حمد النعم وتكرارالتوبةِ وإكثارِ الاستغفار
الشيخ منصور حمادة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ الواحدِ الأحد، المتفردِ الوترِ الصمد، الذي لم يلدْ ولم يولد، ولا نظيرَ له ولا شريكَ ولا عضد، ولا مشيرَ فيما أبدعَ وأوجد، خلقَ الخلائقَ بقدرته، ووفَّقَ كلًّا منهم بهدايته، وبرهنَ لعقلائهم على سيادته، وبيَّنَ لهم ما ارتضاه مصداقًا لعبادته، ومنحَهم الإرادةَ والاختيار، وقدّمَ لهم التبشيرَ والإنذار، والتبصيرَ بما فرضَ وحدَّدَ من المسار، حجةً تُدحِضُ التعللاتِ والأعذار، فمن أطاعَه فإلى الجنّةِ دارِ تكريمِ الأخيار، ومن عصاه فإلى الهوانِ والعذابِ في النار.
أحمدُه على فواضلِ نعمِه التي لا تُعدّ، وهواطلِ ديمه التي لا تُحدّ، ونوازلِ كرمِه التي غمرَت كلَّ أحد، فشكَرَها متعبدًا كلُّ مؤمنٍ مبصر، وأنكرَها جاحدًا كلُّ كافرٍ مستكبر، واللهُ سبحانه محيطٌ بالأقوالِ والأفعالِ والخواطر، فأسألُه التوفيقَ والسداد، إلى كلِّ ما كَلَّفَ به العباد، وبلوغِ كلِّ ما يَستحقُّ أن يُراد. أشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) عبدُه ورسولُه الخاتم، ورحمتُه ونورُه في جميعِ العالم. اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وآلِ محمدٍ يا ربَّ العالمين، واكتبنا بهديِهم مهتدين ملتزمين، وارحمنا بهم في الدارَين يا أرحم الراحمين.
أما بعد، فيا إخوةَ الإيمان، باللهِ ومن أرسلَ إلى الإنسِ والجانّ، وما أَنزَل في كتبِه وأعظمُها القرآن، أوصيكم ونفسيَ الأمّارةَ بالسوءِ والعصيان، بتقوى اللهِ والعملِ بأوامرِه، واجتنابِ ما نهى عنه وحذّرَ بزواجره، والمبادرةِ إلى التوبةِ من سيّءِ الأفعال، وما خالفَ الاعتقادَ من الأعمالِ والأقوال، قبلَ أن تتصرَّمَ الأعمارُ وتدنوَ الآجال، وتَشُدَّ بنا منايانا الرّحال، ويُنادي بنا المنادي هذا يومُ الارتحال، والرجوعِ للعرضِ بين يدَي ذي العزةِ والجلال، يوم لا تُنقِذ فيه عشيرةٌ ولا مال، ولا والدٌ ولا ولدٌ ولا جاه، كما قالَ ربُّنا العظيمُ عزُّه وعلاه، في القرآنِ الكريمِ ضمن ما أوحاه: (يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا ۖ وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّـهِ ﴿١٩﴾ (﴿سورة الانفطار﴾)).
فاتقوا اللهَ عباد اللهِ وأديموا ذكرَه، وحمدَه على ما أنعمَ وشكرَه، ليتمَّ عليكم فضلَه ويُضاعفَ لكم أجرَه، واستدفعوا نقمَه في الدنيا وفي دارِ القرار، بتكرارِ التوبةِ وإكثارِ الاستغفار، واثقين بأنَّه سبحانه التوّابُ الغفّار، مستوثقين بما أنزل في القرآنِ على سيدِ الأطهار، من نبأ نوحٍ وما جاءَ ربَّه به من الاعتذار، بتقديمِ ما في وُسعِه من التبشيرِ والإنذار، إذ يقول: ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴿١٠﴾ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا ﴿١١﴾ وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ﴿١٢﴾ مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّـهِ وَقَارًا ﴿١٣﴾ وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا ﴿١٤﴾ ﴿سورة نوح﴾)).
والاستغفارُ أيّها المؤمنون والمؤمنات، كما نستلهمُ من مضامين هذه الآياتِ البينات، مُضافًا إلى كونِه سببًا لتكفيرِ الذنوبِ ومضاعفةِ الحسنات، فإنَّه مفتاحٌ لبابِ رحمةِ ذي الجلال، وقائمٌ مقامَ العريضِ من الدعاءِ والسؤال، للإمدادِ من اللهِ بالأولادِ والأموال.
واعلموا أنَّ من أفضلِ الأوقاتِ للاستغفار، هي ظلمةُ الليلِ وعند أوقاتِ الأسحار، وهو وقتُ خلوةِ المخلصين مع العزيزِ الجبّار، كما أنزل سبحانَه وصفَهم في القرآنِ المنزَلِ على سيدِ الأخيار، محمدٍ صلى الله عليه وآله الأطهار، فقال: ((الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴿١٦﴾ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴿١٧﴾﴿سورة آل عمران﴾)). وقال جلّ ذكره في الخافقين، مبيّنًا مصيرَ عبادِه المتقين، لقاءَ ما كانوا من عبادتِه محققّين: ((إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴿١٥﴾ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ ﴿١٦﴾ كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴿١٧﴾ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴿١٨﴾﴿سورة الذاريات﴾)).
فاتقوا اللهَ أيها الإخوةُ والأخوات، وأكثروا مع الله جلّ جلالُه الخلوات، ولا تُقصّروا لأنفسِكم ومَن يعزُّ عليكم من الدعوات، ولا تتقهقروا عن الإتيانِ بنافلةِ الليل، فتخسروا ما جعلَ اللهُ تعالى بإزائِها من الثوابِ الجزيل، والمعونةِ في الدنيا على تحمّلِ المشقةِ والعبءِ الثقيل، كما أوضح ربُّنا اللهُ العليُّ الجليل، فيما خاطبَ به حبيبَه قائلًا سبحانَه في محكمِ التنزيل: ((يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴿١﴾ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٢﴾ نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ﴿٣﴾ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴿٤﴾ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ﴿٥﴾ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴿٦﴾﴿سورة المزمل﴾)).
ألا وإنّ خيرَ ما يَختم به الخطيبُ الرّشيد، خطبتَه الأولى في الجمعةِ والعيد، سورةٌ من قصارِ سورِ القرآنِ المجيد، أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم: ((بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ﴿١﴾ وَطُورِ سِينِينَ ﴿٢﴾ وَهَـٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ﴿٣﴾ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴿٤﴾ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ﴿٥﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴿٦﴾ فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ﴿٧﴾ أَلَيْسَ اللَّـهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ﴿٨﴾﴿سورة التين﴾)).
أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، ولجميعِ المؤمنين والمؤمنات، الأحياءِ منهم والأموات، إنَّه إلهُنا سميعُ الدعوات، ووليُّ الباقياتِ الصالحات، وهو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ الخالقِ الوهّاب، المغدِقِ بكرمِه ما يُستطاب، المطوِّقِ بشيمِه من الأحرارِ الرقاب، مهيِّئ المقدّماتِ مسبّبِ الأسباب، يهبُ ما يشاء لمَن يشاء بغيرِ حساب، كما بيّنَ سبحانه بعضَ نعوتِه في محكمِ الكتاب، فقال: ((قُلِ اللَّـهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٢٦﴾ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ۖ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ۖ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴿٢٧﴾ ﴿سورة آل عمران﴾)).
أحمدُه على ما تفضّلَ به، قبل أن نهتديَ إلى طلبِه، من الخلقِ والتصوير، والرزقِ والتقدير، والرعايةِ والتدبير، والهدايةِ والتنوير، إلى دينِه المؤدّي إلى الصلاحِ والخير. أشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) عبدُه ورسولُه، المتضحُ لنا بدعوتِه سبيلُه. اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وآلِ محمدٍ الطيبين الطاهرين، وثبّتنا على ولايتِهم يا أقدرَ القادرين، والبراءةِ من أعدائهم الظالمين، برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.
وبعد، فيا إخوتاه، أوصيكم ونفسيَ بتقوى الله، وسلوكِ ما دلّلَ عليه بهداه، الذي أنزلَه على حبيبِه ومصطفاه، وقال عنه في القرآنِ الذي أوحاه: ((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢﴾ وَآخَرِيـنَ مِنْهُمْ لَمَّـا يَلْحَقُـوا بِهِـمْ ۚ وَهُـوَ الْعَزِيـزُ الْحَكِيـمُ ﴿٣﴾ ﴿سورة الجمعة﴾)). فبلّغَه صلى الله عليه وآله ومن والاه، متحمّلًا الكدَّ والتعب، والجهدَ والنصب، وعداوةَ قريشٍ ومَن والاهم من العرب، طالبًا وجهَ اللهِ ومرضاتِه، فعوّضَه اللهُ على جهدِه ومعاناتِه، بالمقامِ المميّزِ في جناتِه، والشفاعةِ المقبولةِ عوضًا لمعاناتِه.
فاتقوا اللهَ أيها المحسوبون على الإسلام، وانطلقوا إلى نهجِه أيها المحكومون والحكّام، وطبّقوا ما فيه من الأخلاق والأحكام، فإنّه المؤدّي إلى الاستقرارِ والانتظام، وتبادلِ الثقةِ والتقديرِ والاحترام، ونزولِ البركةِ في الثرواتِ من الملكِ العلّام، كما أوضحَ سبحانه في القرآنِ المنزَل هدايةً للأنام، فقال: ((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَـٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٩٦﴾ ﴿سورة الأعراف﴾)).
فتنبّهوا رزقني الله وإياكم الهدى والسداد، إلى أنَّ هذه الآيةَ أرشدَت إلى أمرٍ يهمُّ جميعَ العباد، وهو أنَّ التقوى مضافًا إلى كونِها خيرَ الزادِ ليومِ المعاد، فإنَّها عاملٌ مهمٌّ في تقويةِ وتنشيطِ الاقتصاد، وتنزُّلِ البركةِ وفتحِ الأبواب، من اللهِ العليِّ القديرِ الوهّاب، القائلِ –وقولُه الحق- في محكمِ الكتاب: ((وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴿٢﴾ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّـهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴿٣﴾ ﴿سورة الطلاق﴾)).
وفي الختامِ أيها الإخوةُ الكرام، أدعوكم إلى التوجُّهِ بانقطاعٍ تامّ، واللجوءِ إلى حصنِ اللهِ الحصين الذي لا يُرام، بالدعاءِ ليكشفَ عنّا الكربَ العظام، ويجنّبَنا وبلدَنا ما يُحاكُ في الظّلام، من مخطّطاتِ الطغاةِ المستكبرين في الأنام، والطامعين فيما منحَنا اللهُ من الإنعام، ومن شرورِ الكفرةِ والفسقةِ اللئام، ويحبّبَ لنا التديّنَ والالتزام، بكلِّ ما أنزلَ وشرّعَ في دينِ الإسلام، واثقين أنَّه على كلِّ شيءٍ قدير، وبالإجابةِ حرِيٌّ جدير، بادئين الدعاءَ وخاتمين، بالصلاةِ والسلامِ على محمدٍ وآله المعصومين المكرّمين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على سيدِ السادة، قدوةِ المخلصين لك بالعبادة، أولِ العارفين فضلَك وعلاك، مَن خاطبتَه بـ"لولاك لما خلقتُ الأفلاك"، إمامِ المطهّرين المكمّلين، أبي القاسمِ محمدٍ سيدِ المرسَلين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على أولِ المُقِرّين بنبوتِه، وسيدِ المصدّقين بدعوتِه، وقائدِ المجاهدين في نصرتِه، جامعِ الفضائلِ والمناقب، أميرِ المؤمنين بالنصِّ عليِّ بنِ أبي طالب.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على صفيتِك وبنتِ صفيِّك، وزوجةِ خيرِ الخلقِ بعد نبيِّك، المعصومةِ الشهيدةِ على الظالمين، فاطمةَ الزهراءِ سيدةِ نساءِ العالمين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على سيدَي شبابِ أهلِ الجنة، المقتولَين بتحريضِ رأسِ الفتنة، المستشهَدين في سبيلِ إحياءِ الكتابِ والسنة، الإمامَين بالنصِّ المحفوفِ بالتأكيد، أبي محمدٍ الحسن، وأبي عبدِ الله الحسينِ الشهيد.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على مظهِرِ أهدافِ الحسينِ الشهيد، مزلزلِ الأرضِ تحتَ أقدامِ يزيد، وهو مأسورٌ في الجامعةِ والقَيد، الإمامِ بالنصِّ الثابتِ من الدّين، أبي محمدٍ عليٍّ زينِ العابدين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على ناشرِ الدّين والمآثر، مَن لم ينكر فضلَه إلّا مكابر، الإمامِ بالنصِّ البيِّنِ الظاهر، أبي جعفرٍ الأولِ محمدٍ الباقر.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على منفِّذِ وصيةِ أبيه، في تهذيبِ شيعتِه ومواليه، وتزويدِهم بالعلومِ والحقائق، الإمامِ بالنصِّ جعفرٍ الصادق.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على مَن لم يفهم انحصارَ الإمامةِ فيه، من خلالِ ما وردَ في وصيةِ أبيه، إلّا خاصةُ العلماءِ الأعاظم، الإمامِ بالنصِّ موسى الكاظم.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على ثامنِ الأئمة، مَن ضمنَ الجنةَ لزائرِه عددٌ من أهلِ العصمة، ولا يزورُه إلّا الخواصُّ من الأمة، الإمامِ بالنصِّ الجلِيّ، أبي الحسنِ الثاني الرضا عليّ.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على حجتِك وبرهانِك، ودليلِ قدرتِك وسلطانِك، مرشِدِ الأمةِ صغيرًا إليك بالسداد، الإمامِ بالنصِّ محمدٍ الجواد.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على النقيِّ الخالصِ من العيوب، التقيِّ من النواقصِ والذنوب، نورِك وحجتِك في الحاضرِ والبادي، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ الهادي.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على منارِ المهتدين، وقامعِ المعتدين، وفاضحِ الملحدين، الحجةِ العبقريّ، الإمامِ بالنصِّ الحسنِ العسكريّ.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على صاحبِ الطلعةِ البهيّة، والدولةِ المصطفويّة، والصولةِ الحيدريّة، ناشرِ العدلِ والأمان، الإمامِ بالنصِّ والبرهان، المنتظرِ المهديِّ صاحبِ الزمان.
اللهمَّ عجّل له الفرج، وسهّل له المخرج، وأظهر به المنهج، واكتبنا في أحبائه، وأعوانِه على أعدائه، والمجاهدين المستشهدين تحت لوائه، بحقِّه وحقِّ آبائه الطاهرين، صلواتك عليهم أجمعين، برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.
عباد الله: ((إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿٩٠﴾ ﴿سورة النحل﴾)).
هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، ولجميع المؤمنين والمؤمنات، إنَّه هو الغفورُ الرحيم.