molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: أخطاء الزوجات - حمد بن إبراهيم الحريقي الأربعاء 2 نوفمبر - 7:38:50 | |
|
أخطاء الزوجات
حمد بن إبراهيم الحريقي
الخطبة الأولى
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [آل عمران:102].
ونستكمل معكم عباد الله ما ذكرناه في الخطبة الماضية من أخطاء الزوجات تجاه أزواجهن، فمن الأخطاء الامتناع على الزوج إذا دعاها للفراش إما بحجة أنها مرهقة أو أنها تريد إغضابه أو لجهلها، وما علمت أنها قد حرمت زوجها من أعظم حقوقه وعرضت نفسها للوعيد الشديد لأن من أعظم غايات النكاح أن يعف الرجل نفسه ويقيها مهالك الشهوة يقول : ((إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجئ لعنتها الملائكة حتى تصبح)) [رواه البخاري ومسلم].
يقول الشوكاني -رحمه الله- وظاهر الحديث اختصاص اللعن بما إذا وقع منها ليلاً لقوله حتى تصبح، وكأن السر فيه تأكيد ذلك لأنه لا يجوز لها الامتناع في النهار، وإنما خص الليل بالذكر لأنه المظنة لذلك ويقول أيضًا عليه الصلاة والسلام: ((والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطًا عليها حتى يرضى عنها)) [رواه مسلم].
ومن الأخطاء التقصير في خدمة زوجها فلا تقوم بقضاء حاجاته من نحو صناعة المأكل والمشرب وغسيل الثياب ولا تقوم برعاية المنزل والعناية بالنظافة وغير ذلك من الأعمال، والسبب هو تكاسلها لا غير، ولا شك أن هذا أمر خطير وهذا حق واجب على الزوجة تجاه زوجها وفي حديث عمة حصين بن محصن حين سألها النبي : ((أذات بعل أنت؟)) قالت: نعم، قال: ((فأين أنت منه؟)) قالت: ما آلوا إلا ما عجزت عنه، قال: ((فانظري أي أنت منه إنما هو جنتك ونارك)) [رواه الإمام أحمد].
فعلى المرأة المسلمة العاقلة أن تقوم برعاية زوجها وخدمته والعناية بمنزله فهذا مما يفرح الزوج وينشر السعادة بين الزوجين.
ومن الأخطاء إدخال من لا يأذن الزوج بدخوله إلى البيت، فللزوج الحق في ألا يدخل بيته إلا من أحب، وفرض على الزوجة أن تطيعه في ذلك، فليس لها أن تدخل في بيته من يكرهه حتى ولو كان ذلك من أقاربها، وبعض النساء هداهن الله تتهاون في هذا الحق فتدخل في بيت زوجها من لا يأذن بدخوله، وهذا لا يجوز لقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في حجة الوداع ((ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربًا غير مبرح)) [رواه مسلم].
وروى البخاري في صحيحه قول النبي : ((لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه)).
ومن الأخطاء الخروج من المنزل بدون إذن الزوج، فبعض النساء لا تبالي بإذن زوجها من عدمه فتخرج بصورة معتادة إلى جيرانها وأقاربها وتخرج إلى مناسبات الأفراح والأسواق وغير ذك دون إذن الزوج، فلا يجوز للمرأة أن تخرج من البيت إلا بإذن زوجها، وعلى المرأة المسلمة أن تتذكر أمر الله تعالى لها بالقرار في البيت يقول سبحانه: وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَـٰهِلِيَّةِ ٱلاْولَىٰ [الأحزاب:33].
يقول ابن الجوزي رحمه الله تعالى: "ينبغي للمرأة أن تحذر من الخروج مهما أمكنها إن سلمت من الفتنة في نفسها لم يسلم الناس منها، فإذا اضطرت إلى الخروج خرجت بإذن زوجها في هيئة رثة وجعلت طريقها في المواضع الخالية دون الشوارع والأسواق ومشت في جانب الطريق لا في وسطه" اهـ.
ويقول الإمام أحمد في امرأة لها زوج وأم مريضة طاعة زوجها أوجب عليها من أمها إلا أن يأذن لها.
ولو أدركت المرأة المسلمة ما في مكثها وقرارها في بيتها من السعادة والأنس والراحة لآثرت البقاء على الخروج.
ومن الأخطاء طاعة الزوج في معصية الله فكما أن طاعة الزوج واجبة ولكن لا يعني ذلك أن تطيع الزوجة زوجها طاعة مطلقة فتطيعه بكل شيء ولو كان في معصية، فالطاعة إنما هي بالمعروف وفي غير المعصية، فلا يجوز للمرأة طاعة زوجها إذا أمرها بمعصية يقول : ((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)) وقد عقد الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه بابًا قال فيه: لا تطيع المرأة زوجها في معصية الله.
ومن الأخطاء سوء تصرف المرأة إذا عدد زوجها، فمن النساء من إذا تزوج عليها زوجها بالغت في الغيرة عليه وتصرفت بجهل وحمق وقد تعترض على حكمة التعدد وتدعو بالويل والثبور، وقد تلطم وجهها وتشق جيبها وتهجر منزلها وتهمل أولادها، ومنهن من تشرع في ذم زوجها وتعداد معايبه، بل ومنهم والعياذ بالله من يبلغ بها الجهل والسفه مبلغه فتبيع دينها بالذهاب للسحرة والمشعوذين رغبة في عطف قلب زوجها إليها وصرفه عن زوجته الجديدة.
إلى غير ذلك من التصرفات، وما النتيجة من هذه التصرفات الرعناء فإنها لن تجدي نفعًا ولن تطفئ لوعة بل قد تكون سببًا في خسران الدنيا والآخرة، فعلى الزوجة أن تصبر وأن تحتسب، والزوجة العاقلة لا تفكر بما يغضب الله تعالى، وعليها أن تحمد الله على نعمه الظاهرة والباطنة.
ومن الأخطاء التقصير في تربية الأولاد، فالأم هي المدرسة الأولى للأولاد، والبيت هو اللبنة التي يتكون من أمثالها بناء المجتمع، والولد قبل أن تربيه المدرسة مدين لأبويه في سلوكه المستقيم كما أن أبويه مسؤولان إلى حد كبير عن انحرافه. وعلى المرأة الاهتمام بتربية أولادها لاسيما وأنها هي التي تقف معظم الوقت معهم ويتعلقون بها أكثر.
ومن الأخطاء إفشاء سر الفراش؛ فمن النساء من تجلس إلى زميلاتها وتحدثهن عما جرى بينها وزوجها، وهذا أمر منكر، وسوء أدب، وقلة حياء، والمرأة العاقلة تأبى هذا الطابع عقلاً وفطرة وديانة، وعليها أن تتذكر قول الرسول عن ذلك ((فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقى شيطانه فغشيها والناس ينظرون)) إلى غير ذلك من الأخطاء. رزقنا الله وإياكم الفقه في الدين وجعلنا من أتباع سنة سيد المرسلين.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم...
الخطبة الثانية
لم ترد.
| |
|