molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: سُلُوكِياتُ العزَاءِ الجزء الأول الخميس 6 أكتوبر - 11:01:42 | |
|
سُلُوكِياتُ العزَاءِ الجزء الأول
إن الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستهديهِ ونشكرُه ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له ومن يُضلِلْ فلا هاديَ له وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريكَ له ولا مثيلَ له ولا ضدَّ ولا ندَّ له، وأشهدُ أن سيدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وقرةَ أعينِنا محمدًا عبدُه ورسولُه وصفيُّه وحبيبُه صلى الله وسلم عليهِ وعلى كلِّ رسولٍ أرسلَه.
أما بعد فيا عبادَ اللهِ أوصيكم ونفسيَ بتقوى اللهِ العليِّ العظيمِ القائلِ في محكمِ كتابِه: ﴿ولنبلونَّكم بشىءٍ من الخوفِ والجوعِ ونقصٍ منَ الأموالِ والأنفسِ والثمراتِ وبشِّرِ الصابرينَ الذين إذا أصابَتْهم مصيبةٌ قالوا إنا للهِ وإنَّا إليه راجعُون﴾ سورة البقرة/155.
وروى مسلمٌ والطبرانيُّ عن أمِّ سلمةَ رضيَ اللهُ عنها قالت: "سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: ما مِنْ عبدٍ تصيبُه مصيبةٌ فيقولُ: إنّا للهِ وإنا إليهِ راجعونَ اللهمَّ اْؤجُرْنِي في مصيبتِي وأخلِفْ لي خيرًا منها إلا ءاجرَه اللهُ تعالى في مصيبتِه وأخلَفَ لـه خيرًا منها". اللهمَّ لا تجعَلْ مصيبتَنا في دينِنا يا ربَّ العالمينَ.
إخوةَ الإيمان، إنَّ اللهَ تعالى خلقَ الخلقَ وقدَّرَ لهم ءاجالاً فطوبَى لمن استعدَّ لِما بعدَ الموتِ وتزوّدَ من دارِ الفناءِ لدارِ البقاءِ. وكلامُنا اليومَ إخوةَ الإيمانِ عنِ الواردِ في الشرعِ بشأنِ الميتِ المسلمِ من أمرِ تغسيلِه وتكفينِه والصلاةِ عليهِ ودفنِه وتلقينِه حتَّى إذا ما أصابَتْكَ مصيبةٌ بفقدِ حبيبٍ لكَ، بفقدِ قريبٍ لكَ اتبعتَ الشرعَ ولم تكُنْ مجرَّدَ مقلّدٍ لعاداتٍ قد توافِقُ الشرعَ وقد لا توافِقُه.
ولنبدَأْ أخِي المؤمن منذُ سماعِك خبرَ الوفاةِ ماذا تقولُ وماذا تفعلُ. قل: "إنا للهِ وإنا إليهِ راجعون" وإياكَ والاعتراضَ على اللهِ، وإياكَ والتسخّطَ على اللهِ، وكم هو عظيمٌ قولُ النبيِ صلى الله عليه وسلم عندَ وفاةِ ولدِه إبراهيمَ: "إنَّ العينَ لتدمعُ وإنَّ القلبَ ليحزنُ وإنا على فراقِك يا إبراهيمُ لمحزونونَ ولا نقولُ إلا ما يُرضِي ربَّنا".
وروى مسلمٌ عن أمِّ سلمةَ رضيَ اللهُ عنها قالت: "دخلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على أبي سلمةَ وقد شقّ بصره فأغمضَه، ثم قال: إنَّ الروحَ إذا قبضَ تبعَه البصرُ فضجَّ ناسٌ من أهلِه فقالَ لا تدعُوا على أنفسِكم إلا بخيرٍ فإنَّ الملائكةَ يؤمِّنونَ على ما تقُولون" ثم قالَ: "اللهمَّ اغفِرْ لأبِي سلمةَ وارفَعْ درجتَه في المهديينَ واخلُفْه في عقبِه في الغابرِينَ واغفِرْ لنا ولهُ يا ربَّ العالمين وأفسحْ له في قبرِه ونوِّر له فيه" .
ثم الواجبُ يا أحبابَنا في غسلِ الميتِ هو تعميمُ جسدِه شعرِه وبشرِه بالماءِ المطهِّرِ مرةً واحدةً وما زادَ على الغسلةِ الواحدةِ فهو سنّةٌ، ومن السُّنَنِ أن يبدأَ بغسلِ رأسِه ثم إفاضةُ الماءِ ليُغسلَ شقُّه الأيمنَ ما أقبلَ منهُ أي من جهةِ الوجهِ ثم شقُّه الأيسرُ ثم شقّهُ الأيمنُ من خلفٍ ثم شقُّه الأيسرُ من خلفِ هذا الترتيبِ أفضلُ. وأن يُجعلَ في مائِه سدرٌ أو نحوُه وذلكَ لأمرِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم للنساءِ اللاتِي تولَّينَ غَسْلَ ابنتِه زينبَ أن يجعَلْنَ في غَسْلِها سِدرًا. وأقلُّ واجبٍ في تكفينِ الميتِ ما يستُرُ جميعَ بدنِهِ لكن يسُتَثْنَى رأسُ محرمٍ بحجٍّ أو عمرةٍ ماتَ قبل التحلُّلِ من الإحرامِ فإنهُ لا يُسترُ رأسُه بل يُتركُ مكشوفًا حتى يُبعثَ يومَ القيامةِ بهيئةِ الإحرامِ مُلبيًا أي قائِلاً: "لبَّيكَ اللهمَّ لبيك، لبيك اللهمّ لبيك". أما صلاةُ الجنازةِ يُشترطُ فيها شروطُ الصلاةِ الواجبةِ من استقبالِ القبلةِ والطهارةِ عنِ الحدثينِ وعنِ النجاسةِ التي لا يُعفَى عنها وغيرُ ذلكَ من الشروطِ، ولا بدَّ فيها أيضًا من تجنُّبِ المبطلاتِ للصلاةِ، فما أبطَلَ الصلاةَ أبطلَها. ويُحملُ بعد ذلكَ إلى المقابِر.
فتخيَّل نفسَك أخي المؤمنُ وأنتَ على المُغتسل، وأنتَ محمولٌ على الأكتافِ إلى المقابِر. فهنيئًا لمن هيَّأ الزادَ ليومِ المعادِ، هنيئًا لمن جمعَ من هذه الدنيا الزائلةِ الفانيةِ لِما بعدَ الموتِ، فإنَّ التقيَّ الصالحَ لَمّا يحملُ إلى المقابرِ روحُه تكونُ فوقَ الجسدِ من شدّةِ فرحِه واشتياقِه للقبرِ الذي هو ذاهبٌ إليه، يقولُ: "قدِّموني قدّموني". اللهمّ اجعَلنا منهم يا ربَّ العالمين. ولنا معكم موعدٌ ءاخرُ إخوةَ الإيمانِ بإذنِ اللهِ لاستكمالِ هذا الموضوعِ عن التلقينِ والدفنِ وغيرِ ذلك. اللهمّ ثبّتنا عندَ نزولِ المصائِبِ والبلايا يا أرحمَ الراحمين. هذا وأستغفرُ الله لي ولكم.
الخُطبةُ الثانيةُ
الحمدُ للهِ نحمَدُه ونستعينُه ونستغفرُه ونستهْدِيهِ ونشكُرُه ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنا وسيّئاتِ أعْمَالِنا مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لهُ ومَنْ يُضْلِلْ فلا هادِي لهُ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ . عبادَ اللهِ أُوصِيْ نفسِيَ وإيّاكمْ بتقْوَى اللهِ العَليّ العظيمِ واعلَموا أنَّ اللهَ أمرَكُمْ بأمْرٍ عظيمٍ أمرَكُمْ بالصلاةِ والسلامِ على نبيِهِ الكريمِ فقالَ: ﴿إنَّ اللهَ وملائكتَهُ يصلُّونَ على النبِيِ يَا أيُّهَا الذينَ ءامَنوا صَلُّوا عليهِ وسَلّموا تَسْليمًا﴾ اللّـهُمَّ صَلّ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا صلّيتَ على سيّدَنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ وبارِكْ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ، يقول الله تعالى: ﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شىء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكنّ عذاب الله شديد﴾، اللّـهُمَّ إنَّا دعَوْناكَ فاستجبْ لنا دعاءَنا فاغفرِ اللّـهُمَّ لنا ذنوبَنا وإسرافَنا في أمرِنا اللّـهُمَّ اغفِرْ للمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهُمْ والأمواتِ ربَّنا ءاتِنا في الدنيا حسَنةً وفي الآخِرَةِ حسنةً وقِنا عذابَ النارِ اللّـهُمَّ اجعلْنا هُداةً مُهتدينَ غيرَ ضالّينَ ولا مُضِلينَ اللّـهُمَّ استرْ عَوراتِنا وءامِنْ روعاتِنا واكفِنا مَا أَهمَّنا وَقِنا شَرَّ ما نتخوَّفُ. عبادَ اللهِ إنَّ اللهَ يأمرُ بالعَدْلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذِي القربى وينهى عَنِ الفحشاءِ والمنكرِ والبَغي، يعظُكُمْ لعلَّكُمْ تذَكَّرون .اذكُروا اللهَ العظيمَ يذكرْكُمْ واشكُروهُ يزِدْكُمْ، واستغفروه يغفِرْ لكُمْ واتّقوهُ يجعلْ لكُمْ مِنْ أمرِكُمْ مخرَجًا، وَأَقِمِ الصلاةَ.
| |
|