molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: وفاة ملك وبيعة ملك - رضوان بن ياسين الشهابي الأحد 6 نوفمبر - 3:28:32 | |
|
وفاة ملك وبيعة ملك
رضوان بن ياسين الشهابي
الخطبة الأولى
أمّا بعد: فيا أيّها المسلمون، اتقوا الله تعالى؛ فإنّ تقواه أقوى ظهير وأوفى نصير، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [المجادلة:28].
أيّها المسلمون، إنكم في دارٍ ليست للبقاء وإن تراخى العمر وامتدَّ المدى، أيّامُها مراحل، وساعاتها قلائل، والمرءُ لا شكَّ عنها راحِل. شبابُها هرَم، وراحتُها سَقَم، ولذّاتُها نَدَم. الدنيا قنطرةٌ لمن عَبَر، وعبرةٌ لمن استبصَر واعتبر، وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ [آل عمران:185].
حكم المنية فِي البرية ساري ما هـذه الدنيـا بدار قرار
بينا يرى الإنسان فيها سائرًا حتَّى يكون خبرا من الأخبار
قال الله تعالى: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكِ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ، وقال رسول الله : ((أكثروا من ذكر هادم اللذات الموت))، وعن أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: كان رسول الله إذا ذهب ثلث الليل قام فقال: ((يا أيها الناس، اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه)).
أيّها المسلمون، الدنيا قد آذنت بالفِراق، فراق ليس يشبهُه فراق، قد انقَطع الرجاءُ عنِ التلاق، وَالْتَفَّتْ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ [القيامة:29، 30]. فطوبى لمن فرَّ من مَواطِن الرِّيَب ومواقِع المقتِ والغضَب، مستمسِكًا بدينه، عاقدًا عليه بكِلتا يدَيه، قد اتَّخذه من الشّرور ملاذًا ومن الفِتنِ مَعاذًا. ويا خسارَ من اقتَحَم حِمى المعاصي والآثام، وأَرتعَ في الموبقاتِ العِظام، وأحكَم عَقدَ الإصرارِ على الذنوبِ والأوزار. هلك المصِرّ الذي لا يُقلِع، وندِم المستمرُّ الذي لا يَرجِع، وخابَ المسترسِلُ الذي لا ينزِع، وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ [الحجرات:11].
ومـا أقبحَ التفريطَ في زمن الصِّبـا فكيف به والشيبُ نازل؟!!
ترحّل عن الدنيـا بزادٍ من التُّقـى فعُمرك أيّـام تُعَدّ قلائـل
عباد الله، كم شيّعنا من الأقران، كم دفنّا من الإخوان، كم أضجعنا من الجيران، كم فقدنَا من الخِلاّن. فيا مَن يُقصدُ بالموت ويُنحَى، يا من أسمعته المواعظُ إرشادًا ونُصحًا، هلاّ انتهيتَ وارعَوَيت، وندمتَ وبكَيت، وفتحتَ للخير عينَيك، وقُمتَ للهُدى مَشيًا على قدمَيك، لتحصُل على غايةِ المراد، وتسعَد كلَّ الإسعاد، فإن عصيتَ وأبيت وأعرضتَ وتولّيت حتى فاجأك الأجل وقيل: "ميْت" فستعلم يومَ الحساب مَن عصَيت، وستبكي دمًا على قُبح ما جَنيتَ، يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي [الفجر:23، 24]، وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً.
أيّها المسلمون، أين مَن بلَغوا الآمال؟! أين من جمَعوا الكنوز والأموال؟! فاجأهم الموتُ في وقتٍ لم يحتسبوه، وجاءهم هولٌ لم يرتقِبوه، تفرّقت في القبورِ أجزاؤُهم، وترمّل من بعدهم نساؤهم، وتيتّم خلفَهم أولادُهم، واقتُسِم طريفُهم وتِلادهم، وكلُّ عبدٍ ميّت ومبعوث، وكلُّ ما جمَّع متروك وموروث.
يا مَن سينأى عن بَنيه كما نأى عنه أبوه، مثِّل لنفسِك قولَهم: جاءَ اليقينُ فوجِّهوه، وتحلَّلُوا من ظلمه قبل الممات وحلِّلوه. مثّل لنفسك قولَهم: جاء الأجلُ فأغمضوه وغسِّلوه، وكفِّنوه وحنِّطوه، واحملوه على أكتافكم وادفنوه، يقول رسول الهدى : ((إذا وُضِعت الجنازةُ فاحتمَلها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحةً قالت: قدّموني قدّموني، وإن كانت غيرَ صالحة قالت: يا ويلَها أين تذهبون بها؟! يسمَع صوتَها كلُّ شيء إلا الإنسان، ولو سمعها الإنسان لصعق)) أخرجه البخاري.
يا هاتِكَ الحرمات لا تفعَل، يا واقعًا في الفواحشِ أما تستحي وتخجَل؟! يا مبارزًا مولاكَ بالخطايا تمهَّل، فالكلام مكتوب، والقولُ محسوب، وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ [الانفطار:10-12]، إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ [يونس:21]، أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ.
أيها الإخوة المؤمنون، وإن ما أصيبت به هذه البلاد من وفاة إمامِها لهو فاجعة كبيرة ومصاب جلل، يحس به كلّ مسلم، لكنّ عزاءنا أننا أمة عظيمة لها كتاب وسنة، لا يحملنا حزننا على أن نقع فيما حرمه الله علينا، فها هو قد مات وودّعته الأمة قاطبة، شاهدةً له بما قدم، داعيةً له بحسن الوفادة على ربه، لم يحملنا حبّنا له أن نرفعه فوق قدره الذي له، فلسنا أشدّ حبًّا من صحابة رسول الله لرسول الله ، وما لنا أن نفعل شيئًا يكرهه الله ورسوله، فلقد قال : ((إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله)).
عباد الله، إن من النصوص الشرعية التي جاءت بوعيد شديد وتغليظ في العبارة ما ورد في البخاري ومسلم أن النبي قال: ((ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية))، وفي صحيح مسلم أنه قال: ((ثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت)). يقول شُرّاح الحديث: "معناه أن هاتين الخصلتين قائمتان بالناس، لا يسلم منهما إلا من سلمه الله ورزقه علمًا وإيمانًا يستضيء به".
وإن من أعظم ما قدم الملك الراحل للإسلام تشييدَ المراكز الإسلامية في مواقع عديدة من العالم، ومن ذلك ما قدم للحرمين الشريفين من خدمة عظيمة وأكبر توسعة عرفها التاريخ، فاستحق لقب الحقيقة والواقع: "خادم الحرمين".
ومن الأعمال الجليلة والعظيمة النفع خدمته للمعجزة الخالدة، ألا وهو القرآن الكريم، خير كتاب أنزل على خير نبيّ أرسل، فلا تجد بقعة في الأرض إلا ووصلها كلام ربنا عز وجل، وقد تمّ ترجمة معانيه إلى عدة لغات في العالم. إنه الأثر العظيم والباقي، فلا يزال مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف يخرج تلكم الطبعات الفاخرة على مختلف أحجامها، ويشهد بالدور الكبير في خدمة كلام رب العالمين.
فنسأل الله أن يجزيه على ما قدم للمسلمين خيرا، وأن يجبر مصاب المسلمين به، وأن يخلف على المسلمين خيرًا منه؛ لأن الإنسان مهما بلغ من الملك والرفعة فإنه لن يبقى معه بعد وفاته إلا ما حدّده فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره، أو ولدًا صالحا تركه، أو مصحفًا ورثه، أو مسجدًا بناه، أو بيتًا لابن السبيل بناه، أو نهرًا أجراه، أو صدقةً أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته)) رواه ابن ماجه واللفظ له وابن خزيمة والبيهقي بإسناد حسن.
وإن من أحق حقوقه على المسلمين الدعاء له وسؤال الله له المغفرة والرحمة، فأكثروا من الدعاء لإمامٍ كان عطاؤه كثيرًا، وشواهد أعماله تذكر فتشكر ولا تنكر، فلقد أفضى إلى رب رحيم، فاللّهمّ عالم الغيب والشهادة ربّ كل شيء ومليكه، أحسن وفادته، وأكرم نزله، وأسكنه منازل الصديقين والشهداء، وأخلفه في أهله وماله.
أيها المسلمون، الموتُ في كلّ حين ينشُر الكفنا، ونحن في غفلةٍ عمّا يُراد بِنا. سهوٌ وشرود، وإعراضٌ وصدود، إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ، فاستعدوا لذلكم اليوم الموعود، واعلموا أن الموتَ يأتي على الصغير والكبير والرئيس والمرؤوس والملك والمملوك، قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ.
أقول ما سمعتم، وأستغفر ربي إنه كان غفارا، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه تواب رحيم.
الخطبة الثانية
أيّها المسلمون، احذَروا المعاطِبَ التي توجِب في الشقاء الخلودَ، وتستدعي شَوهَ الوجوه ونُضجَ الجلود، واعلموا أنّ الدنيا سُمُّ الأفاعي، وأهلُها ما بين مَنعيٍّ وناعي، دُجُنّةٌ ينسَخُها الصباح، وصَفقةٌ يتعاقبها الخسارُ أو الرباح، ما هي إلا بقاءُ سَفرٍ في قَفرٍ أو إعراسٌ في ليلةِ نَفر، كأنّكم بها مُطّرحةٌ تعبُر فيها المواشي وتنبو العيون عن خبرها المتلاشي، فلا تغترُّوا فيها بقوّة أو فُتُوَّة، فما الصحّةُ إلا مركبُ الألم، وما الفُتُوّة إلا مِطيّة الهرَم، وما بعد المقيلِ إلا الرّحيل إلى منزلٍ كريم أو منزلٍ وَبيل، فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى.
لما ولي الخلافةَ عمر بن عبد العزيز صعد المنبر وكان أول خطبة خطبها، حمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أيها الناس، من صحبنا فليصحبنا بخمس، وإلا فليفارقنا: يرفع إلينا حاجة من لا يستطيع رفعها، ويعيننا على الخير بجهده، ويدلنا من الخير على ما لا نهتدي إليه، ولا يغتابنّ عندنا أحدا، ولا يعرضن فيما لا يعنيه"، فانقشع عنه الشعراء والخطباء، وثبت معه الفقهاء والزهاد وقالوا: ما يسعنا أن نفارق هذا الرجل حتى يخالف فعله قوله. وعن عمرو بن مهاجر قال: لما استخلف عمر بن عبد العزيز قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أيها الناس، إنه لا كتاب بعد القرآن، ولا نبي بعد محمد عليه السلام، وإني لست بقاض ولكني منفّذ، وإني لست بمبتدع ولكني متّبع، إن الرجل الهارب من الإمام الظالم ليس بظالم إلا أن الإمام الظالم هو العاصي، ألا لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق عز وجل"، وفي رواية أنه قال فيها: "وإني لست بخير من أحد منكم، ولكنني لأثقلكم حملا، ألا لا طاعة لمخلوق في معصية الله، ألا هل أسمعتُ".
عباد الله، إن مما يفرح كل مسلم أن هذه البلاد المباركة تسير وفق أسس متينة وثوابت أصيله، ومن تلك الأصول ما قاله الملك عبد الله بن عبد العزيز في يوم البيعة: "أيها الإخوة، إنني إذ أتولّى المسؤولية بعد الراحل العزيز وأشعر أن الحمل ثقيل وأن الأمانة عظيمة أستمدّ العون من الله عز وجل، وأسأل الله سبحانه أن يمنحني القوّة على مواصلة السير في النهج الذي سنّه مؤسس المملكة العربية السعودية العظيم جلالة الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه، واتبعه من بعده أبناؤه الكرام رحمهم الله، وأعاهد الله ثم أعاهدكم أن أتّخذ القرآن دستورًا والإسلام منهجًا، وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافّة بلا تفرقة، ثم أتوجه إليكم طالبا منكم أن تشدّوا أزري، وأن تعينوني على حمل الأمانة، وأن لا تبخلوا عليّ بالنصح والدعاء".
إن هذه الكلمات لتذكّرنا بسير الخلفاء الأوائل، وإنها لكلمات تنبئ عن النهج القويم، ألا وإن الناس تبع لأهل الحلّ والعقد، فبهم تتمّ البيعة، وفي صحيح مسلم عنه أن النبي قال: ((من خلع يدًا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجةَ له، ومن مات ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية))، ومن كلام أهل الحل والعقد ما أصدره سماحة المفتي العام للملكة إذ يقول: "من عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ إلى عموم إخوانه المسلمين، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فإن الله تعالى يقول: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ، ويقول سبحانه: وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنْ اللهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلاً، ويقول عز وجل: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ، فالموت حقّ، وقد كتبه الله على جميع الخلق، والمؤمن ينتقل برحمة الله من هذه الدنيا الزائلة إلى دار البقاء والخلود، إلى جنة عرضها السموات والأرض أعدّت للمتقين. لقد آلمنا وآلم أهل هذه البلادِ خاصّة وأهل الإسلام عامّة نبأ وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز غفر الله له ورحمه وأسكنه فسيح جنّاته وخلفه على الإسلام والمسلمين بخير الخلف، وإني لأعزي نفسي وسائر إخواني المسلمين في وفاته غفر الله له، فلِلَّه ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمّى، فاصبروا إخواني واحتسبوا. وليكن دعاؤكم إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها، يقول الله عز وجل: وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ [البقرة:155-157].
ثم إن من عاجل البشرى والخلف الصالح ما حصل ولله الحمد والمنة من اجتماع الكلمة ومبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وفقه الله وأمده بعونه وتوفيقه وتابع عليه ألطافه ملِكا للمملكة العربية السعودية، حيث بايعه أفراد الأسرة المالكة، ونحن قد بايعناه على كتاب الله عز وجل وسنة رسوله بالسمع والطاعة بالمعروف في المنشط والمكره، وما حصل أيضا من اختيار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وفقه الله وأعانه وسدّد خطاه وليًّا للعهد ومبايعة الأسرة على ذلك، ونحن قد بايعناه وليّا للعهد على كتاب الله وسنة رسوله ، فالحمد لله ظاهرا وباطنا، والوصية تقوى الله عز وجل والحرص على اجتماع الكلمة ووحدة الصف والالتفاف حول القيادة الرشيدة طاعة لله عز وجل، حيث يقول: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا [آل عمران:103]، ويقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59]، وطاعة لرسوله حيث يقول: ((عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك)).
أسال الله عز وجل أن يديم علينا عزّ هذه البلاد بعزّ الإسلام، وأن يوفق أئمتنا بتوفيقه ويحفظهم بحفظه، ويتابع عليهم أفضاله ويمتعهم بإمداده وعونه، ويجعلهم مباركين أينما كانوا، وينصر بهم الإسلام والمسلمين، إنه سبحانه سميع مجيب".
عباد الله، صلوا وسلموا على الرحمة المهداة...
| |
|