STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلمصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Ouuou10مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Uououo10مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Uooous10مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Ooouus10مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Ooouo_10مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Ouooo11مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Ooouo_11مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Uoou_u10مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Uoo_ou10مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Arkan_10الطـهـارةمصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةمصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Uuooo_10مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Ouuuuo10مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Oouusu10مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Plagen10مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Uuouou10مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Vote_rcapمصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Voting_barمصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Vote_lcap 
molay
مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Vote_rcapمصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Voting_barمصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Vote_lcap 
must58
مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Vote_rcapمصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Voting_barمصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Vote_lcap 
bent starmust2
مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Vote_rcapمصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Voting_barمصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Vote_lcap 
sanae
مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Vote_rcapمصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Voting_barمصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Vote_lcap 
حليمة
مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Vote_rcapمصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Voting_barمصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Vote_lcap 
mam
مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Vote_rcapمصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Voting_barمصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Vote_lcap 
zineb
مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Vote_rcapمصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Voting_barمصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Vote_lcap 
aziz50
مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Vote_rcapمصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Voting_barمصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Vote_lcap 
mm
مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Vote_rcapمصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Voting_barمصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة 51365/1365مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة نعم  (1365/1365)

مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Empty
مُساهمةموضوع: مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة   مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة Emptyالجمعة 23 سبتمبر - 4:59:31



مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة

الشيخ منصور حمادة

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدُ للهِ الذي خلقَنا حيث قدَّرَ إيجادَنا، وجعلَ إليه مرجعَنا ومعادَنا، وهدانا إلى دينِه ليحقِّقَ به إسعادَنا، ونبلغَ به غايتَنا ورشدَنا وسدادَنا، وكلَّفَنا تعلُّمَه والتزامَه وتعليمَه أولادَنا، فإن أطعناه شاكرين أدخلَنا جنةً يفوقُ ما فيها توقُّعَنا ومرادَنا، كما وردَ في وصفِها عن سيدِ كلِّ مَن سادَنا، محمدٍ صلّى اللهُ عليه وآلِه الغرر، إذ يقول: "فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعَت، ولا خطرَ ببالِ بشر". أما مَن استكبرَ منّا أو صدَّ، فقد عرَّضَ نفسَه لما أنذرَ به اللهُ وتوعَّد، في قولِه جلَّ شأنُه وتفرَّد: ((فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ ﴿٢٥﴾ وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ ﴿٢٦﴾ ﴿سورة الفجر﴾)).
أحمدُه على كثيرِ إنعامِه، ووفيرِ ما قدَّمَ من إكرامِه، وأمجدُه بعلوِّ شأنِه ومقامِه، وأعبدُه بما أنزلَ على سيدِ أنامِه، وأوحدُه في أسمائه وصفاتِه، وتنزُّهِه عن مجانسةِ مخلوقاتِه، وافتقارِ كلِّ شيءٍ إليه وغناه، وخضوعِ كلِّ شيءٍ لجلالِه وعلاه. أشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) عبدُه ورسولُه ومصطفاه، لتبليغِ الدينِ الذي تمَّمَ وختمَ به ما أوحاه، إلى العالمِ السفليِّ حتى منتهاه. اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وآلِ محمدٍ المعصومين، واكتبنا بهم عندَك من المرحومين، في الدنيا والآخرةِ يا أرحم الراحمين.
أما بعد، فيا أيها الإخوان، والأخواتُ في أشرفِ الأديان، أوصيكم ونفسيَ بما يدعو إليه الإيمان، من تقوى اللهِ وطاعتِه قدرَ الإمكان، وإرضائه الموصلِ إلى الفوزِ بالجنان، وعدم معصيتِه المؤديةِ بمقترفِها إلى النيران، كما وردَ عن رابعِ أئمةِ الموحِّدين، مولانا عليِّ بنِ الحسينِ زينِ العابدين، سلامُ الله عليه يوم وُلِدَ ويوم مات ويوم يُبعَثُ حيّا: "إنَّ اللهَ خلقَ الجنةَ لمَن أطاعَه ولو كانَ عبدًا حبشيا، وخلقَ النارَ لمَن عصاه ولو كانَ سيدًا قرشيا".
فاتقوا اللهَ أيها المؤمنون والمؤمنات، وسابقوا إلى ما يضاعفُ لكم الحسنات، وأنفقوا مما رزقَكم اللهُ في سبيلِ تخفيفِ المعاناة، عن الفقراءِ من المواطنين والمواطنات، خاصة ذوي الجوارِ منهم والقرابات، فإنَّهم الأولى بما تقدمونه من القربات، فالصدقةُ عليهم أحرى بدفعِ كلِّ مخوفٍ مما أهمّ، فقد وردَ عن الذين عصمَهم اللهُ وكرَّم، صلّى الله عليهم وسلَّم : "الصدقةُ تدفعُ البلاءَ المُبرَم". وورد عنهم عليهم السلام، في أولويةِ الأقربِ بالصدقةِ والإكرام: "الأقربون أولى بالمعروف". وجاءَ في كتابِ اللهِ المجيد، ضمنَ حثِّه على الإحسانِ تقديمُ القريبِ على البعيد، إذ عطفَ الله سبحانه ذلكم على الأمرِ بالعبادةِ له والتوحيد، فقال: ((وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴿٣٦﴾ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا ﴿٣٧﴾ ﴿سورة النساء﴾)).
ثم عطفَ جلَّ ذكرُه في محكمِ إنبائه، على الذين يبخلون بما أنعمَ عليهم من عطائه، أولئك الذين ينفقون حيث يحلو لهم الإنفاق، رياءً وإيثارًا لرضا المخلوقِ على رضا الخلّاق، متناسين أنَّه سبحانه وتعالى هو الرزّاق، فقال جلَّ جلالَه مُنزِلًا بذلك قرآنًا مبينا: ((وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا ﴿٣٨﴾ ﴿سورة النساء﴾)).
وقد بيَّنَ اللهُ جلَّ وعلا مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة، ليضعَها المؤمنُ في مواضعِها فيضمنَ من اللهِ المثوبة، فقال جلَّ من قائلٍ في القرآنِ الكريم: ((إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٦٠﴾ ﴿سورة التوبة﴾)). وقد حُرِّمَت الصدقاتُ الواجبةُ من العوام، على ذريةِ الرسولِ عليه وآله الصلاة والسلام، وعُوِّضوا عنها بالأخماس، الواجبةِ في كلِّ غنيمةٍ أو م+بٍ على جميعِ الناس.
كما ووعدَ -ووعدُه الحقّ- المنفقين، الذين ينفقون أموالَهم في سبيلِه صادقين، واستجابةً لأمرِه مُتصدِّقين، بمضاعفةِ الأجرِ والثواب، يومَ يُحشَرون إليه ويُعرَضون بين يدَيه للحساب، كما بيَّنَ سبحانه في القرآنِ الكريم، فقال: (( مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّـهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٦١﴾ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى ۙ لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٢٦٢﴾ قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ۗ وَاللَّـهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ﴿٢٦٣﴾ ﴿سورة البقرة﴾)).
ألا وإنَّ خيرَ ما يختمُ به الخطيبُ الرشيد، خطبتَه الأولى في الجمعةِ والعيد، سورةٌ من قصارِ سورِ القرآنِ المجيد. أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم: ((بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ﴿١﴾ فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ﴿٢﴾ وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴿٣﴾ فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ ﴿٤﴾ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴿٥﴾ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ﴿٦﴾ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴿٧﴾ ﴿سورة الماعون﴾)).
أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، ولجميعِ المؤمنين والمؤمنات، الأحياءِ منهم والأموات، إنَّه إلهُنا سميعُ الدعوات، ووليُّ الباقياتِ الصالحات، وهو الغفورُ الرحيم.

الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدُ للهِ الذي شرَّفَنا بتفضيلِه، وعرَّفَنا بواسطةِ برهانِه ودليلِه، وكلَّفَنا العملَ المخلَصَ في سبيلِه، على وفقِ دينٍ قِيَمٍ ملةِ إبراهيمَ خليلِه، كما أمرَ سبحانه حبيبَه أن يصدعَ بقولِه: ((قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٦١﴾ ﴿سورة الأنعام﴾)).
أحمدُه حمدَ مُقِرٍّ بكرمِه وسخائه، ناظرٍ ببصرِه وبصيرتِه في آلائه، مُذعِنٍ إليه بطاعته، مؤمنٍ بربوبيتِه وألوهيتِه، موقنٍ بمالكيتِه وسلطانِه وقدرتِه، راهبٍ من سخطِه وانتقامِه بعقوبتِه، راغبٍ فيما أعدَّه ووعدَ به من مثوبتِه، ومع ما أنا عليه من تقصيري في عبادتِه، متعلِّقٍ رجائي بما كشفَ عنه من سعةِ رحمتِه، التي ذكرَها في القرآنِ كتابِ هدايته، فقال: ((وَرَحْمَتـِي وَسِعَـتْ كُـلَّ شَـيْءٍ ﴿١٥٦﴾ ﴿سورة الأعراف﴾)). أشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) عبدُه الأولُ الأكمل، ورسولُه الخاتمُ الأفضل. اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وآلِ محمدٍ الطيبين الطاهرين، وثبِّتنا على ولايتِهم يا أقدرَ القادرين، وارحمنا بهم في الدارَين يا أرحمَ الراحمين.
وبعد، فأوصي نفسي وإخوتي وأحبابي، وجميعَ مَن استمعَ أو بلغَه خطابي، بتقوى اللهِ العليِّ العظيم، الذي هو بكلِّ شيءٍ محيطٌ عليم، ولا مقرَّ في غيرِ مملكتِه وسلطانِه، ولا مفرَّ من أخذِه بعدلِه وميزانِه، يومَ يأذنُ فينفخُ إسرافيلُ في الصور، وتنشقُّ عن أهلِها القبور، ويُزَفُّ المؤمنُ الطائعُ والعاصي والكفور، وأهلُ التقوى وأهلُ الفجور، إلى المحكمةِ العليا بيومِ النشور، كلٌّ قد قُلِّدَ كتابًا احتوى المكشوفَ والمستور، فلا تنفعُ أحدًا منّا أموالُه، ولا جاهُه وعزوتُه ورجالُه، ولا سلطانُه ولا صاحبتُه وأشبالُه، إلّا مَن جاءَ ربَّه بقلبٍ سليم، وتداركته رحمةٌ من الغفورِ الرحيم، القائلِ سبحانه في القرآنِ الكريم: ((يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٩﴾ ﴿سورة الشعراء﴾)).
فاتقوا اللهَ وتقرَّبوا إليه بصالحِ الأعمال، والمرضيِّ عندَ اللهِ من الأفعالِ والأقوال، ولا تتنكّبوا طريقَ سادةِ المفضَّلين في الخلقِ والخصال، المتقدِّمين على جميعِ الخلائقِ في طاعةِ ذي الجلال، وفي الصبرِ في سبيلِه على تحمُّلِ الأذى، فصبروا محتسبين وفي العينِ قذى، كما وردَ عن أميرِ المؤمنين عليه السلام، في خطبتِه الشَّقشقيةِ التي كشفَ فيها معاناتَه للأنام، إذ يقول: "فطفقتُ أرتئي بينَ أن أصولَ بيدٍ جذّاء، أو أصبرَ على طخيةٍ عمياء، يهرمُ فيها الكبير، ويشيبُ فيها الصغير، ويكدحُ فيها مؤمنٌ حتّى يلقى ربَّه، فصبرت وفي العينِ قذى، وفي الحلقِ شجى". وكما تقولُ سيدةُ النساءِ فاطمةُ صلواتُ اللهِ عليها، في خطبتِها الشهيرةِ التي ارتجلتها في مسجدِ أبيها: "نصبرُ منكم على مثلِ حزِّ المُدى، ووخزِ السِّنانِ في الحشى". ويبيِّنُ مولانا الحسينُ عليه السلام، غايتَهم من الصبرِ على تحمُّلِ الآلام، فيقول: "لا محيصَ عن يومٍ خُطَّ بالقلم، رضا اللهِ رضانا أهلَ البيت، نصبرُ على بلائه، فيوفينا أجورَ الصابرين".
وأذكِّرُكم جعلني اللهُ وإياكم من الذاكرين، أنَّه قد فقدَت أمس جزيرةُ البحرين، عالمًا فاضلًا من أسرةٍ علميةٍ ضمَّت عددًا من العلماءِ المتبحِّرين، وهو سماحةُ السيد علوي الغريفي، الذي سيُشيَّعُ جثمانُه كما أُعلِنَ للمؤمنين، في الساعةِ الثانيةِ بعدَ ظهرِ هذا اليوم، فأدعو الإخوةَ المؤمنين إلى المشاركةِ في تشييعِه ومجالسِ عزائه، ومواساةِ ذويه من رفاقِه وأهلِه وأبنائه، سائلين اللهَ أن يتغمَّدَه بواسعِ رحمتِه، ويسكنَه بمَنِّه الفسيحَ من جنتِه، إنَّه على كلِّ شيءٍ قدير، وبالإجابةِ حَرِيٌّ جدير.
ويا أيها المؤمنون الأكارم، اعلموا أنَّ ذكرى استشهادِ الزهراء (ع) ستوافيكم يومَ الأحدِ القادم، فاستعدّوا فيها لنصبِ العزاءِ وإقامةِ المآتم، حاسبين للظرفِ الحاضرِ قائمين بالمناسبِ الملائم، سائلين اللهَ بحقِّ الزهراءِ وأبيها، وبعلِها وبنيها، والسرِّ المستودَعِ فيها، أن يكتبَنا في شيعتِها ومواليها، ويجنِّبَنا وبلادَنا شرَّ الأشرار، وكيدَ الفجّار، وطوارقَ الليلِ وحوادثَ النهار، ويختمَ لنا بما يختمُ للأبرار، ويبعدَ عنّا سخطَه وعذابَ النار، ويدخلَنا الجنةَ بشفاعةِ ورفقةِ المعصومين الأطهار، بادئين الدعاءَ وخاتميه، بالصلاةِ والسلامِ على أقربِ المقرَّبين لديه، محمدٍ والمعصومين من آلِه وبنيه.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على أفضلِ المفضَّلين، من المتقدِّمين والتالين، الشفيعِ الأعظمِ بين يدَيك للموالين، أبي القاسمِ محمدٍ سيدِ المرسَلين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على والدِ عترتِه المطهَّرة، حاملِ لوائه في الدنيا والآخرة، أميرِ المؤمنين بالنصِّ المُلقَّبِ بحيدرة.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على بضعتِه وروحِه التي بين جنبَيه، وارثته الوحيدةِ وأحبِّ الخلقِ إليه، البتولِ الصدّيقةِ النوراء، المعصومةِ فاطمةَ الزهراء.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على المعصومِ الحجةِ الوليّ، بحرِ العلمِ والكرمِ المليّ، الإمامِ بعدَ أبيه بالنصِّ الجليّ، أبي محمدٍ الحسنِ بنِ علي.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على أوسعِ وأسرعِ سفنِ النجاة، مزيحِ ستورِ ضلالِ بني أميةَ الطغاة، مقدِّمِ أروعِ أمثلةِ التضحيةِ والفداء، الإمامِ بالنصِّ الحسينِ سيدِ الشهداء.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على حاملِ لواءِ الهدايةِ والرشاد، لإيضاحِ مرضيِّ السلوكِ وصحيحِ الاعتقاد، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ السجّاد.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على باقرِ علمِ المتقدِّمين بَقْرا، ناشرِ الحكمةِ في المتأخِّرين سرًّا وجهرا، البحرِ الزاخرِ بالعلومِ والمفاخر، الإمامِ بالنصِّ محمدٍ الباقر.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على فجرِ الحقائق، مُظهِرِ اللاحقِ على آثارِ السابق، حجتِك وكتابك الناطق، الإمامِ بالنصِّ جعفرٍ الصادق.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على النورِ الأنور، العالمِ العابدِ الزاهدِ المطهَّر، واصلِ الرحمِ القاطعِ المضمِرِ له الشرّ، الإمامِ بالنصِّ موسى بنِ جعفر.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على الراضي بقدرِك وقضائك، الماضي على دربِ مَن تقدَّمَ من أحبّائك، طلبًا لرضاك وخيرِ جزائك، حتّى تجرَّعَ السمَّ وقضى، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ الرضا.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على سندِ الأسناد، معتمَدِ ذوي البصيرةِ والسداد، فيما أظهرَ من الأحكامِ والإرشاد، الإمامِ بالنصِّ محمدٍ الجواد.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على السندَين العليَّين، السيدَين العلمَين الوليَّين، الإمامَين المعصومَين السريَّين، عليِّ بنِ محمدٍ، وابنِه الحسنِ العسكريَّين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على الحجةِ المنتظَر، لإزاحةِ الظلمِ والجورِ والضرر، بدينِك العدلِ في الإنسِ والجانّ، إمامِ زمانِنا المهديِّ صاحبِ الزمان.
اللهمَّ عجِّل له فرجَه، وسهِّل له مخرجَه، واكشف به الظلمةَ المدلهمّة، الجاثمةَ على أجواءِ هذه الأمة، واكتبنا في أنصارِه وأحبّائه، المجاهدين المستشهدين تحت لوائه، وصلِّ عليه وعلى آبائه المعصومين، وأدخلنا بهم في عبادِك المرحومين، برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.
عباد الله: ((إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿٩٠﴾ ﴿سورة النحل﴾)).
هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، ولجميع المؤمنين والمؤمنات، إنَّه هو الغفورُ الرحيم.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مصارفَ الصدقاتِ الواجبةِ والمندوبة - الشيخ منصور حمادة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: