molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: عيد الفطر 1417هـ- إسماعيل الخطيب الأربعاء 26 أكتوبر - 5:38:12 | |
|
عيد الفطر 1417هـ
إسماعيل الخطيب
الخطبة الأولى
أما بعد:
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، الله أكبر كلما صام صائم وأفطر، الله أكبر كلما لاح صباح عيد وأسفر، الله أكبر كلما لاح برق وأرعد سحاب وأمطر، الله أكبر ما هلل المسلم وكبر.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
الحمد لله الذي سهل لعباده طريق العبادة ويسر، ووفَّاهم أجورهم من خزائن جوده التي لا تحصر، سبحانه له الحمد على نعمه التي تتكرر، وله الشكر على فضله وإحسانه، وحق له أن يشكر.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
نشهد أنه الله لا إله إلا هو انفرد بالخلق والتدبير، وكل شيء عنده بأجل مقدور، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله أفضل من صلى وصام و+ى وحج واعتمر، صلى الله عليه وعلى آله الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهر. الله أكبر.
أما بعد:
هذا يوم توج الله به الصيام وأجزل فيه للصائمين والقائمين جوائز البر والإكرام. قال ربنا سبحانه: وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة:185]. وها أنتم قد أكملتم بفضل الله صيام شهركم، وجئتم إلى مصلاكم تكبرون الله ربكم، على ما هداكم إليه من دين قويم، وصراط مستقيم وصيام وقيام، وشريعة ونظام، وقد خرجتم إلى صلاة العيد وقلوبكم قد امتلأت به فرحاً وسروراً، وألسنتكم تلهج بالذكر والدعاء، تسألون ربكم أن يتقبل عملكم، وأن يتجاوز عنكم، وأن يعيد عليكم مثل هذا اليوم، وأنتم في خير وأمن وإيمان واجتماع على الحق وابتعاد عن الباطل. الله أكبر.
معاشر المسلمين، خاطب الله المكلفين بقوله: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183]. فليس الصيام امتحاناً فقط ولا مشقة ليس من ورائها قصد، بل الصيام رياضة وتربية، وإصلاح وت+ية، ومدرسة خلقية، يتخرج فيها الإنسان وقد أصبح مالكاً لنفسه ولشهواته.
لقد استطعت أيها المسلم أن تُضرب عن المباحات والطيبات، تركت الماء الزلال الحلال، وتركت الطعام الطيب اللذيذ، تركت شهواتك طاعة لأمر ربك، هل يليق بمن منع نفسه من الحلال طاعة لله أن يقرب السحت الحرام، والرجس النجس من الشراب والطعام لذلك قال ربنا: لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.
فالتقوى هي الغاية الكبيرة من الصوم، والتقوى هي العمل بطاعة الله، على نور من الله، رجاء رحمة الله، وترك معاصي الله على نور من الله مخافة عذاب الله، والصوم أكبر تدريب على ذلك. الله أكبر.
عباد الله: لئن انقضى شهر الصيام فإن زمن العمل لا ينقضى إلا بالموت، قال تعالى: واعبد ربك حتى يأتيك اليقين، فالصيام لا يزال مشروعاً في كل وقت، كما أن الله تعالى فرض فرائض من أهمها الصلاة وال+اة، فالصلاة عماد الدين، والفارق بين الكفار والمسلمين، وشرط النجاة يوم الدين، هي الفريضة الدائمة المطلقة على الغني والفقير والصحيح والمريض والمسافر والمقيم، لا تسقط عن المسلم حتى في ساحة الحرب وميدان القتال.
والزكاة قرينة الصلاة في كتاب الله تعالى، ف+اة الفطر جعلها الله تعالى طهرة للصائم مما عسى أن يكون وقع فيه من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، وهي قدر بسيط تُعين الفقير والمسكين في يوم العيد، وهي تدريب على البذل والعطاء، وديننا دين التكافل أحاط الفقير والعاجز بالرعاية والعناية في كل وقت، بل إن الإسلام حارب الفقر، ولا نجد في القرآن آية واحدة تمدح الفقر بل إن الله تعالى يجعل الغنى نعمة يمتن بها. قال تعالى مخاطباً رسوله: وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَىٰ [الضحى:8]. وإيتاء المال قد يكون من عاجل الثواب فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ ٱلسَّمَاء عَلَيْكُمْ مُّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوٰلٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّـٰتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً [نوح:10-12]. وقال: ((نعم المال الصالح للمرء الصالح))[1]. الله أكبر.
ولذلك دعانا الإسلام إلى العمل باعتباره السلاح الأول لمحاربة الفقر كالتجارة التي حث عليه النبي بقوله: ((التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء))[2] والزراعة التي حث عليها بقوله: ((ما من مسلم يزرع زرعاً أو يغرس غرساً فيأكل منه طيراً أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة))[3] والصناعات والحرف التي حث عليها بقوله: ((ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده))[4].
لكن الإنسان قد يصبح عاجزاً عن العمل بسبب المرض أو الشيخوخة فما ذنبه.ما ذنب الأرامل واليتامى والمقعدين، أيتركون للجوع والمرض؟ إن المسؤولية الأولى تقع على أقربائهم، وهذا كتاب الله يؤكد حق ذوي القربى. قال تعالى: إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلإْحْسَانِ وَإِيتَآء ذِى ٱلْقُرْبَىٰ [النحل:90]. وقال سبحانه: وَءاتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَٱلْمِسْكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ [الإسراء:26]. فحقٌ على القريب الغني أن ينفق على قريبه العاجز.
ثم تأتي الزكاة كحل شامل لداء الفقر، فقد فرض الله في أموال الأغنياء حقاً معلوماً يغني الفقراء بكل تأكيد، وقد ضمن الله بالزكاة حقوق الفقراء والمساكين في أموال الأمة.والقرآن يقرن الصلاة بالزكاة، فالصلاة عماد الدين والزكاة قنطرة الإسلام، قال ابن مسعود: أمرتم بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ومن لم ي+ فلا صلاة له.
فتفقهوا رحمكم الله في دينكم واعلموا أن لا خير ولا فوز في الدنيا والآخرة إلا بالعمل بما جاء في الكتاب المبين والسنة المطهرة فبهما تتحقق السعادة في الدارين.
اللهم أصلحنا وأصلح أعمالنا ووفقنا لما تحبه وترضاه.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
[1] صحيح ، أخرجه أحمد (4/197) ، والبخاري في "الأدب المفرد" رقم (299)، والحاكم (2/2)، وصححه ابن حبان (3210) ، وذكره الحافظ في الفتح تصحيح أبي عوانة وابن حبان (8/75)، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد للبخاري رقم (229).
[2] ضعيف ، أخرجه الترمذي : كتاب البيوع – باب ما جاء في التجار ... حديث (1209) ، وقال : هذا حديث حسن ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. والدارمي: كتاب البيوع – باب في التاجر الصدوق ، حديث (2539) ، والحاكم (2/6) وقال : هذا من مراسيل الحسن. قلت: وفيه أبو حمزة عبد الله بن جابر البصري ، مقبول ، كما في التقريب. وانظر : غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام للألباني رقم (167).
[3] صحيح ، أخرجه البخاري: كتاب المزارعة - باب فضل الزرع والغرس... حديث (2320) ، ومسلم : كتاب المساقاة ، باب فضل الغرس والزرع ، حديث (1552).
[4] صحيح ، أخرجه البخاري : كتاب البيوع – باب +ب الرجل.. حديث (2072).
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي أكمل لنا ديننا، وأتم علينا نعمته ورضي لنا الإسلام ديناً، وأمرنا أن نسأله الهداية لصراطه المستقيم، فله سبحانه وتعالى الحمد والشكر، لا نحصي ثناء عليه، بل هو كما أثنى على نفسه.
نشهد أنه الله، لا إله إلا هو وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين وقيوم السماوات والأرضين، الذي لا فوز إلا في طاعته، ولا عز إلا في التذلل لعظمته، ولا غنى إلا في الافتقار إلى رحمته، ولا هدى إلا في الاستدلال بنوره، ولا حياة إلا في رضاه، ولا نعيم إلا في قربه.
ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله أمينه على وحيه، وخيرته من خلقه، وسفيره بينه وبين عباده، بعثه بالدين القويم، والمنهج المستقيم، فهدى به إلى أقوم الطرق وأوضح السبل، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه. الله أكبر.
أما بعد:
حُق للمؤمن الذي شرح الله صدره للعمل الصالح أن يفرح بما أنعم الله عليه به من توفيق قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ [يونس:58].
فاشكروا الله تعالى على ما أنعم به عليكم من إتمام الصيام والقيام فإن ذلك من أكبر النعم، واحمد الله يا من وفقك الله لإقام الصلاة وإيتاء ال+اة، وهداك للقيام بالطاعات واجتناب المخالفات. الله أكبر.
واعلموا - معاشر المسلمين – أن الله تعالى لم يأمركم بالعبادة لاحتياجه إليكم، فهو سبحانه غني عن العالمين وإنما أمركم بما أمركم به لاحتياجكم إليه وقيام مصالحكم الدينية والدنيوية عليه، فاعبدوه واشكروه وحافظوا على الصلاة، فلا دين بلا صلاة، قال الله تعالى عن إبراهيم: رَبّ ٱجْعَلْنِى مُقِيمَ ٱلصَّلوٰةِ وَمِن ذُرّيَتِى [إبراهيم:40]. وقال عن إسماعيل: وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِٱلصَّـلَوٰةِ وَٱلزَّكَـوٰةِ [مريم:55]. وقال عن عيسى:وَأَوْصَانِى بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمْتُ حَيّاً [مريم:31]. وقال الله لنبينا محمد: وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَىِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ ٱلَّيْلِ [هود:114].
واجتنبوا المحرمات فإنه لو كان فيها خير لكم ما حرمها الله عليكم فهو الجواد الكريم.وإنما حرم عليكم ما فيه ضرركم ديناً ودنيا، رحمة بكم، فاتقوا الله وتمتعوا بما أباح لكم من الطيبات واشكروه عليها فإن الشكر سبب لدوام النعم ومزيدها (الله أكبر).
ألا وصلوا وسلموا على من بعثه الله رحمة للعالمين، وأمركم بالصلاة والسلام عليه، فقال تعالى: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56].
اللهم صل وسلم وبارك على خير خلقك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وارض اللهم عن صحابته الذين عملوا بسنته واهتدوا بهديه.
اللهم أصلح ولاة المسلمين، وأعز من أعز الدين.
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ [البقرة:127].
رَبَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلإَيمَـٰنِ وَلاَ تَجْعَلْ فِى قُلُوبِنَا غِلاًّ لّلَّذِينَ ءامَنُواْ [الحشر:10].
| |
|