الاستغفار، والتأكيد على الأدعيةِ والأورادِ الواردة في شهر رجب
الشيخ منصور حمادة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالَمين، خالقِنا وخالقِ آبائنا الأقدمين، ولا خالقَ غيرُه للقادمين، فهو الربُّ الخالقُ الأوحد، لا نظيرَ له ولا شريكَ فيما أوجد، ولا يقدرُ على خلقِ شيءٍ غيرُه أحد، كما أنزلَ سبحانه قائلًا في القرآنِ الذي أنزلَ وخلَّد: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ﴿٧٣﴾ ﴿سورة الحج﴾)). وقالَ جلَّ جلاله موجِّهًا تسديدَه، إلى الذين انصرفوا عن عبادتِه وعبدوا عبيدَه، فقالَ في القرآنِ المصون: ((وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴿٢٠﴾ ﴿سورة النحل﴾)).
أحمدُه وأشكرُه، وأمجدُه وأوقرُه، وأستنجدُه وأستنصرُه، على مَن يصدُّ عنه أو ينكرُه، وأوحدُه في ما أخفيه وما أظهرُه. أشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) عبدُه الذي فضَّلَه، ورسولُه بأكملِ وأشملِ دينٍ أنزلَه. اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وآلِ محمدٍ، الذين عصمتَهم وفضلتَهم على كلِّ مَن وحَّدَ لك وتعبّد، وأحللتَهم أعلى منازلِ المكرَمين، وارحمنا بهم في الدنيا والآخرةِ يا أرحم الراحمين.
أما بعد، فيا إخوتاه، أوصيكم ونفسيَ بتقوى الله، وبطاعتِه الموصلةِ إلى رضاه، ثم إلى الجنةِ التي أعدَّها لمَن آمنَ به وأرضاه، وتعبّدَ إليه بدينِه الذي ارتضاه، وأحذرُكم ونفسيَ ممّا أُمِرتم بمجانبتِه، في الاعتقادِ والأقوالِ والأفعالِ المرديةِ للإنسانِ في عاقبتِه، المؤديةِ إلى تجاهلِ أمرِ اللهِ ومعصيتِه، الموصلةِ إلى سخطِ اللهِ وعذابِ النار، كما أوضحَ ربُّنا سبحانه في جلاءِ القلوبِ والأبصار، القرآنِ فيما قدَّمَ من التبشيرِ والانذار، إذ يقول: ((مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا ۚ تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوا ۖ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ ﴿٣٥﴾ ﴿سورة الرعد﴾)).
فاتقوا اللهَ عبادَ الله وأخلصوا له الدين، وانطلقوا مسارعين إلى ركبِ سادةِ الموحّدين، وكونوا إلى اللهِ بأقوالِكم وأفعالِكم متعبِّدين، وفي الدنيا وما فيها من الزاهدين، ولا تغترّوا بزخرفِها الذي أغرَّ المعاندين، ولا تنبهروا بما في أيدي المستكبرين المفسدين، وتدبّروا ما أنزلَ الله في القرآنِ المبين، إذ يقول: ((وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿١٧٨﴾ ﴿سورة آل عمران﴾)).
فاتقوا اللهَ أيها المؤمنون والمؤمنات، واستبقوا إلى ركبِ المحسنين والمحسنات، لتلتحقوا بهم في فوزِهم بالجنات، وما أعدَّ اللهُ فيها لمَن آمنَ به وبرسالاتِه، وكان في الدنيا محافظًا على واجباتِه، ومنتهيًا عن معصيةِ اللهِ بمقارفةِ محرماتِه، ملتزمًا بما أنزلَ الله تعالى في أحكامِه، مستلهمًا من بيانِ المعصومين حججِه وخلفائه في أنامِه، متفهِّمًا ما أخرجَه الفقيهُ العادلُ عن إبهامِه.
وهذا شهرُ اللهِ رجبَ الحرام، وهو من أعظمِ مواسمِ الاستغفارِ من الذنوبِ والآثام، كما وردَ في الخبرِ عن سيدِ سادةِ الأنام، محمدٍ عليه وآلِه أفضلُ الصلاة والسلام: "رجبُ شهرُ الاستغفارِ لأمتي، أكثروا فيه الاستغفارَ فإنَّه غفورٌ رحيم، استكثروا في رجبَ من قولِ أستغفرُ الله، وسلوا اللهَ الإقالةَ والتوبةَ فيما مضى، والعصمةَ فيما بقيَ من آجالِكم، وسُمِّيَ شهرُ رجبَ شهرَ اللهِ الأصبَّ لأنَّ الرحمةَ على أمتي تُصَبُّ صبًّا فيه".
واعلموا -جعلني الله وإياكم من المرحومين-، أنَّه قد وردَنا من الأدعيةِ والأورادِ عن سادتِنا المعصومين، والتعقيباتِ المخصوصةِ بشهرِ رجب، وفيها الكثيرُ من الذكرِ والتوسلِ والطلب، فخاطبوا اللهَ الكريمَ بها لتنالوا منه الإرب.
وإنني لأدعوكم لتردّدوا معيَ بعضَ تلك التعقيبات، عسى أن يفرِّجَ اللهُ عنّا ويكشفَ الكربات، ويرحمَنا فيزيحَ عن طريقِنا العقبات: (اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وآلِ محمد، يا مَن يملكُ حوائجَ السائلين، ويعلمُ ضميرَ الصامتين، لكلِّ مسألةٍ منكَ سمعٌ حاضرٌ وجوابٌ عتيد، اللهمَّ ومواعيدُك الصادقة، وأياديك الفاضلة، ورحمتُك الواسعة، فأسألُك أن تصليَ على محمدٍ وآلِ محمد، وأن تقضيَ حوائجي للدنيا والآخرة، إنَّك على كلِّ شيءٍ قدير).
ألا وإنَّ خيرَ ما يختمُ به الواعظُ الرشيد، خطبتَه الأولى في الجمعةِ والعيد، سورةٌ من قصارِ سور القرآنِ المجيد. أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم: ((بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * وَالْعَصْرِ ﴿١﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿٢﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴿٣﴾ ﴿سورة العصر﴾)).
أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، ولجميعِ المؤمنين والمؤمنات، الأحياءِ منهم والأموات، إنَّه إلهُنا سميعُ الدعوات، ووليُّ الباقياتِ الصالحات، وهو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ الذي خلقَنا، وبصَّرَنا وأسمعَنا وأنطقَنا، وممّا أخرجَ من نعمائه رزقَنا، وبما أغدقَ من آلائه طوَّقَنا، ولولايةِ أوليائه وفَّقَنا، وذلَّلَ لنا الأرضَ وأمرَنا بإعمارِها، وسهَّلَ لنا الانتفاعَ بأشجارِها وثمارِها، وبتربتِها وبحارِها وأنهارِها، فبيَّنَ بعضَ ما أنعمَ به علينا، قائلًا في القرآنِ لعلَّكم تذكرون: ((وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ﴿١٣﴾ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿١٤﴾ ﴿سورة النحل﴾)).
أحمدُه مُقِرًّا بنعمائه، وأعبدُه داخرًا لعظمتِه وكبريائه، وأوحدُه بما تميَّزَ به من صفاتِه وأسمائه. أشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) عبدُه ورسولُه، وأنَّ الأئمةَ بعدَه على الجِنِّ والبشر، هم عليٌّ وأبناؤه المعصومون الأحد عشر. اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وآلِ محمدٍ يا ربَّ العالَمين، وارحمنا بهم في الدارَين يا أرحمَ الراحمين.
وبعد، فيا أيها الإخوةُ في الله، أوصيكم ونفسيَ قبلَكم بتقوى الله، الذي لا خالقَ غيرُه ولا إلهَ سواه، معتقدين أنَّه لم يأمر إلا بما يُصلحُ عبادَه، ولم ينهَ إلا عمّا علمَ فسادَه، فإذا عملتم بما يحقِّقُ مرادَه، جنَيتم ما وراءَه من المصلحةِ والإفادة، وإن عصيتموه وخالفتم أوامرَه، وتعدَّيتم حدودَه وزواجرَه، كان عودُكم إليه بصفقةٍ خاسرة، وذلكم هو الخسرانُ المبينُ في الدنيا والآخرة.
فاتقوا اللهَ عبادَ الله، ووظِّفوا شهرَ رجبَ شهرَ الله، للعملِ المخلصِ فيما يحقِّقُ رضا الله، واسألوه أن يصلحَ لنا جميعَ الأمور، المتعلقةِ بالدنيا ويومِ النشور، وادعوه بما وردَ في المأثور، عن سادتِنا المعصومين الكرام، ومنها ما وردَ عن الصادقِ عليه أفضلُ الصلاةِ والسلام، أنَّه كانَ يدعو في كلِّ يومٍ من رجبَ بهذا الدعاء: (خابَ الوافدون على غيرِك، وخسرَ المتعرِّضون إلا لك، وضاعَ الملمّون إلا بك، وأجدبَ المنتجعون إلا مَن انتجعَ فضلَك، بابُك مفتوحٌ للراغبين، وخيرُك مبذولٌ للطالبين، وفضلُك مباحٌ للآملين، ورزقُك مبسوطٌ لمَن عصاك، وحلمُك متعرضٌ لمَن ناواك، عادتُك الإحسانُ إلى المسيئين، وسبيلُك الإبقاءُ على المعتدين، اللهمَّ فاهدني هدى المهتدين، وارزقني اجتهادَ المجتهدين، ولا تجعلني من الغافلين المبعَدين، واغفر لي يومَ الدين).
واعملوا -حفظكم الله– أيها السيداتُ والسادة، أنَّ أسبوعَكم القادمَ فيه ذكرى أعظمِ ولادة، بعد ولادةِ سيدِ المرسَلين القادة، ألا وهي ذكرى ولادةِ وصيِّه الأمين، عليٍّ صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه وعلى أبنائه المعصومين، وهو الذي خصَّ اللهُ ولادتَه بما لم يحظَ به غيرُه من الأنام، حيث قدَّرَها وصيَّرَها على الرخامةِ الحمراءِ في البيتِ الحرام، الكعبةِ المشرفةِ أولِ بيتٍ وُضِعَ للأنام. وكانَ ذلك في الثالثِ عشر من شهرِ رجبَ الحرام، فأحيوا نصفَ ليلِها الأولَ بالاحتفالِ والصدقةِ وصلةِ الأرحام، وأحيوا نصفَها الثاني بالمناجاةِ والقيام، وأحيوا نهارَها بتلاوةِ القرآنِ والاستغفارِ والصيام، والعملِ الجادِّ فيما أوكلَ إليكم من المهام، ولا تفرِّقوا فيها بينَ الخاصِّ والعامّ، وعاملوا الناسَ كما تحبّون أن يعاملَكم ذو الجلالِ والإكرام، وأسألوا اللهَ من فضلِه العميم، أن يهديَكم الصراطَ المستقيم، ويدخلَكم برحمتِه جنةَ النعيم، مقسمين عليه بأحبِّ الخلقِ لديه، مكثرين من الصلاةِ والسلام، في بدايةِ الدعاءِ والختام، على محمدٍ وآلِه المعصومين الكرام.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على من فضَّلتَه على العالَمين، سيدِ الأنبياءِ والمرسَلين، المحمودِ الأحمد، أبي القاسمِ المصطفى محمد.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على المولودِ في بيتِكَ الحرام، ومطهرِه من الأوثانِ والأصنام، جامعِ الفضائلِ والمناقب، أميرِ المؤمنين بالنصِّ عليِّ بن أبي طالب.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على سيدةِ نساءِ العالَمين، من الأولين والآخِرين، بالنصِّ من سيدِ المرسَلين، فاطمةِ الزهراءِ أمِّ الحسنَين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على سيدَي شبابِ أهلِ الجنان، وثمرةِ الدوحةِ المباركةِ من الرحمن، السيدَينِ الفاضلَين، والإمامَينِ المعصومَين، الشهيدَينِ المقتولَين، أبي محمدٍ الحسن، وأخيهِ أبي عبدِ اللهِ الحسين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على المصفودِ في الأغلال، المسيَّرِ بالمهانةِ والإذلال، مع حرمِ رسول اللهِ والأطفال، كاشفِ زَيفِ الظالمين، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ زينِ العابدين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على باقرِ علمِ النبيين، المجتمعةِ فيه سلالةُ الحسنَين، البرِّ التقي، الإمامِ بالنصِّ أبي جعفرٍ الأولِ محمدِ بنِ علي.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على كنزِ الحقائق، ومُظهِرِ الحقائقِ إلى الخلائق، الإمامِ بالنصِّ جعفرٍ الصادق.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على نورِك في العالَم، المحجوبِ في سجونِ الظالم، بحرِ الجودِ والمكارم، الإمامِ بالنصِّ موسى الكاظم.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على حجتِك المرتضى، الراضي بالقدرِ والقضاء، أعدلِ مَن حُكِّمَ فقضى، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ الرضا.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على بابِ المراد، لمَن قصدَ بابَك وأراد، الإمامِ بالنصِّ لأهلِ السداد، أبي جعفرٍ الثاني محمدٍ الجواد.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على معجزةِ الإمامة، موضحِ الدينِ رافعًا أعلامَه، الناصحِ المسدَّد، الإمامِ بالنصِّ عليِّ بنِ محمد.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على السيدِ الوليّ، المرشدِ التقيِّ، والوفيّ النقيّ، أبي الحجةِ المهديّ، الإمامِ بالنصِّ الجليّ، أبي محمدٍ الحسنِ بنِ علي.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على عينِ الحياة، وسفينةِ النجاة، المُدَّخَرِ لإحياءِ السُّوَر، وما اندثرَ من الخبر، الإمامِ بالنصِّ المعتبَر، أبي القاسمِ المهديِّ المنتظَر.
اللهمَّ عجِّل له الفرج، وسهِّل له المخرج، وأزح به عن المؤمنين الرُّتَج، وأوضح به المنهج، واجعلنا من أنصارِه وأعوانِه، المجاهدينَ في ميدانِه، المحاربين لأعدائِه، المستشهَدين تحتَ لوائِه، بحقِّه وحقِّ آبائِه، يا ربَّ العالَمين، برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.
عباد الله: ((إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿٩٠﴾ ﴿سورة النحل﴾)).
هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، ولجميع المؤمنين والمؤمنات، إنَّه هو الغفورُ الرحيم.
الجمعة 23 سبتمبر - 4:46:21