molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: تربية الأبناء - سالم بن عبد الكريم الغميز الأحد 6 نوفمبر - 7:57:31 | |
|
تربية الأبناء
سالم بن عبد الكريم الغميز
الخطبة الأولى
أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم به عليكم من نعمة الأولاد، واعلموا أن هذه النعمة منحة للعبد أو اختبار، فإما منحة تكون قرة عين في الدنيا والآخرة وعون على مكابد الدنيا وصلاح يحدوهم إلى البر في الحياة الدنيا وبعد الممات واجتماع في الدنيا على طاعة الله واجتماع في الآخرة في كرامة الله وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرّيَّتُهُم بِإِيمَـٰنٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَـٰهُمْ مّنْ عَمَلِهِم مّن شَىْء كُلُّ ٱمْرِىء بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ [الطور:21].
وإما أن يكون وبالاً وحسرة في الدنيا والآخرة عياذاً بالله من ذلك.
عباد الله، إن مفهوم التربية اليوم أصابه ما أصاب غيره من المفاهيم الأخرى من التخريب وعدم الفهم الصحيح لمعناه، وكثير من الناس يعتقدون بأن التربية هي توفير الأكل والشرب والملبس فقط دون الالتفات إلى الجانب الديني والأخلاقي في حياة الإنسان وتربية بهذا المعنى إنما هي تربية الحيوانات فقط، أما الإنسان فأهم شيء في حياته وفي تربيته هي تربيته الدينية والأخلاقية، فمن منا يا عباد الله قام بتربية أبنائه تربية دينية وأخلاقية.
لنتفكر في حالنا.. هل قمنا بتربية أبنائنا على الوجه الصحيح؟ أم أننا تركناهم للشارع لكي يربيهم على الأخلاق الدنيئة والألفاظ البذيئة المنحطة.
أم أننا تركناهم لأجهزة اللهو لكي تربيهم على ما يحبّ أعداء الله تربيتهم، تربية بعيدة كل البعد عن دين الله لا تعرف من الدين إلا اسمه، ومن المصحف إلا رسمه فقط.
وإذا كنتم في شلك من ذلك فاسألوا أبناءكم عن دينهم وعن العبادات وعن المصحف تجدونهم لا يعرفون من الصلاة إلا حركات تؤدى ليس فيها خشوع ولا طمأنينة. اسألوهم عن القرآن وعن الأحاديث النبوية، اسألوهم عن تاريخ الإسلام العظيم، اسألوهم عن أسماء بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن المجاهدين في سبيل الله الذين بنوا لهذا الدين المجد والعزة بإذن الله، اسألوهم عن العلماء العاملين المخلصين الذين أراد بهم الله إخراج الضالين من العباد من الضلال إلى الحق المبين، ستجدون أنهم لا يستطيعون أن يجيبوكم على ما سألتموهم لأنكم لم تربوهم على معرفة دين الله ولا على حب الله ولا على الولاء لدين الله وح+ه.
وعلى النقيض من ذلك لو سألتم أبناءكم عن أسماء المغنين الفاسقين أو الممثلين المنحرفين الساقطين أو لاعبي الكرة أو عن أشياء كثيرة من أمور الدنيا التي لا فائدة فيها، لوجدتم إجابة غزيرة مليئة بالمعرفة عنهم وعن أحوالهم الشخصية بالتفصيل، ماذا يعني هذا إلا أنكم ربيتموهم على هذه الأشياء وحببتموها في أنفسهم حتى غدت أهم من دينهم الذي خلقوا من أجله.
وإذا كنتم بعد ذلك تدّعون أنكم ربيتموهم على دين الله!!.
فأين هم من المساجد؟ أين هم من الصلوات ؟ أين هم من صلاة الفجر؟ أين هم من كتاب الله؟
إنك لو أمرت أحد أبنائك بأن يقرأ كتاب الله وهو متخرج من الثانوية لما استطاع أن يقيم آية كاملة من كتاب الله أو يحفظها ولما لبث مع كتاب الله خمس دقائق ثم هو في المقابل يحفظ الأغاني الماجنة، ويجلس الساعات الطوال أمام المجلات السافرة، وماذا يعني هذا أيضاً إلا أنكم ربيتموهم على حبّ كل شيء إلا دين الله.
أيها الآباء، اعلموا أن ضياع الشباب مسئوليتكم أنتم....((كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته)) أنتم المسئولون عن ضياعهم وانحرافهم وعدم تمسكهم بكتاب الله عز وجل، لأنكم تركتموهم أمام الملاهي والمنكرات من أغانٍ وغيرها من أجهزة اللهو المنتشرة في زماننا هذا ولم تنهوهم عن غيهم هذا ولم تأمروهم باتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
وبالتالي.. تتركونهم أمام الملاهي والمنكرات من أغانٍ وغيرها من أجهزة اللهو المنتشرة في زماننا هذا.. تتركونهم يتربون على ما يحبه أعداء الله. يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ [التحريم:6].
تجد الشاب ينشأ وقدوته لاعب الكرة المشهور لأنه يراه على صفحات الجرائد وشاشات التلفاز، أو قدوته مغنٍ فاسق، أو ممثل منحرف، وذلك لانعدام التوجيه من الآباء لأبنائهم، وكذلك تنشأ الفتاة في المنزل وقدوتها المغنية الفاسقة أو الممثلة المنحرفة، أو ما شابهها، وذلك لانعدام التوجيه من الأمهات والمعلمات والآباء.
بعد ذلك تدّعون أنكم قمتم بواجب التربية.
أما أنكم تتركونهم على هواهم وتقولون بأنكم قمتم بواجب التربية فهذا مغالطة لأنفسكم، ومخالفة للواقع، وفي هذه الحالة أنتم المسئولون أمام الملك العلام مسئولية كبرى، بماذا ستجيبون رب العزة والجلال إذا سألكم عن الأمانة التي ألقاها على أعناقكم وهي تربية أبنائكم، بماذا تجيبونه؟! تفكروا في أنفسكم، واعلموا أنه لن ينجيكم من عذاب الله سبحانه وتعالى إلا طاعته والأخذ بأسباب التربية، وهي أن تحولوا بينهم وبين معاصي الله، امنعوهم من الجلوس إلى الملاهي، انتبهوا لهم ماذا يقرؤون، مع من يجلسون؟ مع من يذهبون؟ حببوا إلى أنفسهم دين الله وكتاب الله وخوفوهم من عقاب الله، ليس بالكلام فقط بل عليكم اتباع أمر الله واجتناب نهيه في أنفسكم أولاً حتى إذا رآكم أبناؤكم على هذه الحالة اقتدوا بكم لأن الابن يقتدي بأبنائه في الغالب.
وقد قال الله تعالى: إِنَّا وَجَدْنَا ءابَاءنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ ءاثَـٰرِهِم مُّقْتَدُونَ [الزخرف:23].
إِنَّا وَجَدْنَا ءابَاءنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ ءاثَـٰرِهِم مُّهْتَدُونَ [الزخرف:22].
فاتقوا الله أيها الآباء في أبنائكم، فإنهم يقتدون بكم خصوصاً حال صغرهم، واعلموا أن التوفيق من الله سبحانه وتعالى بعد قيامكم بأسباب التربية من نصح وإرشاد وتوجيه ومتابعة.
واعلموا أنه إذا وفقكم الله ووفقكم إلى أسباب تربيتهم الصالحة، أنكم تكونون بذلك حصلتم على نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى في هداية أولادكم إلى طريق الحق، ففي الحديث: ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له)) فإذا كنتم لا تستطيعون أن تقدموا علماً نافعاً ولا صدقة جارية فاحرصوا على ما في أيديكم بتربية أبنائكم تربية صالحة، لعل أعمالكم تستمر في الخير بعد انقطاعكم من دار العمل ذلك بفضل دعاء الولد الصالح.
اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه، وجنبنا ما تنهى عنه...
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه..
الخطبة الثانية
لم ترد.
| |
|