molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: إفشاء السلام - حمد بن إبراهيم الحريقي الأربعاء 2 نوفمبر - 7:44:55 | |
|
إفشاء السلام
حمد بن إبراهيم الحريقي
الخطبة الأولى
أما بعد:
فيا عباد الله:
اتقوا الله ربكم على الدوام وخذوا بكل خصلة تنشر بينكم المودة والوئام وتورثكم الجنة دار السلام وكل ذلك موجود فيما هداكم الله له من ملة الإسلام.
أيها المسلمون:
إن مما شرعه الله تعالى لعباده في هذا الدين العظيم ومما يغرس المودة بين الجميع ويشيع المحبة بينهم والألفة هو إفشاء السلام على الخاص والعام من أهل الإسلام ورد التحية بمثلها أو بأحسن منها مقابلة للإحسان بأفضل منه ورعاية للجميل بما هو أكثر عائدة على البادي به منه قال سبحانه: وَإِذَا حُيّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا [النساء: 86] وقد صح عن النبي أنه قال: (( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم )).
وجعل عليه الصلاة والسلام التسليم على المسلم عند ملاقاته حقًا من حقوقه المتحتمة فإذا التقى المسلمان فخيرهما الذي يبدأ بالسلام قال عليه الصلاة والسلام: ((حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصحه، وإذا عطس فحمد الله فشمته (أي قل يرحمك الله)، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه )).
فالسلام يا عباد الله في واقعه أمان من المسلم ودعاء بالرحمة والسلام لمن يسلم عليه، ولذا كان إفشاؤه مشروعًا بين الكبير والصغير والأمير والمأمور والفاضل والمفضول طلبًا لإشاعة الأمان وتحقيق الاطمئنان بين المؤمنين حتى تشيع المحبة والإكرام. فلا يرتفع عنه عظيم لعظمه ولا يتوانى عن بذله صغير لصغره، فالكل مطالب ببذله وإفشائه؛ فالسلام قول كريم يصدر من المسلم لأخيه المسلم تؤيده سائر الأقوال وتصدقه عموم الفعال والأقوال ليكون دليلاً على صدق الإسلام وكمال الإيمان وسببًا في توثيق المودة وإشاعة الإيمان والأمان، إذ المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضًا ولما سُئل عليه الصلاة والسلام: أي الإسلام خير قال: ((تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف )) متفق عليه.
وفي البخاري عن عمار رضي الله عنه قال: (ثلاثة من جمعهن فقد استكمل الإيمان: الإنصاف من النفس، وبذل السلام للعالم، والانفاق من الإقتار).
ولهذا أيضًا كان إفشاء السلام من الدعائم التي أرسى عليها النبي بنيان المجتمع المسلم أول مقدمه إلى المدينة مهاجرًا كما أخبر بذلك عبد الله بن سلام رضي الله عنه فقال: لما قدم رسول الله المدينة انجفل الناس عنه فلما رأيت وجهه علمت أنه ليس بوجه كذاب فسمعته يقول: (( أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ))
عباد الله:
وكيف لا يكون إفشاء السلام أمانًا من المسلم للمسَّلم عليه، والسلام اسم من أسماء الله الحسنى يذكره المسلم مثنيًا به على ربه وداعيًا به لأخيه بالسلامة من الأفات والشرور في الدنيا والآخرة، فالسلام اسم من أسماء الله مأخوذ من السلامة إذ هو سبحانه السالم من مماثلة المخلوقات ومن النقائض والعيوب فيما له من الأسماء والصفات وأنواع الكمالات.
فاتقوا الله عباد الله وأفشوا السلام بينكم واتركوا النزعات الجاهلية والأمور الأخرى التي ربما ترك البعض منا السلام من أجلها، فهذا لا يسلم إلا على من عرفه، وذاك لا يسلم إلا على أهل بلدته، وذاك لا يسلم إلى على من كان من جماعته وقبيلته.
واعلموا عباد الله أن السلام هو تحيتكم في الدنيا والآخرة، والسلام تحية أهل الجنة قال الحق سبحانه: دَعْوٰهُمْ فِيهَا سُبْحَـٰنَكَ ٱللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَءاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ [يونس: 10].
وهو أيضًا تحية الله إليهم كما قال سبحانه: سَلاَمٌ قَوْلاً مّن رَّبّ رَّحِيمٍ [يس: 58].
بارك الله لي ولكم بما في القرآن الكريم...
الخطبة الثانية
لم ترد.
| |
|