molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: الحياء - أحمد حسن المعلم الأربعاء 19 أكتوبر - 12:03:51 | |
|
الحياء
أحمد حسن المعلم
الخطبة الأولى
أما بعد: فأوصي نفسي المقصرة وإياكم بتقوى الله سبحانه وتعالى.
ثم أما بعد:
فحديثنا اليوم عن صفة عظيمة من الصفات الإسلامية الحميدة التي غابت عن مجتمعاتنا في هذه الأيام، وافتقدناها في هذه الأزمان المتأخرة إلا ممن رحم الله، إنها صفة جامعة لكل خصال الخير، تدفع الإنسان إلى فعل المحاسن، وتبعده عن القبائح، إنها شعبة من شعب الإيمان وسبب من أسباب السعادة والقرب من الرحمن، إنها صفة الحياء، إنها صفة مقرونة بالإيمان، فإذا وجدت وجد الإيمان وإذا غابت غاب الإيمان، يقول صلى الله عليه وسلم: ((الحياء والإيمان قرنا جميعاً، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر)).
إنه خلق الإسلام، كما قال عليه الصلاة والسلام: ((إن لكل دين خلقاً، وإن خلق الإسلام الحياء)).
إخوة الإسلام وأحباب الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، الحياء لا يأتي إلا بخير، بل هو خير كله، وما كان في شيء إلا زانه، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق محمد صلى الله عليه وسلم، ولقد مر عليه الصلاة والسلام على رجل وهو يعاتب أخاه في الحياء يقول الرجل لأخيه إنك لتستحيي حتى كأنه يقول: قد أضرّ بِك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دعه، فإن الحياء من الإيمان)).
ولذلك ـ إخوة الإسلام ـ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الناس حياءً، يقول عنه الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه).
والحديث مخرج في الصحيحين، والعذراء هي البنت البكر التي لم يسبق لها الزواج، والخِدر هو الموضع الذي تصان فيه عن الأعين.
يرحم الله الصحابي الجليل أبا سعيد الخدري، يضرب لنا مثلاً بالبنت البكر، فكيف لو رآها وقد أهملت وضاعت ونزع منها جلباب الحياء ؟ كيف لو رآها وهي تزاحم الرجال في وسائل المواصلات وفي الوظيفة والعمل ؟! بل كيف لو رآها وهي تتسكع في الأسواق والطرقات وفي الحدائق والمنتزهات متبرجة سافرة بلا حياء ولا خجل من جبار الأرض والسموات؟
رضي الله عن فاطمة الزهراء عندما سئلت عن أفضل وصية للنساء فقالت رضي الله عنها: (أن لا ترى الرجال ولا يراها الرجال).
فأين نساء الإسلام من هذه الوصية الغالية ؟ وأين هن من هذه الصفة العظيمة والخلق الجليل؟
هذه صحابية من صحابيات رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمع قول الحق سبحانه وتعالى: وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَـٰهِلِيَّةِ ٱلاْولَىٰ [الأحزاب:33]، فبقيت في بيتها تعبد ربها وتطيع زوجها حتى لقيت ربها وما رؤيت خارج بيتها إلا وهي جنازة محمولة على الأعناق.
فيا أمة الله إليك الحياء، فإنه تاج رأسك ورأس مالك، والحياء وإن كان صفة عامة يجب أن يتحلى بها الرجال والنساء إلا أنها في حق النساء آكد، يقول سبحانه وتعالى: فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِى عَلَى ٱسْتِحْيَاء [القصص:25].
أمة الإسلام وإخوة الإيمان، الحياء خلق عظيم يحمل معاني عظيمة وواسعة، وقد عرفه الرسول صلى الله عليه وسلم تعريفاً جامعاً مانعاً شاملاً شافياً وافياً كافياً، فاستمعوا معي ـ أيها الأحبة ـ إلى هذا الحديث الذي أخرجه الترمذي والطبراني والحاكم من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((استحيوا من الله حق الحياء))، قلنا: إنا لنستحيي من الله يا رسول الله، والحمد لله، قال: ((ليس ذلك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء، أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، وآثر الآخرة على الأولى، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء)).
فأين نحن ـ يا عباد الله ـ من الحياء: ((أن تحفظ الرأس وما وعى))؟!
نعم ـ يا عباد الله ـ الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، أن تحفظ عقلك وفكرك وسمعك وبصرك ولسانك، فتسخر هذه الأعضاء في طاعة الله سبحانه وتعالى، وتصرفها عن معصية الخالق جل وعلا وتعلم أنك مسؤول ومحاسب على هذه الأعضاء، إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُولـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء:36].
فمن الحياء ـ يا عبد الله ـ أن تحفظ لسانك، وتجعله رطباً بذكر الله، وتشغله في طاعة الله، وتصرفه عن معصية الله، تصرفه عن الكذب وعن الغيبة والنميمة والسخرية والفحش والهمز واللمز، وتعلم أن هذا اللسان إما أن يكون سبباً في رفع درجتك عند الله، وإما أن يكون سبباً في هوانك وضياعك، فكم من كلمة قالها صاحبها مستخفّاً بها وقد هوت به في نار جهنم سبعين خريفاً؟! وكم من كلمة خير قالها صاحبها لا يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله بها رضوانه أبداً؟!
ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه وهو يوصيه بوصايا عظيمة وغالية يختم الرسول هذه الوصايا بقوله: يا معاذ ((ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قال: بلى يا نبي الله، قال: كف عليك هذا، وأشار إلى لسانه، قال: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم ـ أو قال ـ: على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟!)).
نعم يا عباد الله، ولذلك أيضاً لما جاء عقبة بن عامر رضي الله عنه يسأل الرسول عليه الصلاة والسلام عن طريق النجاة قال له: ((أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك)).
لذلك كان الصديق أبو بكر رضي الله عنه يبكي ويخرج لسانه ويقول: (هذا الذي أوردني الموارد)، ويقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (والله ما شيء أحق بطول حبس من اللسان).
احذر لسـانك أيهـا الإنسـان لا يلدغنـك إنـه ثعبـان
كم في المقابر من صريع لسان كانت تهاب لقاءه الشجعان
من الحياء أن يحفظ الإنسان بصره عن الحرام، فلا ينظر إلا إلى ما أحل الله، فالعين إذا انطلقت إلى الحرام فهي سهم من سهام إبليس، ومن غض طرفه عن الحرام أبدله الله إيماناً يجد حلاوته في صدره قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30].
إن على المؤمن أن يوجه بصره للنظر في ملكوت السموات والأرض والتفكر بما فيها من الآيات العظيمة، وعليه أن يصرف بصره عن الحرام عن النساء عن الصور الخليعة، ويبتعد عن أماكن الفتنة، وليحذر كل الحذر، فرب نظرة واحدة أودت بصاحبها، ورب نظرة أعقبها ندم وأسى وحزن ولوعة وحسرة.
كل الحوادث مبـداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشـرر
كم نظرة بلغت من قلب صاحبها كمبلغ السـهم بين القـوس والوتـر
والعبد ما دام ذا طـرف يقلّبـه في أعين الغيد موقوف على الخطر
يسـرّ مقلته ما ضـرّ مهجتـه لا مرحبـاً بسـرورٍ عاد بالضـرر
ويقول آخر:
يا رامياً بسهام الحظ مجتهــداً أنت القتيل بما ترمي فلا تصب
يا باعث الطرف يرتاد الشقاء له احبس رسولك لا يأتيك بالعطب
من الحياء: أن يحفظ الإنسان سمعه، فيوجه سمعه إلى ما ينفعه ويفيده في أخراه ودنياه، يستمع لكتاب الله ويستمع للذكر والعلم، يستمع للمواعظ، يستمع لأخبار وأحوال المسلمين في كل مكان، يصرف سمعه عن الحرام عن الكذب عن البهتان عن الغيبة والنميمة والزور عن الفحش والغناء، وعن كل ما يغضب رب الأرض والسماء.
الحياء ـ يا عباد الله ـ ((أن تحفظ البطن وما حوى)) فيحفظ البطن عن المطعم الحرام، فلا يأكل إلا مما أباحه الله سبحانه وتعالى، فيتخلى المسلم عن كل مصدر للمال الحرام، فلا يأكل الربا ولا الرشوة ولا الفسق، ولا يأكل إلا مما أباحه الله سبحانه، فيطيب المؤمن مأكله ومشربه ليجيب الله دعوته.
في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: يٰأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيّبَـٰتِ وَٱعْمَلُواْ صَـٰلِحاً [المؤمنون:51]، قال: وذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له؟!)).
((أن تحفظ البطن وما حوى)) يعني يحفظ الإنسان فرجه عن الحرام، ولا يستعمله إلا فيما أباحه الله له، يقول تعالى: وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَـٰفِظُونَ إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوٰجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُهُمْ فَأِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَاء ذٰلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ [المعارج:29-31].
وأما من حفظ فرجه فجزاؤه: أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْوٰرِثُونَ ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ [المؤمنون:10، 11]، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((من يضمن لي ما بين فخذيه وما بين لحييه، أضمن له الجنة)).
يأتي رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان حديث عهد بالإسلام وقد امتلأ قلبه بحب الزنا ـ عياذاً بالله ـ فيقول: يا رسول الله، ائذن لي في الزنا، فأنا لا أستطيع أن أترك الزنا. فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام: ((هل ترضاه لأمك؟)) قال: لا. قال: ((هل ترضاه لأختك؟)) قال: لا. قال: ((هل ترضاه لابنتك؟)) قال: لا. قال: ((هل ترضاه لمحارمك؟)) قال: لا. ثم دعا له الرسول بخير، فخرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس في قلبه أبغض من الزنا.
وهكذا ـ يا عباد الله ـ لنعلم أن هذه ديون، ومن أراد أن يحفظ الله عليه زوجته وابنته ومحارمه فليتق الله في نساء المسلمين، يقول عليه الصلاة والسلام: (( يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من تتبع عورته يفضحه ولو في قعر بيته)).
نعم ـ يا عباد الله ـ فهذه ديون وكما تدين تدان.
حصادك يوماً ما زرعت وإنما يدان الفتى يوماً كما هو دائن
هذا تاجر هو وزوجته الصالحة كانا يعيشان حياة هنية وكان عندهما سقاء طيب، رجل صالح يعمل عندهم ويجلب لهم الماء، وما رأوا منه سوءاً، خرج التاجر ذات يوم إلى تجارته ودكانه، وأتى السقاء بالماء لزوجة التاجر، فأرادت الزوجة أن تساعده فمدت يدها إليه لتحمل منه الماء فأمسك يدها وأخذ يتحسسها ويتلمس نعومتها، ففرت منه خائفة وهي تنكر في نفسها ما الذي غير هذا السقاء، ولما عاد زوجها قالت له: ماذا صنعت اليوم؟ قال لها: لم أصنع شيئاً. قالت: اصدقني القول ماذا صنعت اليوم فقد فعل بي السقاء كذا وكذا. قال: أما وقد أخبرتني فسوف أخبرك، لقد جاءت إليّ اليوم في الدكان امرأة جميلة، فمدت يدها لتأخذ شيئاً من البضاعة فأمسكت يدها، فقالت له تلك المرأة: دقة بدقة، ولو زدت لزاد السقا، فأصبحت هذه القصة مثلاً مشهوراً.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: مَّنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٍ لّلْعَبِيدِ [فصلت:46].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأصلي وأسلم على من بعثه الله جل وعلا هدى ورحمة للعالمين محمد بن عبد الله، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وعلى آله الطيبين الطاهرين.
عباد الله، اتقوا الله حق تقاته، واسعوا في مرضاته، وتدبروا القرآن الكريم، وتمسكوا بسنة خاتم النبيين، وتفقهوا في الدين، واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.
أما بعد:
فيكمل الرسول عليه الصلاة والسلام كلماته النيرة المعطاءة المشرقة في تعريف الحياء، فيقول عليه الصلاة والسلام: ((وتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا وآثر الآخرة على الأولى، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء)).
نعم ـ يا عباد الله ـ فكفى بالموت واعظاً، والله ـ يا عباد الله ـ لو تذكر الإنسان الموت وجعل هذا المصير بين عينيه وعلم أنه سيوضع في تلك الحفرة وفي ذلك اللحد الضيق وحيداً فريداً لاستحيا من الله حق الحياء لذلك كان الرسول عليه الصلاة والسلام دائماً يذكر صحابته بالموت ويقول لهم: ((أكثروا من ذكر هادم اللذات))، ويقول: ((قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزورها فإنها تذكر الآخرة)).
وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه إذا شيع جنازة بكى بكاءً شديداً حتى يغمى عليه، فقيل له في ذلك فقال: (القبر أول منازل الآخرة، فإذا نجا منه العبد فقد أفلح وسعد، وإذا لم ينج خاب وخسر).
نعم ـ يا عباد الله ـ القبر إما أن يكون روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النيران، فاختر لنفسك يا عبد الله.
قال العلماء: "من أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاثة: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة، ومن نسي الموت عوجل بثلاثة: تسويف التوبة، وترك الرضا بالكفاف والتكاسل في العبادة".
فيا ساهياً في غمرة الجهل والهوى صريع الأماني عن قليل ستندم
أفق قد دنـا الموت الذي ليس بعده سوى جنة أو حر نار تضـرم
وتشهد أعضـاء المسـيء بما جنى كذاك على فيـهِ المهيمنُ يختم
فلنستفق ـ يا عباد الله ـ، لنستيقظ من الغفلة ونحن في هذه الدار قبل أن نصير إلى الجنة أو النار، الموت قريب جداً منا وهو أقرب إلى أحدنا من شراك نعله، أي: جلدة حذائه، وما أسرعه في هذه الأيام! وما أسهله! وما أقربه!، وهذه الحياة ـ والله ـ إنها قصيرة قصيرة، ولا تستحق كل هذا النصب والتعب.
قيل لنوح عليه السلام وقد عمره الله أكثر من ألف عام قيل له: كيف وجدت الحياة؟ قال: ((كبيت له بابان، دخلت من واحد، وخرجت من الآخر)).
فلنتق الله ـ عباد الله ـ ولنستحي من الله حق الحياء، ومن لم يتعظ بالموت والآخرة فليستحي من المنعم سبحانه وتعالى الذي أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة.
هب البعث لم تأتنـا رسله وأن النار لم تضـرم
أليس من الواجب المستحق حياء العباد من المنعم
يقول عليه الصلاة والسلام: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت)).
يا ابن آدم أحبب ما شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه، وكن كما شئت، فكما تدين تدان.
| |
|