STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلفضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Ouuou10فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Uououo10فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Uooous10فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Ooouus10فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Ooouo_10فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Ouooo11فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Ooouo_11فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Uoou_u10فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Uoo_ou10فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Arkan_10الطـهـارةفضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةفضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Uuooo_10فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Ouuuuo10فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Oouusu10فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Plagen10فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Uuouou10فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Vote_rcapفضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Voting_barفضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Vote_lcap 
molay
فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Vote_rcapفضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Voting_barفضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Vote_lcap 
must58
فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Vote_rcapفضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Voting_barفضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Vote_lcap 
bent starmust2
فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Vote_rcapفضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Voting_barفضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Vote_lcap 
sanae
فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Vote_rcapفضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Voting_barفضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Vote_lcap 
حليمة
فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Vote_rcapفضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Voting_barفضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Vote_lcap 
mam
فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Vote_rcapفضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Voting_barفضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Vote_lcap 
zineb
فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Vote_rcapفضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Voting_barفضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Vote_lcap 
aziz50
فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Vote_rcapفضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Voting_barفضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Vote_lcap 
mm
فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Vote_rcapفضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Voting_barفضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط 51365/1365فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط نعم  (1365/1365)

فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Empty
مُساهمةموضوع: فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط   فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Emptyالسبت 22 أكتوبر - 6:30:38



فضل العلم واستقبال رمضان

فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط Basmallah

أسامة بن عبد الله خياط

الخطبة الأولى

أمّا بعد: فيا عِبادَ الله، إنّه إِذا كانَ العِلمُ لَدَى كَثيرٍ منَ النّاسِ قِوامَ الحياة وأساسَ النّهضَات وعِمادَ الحضاراتِ ووَسِيلةَ التقدّم للأفرادِ والجَمَاعاتِ فإنّه لدَى أُولي الأَلبابِ مِن عِبادِ الرحمن فوقَ ذلك كلِّه؛ طَريقٌ يُسهِّل الله به دُخولَ الجنَّة والحظوةِ فيها بِالنّعيم المقيم الذي لا يَنفَدُ ولا يَبِيد، كما بَيَّن ذلك وأَرشدَ إليه رسولُ الهُدى صلوات الله وسلامُه عليه بِقولِه: ((ومَن سَلَكَ طريقًا يَلتمِس فيه عِلمًا سهَّل الله له بِه طريقًا إلى الجنّة)) الحديث أخرجَه مسلم في صحيحه وأصحاب السنَن عن أبي هريرة رضي الله عنه[1].

فَهو بِذَلك سبَبُ السَّعادة في الحياة الدّنيا وفي الآخرة؛ لأنَّه كما قال مُعاذُ بنُ جبل رضي الله عنه: (مَعَالم الحلال والحرامِ ومَنَارُ سبُلِ أهلِ الجنّة، وهو الأنيسُ في الوَحشَة والصّاحِب في الغُربَة والمحدِّث في الخَلوَة والدّليلُ على السّرّاء والضَّرَّاء والسّلاحُ عَلَى الأعداءِ والزَّين عندَ الأخلاّء، يرفَع الله به أَقوامًا فيَجعَلُهم في الخيرِ قَادَةً تُقتَصُّ آثارُهم ويُقتَدَى بفِعالهم ويُنتَهَى إِلى رَأيِهم؛ لأنَّ العِلمَ حَياةُ القلوبِ من الجَهلِ ومَصَابيح الأَبصارِ من الظُّلَم، يَبلغ العبدُ بالعِلم منازلَ الأخيار والدَّرجاتِ العُلى في الدّنيا والآخِرَة، بِه تُوصَلُ الأرحَامُ، وبه يُعرَفُ الحَلالُ من الحَرامِ، وهو إِمامُ العمَل، والعَمَل تابِعُه، يُلهَمُه السّعداءُ، ويُحرَمُه الأشقياء) انتَهَى كلامه رضي الله عنه[2].

ولِذا فَليسَ عَجبًا أن تَكونَ أوّل آيةٍ نَزَلَت من كتابِ الله تعالى دعوةً إلى التّعَلُّم وتَعظيمًا لشَأنِ المعرفةِ وتنويهًا بقيمةِ القَلَم والقِراءَة؛ لأنهما طَريقُ الوُصولِ إليه ووَسيلَة النّهلِ من مَعِينِه، حيثُ قال سُبحَانَه: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ [العلق: 1-5]، وأن يُنَهوِّهَ سبحانه بفضلِ العلمِ وأهلِه ورِفعةِ منزلتِهم وعُلوِّ كَعبِهِم وشَرفِ مقامِهم وأن يَنفِيَ المسَاواةَ بَينَهم وبين غَيرهم حيث قال عزَّ اسمُه: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [الزمر: 9]، وأَن يجعَلَ للعلماءِ مَقامَ الخشيةِ الحقَّة مِنه؛ لأنّ العلمَ أرشَدَهم إلى كَمالِ قُدرتِه وعَظيمِ قوّتِه وبَديعِ صِفاته، فزادَهم ذلِك هيبةً منه وإجلاَلاً له، فقالَ عزّ مِن قائل: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر: 28]، وَأَن يُشبِّهَ العالمَ بالبَصِير والجاهلَ بالأعمَى والأصمِّ، وأن يُشبِّه كَذَلك العلمَ والإيمان بالنّور والجهلَ والكفرَ بالظُّلُمات، وأن يَنفِيَ المساوَاةَ بَينَهما كَمَا تَنتَفِي المساواةُ بين الظِّلِّ والحَرورِ الذي يُتَضَرَّرُ بِهِ، وكَمَا لا يَستَوِي الأحياءُ بنورِ العِلمِ والإيمان ولاَ الأمواتُ الذين نَسُوا الله وأعرَضوا عن نورِه، فأمَاتَ قلوبَهم، فهِي لِذَلك لا تَتَأثَّر بموعِظَةٍ ولا تستَجيبُ لداعي الهُدَى، فقالَ عزَّ وجَلَّ: مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلا تَذَكَّرُونَ [هود: 24]، وقالَ سُبحَانَه: وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ وَلا الأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ [فاطر: 19-22]، وأَن يَقرِنَ ذِكرَ أهلِ العِلمِ بِذِكر الملائكةِ في شَهَادتهم بالوَحدَانيّة لله تعالى باستِيقَانِهم أنّه لا مَعبودَ بحقٍّ إلاَّ الله، فَعَبَدوه حقَّ العبادةِ، ونفَوا عنه الشُّرَكاءَ، فقال جَلَّ وعَلاَ: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران: 18].

وفي سُنّةِ رَسُولِ اللهِ ـ يَا عِبادَ الله ـ مَا لاَ يَكادُ يستوعِبه الحَصر، فمِن ذلكَ ما أخرجَه الترمذيّ في جامعه بإسنادٍ صَحيح عن أبي أمامةَ الباهِليّ رضي الله عنه أنه قال: ذُكِرَ لِرسولِ الله رَجلان: أحدهما عابِدٌ والآخر عالِم، فقال عليه الصلاة والسلام: ((فضلُ العالمِ على العابِدِ كفضلِي على أَدنَاكُم))، ثم قالَ رَسولُ الله : ((إنَّ اللهَ وملائكتَه وأهلَ السموات والأَرضِ حتى النَّملَة في جُحرِها وحتى الحوتَ لَيُصَلّون على مُعلّمِ الناس الخير))[3].

وإنّه لَفَضلٌ ـ يَا عِبادَ الله ـ قَد بلَغ الغايَةَ، ولِم لاَ يَكونُ كَذَلِك وقد بَيَّن رسولُ الله أنَّ العُلَماء هم ورَثةُ الأنبياءِ حقًّا، لأنّ الميراثَ الذي تَرَكَه الأنبياءُ هو العِلم، فقال عليه الصلاةُ والسَّلام: ((من سَلك طريقًا يلتمِس فيه علمًا سهَّل الله له طريقًا إلى الجنّة، وإنّ الملائكةَ لتَضَع أجنِحَتَها لطالبِ العِلم رِضًا بما يَصنَع، وإنَّ العالم ليَستغفِر له من في السموات ومن في الأرض والحيتانُ في جوفِ الماء، وإن فضلَ العالم على العابِد كَفَضلِ القمر لَيلةَ البدرِ عَلَى سائرِ الكَواكِب، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ، وإنّ الأنبياءَ لم يوَرِّثوا دينارًا ولا دِرهمًا، وإنما ورَّثوا العِلمَ، فمن أخذه أخذَ بحظٍّ وافر)) أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه في سننهم وابن حبان في صحيحه والبيهقيّ في شعَب الإيمان بإسنادٍ حسن[4].

وأَخرجَ الطبرانيّ في معجَمه الأوسَط بإسنادٍ حسن عن أبي هُريرةَ رضي الله عنه أنّه مرَّ بِسوق المدينةِ فَوقَف عليها فقال: يَا أهلَ السّوق، ما أعج+م! قالوا: وما ذاك يا أبا هريرة؟! قال رضي الله عنه: ذاك ميراثُ رَسول الله يُقسَم وأنتم ها هُنا! ألا تَذهَبون فتأخذون نصيبَكم مِنه؟! قالوا: وأين هو؟ قال: في المسجِد، فخرجوا سِراعًا ووَقَف لهم حتى رَجَعوا، فقال لهم: مَا لكم؟ قالوا: يا أبا هرَيرَةَ، قد أتَينَا المسجدَ فدَخَلنا فيه فلَم نرَ فيهِ شَيئًا يُقسَم، قال أبو هريرةَ: ومَا رأيتم في المسجد أحدًا؟! قالوا: بلَى، رأينا قومًا يُصلّون وقَومًا يَقرؤون القرآنَ وقومًا يتذاكَرون الحلالَ والحرام، فقال أبو هريرةَ رضي الله عنه: ويحكم! فذاك مِيراثُ محمَّد [5].

وأَخبر علَيه الصلاةُ والسّلام أنَّ العلم النافِع هو أحدُ ثَلاثِ خصالٍ يستمِرّ ثوابُها موصولاً لِصاحبِهِ فَلاَ يَنقَطِع بموته، فقال: ((إذا مات ابن آدَم انقطَعَ عَملُه إلا من ثلاث: صَدقةٍ جارية أو عِلم يُنتَفَع به أو وَلدٍ صالح يدعو له)) أخرَجَه مسلم في صحيحه[6]، إلى غَير ذَلِك من نُصوصِ الوَحيَين الدالّةِ على فضلِ العِلم وأهلِه وشَرَفِ منازلهم وكَريمِ مآلهم؛ ممّا كانَ لَه أَعظمُ الآثارِ وأعمَقها في نفوسِ السّلَفِ الصّالح رضوان الله عليهم، فهذا الإمامُ محمّد بنُ شهاب الزّهريّ يقول: "لأَن أجلِس ساعةً فأتفقَّه أحَبُّ إليَّ من أن أُحيِيَ ليلةً إلى الصَّباح"[7]، ويقول مصعب بن الزّبير رحمه الله لابنِه: "تعلَّم العلمَ، فإن كانَ لك مالٌ كان لك جمالاً، وإِن لم يكن لك مَالٌ كان لك مَالاً"[8]، ويقول عبد الملك بنُ مَروان رحمَه الله لبَنِيه: "با بَنيَّ، تعلَّموا العِلم، فإن كُنتُم سَادَةً فُقتُم، وإن كُنتُم أَوساطًا سُدتُم، وإن كنتم سوقةً عِشتم"[9].

أَفَلا يجدُر إذًا بِكلّ طالبِ عِلم وبكلِّ آخِذٍ منه بطرَف وبِكلِّ ضَارِبٍ فيه بِسَهم أن يكونَ له في الإقبالِ عَلَيه عَزمٌ مَاضٍ لا ينثَني، وأن تَكونَ له في طلَبه وفي الاشتِغَال به نيّةٌ خالصةٌ ومَقصود حَسَن؛ بأن يبتَغِي به وَجهَ ربِّه الأعلى، لا لِيُصيبَ به عرضًا من الدّنيَا، ولا ليباهِيَ به العلماءَ أو يُمارِيَ به السّفهاء أو لِيَصرِفَ به وجوهَ الناس، وأن يذكرَ أنه إذا كانَ المؤمن القويُّ خيرًا وأحَبَّ إلى الله من المؤمِنِ الضّعيفِ فإنَّ من القوّةِ المحبوبة عند الله تعالى قوّةَ المسلِم في عِلمِه وعمَلِه، تلك المُتَمَثِّلةَ في كَمَال المحبّةِ لهذا العِلم ودَوامِ المدارسةِ له والاستِكثارِ مِن البَحث في دقائقِه والكَشفِ عن غوامِضه والاستِعانة على التّمَكُّن من أزمَّتِه بالعمَلِ به وتَعليمه. ولا ريبَ أنّ قوّةَ المسلم ـ يا عبادَ الله ـ هِيَ قوّةٌ لأمّته، وأنّ كلَّ ما يُحرِزه مِن تَفَوّق أو يصيبه من نجاحٍ أو يبلُغُه من توفيقٍ عائدٌ أثرُه عليها لا محالَةَ.

فاتَّقوا الله عبادَ الله، واحرِصوا على العِنايةِ بهذا العلم وبذلِ أسبابِ التمكُّن منه ورِعايةِ حقِّه بالإخلاصِ لله تعالى في طَلَبِه وتحمُّله وفي تعلّمِه وإشاعَتِه وبالعمَل بما يَقتَضيه، فإنَّ العِلمَ هو ثمرة العمَل وعِمادُ الانتِفاع به ومبَعَث الرّفعةِ التي ذَكَرَها الله بقوله: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [المجادلة: 11].

نَفَعَني الله وإيّاكم بهَديِ كتابِه وبِسُنَّة نَبيِّه ، أقولُ قولي هذا، وأستغفِر الله العظيم الجَليلَ لي ولَكم ولِسائِر المسلِمين مِن كلّ ذنبٍ فاستغفِروه، إنّه هو الغَفورُ الرّحِيمُ.

[1] صحيح مسلم: كتاب الذكر (2699)، سنن أبي داود: كتاب العلم (3643)، سنن الترمذي: كتاب العلم (2646)، سنن ابن ماجه: المقدمة (225).

[2] رواه أبو نعيم في الحلية (1/239).

[3] سنن الترمذي: كتاب العلم (2685) من طريق القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة رضي الله عنه، وقال: "حديث حسن غريب صحيح"، وهو أيضا عند الطبراني في الكبير (8/234)، وذكره الهيثمي في المجمع (1/124) وقال: "فيه القاسم أبو عبد الرحمن وثقه البخاري وضعفه أحمد"، والحديث في صحيح الترغيب (81).

[4] سنن أبي داود: كتاب العلم (3641)، سنن الترمذي: كتاب العلم (2682)، سنن ابن ماجه: المقدمة (223)، صحيح ابن حبان (88)، شعب الإيمان (2/262، 263) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، ورواه أحمد (5/196)، وحسنه ابن القيم في مفتاح دار السعادة (1/254)، وهو في صحيح الترغيب (70).

[5] رواه الطبراني في الأوسط (1429)، قال المنذري في الترغيب (1/58) والهيثمي في المجمع (1/124): "إسناده حسن"، وهو في صحيح الترغيب (83).

[6] صحيح مسلم: كتاب الوصية (1631) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[7] إنما روي هذا من كلام أبي هريرة رضي الله عنه وليس من كلام الزهري، أخرجه الدارقطني (3/79)، والقضاعي في مسند الشهاب (206)، والبيهقي في الشعب (2/266)، وأشار المنذري إلى ضعفه (1/58)، وفي سنده يزيد بن عياض وهو كذاب، وانظر: ضعيف الترغيب (67).

[8] انظر: إحياء علوم الدين (1/8)، ونشر طي التعريف (163).

[9] انظر: نشر طي التعريف (179).

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ الكَريمَ المنّانِ، مُجزِلِ العَطَايا قَدِيم الإحسانِ، أحمدُه سُبحانَه شَرَّف هذه الأمّةَ وخَصَّها بِصيَامِ شهرِ رَمضَان، وأشهَد أَن لاَ إلهَ إلاَّ الله وَحدَه لا شَريكَ له، وأَشهَد أنَّ سيّدَنا ونبيَّنا محمّدًا عبدُ اللهِ ورَسولُه، خير من صلّى وصام وقامَ لِعبادةِ ربّه الرَّحيم الرَّحمن، اللّهمّ صلّ وسلّم على عَبدك ورسولِك محمّد، وعلى آله وصحبِه والتابعين ومَن تَبِعهم بإحسان.

أمّا بعد: فاتَّقوا الله عبادَ الله، وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ [البقرة: 281].

أيُّها المسلِمونَ، إنَّ جمالَ المناسَبةِ وَجَلالَها وَثِيقُ الصِّلَةِ بحُسنِ استِقبَالِها وكَمَالِ السّرور وَغَامِرِ السَّعادةِ بها، وإنَّ مِن أجملِ المناسَبَاتِ وأَجلِّها في حَياةِ المسلم مُناسبةَ هَذَا الشَّهرِ المبارَك رَمضَان الذي أكرَمَ الله الأمّةَ بِه وَجَعلَ صيامَه وقِيامَه واستِباقَ الخَيراتِ فيه مِن أعظَمِ أبوابِ الجنَّة دَارِ السلام ومِن أَرجَى أَسبابِ الرِّضا والرِّضوان.

وَحَرِيٌّ بأولي الأَلبَابِ وقَد أَظَلّهم زَمانُ هذا الشَّهرِ العظيمِ أن يُحسِنوا استِقبَالَه ويُكرِمُوا وِفادَتَه كَمَا يَفعَلونَ مَعَ أَكرَمِ ضَيفٍ وأَعظَمِ زَائِرٍ، فَلَيسَ استِقبالُه عِندَهم بالسَّعيِ إلى استِكمالِ كلِّ ما يُشتَهَى مِن أَلوانِ الطَّعامِ والشَّراب، ولا بِإِمضاءِ مُعظمِ ساعاتِ النّهار في نومٍ يَفِرّون به مِن رَهَق الحِرمَان، فإن كَانَ ثَمَّةَ عملٌ فبنَفَادِ صَبرٍ وضَجَرٍ وسُوءِ خُلُق، يُعبِّر عنه سِبابٌ مقذِع وطَعنٌ ولَعن بل وقذفٌ موجِبٌ للحدِّ أحيانًا، ولا بِتَهيئةِ السّبُل لمتابعةِ كلِّ ما يُبَثّ عبرَ الفضائيّات من بَرامجَ ومُسلسلاتٍ وغيرها ممّا لا يخلُو أكثرُه مِن كلِّ ما يُنقِص الأجرَ ويَعظمُ به الوزرُ ويشتدّ به الخسرانُ وتَعقُبُه الحسرَةُ وتورَث به النَّدامةُ حين يُسفِرُ الصّبح ويَستَبين مِقدارُ التفريط ويتَّضح مبلغُ التضيِيع، كما لا يخلُو أيضًا من بُعدٍ عنِ الإنصافِ وتحرِّي الحقّ ومِن إِشاعةِ الكّذِب وقَولِ الزّور، لا سيّما في فضائيّاتٍ لا يَشغَلُها سوى التَّجنِّي على هذه البلادِ والطّعن في عقيدتِها والإساءةِ إلى قيادتِها وعلمائها وأهلِها؛ بالأخبارِ الكاذبة حينًا، وبالتَّحليلات والتَّقارِير الجائرَة المتحيّزة وغيرِ الموضوعَةِ أحيانًا أُخَر، ولَيسَ استقبالُ رمضانَ أيضًا بالعَزمِ على قضاءِ ليالِيه في عَبَثٍ في الأسواقِ وإضاعةٍ للصَّلوات وإيذاءٍ للمؤمنين والمؤمِناتِ، وإنَّما هو التّشميرُ عن سَواعِدِ الجدّ في استِبَاقِ الخَيراتِ وعَقد العزمِ على اغتِنامِ فُرصَتِه بإلزَامِ النفسِ سُلوكَ الجادّةِ وبالسَّيرِ عَلَى نَهج الصَّفوةِ من عبادِ الله المقتدين بخير خلقِ الله محمّد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه في صيامِه وقيامِه وسائر طاعاتِه وفي إخلاصه العملَ لله ابتغاءَ رِضوان الله.

ألا فاتّقوا الله عبادَ الله، واحرِصوا على استِقبَالِ شَهرِكم بما يَلِيق به مِن جِدٍّ واجتِهادٍ وقَطعِ الصّلَةِ بماضِي الخطايَا والآثام ومُسارعةٍ إلى مَغفِرةٍ من ربِّكم وجنّةٍ عرضُها السماوات والأرض.

واذكُروا على الدَّوَام أنَّ الله تعالى قَد أمَرَكم بالصّلاة والسَّلامِ على خاتَمِ النبيّين وإمامِ المتّقين ورحمةِ الله للعالمِين، فقال سبحانه في الكِتابِ المبين: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56].

اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم عَلى عبدِك ورسولِك محمّد، وارضَ اللّهمَّ عن خلفائه الأربعة...


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فضل العلم واستقبال رمضان - أسامة بن عبد الله خياط
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: