STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلآفات اللسان - أمير بن محمد المدري Ouuou10آفات اللسان - أمير بن محمد المدري Uououo10آفات اللسان - أمير بن محمد المدري Uooous10آفات اللسان - أمير بن محمد المدري Ooouus10آفات اللسان - أمير بن محمد المدري Ooouo_10آفات اللسان - أمير بن محمد المدري Ouooo11آفات اللسان - أمير بن محمد المدري Ooouo_11آفات اللسان - أمير بن محمد المدري Uoou_u10آفات اللسان - أمير بن محمد المدري Uoo_ou10آفات اللسان - أمير بن محمد المدري Arkan_10الطـهـارةآفات اللسان - أمير بن محمد المدري Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةآفات اللسان - أمير بن محمد المدري Uuooo_10آفات اللسان - أمير بن محمد المدري Ouuuuo10آفات اللسان - أمير بن محمد المدري Oouusu10آفات اللسان - أمير بن محمد المدري Plagen10آفات اللسان - أمير بن محمد المدري Uuouou10آفات اللسان - أمير بن محمد المدري Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
آفات اللسان - أمير بن محمد المدري Vote_rcapآفات اللسان - أمير بن محمد المدري Voting_barآفات اللسان - أمير بن محمد المدري Vote_lcap 
molay
آفات اللسان - أمير بن محمد المدري Vote_rcapآفات اللسان - أمير بن محمد المدري Voting_barآفات اللسان - أمير بن محمد المدري Vote_lcap 
must58
آفات اللسان - أمير بن محمد المدري Vote_rcapآفات اللسان - أمير بن محمد المدري Voting_barآفات اللسان - أمير بن محمد المدري Vote_lcap 
bent starmust2
آفات اللسان - أمير بن محمد المدري Vote_rcapآفات اللسان - أمير بن محمد المدري Voting_barآفات اللسان - أمير بن محمد المدري Vote_lcap 
sanae
آفات اللسان - أمير بن محمد المدري Vote_rcapآفات اللسان - أمير بن محمد المدري Voting_barآفات اللسان - أمير بن محمد المدري Vote_lcap 
حليمة
آفات اللسان - أمير بن محمد المدري Vote_rcapآفات اللسان - أمير بن محمد المدري Voting_barآفات اللسان - أمير بن محمد المدري Vote_lcap 
mam
آفات اللسان - أمير بن محمد المدري Vote_rcapآفات اللسان - أمير بن محمد المدري Voting_barآفات اللسان - أمير بن محمد المدري Vote_lcap 
zineb
آفات اللسان - أمير بن محمد المدري Vote_rcapآفات اللسان - أمير بن محمد المدري Voting_barآفات اللسان - أمير بن محمد المدري Vote_lcap 
aziz50
آفات اللسان - أمير بن محمد المدري Vote_rcapآفات اللسان - أمير بن محمد المدري Voting_barآفات اللسان - أمير بن محمد المدري Vote_lcap 
mm
آفات اللسان - أمير بن محمد المدري Vote_rcapآفات اللسان - أمير بن محمد المدري Voting_barآفات اللسان - أمير بن محمد المدري Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 آفات اللسان - أمير بن محمد المدري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


آفات اللسان - أمير بن محمد المدري Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
آفات اللسان - أمير بن محمد المدري 51365/1365آفات اللسان - أمير بن محمد المدري نعم  (1365/1365)

آفات اللسان - أمير بن محمد المدري Empty
مُساهمةموضوع: آفات اللسان - أمير بن محمد المدري   آفات اللسان - أمير بن محمد المدري Emptyالخميس 27 أكتوبر - 5:38:17



آفات اللسان

آفات اللسان - أمير بن محمد المدري Basmallah

أمير بن محمد المدري

الخطبة الأولى

أما بعد: عباد الله، اتقوا الله تعالى وتدبروا القرآن المجيد، واعلموا أن من اتقى الله وقاه، وجعل له من كل هَمٍّ فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا، قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا [الطلاق:2، 3].

عباد الله، إن من النعم العظيمة على الإنسان نعمة اللسان والبيان، فبها يعبر الإنسان عن كل ما يريد، وهذه النعمة يتميز بها الإنسان على سائر المخلوقات، قال تعالى ممتنًا على الإنسان: الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الإِنسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ [الرحمن:1-4]، وقال سبحانه: أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ [البلد:8-10]. وباللسان يتميز الإنسان عن العجماوات، فيترجم عن مكنونات الجنان ويخبر عن مستودعات الضمير.

والكلمة خفيفة على اللسان سهلة الجريان، لها مكانتها وقيمتها في نظر الشارع الحكيم وعند العلماء والعقلاء؛ فالعبد يكتب عليه كل ما يتكلم به، قال تعالى: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق:18]. والمؤمن مأمور بأن يكون كلامه مستقيمًا لا اعوجاج فيه ولا انحراف، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [الأحزاب:70، 71]، وأن لا يُحدِّث بكل ما سمع، قال النبي : ((كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع))، كما نهى المسلم أن يكون ثرثارًا أو متشدقًا أو متفيهقًا، قال : ((إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا، وإن من أبغضكم إليَّ وأبعدكم مني مجلسًا يوم القيامة الثرثارين والمتشدقين والمتفيهقين))، والثرثار هو كثير الكلام تكلفًا، والمتشدق المتطاول على الناس بكلامه ويتكلم بملء فيه تفاصحًا وتعظيمًا لكلامه، والمتفيهق هو المتكبر.

وهذه النعمة الجليلة لا بد لها من شكر، وشكرها بتسخيرها في الذكر والشكر لخالقها ليلاً ونهارًا سرًا وعلانية، فالإنسان مسؤول عن هذه النعمة، قال تعالى: وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء:36]، أي: ولا تتبع ـ أيها الإنسان ـ ما لا تعلم بل تأكَّد وتثبَّت.

إن الإنسان مسؤول عما استعمَل فيه سمعه وبصره وفؤاده ولسانه، فإذا استعمَلها في الخير نال الثواب، وإذا استعملها في الشر نال العقاب، فكل كلمة تخرج من هذه النعمة محاسب عليها الإنسان، إن كانت خيرًا فخيرًا وإن كانت شرا فشرًا، كما جاء في حديث أبي هريرة المتفق عليه قال : ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت)) متفق عليه.

الحلم زيـن والسكوت سلامة فإذا نطقت فـلا تكن مهذارا

ما إن ندمت على السكوت مرة ولقد ندمت على الكلام مرارا

وكما قيل: البلاء موكل بالمنطق، لذلك قال تعالى: لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء:114]، أي: لا نفع في كثير من كلام الناس سرًّا فيما بينهم إلا إذا كان حديثًا داعيًا إلى بذل المعروف من الصدقة أو الكلمة الطيبة أو التوفيق بين الناس, ومن يفعل تلك الأمور طلبًا لرضا الله تعالى راجيًا ثوابه فسوف نؤتيه ثوابًا جزيلا واسعًا.

عباد الله، إن للسان خطورة عظمى؛ إذ به يسلم الإنسان في الدنيا والآخرة، وبه يعطب، وبه يقدَم، وبه يؤخر، ولذا ينبغي للمسلم أن يعي ويفهم أنه محاسب على ما يتفوه به، ولقد سئل النبي عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: ((اللسان والفرج)). وها هو معاذ يقول له النبي بعد الوصية العظيمة في الصيام والإيمان والجهاد: ((ألا أدلك على ملاك ذلك كله؟)) قال: بلى يا رسول الله، قال: ((أمسك عليك هذا)) وأشار إلى لسانه، قال: يا رسول الله، أوَنؤاخذ بما نتكلم؟! فقال : ((ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكبّ الناس في جهنم على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم)) رواه الترمذي.

عباد الله، اعلموا إنه قد أفلح وفاز من رزقه الله لسانًا ذاكرًا وشاكرًا، واعلموا أن العبد قد يشتري بكلمة طيبة رضوان الله ورحمته جل وعلا، وبكلمة أخرى قد يسخط الله عليه، قال : ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله عز وجل له بها رضوانه إلى يوم القيامة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى بها عليه سخطه إلى يوم يلقاه)) أخرجه البخاري.

ها هو أبو بكر يراه عمر وهو ماسكٌ بلسانه ويشير إليه ويقول: (هذا أوردني الموارد)، و ها هو ابن مسعود على الصفا يقول وهو يخاطب لسانه: (يا لسان، قل خيرًا تغنم، أو اسكت عن شر تسلم، من قبل أن تندم)، وقال عمر: (من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه كثرت زلاته، ومن كثرت زلاته فالنار أولى به).

عباد الله، ينبغي للمسلم أن يحفظ لسانه فلا يتكلم إلا فيما يرجو فيه الربح والزيادة في دينه ودنياه، فالله يقول: وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا [الإسراء:53]، أي: وقل لعبادي المؤمنين يقولوا في تخاطبهم وتحاورهم الكلام الحسن الطيب؛ فإنهم إن لم يفعلوا ذلك ألقى الشيطان بينهم العداوة والفساد والخصام، إن الشيطان كان للإنسان عدوًا ظاهر العداوة. وقال تعالى: وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا [البقرة:83].

عباد الله، إن كثيرًا من الأمراض الاجتماعية من غيبة ونميمة وسب وشتم وقذف وخصام وكذب وزور وغيرها للسان فيها أكبر النصيب، عن أبي سعيد الخدري عن النبي قال: ((إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان؛ تقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك, فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا)) رواه الترمذي.

إن المسلم إذا سمح للسانه أن يلغو في هذه الأعراض وغيرها كان عرضة للضياع والإفلاس في الآخرة، وشتان بين إفلاس الدنيا وإفلاس الآخرة. روى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله قال: ((أتدرون من المفلس؟)) قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، قال : ((المفلس من أمتي من يأتى يوم القيامة بصلاة وصيام و+اة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار)).

ومن حفظ لسانه من كل سوء كان الجزاء عظيمًا والأجر كبيرًا، ولذا قال : ((من يضمن لي ما بين لحييه ـ يعني لسانه ـ وما بين رجليه ـ يعني فرجه ـ أضمن له الجنة)) أخرجه البخاري.

إن كنت تبغي العُلا للجنان فعليك يا صاح بحفظ اللسان

عباد الله، إنّ للسان آفات عظيمة قد تهلك الإنسان وتجعله في النار، من هذه الآفات:

أولاً: الغيبة، والغيبة هي كما عرفها النبي : ((ذكرك أخاك بما يكره))، وقال تعالى: وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ [الحجرات:12]، وقال : ((كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه)).

ومن الأحاديث المخيفة في هذا الباب قوله : ((إن أدنى الربا كأن يزني الرجل بأمه، وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه لمسلم)). ويأتي ماعز بن مالك إلى النبي فيقول: يا رسول الله، إني زنيت فطهرني، وبعد إعراض النبي عنه ثلاث مرات أمر أصحابه برجمه بعد أن علم أنه قد فعل، وبعد أن رجم إذا رجلان يتحدثان يقول أحدهما للآخر: انظر إلى هذا ستره الله ففضح نفسه حتى رُجم رجم الكلب، فمر النبي وأصحابه بجيفة حمار فقال : ((أين فلان وفلان؟)) فقالوا: لبيك يا رسول الله، فقال لهما: ((انزلا فكلا من هذه الجيفة))، قالوا: يا رسول الله، وهل تأكل هذه الجيفة؟! قال: ((ما نلتما من عرض أخيكما قبل أنتن من هذه الجيفة)).

واعلموا ـ أيها المسلمون ـ أن الغيبة قد تكون في البدن والنسب والخلق والدين والدار والثوب، وأخبث أنواع الغيبة غيبة أهل الخير والصلاح والعلماء، فلحومهم مسمومة، ومن اعتدى على العلماء بالسب ابتلاه الله بموت القلب، ومن سمع الغيبة هو مشارك في إثمها إذا لم ينهَ عنها ويعرض عن ذلك المجلس، قال تعالى: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [الأنعام:68]، وقال : ((من رد عن عرض أخيه كان حقًا على الله أن يعتقه من النار)). أسأل الله أن يطهر ألسنتنا وألسنتكم من الغيبة.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، إنه تعالى جواد كريم.




الخطبة الثانية

ثانيًا: من آفات اللسان النميمة؛ وهي نقل كلام الناس بعضهم في بعض بقصد الإفساد. عن حذيفة قال: سمعت النبي : ((لا يدخل الجنة نمّام))، قال تعالى: وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ [القلم:10].

فاتقوا الله عباد الله، واضبطوا ألسنتكم، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تتلفظوا، فما كان خيرًا فتكلموا به، وما كان سوءًا فدعوه، واحذروا من آفات اللسان فإنها لا تزال بالمرء حتى تهلكه.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70، 71].

ثالثًا: من آفات اللسان الكذب، والمؤمن قد يكون جبانًا وقد يكون بخيلاً، لكن لا يكون كذّابًا بأي حال من الأحوال، ولم يكن خلقًا أبغض إلى النبي مثل الكذب، وقد قال النبي: ((إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا))، وقال : ((ويل للذي يكذب ليضحك القوم، ويل له، ثم ويل له)).

وأعظم أنواع الكذب الكذب على الله تعالى، وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ [الزمر:60]. ومن أعظم أنواع الكذب أيضًا الكذب على النبي ، فقد قال: ((إن كذبًا علي ليس ككذب على أحد، فمن كذب علي متعمدًا فليتبوّأ مقعده من النار)).

رابعًا: من آفات اللسان شهادة الزور، فقد جاء النهي عن ذلك كما قال تعالى: وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا [الفرقان:72]، وقد جاء عن النبي قوله: ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟)) وذكر منها: ((شهادة الزور، ألا وشهادة الزور)).

وكذلك اليمين الغموس التي تغمس بصاحبها في نار جهنم، حين يحلف الإنسان وهو يعلم أنه على باطل وأنه كاذب كل ذلك من اللسان، قال رسول الله : ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين منها يزل بها أبعد ما بين المشرق والمغرب)) رواه البخاري، وقال : ((ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ي+يهم ولهم عذاب أليم))، وذكر منهم: ((رجل منفق سلعته بالحلف، يقول: والله الذي لا إله غيره لقد أعطيت منها كذا وكذا)).

ومن آفات اللسان: اللعن والسب والسخرية والاستهزاء بالمسلمين، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [الحجرات:11]، أي: يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشريعته، لا يهزأ قوم مؤمنون من قوم مؤمنين؛ عسى أن يكون المهزوء به منهم خيرًا من الهازئين, ولا يهزأ نساء مؤمنات من نساء مؤمنات; عسى أن يكون المهزوء به منهنَّ خيرًا من الهازئات, ولا يَعِبْ بعضكم بعضًا, ولا يَدْعُ بعضكم بعضًا بما يكره من الألقاب, بئس الصفة والاسم الفسوق ـ وهو السخرية واللمز والتنابز بالألقاب ـ بعدما دخلتم في الإسلام وعقلتموه, ومن لم يتب من هذه السخرية واللمز والتنابز والفسوق فأولئك هم الذين ظلموا أنفسهم بارتكاب هذه المناهي.

وقال : ((إن العبد إذا لعن شيئًا صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض، فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يمنيًا وشمالاً، فإذا لم تجد مكانًا رجعت إلى قائلها))، ويقول رسول الله : ((سباب المسلم فسوق)) رواه البخاري ومسلم، وفي الحديث الذي يرويه البيهقي: ((إن العبد ليقول الكلمة لا يقولها إلا ليضحك بها المجلس يهوى به أبعد ما بين السماء والأرض، وإن المرء ليزل عن لسانه أشد مما يزل عن قدميه))، ويقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: ((إياكم والفحش؛ فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش))، ويقول فيما روى الترمذي: ((ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء)).

ومن آفات اللسان أيضا فضول الكلام والكلام فيما لا يعني، فقد قال : ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه))، وعن أنس بن مالك قال: توفي رجل من أصحاب النبي فقال رجل: أبشر بالجنة، فقال رسول الله : ((أو لا تدري، فلعله تكلم بما لا يعنيه، أو بخل بما لا يغنيه)) رواه الترمذي.

أسأل الله جل وعلا أن يُعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته.

هذا وصلوا ـ رحمكم الله ـ على خير البرية وأ+ى البشرية محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة، فقد أمركم الله بذلك فقال في كتابه الكريم: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ يٰأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].

اللهم صل وسلم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم...


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
آفات اللسان - أمير بن محمد المدري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مع أهل الفجر - أمير بن محمد المدري
» مع الحافظين (2) - أمير بن محمد المدري
» مع الحافظين (1) - أمير بن محمد المدري
» هل أنت من الطيبين؟ - أمير بن محمد المدري
» مع الصدقة وأهميتها - أمير بن محمد المدري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: