مراعاة حقوقِ الناس، وما تُجرى من المعاملاتِ وتداولِ الأموالِ والأجناس -حادثةُ خسوفِ القم
الشيخ منصور حمادة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالَمين، الذي خلقَنا وآباءَنا الأقدمين، وجعلَنا على كثيرٍ ممَّن خلقَ مفضَّلين مكرَّمين، وأنزلَ لنا دينًا قِيَمًا لنكونَ به مقوَّمين، وجعلَ القائمين على تبليغِه لنا معصومين ملهَمين، وحكمَ على مَن تنكَّبَ طريقَهم أن يكونَ في الخاسرين النادمين، ومَن اهتدى واقتدى بهم في الفائزين المنعَّمين، كما قالَ سبحانه مُنزِلًا بذلك قرآنًا كريما: ((وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا ﴿٦٩﴾ ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ عَلِيمًا ﴿٧٠﴾ ﴿سورة النساء﴾)).
أحمدُه حمدًا جزيلا، وأعبدُه متهجِّدًا خاشعًا ذليلا، وأمجِّدُه بما هو أهلُه إذ لم أجد له نظيرًا ولا مثيلا، وأوحِّدُه مع الأمثلين طريقةً والأقومين قيلا. أشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في شأنِه، ولا نظيرَ له في رفعتِه وعلوِّ مكانِه، ولا مشيرَ ولا وزيرَ له في تدبيرِ سلطانِه، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) عبدُه ورسولُه الخاتم، بدينِ الحقِّ المتعبَّدِ به جميعُ العالَم، حتى نهايةِ المكلَّفين من الجِنِّ وبني آدم. اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وآلِ محمدٍ يا ربَّ العالَمين، واكتبنا بهم عندَك من المرحومين المكرَّمين، في الدنيا والآخرةِ يا أرحمَ الراحمين.
أما بعد، فيا أيها الآباءُ والإخوةُ والأولاد، أوصيكم ونفسيَ بتقوى اللهِ خالقِ ومرجعِ العباد، والالتزامِ بما أنزلَ من النُّظمِ والأحكامِ والإرشاد، فإنَّ في الالتزامِ بها الصلاحَ والاستقامةَ والسداد، وفي مخالفتِها الانحرافَ والضلالةَ والفساد، وفي اعتقادِ عدمِ صلاحِها لأيِّ زمنٍ الكفرَ والارتداد، واتهامًا للهِ بالقصورِ أو التقصيرِ في حقِّ العباد، حيث ألزمَهم بدينٍ يعتنقونه وبهديِه يهتدون، وقيادةٍ يأخذون منها دينَهم وبها يقتدون، وتوعَّدَهم على مخالفةِ ذلكم بعذابٍ فيه يخلدون، كما في قولِه: ((وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢١٧﴾ ﴿سورة البقرة﴾)).
فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ وأصلحوا بينَكم وبينَه، معتقدين أن لا صلاحَ لكم إلّا فيما ضمَّنَه دينَه، وأنَّ ما أنزلَه اللهُ جلَّ جلاله في دينِ الإسلام، على يدَي محمدٍ عليه وآلِه أفضلُ الصلاةِ والسلام، صالحٌ مصلِحٌ لجميعِ شؤونِ الأنام، منذ البعثةِ وحتى يومِ البعثِ والقيام، ومَن كانَ بهذه الحقيقةِ من الكافرين، ولصلاحيةِ الإسلامِ لكلِّ زمانٍ ومكانٍ من المنكِرين، وللبحثِ عن الحلولِ في غيرِه من السائرين، وفدَ القيامةَ على ربِّه من الخاسرين، كما أوضحَ ربُّنا سبحانه فقالَ في القرآنِ هدايةً للمتبصِّرين: ((وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٨٥﴾ ﴿سورة آل عمران﴾)).
فاتقوا اللهَ يا ذوي العقولِ والأبصار، وانطلقوا إلى تصحيحِ الاعتقادِ والأفكار، وتعلَّقوا بما يقيكم الأهوالَ والأخطار، يومَ تُحشَرون بحقيقةِ اعتقادِكم وأعمالِكم بينَ يدَي الجبّار، فتحاسبون على ما عملتم ولا ينفعُكم الإنكار، ولا يسعُ أحدًا منكم إلّا الاعترافُ والإقرار، فيؤمرُ بالصالحين إلى الجنةِ دارِ الأخيار، ويُسحَبُ الذين كفروا وكذّبوا إلى النارِ وبئسَ القرار، ليذوقوا العذابَ في الهوانِ والصَّغار، كما بيَّنَ ذلكم ربُّنا العليمُ الخبير، قائلًا في كتابِه القرآنِ الكريمِ المنير: ((يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّـهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٩﴾ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿١٠﴾ ﴿سورة التغابن﴾)).
واعلموا أنَّ أشدَّ ما يُعاقَبُ عليه المرءُ يومَ المعاد، بعدَ الشركِ والكفرِ والإلحاد، ما يقترفُه من ظلمِ وسوءِ معاملةِ العباد، فإنَّ اللهَ سبحانه قد يسقطُ بعضَ حقوقِه فيعفو ويتكرَّم، لكنَّه -جلَّ شأنُه- لا يسقطُ شيئًا من حقوقِ بني آدم، كما وردَ قولُه في الحديثِ القدسيّ: (إن تجاوزتُ عن ظلمِ ظالمٍ فأنا الظالم)، وقد أكَّدَ قائلًا لخلقِه في القرآنِ المجيد: ((مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴿٤٦﴾ ﴿سورة فصلت﴾)).
فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ وتعلَّموا آدابَه، وتفهَّموا أحكامَه التي ضمَّنَها كتابَه، أو ألهمَها من ائتمنَهم وجعلَهم حججَه وأبوابَه، وعصمَهم ومنحَهم العلمَ والمعرفةَ والنجابة، وراعوا ما تعلَّقَ بذممِكم من حقوقِ الناس، فيما تُجرونه من المعاملاتِ وتداولِ الأموالِ والأجناس، بتبادلِ التراحمِ والتفاهمِ والإحساس، ولا تتباعدوا بسببِ القيلِ والقال، ولا تتحاسدوا فيما أوتيتم من القوةِ والمال، وتعوَّدوا التناصحَ بالصدقِ والاعتدال، وتعبَّدوا إلى اللهِ بحسنِ الخلقِ والسلوكِ والفعال، لينجيَكم من الخسارةِ والهوانِ والنكال، متدبِّرين ما أنزلَ في القرآنِ الكريم حيث قال، وهو خيرُ ما يختمُ به الواعظُ خطابَه، منذرًا به نفسَه وأهلَه وأحبابَه. أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم: ((بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * وَالْعَصْرِ ﴿١﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿٢﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴿٣﴾ ﴿سورة الهمزة﴾)).
أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، ولجميعِ المؤمنين والمؤمنات، الأحياءِ منهم والأموات، إنَّه إلهُنا سميعُ الدعوات، ووليُّ الباقياتِ الصالحات، وهو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ الخالقِ المنشئِ المكوِّن، الفالقِ الراتقِ البارئِ المتمكِّن، الرازقِ المهيِّئِ الممكِّن، وكلُّ شيءٍ لقدرتِه خاضعٌ مذعِن، ولإرادتِه طَيِّعٌ وهو عليه هيِّن، كما بيَّنَ قائلًا في القرآنِ الكريم، ((وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ۚ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٢٧﴾﴿سورة الروم﴾)).
أحمدُه حمدَ عارفٍ بعظمتِه وقدرتِه، معترِفٍ له بهيمنتِه وسيادتِه، مُقِرٍّ على نفسِه له برقِّه وعبوديتِه، منبهِرٍ بأزليتِه وسرمديتِه وصمديتِه، مفردٍ له في خالقيتِه وتدبيرِه ووحدانيتِه. أشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) أولُ وأفضلُ مَن تعبَّدَ له، وأكملُ مَن اختارَ واصطفى فنبَّأَه وأرسلَه، وأنبلُ مَن أدّى عن ربِّه إلى الخلقِ ما حمَّلَه، وأعلاهم عند اللهِ مكانةً وشرفًا ومنزلة. اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وآلِ محمدٍ المعصومين المطهَّرين، وثبِّتنا على ولايتِهم والبراءةِ من أعدائهم يا أقدرَ القادرين، وأدخلنا الجنةَ برفقتِهم وشفاعتِهم يا ربَّ العالَمين، وارحمنا بهم في الدنيا والآخرةِ يا أرحمَ الراحمين.
وبعد، فيا إخوتي وصحابتي، المنصتون لاستماعِ خطبتي، أوصيكم بادئًا بنفسي وقرابتي، بتقوى اللهِ العليِّ العظيم، وطاعتِه فيما أنزلَ من الوجوبِ والإباحةِ والتحريم، شكرًا له على ما أولى وقدَّمَ من الخلقِ والتكريم، وما أنزلَ من التشريعِ والتوجيهِ والتنظيم، واتقاءً لسخطِه وعذابِه الشديدِ الأليم، الذي حذَّرَكم منه قائلًا في القرآنِ المجيد: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴿١﴾ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ اللَّـهِ شَدِيدٌ ﴿٢﴾ ﴿سورة الحج﴾)).
فيا إخوتاه في الدين الحذرَ الحذر، وادأبوا على طاعةِ اللهِ فيما أمر، واجتنبوا كلَّ ما نهاكم عن فعلِه أو قولِه وحذَّر، فإنَّه -جلَّ ذكرُه- العليمُ بكلِّ فردٍ وما قدَّمَ وأخَّر، وما أسرَّ في نفسِه وما أخفى وأظهر، وقد وردَ عن مولانا أميرِ المؤمنين عليه الصلاةُ والسلام، ضمنَ توجيهاتِه المهمةِ في مختصرٍ من الكلام: "احذر أن يراك اللهُ عندَ معصيتِه، ويفقدَك عند طاعتِه، فتكونَ من الخاسرين. وإذا قويتَ فاقوَ على طاعةِ الله، وإذا ضعفتَ فاضعف عن معصيتِه".
أيها الإخوةُ في الدينِ والرُّفقاءُ في دارِ الممرّ، لقد مرَّت بنا ليلةَ أمس حادثةُ خسوفِ القمر، فأدّى الصلاةَ الواجبةَ فيها مَن أدّى وتركَها مَن استكبر، فأوصي الأولادَ والإخوةَ المكرَّمين، أن يكونوا بوقتِ وتفصيلاتِ صلاةِ الآياتِ عالِمين، ليكونوا على أدائِها عندَ حدوثِ سببِها قادرين، وإن لم يجدوا مَن يأتمّون به حاضرين أو مسافرين، فإنَّ العلمَ بذلكم من الواجبِ على المكلَّفين القادرين.
فاتقوا اللهَ أيها المؤمنون الأخيار، وطبِّقوا التعاونَ في حمايةِ أنفسِكم ووطنِكم من الأخطار، وانطلقوا إلى ما دُعيتم إليه من التشاورِ والحوار، ناصبين أمامَ أعينِكم ما يُصلِحُ النّاسَ والديار، واسلكوا سبلَ التعاونِ بينَ الموحِّدين، ولا تتركوا المجالَ للمشركين والملحدين، فيحكِّمون فيكم غيرَ ما أنزلَ اللهُ في الدّين، فتكونوا عن تسهيلِ اللهِ ورحمتِه مبعَدين، وإلى تحقيقِ الصلاحِ والإصلاحِ غيرَ مسدَّدين، وأخلصوا النوايا والعملَ إلى الملكِ الديّان، فإنَّه تعالى ربُّكم الرحيمُ الرحمن، واستخلصوا ما وجَّهكم إليه في القرآن، لتكونوا مرزوقين من حيث لا تحتسبون، إذ يقول: ((وَلَـوْ أَنَّ أَهْـلَ الْقُـرَىٰ آمَنُـوا وَاتَّقَـوْا لَفَتَحْنَـا عَلَيْهِـم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَـٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٩٦﴾ ﴿سورة الأعراف﴾)).
ومن أجلِ أن تكونوا في كلِّ سعيِكم موفَّقين، وعلى غيرِكم من الأممِ والشعوبِ سابقين، أكثروا من الصلاةِ والسلامِ على سادةِ السابقين واللاحقين، محمدٍ وآلِه المعصومين الصادقين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على مَن اصطفَيتَ على الأصفياء، ووفَّيتَ عطاءَه ومنزلتَه على جميعِ الأنبياء، المحمودِ الأحمد، أبي القاسمِ المصطفى محمد.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على وليدِ الكعبة، مَن فرضتَ على المؤمنين ولايتَه وحبَّه، رجلِ المقانبِ والمناقب، أميرِ المؤمنين بالنصِّ عليِّ بنِ أبي طالب.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على الإنسيةِ الحوراء، القدسيةِ البتولِ العذراء، سيدةِ نساءِ العالَمين فاطمةَ الزهراء.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على أفضلِ وأعذبِ ثمرة، من أعدلِ وأطيبِ شجرة، الإمامَين الفاضلَين المعصومَين، الحسنِ ال+يِّ وسيدِ الشهداءِ الحسين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على حاملِ لواءِ الدين، بعد الصفوةِ سادةِ المستشهدين، قدوةِ الزاهدين المتهجِّدين، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ زينِ العابدين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على ذي النسبِ الطاهر، والحسبِ اللامعِ الفاخر، مقرِّبِ علومِ الأوائلِ إلى الأواخر، الإمامِ بالنصِّ محمدٍ الباقر.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على كتابِك الناطق، وبابِك إلى الحقائق، المفتوحِ لنبلاءِ الخلائق، الإمامِ بالنصِّ جعفرٍ الصادق.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على مَن نصحَ فنوَّر، بما أوضحَ وفسَّرَ وأظهر، حجّتِك المعصومِ المطهَّر، الإمامِ بالنصِّ موسى بنِ جعفر.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على الراضي بقضائك، المفضي بتنزيهِك في صفاتِك وأسمائك، وليِّك وحجّتِك المرتضى، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ الرضا.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على حجتِك العليّ، بابِ مرادِ المؤمنِ الوليّ، الإمامِ بالنصِّ الجلي، الجوادِ محمدِ بنِ علي.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على السيدَين السريَّين، السندَين المعتمَدَين العبقريَّين، الإمامَين المعصومَين القمريَّين، عليِّ بنِ محمدٍ وابنِه الحسنِ العسكريَّين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على حجتِك المدَّخَر، لإتمامِ حججِك المعصومين في الجِنِّ والبشر، والقيامِ لقمعِ مَن استكبرَ وطغى وكفر، ورفعِ لواءِ الحقِّ والعدلِ والأمان، أبي القاسمِ المهديِّ صاحبِ الزمان.
اللهمَّ عجِّل له فرجَه، وسهِّل له مخرجَه، واكتبنا في أنصارِه وأحبائه، المجاهدين المستشهَدين تحتَ لوائه، وصلِّ عليه وعلى آبائه المعصومين المكرمين، وارحمنا بهم في الدارَين يا أرحمَ الراحمين.
عبادَ الله: ((إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿٩٠﴾ ﴿سورة النحل﴾)).
هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، ولجميع المؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنَّه هو الغفورُ الرحيم.