molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: المسجد وآدابه - إسماعيل الخطيب الثلاثاء 25 أكتوبر - 11:15:59 | |
|
المسجد وآدابه
إسماعيل الخطيب
الخطبة الأولى
أما بعد: قال ربنا عز وجل: إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى ال+اة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين .
عباد الله: المساجد بيوت الله، أمر تعالى بتطهيرها لعبادته، وهي أحب البلاد إلى الله، فيها تتطهر النفوس وت+وا، وبها يجد المؤمن راحته، حيث يناجي مولاه، ويتوجه إليه بالركوع والسجود، وتلاوة الكتاب والدعاء وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا .
وقد شهد الله تعالى لعمار المساجد بالإيمان، ذلك أن من قصد المسجد ليعمره بالصلاة والتلاوة ومدارسة العلم، إنما يفعل ذلك رجاء ثواب الله ورحمته ورضاه إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى ال+اة ولم يخش إلا الله .
لذلك كان على قاصد المسجد أن يراعي آدابه التي منها أن يقول عند الدخول بعد الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وعند الخروج: اللهم إني أسألك من فضلك، وأن لا يجلس قبل صلاة ركعتين لقوله : ((إذا جاء أحدكم المسجد فليصل ركعتين من قبل أن يجلس)).
ونظافة المساجد وإبعاد الروائح الكريهة عنها من أوجب الواجبات فإذا كان النبي قد نهى آكل الثوم والبصل من الدخول إلى المسجد، فما بالك بمن فيه رائحة العرق أو الجوارب أو الدخان، فالروائح الكريهة تتأذى منها الملائكة كما يتأذى منها الإنسان.
والمؤمن مطالب بأن يلبس الثياب الحسنة عند المجيء للمسجد، خاصة لصلاة الجمعة والعيدين، قال تعالى: يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ، روى عن الحسن السبط أنه كان إذا قام للصلاة لبس أجود ثيابه، فسئل عن ذلك فقال: إن الله جميل يحب الجمال فأتجمل لربي، وهو يقول: خذوا زينتكم عند كل مسجد .
ومما ينبغي أن يحذره زائر المسجد، أذية عماره من المصلين بتخطي رقابهم، روى أبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة أن رجلا جاء يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة والنبي يخطب فقال له: ((اجلس فقد آذيت وآنيت)) أي تأخرت.
وينبغي للجالس بالمسجد أن يحذر من غلبة النعاس، الذي قد ينقض وضوءه، قال : ((إذا نعس أحدكم وهو في المسجد فليتحول من مجلسه ذلك إلى غيره)) رواه الترمذي، وقال حسن صحيح.
وعلى الداخل للمسجد أو الخارج منه أن يمشي بالسكينة والوقار، عن أبي قتادة قال : بينما نحن نصلي مع النبي إذ سمع جلبة رجال فلما صلى قال: ((ما شأنكم)) قالوا استعجلنا إلى الصلاة، قال: ((لا تفعلوا إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا)) رواه الشيخان.
وينبغي الحرص على ملء الصفوف الأولى وأن لا يترك فيها فراغ، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله رأى في أصحابه تأخرا عن الصف الأول، فقال لهم: ((تقدموا فائتموا بي وليأتم بكم من وراءكم ولا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله عز وجل)) رواه مسلم.
وتسوية الصفوف وسد الخلل مما ينبغي العناية به قبل الدخول في الصلاة، وعلى الإمام أن يأمر بذلك، عن أنس قال: كان النبي يقبل علينا بوجهه قبل أن يكبر فيقول: ((تراصوا واعتدلوا)) رواه البخاري ومسلم.
ورويا عنه أن النبي قال: ((سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة)).
وإن من علامات الخير حب المساجد والمؤمن يحب بيوت الله ويعمل على عمارتها، ولقد أخبرنا النبي عن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فذكر منهم: ((ورجل قلبه معلق بالمساجد))، والعلاقة شدة الحب، وحب المساجد، علامة على حب الله، وحب دينه ورسوله.
ويوم الجمعة يوم من أيام الله فضله على أيام الأسبوع، وجعله عيدا لهذه الأمة، قال عليه الصلاة والسلام: ((خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم عليه السلام وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة)) رواه مسلم.
في يوم الجمعة يجتمع المسلمون في مختلف أقطارهم في بيوت الله يذكرون الله ويتوجهون إليه ضارعين خاشعين، فينبغي للمسلم أن يراعي حرمة هذا اليوم، وأن يتأدب بالآداب اللازمة في هذا الجمع المبارك، والتي منها: التبكير إلى صلاة الجمعة، والحرص على ملء الصفوف الأولى، وعدم تخطي الرقاب، والإنصات إلى الخطبة، وعدم الكلام أثناءها، ولو كان آمرا بمعروف أو ناهيا عن منكر.
وينبغي الاجتهاد في الدعاء في هذا اليوم والإكثار فيه من الصلاة والسلام على من أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور، فرسول الله سيد الأنام، ويوم الجمعة سيد الأيام، فللصلاة عليه في هذا اليوم مزية ليست لغيره، فاغتنموا فضل هذا اليوم، وصلوا وسلموا على من بعثه الله رحمة للعالمين.
وقد يقع تهاون من البعض في أداء صلاة الجمعة لذلك وجب التنبيه إلى أن صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم عاقل مقيم قادر على السعي إليها، خال من الأعذار المبيحة للتخلف، فصلاة الجمعة لا تجب على:
1- المرأة. 2- الصبي. 3- المريض. 4- المسافر. 5- الخائف. 6- المسجون.
هؤلاء تجب عليهم صلاة الظهر، فإن صلوا الجمعة صحت وسقطت فريضة الظهر.
أما المتهاون، فيكفي أن نذكره بقول رسول الله : ((لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيتهم)) رواه مسلم وأحمد.
وقوله: ((لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين)) رواه مسلم.
وقوله: ((من ترك ثلاث جمع تهاونا طبع الله على قلبه)) رواه الخمسة.
الخطبة الثانية
لم ترد.
| |
|