريظة قد نقضوا عهدهم الذي عاهدوه به واشتركوا مع الأحزاب في حرب المسلمين وخانوا الله ورسوله قال: ((الله كبر، أبشروا يا معشر المسلمين)). وفي قلب هذه المحنة وشدة هذا الهول يقول عليه الصلاة والسلام: ((إني لأرجو أن أطوف بالبيت العتيق وآخذ المفتاح، وليهلكن الله +رى وقيصر، ولتنفقن أموالهم في سبيل الله)) ذكر ذلك الواقدي في المغازي.
أيها الموحدون، وحيث إن المعركة بين رسول الله والأحزاب معركة عقيدة فلا بد من اللجوء إلى الله تعالى وحده أن يكشف الغم ويزيل الكرب، فعن عبد الله بن أبي أوفى قال: دعا رسول الله يوم الأحزاب فقال: ((اللهم منزل الكتاب سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم)). وقد حرص رسول الله أن يؤكد لصحابته الكرام ثم للمسلمين جميعًا أن هذه الأحزاب العظيمة لم تهزم من المسلمين رغم تضحياتهم، ولم تهزم بعبقرية المواجهة، إنما هزمت بالله وحده، بالمسلم الذي أسلم في قلب المعركة واندفع يخذل العدو، وبالريح التي قلبت قدورهم واقتلعت خيامهم، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا حتى قال تعالى: وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ [الأحزاب:9-25]. يقول مؤكدًا ذلك كما عند البخاري: ((لا إله إلا الله وحده، أعز جنده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده، فلا شيء بعده)). إنها التربية الإيمانية، التربية على البراءة من الحول والطول، التربية على نسبة الفضل إلى الله وعدم الاغترار بالأسباب المادية.
إننا ـ أيها المسلمون ـ لا ننصر بكثرة العدد ولا العدة، بل ننصر بإيماننا بالله ويقيننا بموعوده، ننصر بطاعتنا لله واجتناب ما يغضبه سبحانه. بل إنه عندما اغتر المسلمون بعددهم أذاقهم الله مرارة الهزيمة، قال تعالى حاكيا ذلك في سورة التوبة: لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ [التوبة:25، 26]. إنه درس تربوي لأولئك الذين ظنوا أن كثرتهم ستكون سببا أكيدا للنصر، فأراهم الله ماذا يصنع التعلق بالأسباب الدنيوية مع نسيان العون الإلهي والمدد الرباني؛ لذا فإن علينا اليوم خاصة أن نحيي هذه العقيدة في نفوسنا، وأن نغرسها في نفوس المسلمين عامة؛ ليعلم كل مسلم أن نصر الله قريب وسهل، إن نحن توكلنا على الله مع بذل الأسباب، وتعلقت قلوبنا به سبحانه، وتبرأنا من كل شيء إلا الله. وعند ذلك فلن يهزمنا ـ والله ـ أقوى وأعتى الأعداء؛ لأن الله مولانا ولا مولى لهم.
| |
|