ما حرم من اللباس ـ ز كاة النخيل والإسراف في استهلاك الكهرباء
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق فبلغ الرسالة وأدا الأمانة ونصح ونصح لعباد الله حتى أتاه اليقين فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
فيا عباد الله اذكروا قول الله تعالى: ( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) إن من حكمة الله عز وجل أن جعل بدن الإنسان عاريا ليعرف أنه محتاج إلى ما يستره حسا فينتقل بعد ذلك إلى أن يتبين له أنه محتاج إلى ما يستر عورته معنا إن الإنسان بذنوبه يكون مكشوف للخلائق يوم القيامة يوم لا يجد ما يفدي به نفسه من عذاب الله ولكنه في الدنيا يتمكن أن يستر هذا العيب المعنوي بالتوبة من الذنوب والرجوع إلى الله عز وجل أعود إلى الآية الكريمة ففيها بين الله عز وجل ما من به على عباده حيث أنزل ثلاثة أنواع من الألبسة نوعان حسيان ونوع معنوي أما النوعان الحسيان فهما لباس ضروري فهما لباس ضروري يواري الإنسان به عورته ي+و به بدنه لابد له منه وإلا أصبح كالبهائم والثاني لباس ريش ويقال رياش وهو لباس الجمال والزينة الزائد عن اللباس الضروري وهذا أمر معلوم تعلمونه أنتم بأنفسكم من الناس من لا يجد إلا اللباس الضروري ومن الناس من يجد إضافة إلى ذلك لباساً مكملا لباس زينة يتجمل به في كل مناسبة وأما النوع المعنوي فهو لباس التقوى تقوى الله عز وجل بامتثال أمره واجتناب نهيه وهذا اللباس خير من النوعين الحسيين ذلك لأنه يواري سوءة الإنسان في الدنيا والآخرة ) وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً) )وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب) ) وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) )ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً) أيها المسلمون إن لباس التقوى ذلك خير تأمل قول الله عز وجل: (وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ) ولم يقل ولباس التقوى خير بل قال ذلك بالإشارة إلى البعيد لعلو مرتبة هذا اللباس على النوعين من قبله لباس الذي اللباس الذي يواري السوءة واللباس الذي هو ريش وزينة وجمال أيها المسلمون إن اللباس الذي أخرجه لعباده أخرجه لعباده وأحله لهم وأنكر على من يحرمه بدون برهان هذا هو اللباس الحسي فالأصل في جميع الألبسة أنها حلال إلا ما دل الشرع على تحريمه برهان ذلك قول الله تعالى: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ) إن في إضافة هذه الزينة إلى الله ووصفها بأنه الذي أخرجها لعباده لأكبر برهان لأكبر برهان على أنه ليس من حقنا أن نتحكم بهذه الزينة في تحليل أو تحريم وإنما حكمها إلى الله هو الذي أخرجها لعباده وحده وليس من حقنا كذلك أن نستعمل من هذه الزينة ما نشاء أن نستعمل أن نستعمل من هذه الزينة ما نشاء كما نشاء وإنما نستعملها على الوجه الذي حدده الله لنا بدون تعد لحدود الله قال الله تعالى: ( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) أيها الأخوة إن هاهنا شيئين أولهما أن الأصل في جميع الألبسة وفي جميع الأطعمة أنها حلال ومن حرم شيئاً منها قلنا هات الدليل على ذلك فإن لم يأتي بدليل على التحريم فإن الأصل هو الحل وبرهان ذلك ما سمعتم من الآية الكريمة وكذلك قول الله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) أما الشيء الثاني فإنما حرم الله عز وجل من هذه اللباس أو من هذا المطعوم أو المشروب فليس لنا ليس لنا أن نحلله لأنفسنا باعتقاد حله وليس لنا أن نحلله لأنفسنا باستعماله غير مبالين غير مبالين بتحريم الله أيها المسلمون لقد حدد الله لنا استعمال هذا اللباس نوعاً وكيفاً حلاً وحرما لأن لا نتجاوز بها لحد لا يليق بنا أما الحل فإن الذي حلل الله لنا من اللباس هو الذي لم يقم دليل على تحريمه ولهذا كان اللباس الحلال من اللباس أكثر بكثير من اللباس المحرم وكان اللباس المحرم بالنسبة وكان اللباس المحرم بالنسبة إلى الحلال كان قليلاً جدا لأن عطاء الله سبحانه أوسع من منعه ورحمته سبقت غضبه ولهذا وهو سبحانه لا يمنع شئ إلا لحكمة بالغة اقتضت المنع فمن ما حرم الله من اللباس من ما حرم الله من اللباس لباس الصور ولباس ما فيه صورة هذان نوعان الأول لباس الصور كالذي يكون في بعض الحلي يكون على صورة ثعبان أو على صورة أسد أو على صورة فراشة أو ما أشبه ذلك فهذا يحرم لبسه إلا بعد أن يقطع رأسه لأن الرأس هو الأصل في الصورة كما جاء في الحديث (الصورة الرأس فإذا قطع الرأس فلا صورة ) فهذا النوع من اللباس محرم والملائكة لا تدخل المكان الذي فيه هذا الحلي سواء كان ملبوساً أم غير ملبوس وعلى هذا فالمرأة إذا لبست هذا النوع من الحلي فإن الملائكة تجتنبها ولا خير في ولا خير في نفس فارقتها الملائكة إلا الملائكة الذين يكتبون من عمله الإنسان فإنهم لا يفارقون الإنسان أبدا أما الثاني فهو لبس ما فيه صورة سواء كانت الصورة مخيطة أو كانت ملونة لأن عائشة رضي الله عنها اشترت نمرقه والنمرقة الوسادة أو المخدة وكان فيها تصاوير فجاء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلما رآها قام على الباب ولم يدخل قالت: (فعرفت في وجهه الكراهية فقلت:يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله ماذا أذنبت فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ما بال هذه النمرقة) فقلت:اشتريتها لك لتقعد عليها وتوسدها فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة فيقال لهم أحيوا ما خلقتم) يقال لهم هذا على سبيل التعجيز لأنهم لا يمكن أن يحيوا ما خلقوا ولهذا جاء في بعض ألفاظ الحديث أنهم يكلفون بنفخ الصور بنفخ الروح في هذه الصور وليسوا بنافيخها ثم قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إن البيت الذي فيه صور إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة) رواه البخاري ومسلم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قام على الباب ولم يدخل لأن في البيت مخدة فيها صورة وظهرت كراهية ذلك على ملامح وجهه حتى أعلنت أم المؤمنين حتى أعلنت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها التوبة من أجل ما رأت في وجهه ومن أمة محمد اليوم ومن أمة محمد أيها الأخوة من المؤمنون من يصطحبون الصور في ملابسهم فيلبسون الصور كما قلت أو يلبسون ما فيه الصور ولقد غزانا أعداء الإسلام بفتنة هذه الصور فأتونا بها من كل فج ورمونا بها من كل ناحية وضعوا هذه الصور في ملابسنا فكان في بعض الأقمشة صور الحيوانات الكبيرة أو الصغيرة بالتلوين تارة وبوضع قصاصات أو مطاط على صورة حيوان تارة تجدون ذلك ظاهراً في الألبسة الجاهزة وصنعوا لنا حلياً من الذهب أو غيره على صورة الحيوان تارة وتجدون ذلك ظاهراً على صورة الحيوانات على صورة فراشة أو سمكة لنلبسه إي لتلبسه نسائنا فتفارقهن الملائكة بلبسه صنعوا لنا ذلك كله وأكثروا علينا من ذلك ليهون علينا أمره وننسى أمر الله ورسوله فيه أو نتهاون في أمر الله ورسوله وإني أقول لكم أيها الأخوة إني أقول لكم أداء للأمانة وإبلاغ للعلم إن لباس هذه المصورات محرم وإن لباس ما فيه الصورة محرم وبيعه وشرائه محرم لأنه إعانة على الإثم والعدوان وقد قال الله تعالى: )وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) وكما لا يجوز للمسلم أن يلبس الصورة أو ما فيه صورة فإنه لا يجوز له أن يلبسها صبيته الصغار من الذكور أو الإناث لأنه مسئول عن ذلك يوم القيامة وكيف لا يحل له هذا النوع وكيف لا يحل له هذا النوع من اللباس ثم يذهب فيلبسه صغاره والخلاص من ذلك أن الإنسان إذا لم يكن عنده هذا النوع من اللباس فلا يشتريه أبدا وإن كان عنده وقد توهق به فإنه يستطيع أن يقطع الرأس إن كان حلياً وأما إذا كان في قماش إي في ثوب ونحوه فإن كانت ملصقة إلصاقاً فليقلعها أو يقلع رأسها وإن كانت مرسومة باللون وضع على الرأس لوناً يطمسه وفي صحيح مسلم عن أبي الهياج الأسدي أن علي أبن أبي طالب رضي الله عنه قال له: (ألا ابعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى وسلم أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته ولا صورة إلا طمستها ولا قبراً مشرفاً إلا سويته) ومن المحرم أيضاً من المحرم من اللباس ما يحرم على الرجال خاصة وهو ما لبس وهو الذي يلبس نازلاً عن الكعبين من سراويل أو قميص أو مشلح أو غيرها لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار) أخرجه البخاري في صحيحه وقال أبن عمر رضي الله عنهما ما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الإزار فهو في القميص فلا يحل للرجل أن ينزل شيئاً من ثيابه أسفل من الكعبين لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم توعد على ذلك بالنار ولا وعيد إلا على فعل محرم بل قال العلماء كل محرم جاء فيه الوعيد فإنه من كبائر الذنوب وقد ظن بعض الناس أن هذا الحديث في من نزل ثيابه خيلاء والخيلاء أن يتخيل الشخص لنفسه منزلةً عالية فيتعاظم في نفسه ويعجب بها ظن بعض الناس أن هذا الحديث في من نزل ثيابه خيلاء لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه) فأراد أن يحمل هذا المطلق على ذلك المقيد ولكن هذا ليس بصحيح أولاً لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فرق بينهما في حديث واحد فيما رواه الإمام مالك وأبو داؤود والنسائي بإسناد صحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول:( أزرة المؤمن إلى نصف ساقين لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين وما كان أسفل من ذلك فهو في النار ومن جرى إزاره بطراً لم ينظر الله إليه يوم القيامة) ففرق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بين العملين وبين الجزاءين ولا يمكن ولا يمكن أن نجمع بين ما فرق بينه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وثانياً أن الوعيد فيهما مختلف وسببه مختلف الوعيد في من جرى ثوبه خيلاء أن الله لا ينظر إليه والوعيد في من نزل ثوبه عن كعبيه إنما نزل في النار فالعقوبة فيه جزئية والعقوبة في الأول كلية أن الله لا ينظر إليه وهو أعظم من تعذيب جزء من بدنه بالنار وأما السبب فمختلف أيضا فأحدهما أنزله إلى أسفل من الكعبين والثاني جره خيلاء وهذا أعظم ولهذا كانت عقوبته أعظم وقد قال علماء أصول الفقه إنه إذا أختلف السبب والحكم في الدليلين لم يحمل أحدهما على الآخر أيها الأخوة لا يحل لرجل أن ينزل شيئاً من ثيابه تحت الكعبين فإن فعل ذلك فهو مصر على كبيرة من كبائر الذنوب وعقوبته أن يعذب الله موضع النازل بالنار ولا يحل له أن يجر شيئاً من ذلك خيلاء فإن فعل فقد أصر على كبيرة من كبائر الذنوب إن استمر على ذلك وعقوبة من فعل ذلك أن الله لا ينظر أليه يوم القيامة بل في صحيح مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم)كررذلك ثلاثاً فقال أبو ذر رضي الله عنه: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله قال المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكذاب) هؤلاء ثلاثة أصناف المسبل وهو ما نحن فيه والمنان الذي إذا أعطى هبة أو هدية أو صدقة أو +اة من بها على من أعطاه والمنفق سلعته بالحلف الكاذب الذي يحلف على الكذب من أجل زيادة ثمن السلعة ولقد دخل شاب من الأنصار ولقد دخل شاب من الأنصار على عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمير المؤمنين حين طعن يثني عليه إي يثني هذا الشاب على عمر رضي الله عنه مع الناس فلما أدبر الشاب إذا إزاره يمس الأرض فقال: (ردوا علي الغلام فردوه عليه فقال له عمر : يا أبن أخي أرفع ثوبك فإنه أبقى لثوبك وأتقى لربك) فائدتين في رفع الثوب ينبه عليهما أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وهو في هذه الحال الحرجة لم تمنعه حاله أن يبلغ الحق ولا أن يقول بالنصح قال رضي الله عنه في هاتين الفائدتين الأولى بقاء الثوب فإنه إذا رفع عن الأرض لم يتلف أسفله والثانية تقوى الله عز وجل) وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ ) قد يقول متهور أنا لا أبالي إذا تلف أسفل ثوبي وجوابنا عليه إذا كنت لا تبالي أفلا تبالي إذا أضعت تقوى الله أفلا تبالي إذا استعنت بنعمه على معاصيه فانقلبت النعمة نغمة عليك وانقلبت المتعة ألما أيها المسلمين اتقوا الله تعالى واستعينوا بما أعطاكم على طاعته فإن الله تعالى يقول: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) اللهم إنا نسألك أن تجعل ما رزقتنا من نشاط وقوة وصحة ومال قوة لنا على طاعتك اللهم استعملنا في طاعتك يا رب العالمين اللهم توفنا على أحسن حال ترضى بها عنا يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكنن من الخاسرين ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو غفور رحيم . الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة يرجو بها قائلها النجاة يوم يلاقيه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
فإنني أنبه في هذه الخطبة على أمرين لا علاقة لهما فيما لا علاقة لهما في موضوع الخطبة الأولى أما الأول فإن النخيل التي في البيوت والتي فيها ثمرة تبلغ النصاب تجب فيها الزكاة وزكاتها نصف العشر إي خمسة في المائة فإذا قدر أنها تساوي ألفاً فإن زكاتها خمسون ريالاً وهكذا ولقد غفل كثير من الناس عن ذلك أو ظنوا أن الزكاة إنما تجب في البساتين وليس كذلك الزكاة واجبة في الثمار سواء كانت في البيوت أم في البساتين وعلى هذا فيجب على الإنسان قبل أن يتناول منها شيئاً للأكل أو للبيع أن يخرصها فإذا كانت تبلغ النصاب عند كونها تمرا وجب عليه أن يزكيها وإذا كان لا يستطيع ذلك فليأتي بأهل الخبرة حتى يخرصوها تقديراً إذا كانت تمرا وإذا كان يريد وإذا كان يقول أنا لا أريد أن أتعب أو أتعب غيري ولكنني سأحصيها الآن وأخرج زكاتها سواء بلغت النصاب أم لم تبلغ فإن هذا لا بأس به وإذا لم تكن تبلغ النصاب فإنه يكون صدقة المهم أنه لا بد من زكاتها وأن زكاتها نصف العشر وليست كزكاة الذهب والفضة وإن الذهب والفضة ربع العشر أي اثنان ونصف في المائة أما هذه فإنها خمسة في المائة لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل في +اة الثمار جعل فيها العشر إذا كانت تسقى بلا مؤونة وجعل فيها نصف العشر إذا كانت تسقى بمؤونة أما الأمر الثاني فهو ما أتانا من الجهات المسئولة أن نجتهد في الاقتصاد أن نجتهد في الاقتصاد في استهلاك الكهرباء وذلك أن من الناس من يسرف إسرافاً بالغاً في استهلاك الكهرباء في المساجد و البيوت وهذا داخل في قول الله تعالى: ( وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) ثم إن الضرر في الإسراف ليس على المستهلك بل هو عليه وعلى غيره فربما تعجز المكائن عن تحمل هذا القدر وحينئذ تنطفئ على الجميع فتخسر من الخسارات الكثيرة ما لا يعلمه إلا الله لأن كثيراً من أحوال البيوت تعتمد على الكهرباء كما في الثلاجات والبرادات وغيرها لذلك أحثكم جميعاً أن تقتصدوا في التصرف في استهلاك الكهرباء لما في ذلك من طاعة ولاة الأمور من وجه ولما في ذلك من البعد عن ما يحبه الله من الإسراف كثير من المساجد كما نقل يبقون المكيفات تشتغل من بعد صلاة العشاء إلى صلاة الفجر لأجل أن يأتوا إلى صلاة الفجر والمكان بارد وهذا غلط عظيم وكذلك بعض الناس يجعلها تبقى مشتغلة من صلاة المغرب إلى صلاة العشاء وليس في المسجد أحد وهذا غلط عظيما أيضا لأنه داخل في عموم قول الله تعالى: (وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) ولأن هذا يتضمن نفقة كبيرة على الجهات المسئولة التي ربما تصرف هذه النفقة المبنية على الإسراف في أمور نافع نافعة للعباد أيها الأخوة أكرر، أكرر أن تنتبهوا لهذا الأمر وأن لا تقولوا الأمر سهل كل شئ سهل لكن إذا أجتمع الشيء صار كثيرا وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح واعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ، شذ في النار واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأه بنفسه فقال جل من قائل عليما: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) فسمعاً لله وطاعة اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضى عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي هم أفضل أتباع المرسلين اللهم أرضى عن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أرضى عنا معهم وأصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين اللهم أعز المسلمين في كل مكان اللهم أعز المسلمين في كل مكان اللهم أعز المسلمين في كل مكان اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك اللهم أطفئ الفتن بين المسلمين في أفغانستان وغيرها يا رب العالمين اللهم أنصر إخواننا في البوسنة والهرسك اللهم أنصرهم على عدوهم اللهم خذ بأيديهم اللهم أورثهم ديار أعدائهم اللهم أورثهم ديار أعدائهم ونسائهم وذرياتهم يا رب العالمين اللهم إنا نسألك أن تخذل الصرب الظالمين الطاغيين اللهم أخذلهم اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين اللهم أهلكهم يا أرحم الراحمين اللهم إنا نسألك أن تفرق جمعهم وتشتت شملهم وتهزم جندهم يا رب العالمين اللهم مجري السحاب ومنزل الكتاب وهازم الأحزاب أهزم الصرب اللهم أخذلهم وأذلهم بقوتك يا أرحم الراحمين ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
السبت 10 سبتمبر - 6:19:10