molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: مظاهر موالاة المشركين - حسين بن شعيب بن محفوظ الإثنين 31 أكتوبر - 6:32:06 | |
|
مظاهر موالاة المشركين
حسين بن شعيب بن محفوظ
الخطبة الأولى
فإن من أصول الدين الحنيف الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله، وذلك من أوثق عرى الإيمان، فالواجب على المؤمن الموحد أن يوالي الله ورسوله والمؤمنين ويتبرأ من الشرك والكفر وأهلهما.
وهو دين إبراهيم عليه السلام والذين آمنوا معه وجعلهم الله سبحانه وتعالى قدوة لنا قال تعالى: قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآءوا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده [الممتحنة].
وهو دين رسول الله الذي أمره الله هو وكل المؤمنين أن لا تتخذوا الكفار أولياء فقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق [الممتحنة:2].
فهذا في حق الكفار عامة أما في حق أهل الكتاب خاصة قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين [المائدة].
وقد قطع الإسلام صلة النسب بين المؤمن وآبائه وإخوانه وأبنائه وأزواجه وعشيرته إن كانوا استحبوا الكفر على الإيمان فقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون +ادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين [التوبة].
فكما أن الله سبحانه وتعالى قطع الموالاة بين المسلمين والكافرين، أمر بموالاة الله ورسوله والمؤمنين وذلك من لوازم التوحيد قال الله تعالى: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون ال+اة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله فإن حزب الله هم الغالبون [المائدة]. وقال تعالى: لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أولئك حزب الله ألا إن ح+ الله هم المفلحون [المجادلة].
فيا عباد الله: هذه النصوص من كتاب الله تعالى توجب على جميع المسلمين أن يوالوا في الله ويعادوا في الله، ولكن كثيراً من المسلمين جهلوا هذه الحقيقة التي تعتبر من أوثق عرى الإيمان فوقعوا في بعض مظاهر موالاة المشركين، وهذه المظاهر مع أنها في حياة المسلمين كثيرة وللأسف فإننا نشير إلى أهمها:
فمن مظاهر موالاة المشركين اتباع سنن اليهود والنصارى كما أخبر عنه رسول الله بقوله: ((لتتبعن سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)) قالوا يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال: ((فمن))؟ متفق عليه.
وأيم الله لقد اتبع كثير من الملسمين سنن وطرق اليهود والنصارى وهذا الحديث علم من أعلام النبوة، فكثير من المسلمين اليوم اتبعوا اليهود والنصارى في العقائد والعبادات والمعاملات وفي العادات والتقاليد.
ففي مجال الاعتقاد تشبه بعض المسلمين باليهود والنصارى، ففعلوا مثل فعلهم في أنبيائهم وصالحيهم فعظموهم إلى درجة أن أعطوهم خصائص الربوبية والعياذ بالله، فبينت القباب والمشاهد على أضرحة وقبور الصالحين واتخذوها مزارات ومساجد وأعياداً، ورسول الله قد حذرنا من ذلك وهو في سكرات الموت كان يشتد نكيره على من فعل ذلك، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال في مرض موته: ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد، قالت: يحذر ما صنعوا، ولو لا ذلك أبرز قبره ولكن كره أن يتخذ مسجداً)) متفق عليه. وقد وقع ما أخبر عنه رسول الله ، فأقام بعض المسلمين المزارات للأولياء وبنوا عليها القباب والمشاهد والمساجد واتخذوها أماكن عبادة، وكل هذا من مظاهر موالاة المشركين.
ومن مظاهر موالاة المشركين تنحية شرع الله وتحكيم القانون الوضعي اللعين والدستور الكفري المستبين اقتداء باليهود والنصارى والمشركين والله سبحانه وتعالى يقول: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون [المائدة].
ومن مظاهر موالاة المشركين أيضاً الاعجاب بالكفار وتقليدهم في الملبس والمظهر والتزين بزيهم ورسوله الله يقول: ((ومن تشبه بقوم فهو منهم)) رواه أحمد في مسنده بإسناد صحيح عن أبي هريرة .
ومن مظاهر موالاة المشركين أيضاً: الاحتفال بأعيادهم، والعيد مظهر ديني كما قال تعالى: لكل أمة جعلنا منسكاً [الحج]. أي عيداً، فنحن معشر المسلمين لا عيد لنا إلا عيد الفطر وعيد الأضحى، أما الأعياد التي تسمى بأعياد الثورة والأعياد الوطنية ونحوها فكلها من مظاهر التشبه بالكفار، ولا يجوز الاحتفال بتلك الأعياد، وقد وصف الله سبحانه وتعالى عباد الرحمن بقوله: والذين لا يشهدون الزور إذا مروا باللغو مروا كراماً [الفرقان].
قال مجاهد وقتادة (لا يشهدون الزور) أي لا يحضرون أعياد الكفار. وذلك أن الأحتفال بأعيادهم من مظاهر موالاتهم، وهو يخدش في أصول الدين والتوحيد والإيمان، والمحتفلون بأعياد الكفار معجبون بهم، وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن الإعجاب بالكفار فقال تعالى: ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون [التوبة].
فالواجب على المسلم أن يحذر ذلك ويتعاهد إيمانه ويجرد التوحيد لله ويوالي في الله ويعادي في الله ويحب في الله ويبغض في الله.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظنا في ديننا ويجنبنا الزيغ والزلل والضلال وادعوا الله استغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
إن اتباع اليهود والنصارى والاقتداء بهم في العادات والتقاليد أمر شائع بين المسلمين، وهو مظهر من مظاهر موالاتهم التي نهينا عنها، فنرى اليهود موجة عارمة من مظاهر الاقتداء باليهود والنصارى في في الأكل والمشرب وفي الملبس والمظهر، وهذا يهدد شخصية المسلم بالمسخ ويجعلها معجبة بالكفار، وهذا الإعجاب يؤدي بالمسلمين إلى الميل إليهم ظاهراً. والميل ظاهراً سيؤول بالمسلمين إلى الميل إليهم باطناً، وهذا أمر معلوم لمن وفقه الله لذلك الفهم، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
أيها المسلمون: شتان بيننا وبين أصحاب رسول الله الذين اعتزوا بهذا الدين وحده فلم يتشبهوا باليهود والنصارى، لا في النقير ولا في القطمير، بل كانوا يخالفونهم تديناً كما كان رسول الله يعجبه مخالفتهم في كل شيء قطعاً لذريعة الفساد وحسماً لمادة الشر، وبهذه التربية الإيمانية التي تلقوها عن رسول الله تشبعوا بروح العزة الإيمانية فلم يعجبوا بالكفار بل كانوا ينظرون إليهم نظرة احتقار وازدراء لا نظرة إعجاب وإجلال ممتثلين قوله تعالى: ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين [آل عمران].
ولنأخذ موقفاً من تلك المواقف المشرفة التي سجلها لنا التاريخ الإسلام بأحرف من نور. موقف ربعي بن عامر مع قائد الجيش الفارسي رستم، لما قال رستم لربعي: ما الذي دعاكم إلى حربنا والولوغ بديارنا قال ربعي: الله اتبعثنا لنخرج من يشاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام. ثم التفت إلى يمين رستم وإلى شماله فرأى جيشاً مصطفا راكعاً خاعاً ذليلاً مهاناً فقال: لقد كانت تبلغنا عنكم الأحلام، وما أرى والله قوماً أسفه منكم، إننا معاشر المسلمين لا يستعبد بعضنا بعضاً، وكان أحسن من الذي صنعتم أن تخبروني أن بعضكم أرباب لبعض. فالتفت الدهماء إلى بعضهم البعض يتهامسون وهم يقولون: صدق والله العربي. أما القادة والرؤساء فقد وجدوا في كلام ربعي هذا ما يشبه الصاعقة أصابت كيانهم فحطمته حتى قال أحد أفراد بلاط رستم: لقد رمى هذا العربي بكلام لا تزال عبيدنا تنزع إليه.
إنها عزة الإسلام وكرامة الإيمان.
هذا هو الفارق بيننا وبين أولئك.
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المحارب
إن الواجب على المسلمين أن يقتدوا بنبيهم ويتمسكوا بكتاب ربهم وسنة نبيهم ويوالوا في الله ويعادوا فيه ويحبوا في الله ويبغضوا فيه، ولا يعجبوا بالكفار ولا يقتدوا بهم، فإن ذلك مما يناقض التوحيد والإيمان.
والأمة الإسلامية ما ذلت ولا هانت إلا حين اتبعت أبناء القردة والخنازير وتشبهت بهم في الهدي الظاهر والباطن، حتى أصبح المسلم ضعيف الإرادة ذليلاً مهاناً محتقراً من علوج الروم وأبناء المغضوب عليهم اليهود والضالين النصارى.
فيا عباد الله: لا عزلنا إلا بالإسلام، ولا كرامة لنا إلا بهذا الدين، فإن عزنا وكرامتنا إنما يكون بالإسلام لا بغيره، فنقول كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإذا ابتغينا العزة بغير ما أعزنا الله أذلنا الله)،
فالحذر الحذر من مشابهة اليهود والنصارى وإياك إياك أن تتشبه بهم في ما يسمى بالموضة وفي العادات والتقاليد واستمسك بدين الله الذي فيه الخير والهداية لك، واعلم بأن الواجب علينا التأسي برسول الله والاقتداء به وبسنته القولية والعملية ثم التأسي بسيرة السلف الصالح صحابة رسول الله واتباعهم وتابعيهم وأئمة الهدى في الدين ممن أنعم الله عليهم في الدارين من قال تعالى: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً [الأحزاب].
فتشبهوا ام إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح
جعلنا الله من المتمسكين بدين الحق والمتبعين صراط الله المستقيم المعرضين عن منهج اليهود والنصارى آمين.
| |
|