المدير العام المديرالعام
الجنس : عدد المساهمات : 12412 تاريخ التسجيل : 25/06/2009 الموقع : https://starmust2.ahlamontada.com
بطاقة الشخصية الدرجة: (4620/4620)
| موضوع: الحيض إقبال المحيض وإدباره الثلاثاء 20 أكتوبر - 3:49:40 | |
| باب إقبال المحيض وإدباره وكن نساء يبعثن إلى عائشة بالدرجة فيها الكرسف فيه الصفرة فتقول لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء تريد بذلك الطهر من الحيضة وبلغ بنت زيد بن ثابت أن نساء يدعون بالمصابيح من جوف الليل ينظرن إلى الطهر فقالت ما كان النساء يصنعن هذا وعابت عليهن |
| | | فتح الباري بشرح صحيح البخاري قَوْله : ( بَاب إِقْبَال الْمَحِيض وَإِدْبَاره ) اِتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ إِقْبَال الْمَحِيض يُعْرَفُ بِالدُّفْعَةِ مِنْ الدَّم فِي وَقْت إِمْكَان الْحَيْض , وَاخْتَلَفُوا فِي إِدْبَاره فَقِيلَ : يُعْرَف بِالْجُفُوفِ , وَهُوَ أَنْ يَخْرُج مَا يُحْتَشَى بِهِ جَافًّا , وَقِيلَ بِالْقَصَّةِ الْبَيْضَاء وَإِلَيْهِ مَيْل الْمُصَنِّف كَمَا سَنُوَضِّحُهُ . قَوْله : ( وَكُنَّ ) هُوَ بِصِيغَةِ جَمْع الْمُؤَنَّث , وَ " نِسَاء " بِالرَّفْعِ وَهُوَ بَدَل مِنْ الضَّمِير نَحْو أَكَلُونِي الْبَرَاغِيث , وَالتَّنْكِير فِي نِسَاء لِلتَّنْوِيعِ , أَيْ كَانَ ذَلِكَ مِنْ نَوْعٍ مِنْ النِّسَاء لَا مِنْ كُلّهنَّ . وَهَذَا الْأَثَر قَدْ رَوَاهُ مَالِك فِي الْمُوَطَّأ عَنْ عَلْقَمَة بْن أَبِي عَلْقَمَة الْمَدَنِيّ عَنْ أُمّه - وَاسْمهَا مَرْجَانَة مَوْلَاة عَائِشَة - قَالَتْ " كَانَ النِّسَاء " . قَوْله : ( بِالدِّرَجَةِ ) بِكَسْرِ أَوَّله وَفَتْح الرَّاء وَالْجِيم جَمْع دُرْج بِالضَّمِّ ثُمَّ السُّكُون . قَالَ اِبْن بَطَّالٍ : كَذَا يَرْوِيه أَصْحَاب الْحَدِيث وَضَبَطَهُ اِبْن عَبْد الْبَرّ فِي الْمُوَطَّأ بِالضَّمِّ ثُمَّ السُّكُون وَقَالَ : إِنَّهُ تَأْنِيث دُرْج , وَالْمُرَاد بِهِ مَا تَحْتَشِي بِهِ الْمَرْأَة مِنْ قُطْنَة وَغَيْرهَا لِتَعْرِف هَلْ بَقِيَ مِنْ أَثَر الْحَيْض شَيْء أَمْ لَا . قَوْله : ( الْكُرْسُف ) بِضَمِّ الْكَاف وَالسِّين الْمُهْمَلَة بَيْنهمَا رَاءٌ سَاكِنَة هُوَ الْقُطْن . قَوْله : ( فِيهِ الصُّفْرَة ) زَادَ مَالِكٌ مِنْ دَم الْحَيْضَة . قَوْله : ( فَتَقُول ) أَيْ عَائِشَة . وَالْقَصَّة بِفَتْحِ الْقَاف وَتَشْدِيد الْمُهْمَلَة هِيَ النُّورَة , أَيْ حَتَّى تَخْرُج الْقُطْنَة بَيْضَاء نَقِيَّة لَا يُخَالِطهَا صُفْرَة , وَفِيهِ دَلَالَة عَلَى أَنَّ الصُّفْرَة وَالْكُدْرَة فِي أَيَّام الْحَيْض حَيْضٌ , وَأَمَّا فِي غَيْرهَا فَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَى ذَلِكَ فِي بَابٍ مُفْرَدٍ إِنْ شَاءَ تَعَالَى . وَفِيهِ أَنَّ الْقَصَّة الْبَيْضَاء عَلَامَةٌ لِانْتِهَاءِ الْحَيْض وَيَتَبَيَّن بِهَا اِبْتِدَاء الطُّهْر , وَاعْتُرِضَ عَلَى مَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّهُ يُعْرَف بِالْجُفُوفِ بِأَنَّ الْقُطْنَة قَدْ تَخْرُج جَافَّة فِي أَثْنَاء الْأَمْر فَلَا يَدُلّ ذَلِكَ عَلَى اِنْقِطَاع الْحَيْض , بِخِلَافِ الْقَصَّة وَهِيَ مَاء أَبْيَض يَدْفَعهُ الرَّحِم عِنْد اِنْقِطَاع الْحَيْض . قَالَ مَالِك : سَأَلْت النِّسَاء عَنْهُ فَإِذَا هُوَ أَمْرٌ مَعْلُومٌ عِنْدهنَّ يَعْرِفْنَهُ عِنْد الطُّهْر . قَوْله : ( وَبَلَغَ اِبْنَة زَيْد بْن ثَابِت ) كَذَا وَقَعَتْ مُبْهَمَة هُنَا , وَكَذَا فِي الْمُوَطَّأ حَيْثُ رُوِيَ هَذَا الْأَثَر عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر أَيْ اِبْن مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حَزْم عَنْ عَمَّته عَنْهَا , وَقَدْ ذَكَرُوا لِزَيْدِ بْن ثَابِت مِنْ الْبَنَات حَسَنَة وَعَمْرَة وَأُمّ كُلْثُوم وَغَيْرهنَّ , وَلَمْ أَرَ لِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ رِوَايَة إِلَّا لِأُمِّ كُلْثُوم - وَكَانَتْ زَوْج سَالِم بْن عَبْد اللَّه بْنِ عُمَر - فَكَأَنَّهَا هِيَ الْمُبْهَمَة هُنَا . وَزَعَمَ بَعْض الشُّرَّاح أَنَّهَا أُمّ سَعْد قَالَ : لِأَنَّ اِبْن عَبْد الْبَرّ ذَكَرهَا فِي الصَّحَابَة . اِنْتَهَى . وَلَيْسَ فِي ذِكْره لَهَا دَلِيل الْمُدَّعِي ; لِأَنَّهُ لَمْ يَقُلْ إِنَّهَا صَاحِبَة هَذِهِ الْقِصَّة , بَلْ لَمْ يَأْتِ لَهَا ذِكْرٌ عِنْده وَلَا عِنْد غَيْره إِلَّا مِنْ طَرِيق عَنْبَسَةَ بْن عَبْد الرَّحْمَن وَقَدْ كَذَّبُوهُ , وَكَانَ مَعَ ذَلِكَ يَضْطَرِب فِيهَا فَتَارَة يَقُول بِنْت زَيْد بْن ثَابِت وَتَارَة يَقُول اِمْرَأَة زَيْد , وَلَمْ يَذْكُر أَحَدٌ مِنْ أَهْل الْمَعْرِفَة بِالنَّسَبِ فِي أَوْلَاد زَيْد مَنْ يُقَال لَهَا أُمّ سَعْد , وَأَمَّا عَمَّة عَبْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر فَقَالَ اِبْن الْحَذَّاء : هِيَ عَمْرَة بِنْت حَزْم عَمَّة جَدّ عَبْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر , وَقِيلَ لَهَا عَمَّته مَجَازًا . قُلْت : لَكِنَّهَا صَحَابِيَّة قَدِيمَة رَوَى عَنْهَا جَابِر بْن عَبْد اللَّه الصَّحَابِيّ , فَفِي رِوَايَتهَا عَنْ بِنْت زَيْد بْن ثَابِت بُعْدٌ , فَإِنْ كَانَتْ ثَابِتَة فَرِوَايَة عَبْد اللَّه عَنْهَا مُنْقَطِعَة ; لِأَنَّهُ لَمْ يُدْرِكهَا , وَيُحْتَمَل أَنْ تَكُون الْمُرَادَة عَمَّته الْحَقِيقِيَّة وَهِيَ أُمّ عَمْرو أَوْ أُمّ كُلْثُوم وَاللَّهُ أَعْلَم . قَوْله : ( يَدْعُونَ ) أَيْ يَطْلُبْنَ . وَفِي رِوَايَة الْكُشْمِيهَنِيّ " يَدْعِينَ " وَقَدْ تَقَدَّمَ مِثْلهَا فِي " بَاب تَقْضِي الْحَائِض الْمَنَاسِك كُلّهَا " . وَقَالَ صَاحِب الْقَامُوس : دَعَيْتُ لُغَة فِي دَعَوْت , وَلَمْ يُنَبِّهْ عَلَى ذَلِكَ صَاحِب الْمَشَارِق وَلَا الْمَطَالِع . قَوْله : ( إِلَى الطُّهْر ) أَيْ إِلَى مَا يَدُلّ عَلَى الطُّهْر وَاللَّام فِي قَوْلهَا " مَا كَانَ النِّسَاء " لِلْعَهْدِ أَيْ نِسَاء الصَّحَابَة , وَإِنَّمَا عَابَتْ عَلَيْهِنَّ ; لِأَنَّ ذَلِكَ يَقْتَضِي الْحَرَج وَالتَّنَطُّع وَهُوَ مَذْمُوم , قَالَهُ اِبْن بَطَّالٍ وَغَيْره . وَقِيلَ لِكَوْنِ ذَلِكَ كَانَ فِي غَيْر وَقْت الصَّلَاة وَهُوَ جَوْف اللَّيْل , وَفِيهِ نَظَرٌ ; لِأَنَّهُ وَقْت الْعِشَاء , وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون الْعَيْب لِكَوْنِ اللَّيْل لَا يَتَبَيَّن بِهِ الْبَيَاض الْخَالِص مِنْ غَيْره فَيَحْسِبْنَ أَنَّهُنَّ طَهُرْنَ وَلَيْسَ كَذَلِكَ فَيُصَلِّينَ قَبْل الطُّهْر . |
| |
|