الرسول وأعظم معجزة
الشيخ عاطف شمس
بعد المقدمة
أحزان قلبي لاتزول حتى أبشر بالقبول
واخذ كتابي باليمين وتسر عيني بالرسول
أجرى الله على يد الأنبياء السابقين خوارق العادات لتكون معجزة لهم وبرهانا ولإقامة الحجة على قومهم وكانت معجزة كل نبي من جنس ما برع فيه قومه فكانت معجزة موسى مناسبة لما غلب على قومه وبرعوا فيه وهو السحر فأبطل الله سحرهم ( فوقع الحق وبطل ماكانوا يعملون ) الأعراف 118
وقوم عيسى برعوا في فنون الطب والتداوى فشفى الله على يديه ما استعصى عليهم من الأمراض حتى أحيا الله على يديه الموتى وكل معجزات الأنبياء السابقين مقيدة بقيدين
1- أنها معجزات حسية - انقلاب العصا – انغلاق البحر لموسى – كون النار بردا وسلاما على إبراهيم - إحياء الموتى لسيدنا عيسى عليه السلام
2- أنها محدودة الزمان والمكان فليست لها صفة العالمية والخلود
فكل نبي سابق كان يبعث لقومه خاصة ونبينا صلى الله عليه وسلم بعث للناس كافة لذا أعطاه الله المعجزات الحسية - مثل انشقاق القمر – نبع الماء من بين يديه - تكثير الطعام - تسبيح الحصا في يده الشريفة
ومعجزات معنوية وأهمها القران الذي خلده الله بخلود الزمان وأقام الله به الحجة على الخلق بتعاقب الأعوام والدهور ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القران لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) الإسراء 88
المعجزة أمر خارق للعادة يظهر على يد النبي موافقا لدعواه على وجه يعجز المنكرون عن الإتيان بمثله وذلك لتصديقه فيما يقول
يقول بن مسعود كنا نعد الآيات بركة وأنتم تعدونها تخويفا وكنا يوما مع رسول الله في سفر فقل الماء فقال النبي اطلبوا لي فضلة من ماء فادخل يده في الإناء وقال حي على الطهور المبارك والبركة من الله يقول بن مسعود فرأيت الماء ينبع من بين أصابع النبي ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل ) البخاري
وقال جابر بن سمرة ( كان النبي يمر بالصبيان فمنهم من يمسح خذه ومنهم من يمسح خديه فممرت به فمسح خدي فكان الخد الذي مسحه رسول الله أحسن من الخد الآخر - الطبراني واصله في مسلم
لئن سبحت صم الجبال مجيبة لداود أو لان الحديد المصفح
فإن الصخور الصم لانت بكفه وإن الحصا في كفه ليسبح
وإن كان موسى انبع الماء من العصا فمن كفه قد أصبح الماء يطفح
وعن عبد الرحمن بن معاذ قال خطبنا رسول الله ونحن بمنى ففتحت أسماعنا حتى كنا نسمع ما يقول ونحن في منازلنا وكنا نحو مئة ألف
وتقول أمنا عائشة كان عرق النبي مثل اللؤلؤ أطيب من المسك وكان كفه كف عطار إذا سلم يظل الرجل يومه كله يجد ريحها وإذا وضع يده على رأس صبى يعرفه الصبيان من شدة الرائحة الطيبة
يقول بن عباس والله ما خلق الله وما ذرأ وما برأ نفسا أكرم عليه من رسول الله
المعجزة إذن أمر يجريه الله على يد الأنبياء ويكون خلاف ما اعتاده الناس من سنن الكون وقوانينه والغرض منها إثبات صدق نبوتهم وأنهم رسل من عند الله
وأما الكرامة فهي أمر يجريه الله على يد أوليائه على خلاف ما اعتاد الناس -من سنن الكون وقوانينه ( ثمار الصيف لمريم في الشتاء - إخبار عمر لسارية حتى يلزم الجبل
وانتبه فالولي يعطى كرامة لإتباعه للنبي فكل كرامة لولى هي إثبات صدق النبي والكرامة محكومة بعوامل الزمان والمكان فما هو الآن كرامة قد لايكون كرامة بعد سنوات فكرامة مريم الآن ليست كرامة ففاكهة الصيف تجتمع مع فاكهة الشتاء في بلاد كثيرة وكذا خطاب عمر لسارية مع بعد المسافة صار ممكنا الآن مع وجود المحمول أو الهاتف النقال ويبقى أنه رضي الله كان ملهما ووليا فإنه الفاروق
أما المعجزة فتظل خارقة للسنن
مسيلمة الكذاب قال له أتباعه لكل نبي معجزات فقال عندي الكثير فقالوا نبي العرب يضع يده على رؤؤس الصبيان ويضع يده في البئر الفارغ فيفيض الماء
فوضع يده على رؤؤس الصبيان فكلما وضع يده تساقط شعر الغلام وصار أصلع
وتفل في بئر ماؤه قليل فصار البئر شديد الملوحة
فلما أخزاه الله في المعجزات الحسية قال عندي معجزة أكبر من ذلك لي قران مثل قران محمد فقالوا هات نرى فقال – والذارعات ذرعا – والحاصدات حصدا – والطاحنات طحنا والخابزات خبزا – واللاقمات لقما - إهالة وسمنا ( فقالوا عبد بطنه )
فلما ضحكوا قال عندي سورة أهم من السابقة - ( ياضفدع بنت الضفدعين نقى ما تنقين لا الماء تكدرين ولا الشارب تمنعين رأسك في الماء وذنبك في الطين )
ثم قال والان سورة عظيمة اسمها الفيل ( الفيل وما أدراك ما الفيل له زلوم طويل )
واخزاه الله وذهب إلى م+لة التاريخ -
وبقيت معجزة كل زمان ومكان القران الكريم أحسن الكلمات نظما وبيانا - وأعظم المعجزات نحوا وصرفا وعقيدة وتاريخ - وأخلاق - وعبادات وعلاقات خاصة ودوليه – وقوانين - وقصص السابقين - وإعجاز لغوى وعلمي
قال تعالى ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القران لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) الإسراء 88
عدد كلمات الآية 19
عدد حروفها 76
عدد الحروف المستخدمة في الآية 19 بمعنى لايوجد حرف الشين والصاد والثاء والحاء وهكذا
المجموع = 19+76 +19 = 114 عدد سور القران
بل كلمة الحياة جاءت 145 مرة وكلمة الموت جاءت 145 مرة
كلمة الدنيا جاءت 115 مرة وجاءت كلمة الآخرة 115 مرة
كلمة الصالحات جاءت 167 وجاءت كلمة السيئات 167 مرة
وكلمة الرحمن جاءت 57 مرة وجاءت كلمة الرحيم 114 مرة أي الضعف لماذا ؟
النبي صلى الله عليه وسلم يقول لنا أن الله هو رحمن الدنيا والآخرة ورحميهما فبصفة الرحيم تتضاعف الرحمة للمؤمنين خاصة في الآخرة
قال تعالى ( الم - غلبت الروم – في أدنى الأرض ) الروم 1-2
كلمة أدنى تحتمل معنيان أدنى بمعنى اقرب وأدنى بمعنى أوطأ واخفض
وهذا هو المقصود في الآية أن الروم غلبت في أدنى الأرض عمقا وهذه حقيقة أثبتتها الأقمار الصناعية أن أرض المعركة - البحر الميت - أقل عمقا عن سطح البحر بمائتي متر وقيل أربعمائة متر
قال تعالى ( أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه - بلى قادرين على أن نسوى بنانه ) القيامة 3-4
إشارة واضحة إلى بصمة الأصابع الذي تميز كل إنسان عن الآخر
قال تعالى ( كلا لئن لم ينته لنسفعن بالناصية - ناصية كاذبة خاطئة ) فكيف توصف الجبهة اى الناصية أنها كاذبة وخاطئة وقال بن كثير ناصية أبى جهل كاذبة في مقاله خاطئة في أفعالها
ولقد اتضحت الحقيقة بعد محاولة القبض على مجرم امريكى طاردته الشرطة فدهسته سيارة مسرعة فقاموا بإجراء عمليات جراحية ووجدوا بعدها أن سلوكه تغير تماما فدرسوا المخ والرأس عموما مكان الحادث فوجدوا الحقيقة التي قالها القران منذ قرون وجدوا أن الفص الأمامي من المخ هو المسئول عن اتخاذ القرارات - إذن القول أن الناصية خاطئة وكاذبة صحيح تماما
قال تعالى ( مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان ) الرحمن
البرزخ هو الحاجز بين شيئين وهو مانراه جميعا من أن البحر الأحمر العذب المياه يختلط بالبحر الأبيض المتوسط منذ مئات السنين ولم يمتزج الماء فيصير كله مالح نظرا لكثافة الماء المالح عن الماء العذب وأخيرا اكتشفوا حاجزا مائيا وإن شئت قلت حائط صد من كليهما فكأنه حاجز
قال تعالى (قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون ) النمل
قال بعض المفسرين إن النملة كانت من كتيبة الاستطلاع وحذرت إخوانها من النمل وأعذرت سليمان وجنوده فقال وهم لا يشعرون – والوقفة مع كلمة ليحطمنكم - والتحطيم لا يكون إلا لجسم زجاجي
وسبحان الله قريبا اكتشفوا أن جسم النملة نسبة كبيرة منه من الزجاج - فمن الذي أعلم محمدا ذلك
وقال تعالى (مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت ) العنكبوت
والكلمة هي اتخذت للمؤنث - والسياق يقول كمثل العنكبوت اتخذ بيتا فلم قال الله اتخذ ت ؟ - هذا ما اتضح قريبا من أن أنثى العنكبوت هي التي تبنى البيت لا الذكر لذا ذكر الله الأنثى لا الذكر
الخطبة الثانية
قال تعالى يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب )الحج 73
وبسبب الايه اسلم احد علماء روسيا فقد تحداهم عالم مسلم أن الذبابة لو أكلت شيئا فلا يستطيع أحد أن يستنقذ منها ما أكلته فقال له العالم الروسي هل أجريت تجارب قال لا فقال وكيف تحكم حكما على شئ بدون تجارب معملية وأنت عالم فدع العوام يقولون ذلك فقال المسلم هيا أمامك المعمل أما أنا فأنا أصدق قران ربى بدون تجارب فقام العالم الروسي بعمل تجارب معملية بمجرد أن أكلت الذبابة بضع حبات من السكر انهال عليها تقطيعا لاستخراج السكر فما استطاع وبعد تجارب ثبت أن الذباب عندما يريد أن يأكل فإنه يفرز إنزيما يحلل الطعام ويجعله مادة سائلة لمساعدتها على امتصاصه
وهنا أسلم العالم الروسي
الثلاثاء 20 سبتمبر - 1:43:11