ما هي الز كاة ـ مصارف الز كاة
الشيخ محمد صالح العثيمين
بالهدي ودين الحق فبلغ الرسالة وادي الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى اله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين
أما بعد
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالي اتقوا الله الذي أمدكم بما تعلمون أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون أمدكم بالعافية أمدكم بالعقل أمدكم بوفرة الأموال أمدكم بالأمن التام ولله الحمد اتقوا الله عز وجل الذي منّ عليكم بهذه النعم واذكروا حين خرجتم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون اذكروا نعمة الله حين أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تملكون شيئا أخرجكم عراء فيسر لكم اللباس أخرجكم جياعا فيسر لكم الطعام احمدوا الله عز وجل احمدوا الذي أعطاكم هذه الأموال حتى تتصرفوا فيها كما يشاء الله عز وجل وكما شرعه لكم واعلموا أيها الاخوة إن هذه الأموال أما أن تكون منحة وأما أن تكون محنة فمن أخذها بحقها وأداها بحقها فهي منحة ونعمة ومن لم يأخذها بحقها أو أخذها بحقها ولكنه منع حقها فإنها تكون محنة وعذابا أيها الاخوة إن من أهم حقوق المال الزكاة التي فرضها الله تعالي على عباده وجعلها أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام وهى الثالثة من أركان الإسلام وهى قرينة الصلاة في كتاب الله عز وجل هذه الزكاة جزء يسير يبذلها الإنسان من ماله لمن يحتاجون إليها أو يحتاج الإسلام إليهم هذه الزكاة ليست نصف المال وليست كل المال ولكنها جزء يسير من المال وليست في كل مال ولكنها في أموال مخصوصة معينة وهى التي يكون بها النماء غالبا ولقد جاء في فضلها ما يرغب الإنسان العاقل في بذلها وجاء في منعها ما يخوف الإنسان العاقل من منعها لقد جاء الوعيد الشديد في كتاب الله وسنة رسول الله صلي الله عليه وعلى اله وسلم لمن منعها استمعوا إلي قول الله تعالي:(ولا يحسبنا الذين يبخلون بما أتاهم الله من فضله هو خير لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير ) أيها الاخوة تأملوا قول ربكم:( يبخلون بما أتاهم الله من فضله) فهو الذي أتاهم من فضله وهو المعطي عز وجل لم يأخذوا هذا بكسبهم وشطارتهم وكم من إنسان مكتسب محترف شاطر أصبح فقيرا ليس يملك شيئا ولكن الذي يمن بالمال وييسره هو الله عز وجل واستمعوا إلى الآية الثانية وهى قوله تعالي:( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم * يوم يحمي عليها في نار جهنم فتكوي بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ) استمع إلي قوله: (هذا ما كنزتم لأنفسكم ) حيث يوبخون حيث يوبخون على منع ما أوجب الله عليهم في أموالهم فيعذبون عذابا بدنيا بالكي بالنا ر ويعذبون عذاب قلبيا بالتنديم والتوبيخ أما السنة فاستمع استمع إلي قول النبي صلي الله عليه وعلى اله وسلم وهو كالتفسير للآية الأولي قال صلي الله عليه وعلى اله وسلم: ( من أتاه الله مالا فلم يؤدي زكاته مثل له شجاع اقرع أي جعل له يوم القيامة شجاع اقرع) قال العلماء الشجاع هو الحية العظيمة والأقرع هو الخالي رأسه من الشعر لكثرة لسمه يقول عليه الصلاة والسلام:( مثل له شجاع اقرع له زبيبتان وال+يبتان هم غدتان مملؤتان من السم يطوقه يوم القيامة يجعل طوق في عنقه يأخذ بذمتيه يعمني شدقيه يقول أنا مالك أنا كنزك) أخرجه البخاري في صحيحه وقال النبي صلي الله عليه وسلم فيما هو كالتفسير للآية الثانية: ( ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صحائف من نار فاحمي عليها في نار جهنم فيكوي بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضي بين العباد) أخرجه مسلم في صحيحه وحق المال هو الزكاة أيها الاخوة انتبهوا إلي هذا الحديث قال صلي الله عليه وعلى اله وسلم حيث قال إنها تصفح صفايح من نار ويحمي عليها في نار جهنم انه لا يحمي عليها في نار كنار الدنيا وإنما يحمي عليها في نار أعظم من نار الدنيا كلها فضلت عليها بستة وتسعين جزءا أيها المسلمون وانه إذا احمي عليها في هذا النار لا يكوي بها الجسم متطرف وإنما يكوي بها الجسم من كل جانب يكوي بها الجسم من كل ناحية الجباه من الإمام والجنوب من الجوانب والظهور من الخلف أيها المسلمون وانه إذا كوي بها الجسم لا تترك حتى تبرد حرارتها ولكنها كل ما بردت أعيدت وأحميت أيها المسلمون إن هذا العذاب ليس في يوم أو شهر أو سنة ولكنه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة أيها المسلمون إن هذا العذاب ليس في حجرة أو في فلاة لا يشهده أحد ولكنه في يوم القيامة اليوم المشهود الذي يستشهده الخلائق كلها فيا عباد الله يا من آمنوا بالله ورسوله يا من صدقوا بكتاب الله يا من صدقوا بسنة رسول الله صلي الله عليه وعلى اله وسلم أدوا ما أوجب الله عليكم من الزكاة ما فائدة الأموال إذا منعتم حق الله فيها واعلم أيها البخيل انك إذا بخلت فانك تبخل عن نفسك انك إذا بخلت فانك سوف توفر المال لمن بعدك يكون لهم غنموه وعليك غرمه ولقد قال بن القيم رحمه الله قال كلمة جيدة ليست بعيدة عن الصواب قال إن الرجل إذا منع الزكاة فانه لا تبرأ ذمته بأدائها بعد موته من ورثته يعني لو بخلت بالزكاة وإذا مت فان ورثتك إذا أدوها عنك لا تبرأ بها ذمتك ولا تنجو من عذاب الله عليها أيها المسلمون لئن سألتم ما هي الأموال التي تجب فيها الزكاة فان الجواب هذا معلوم في كتاب الله وسنة رسول الله صلي الله عليه وعلى اله وسلم فأول الأموال وأهمها الذهب والفضة والذين يكنزون الذهب والفضة قال العلماء كنزها منع الواجب فيها وليس دفنها في أرض إن الإنسان إذا دفنها في الأرض وهو يؤدي ما أوجب الله فيها ليس بكانز لو جعلها على ظهور الجبال وهو مانع حق الله فيها فهو كانز إذن يكنزون الذهب والفضة أي يمنعون ما أوجب الله فيها أوجب ما أوجب الله فيها هي الزكاة فالزكاة واجبة في الذهب والفضة على أي حال كانت سواء كانت دنانير أي جنيهات أو دراهم أي ريالات أو قطعة من الذهب والفضة أو حلي من الذهب والفضة سواء كان هذا الحلي للبس أو للبيع أو للتأجير فالذهب والفضة جاءت نصوص الكتاب والسنة بوجوب الزكاة فيهما عموما من دون تفصيل وجاءت نصوص من السنة خاصة في أيجاب الزكاة في الحلي فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: ( إن امرأة أتت النبي صلي الله عليه وعلى اله وسلم ومعها ابنة لها وفي يد ابنتها مسكتان غليظتان من ذهب المسكتان هما السواران فقال النبي صلي الله عليه وعلى اله وسلم: أتعطين زكاة هذا قالت: لا قال: أيسرك أن يسورك الله بهم يوم القيامة سوارين من نار فخلعتهما فألقتهما إلي النبي صلي الله عليه وعلى اله وسلم وقالت:هما لله ورسوله ) قد قال في بلوغ المرام قال الحافظ بن حجر في بلوغ المرام رواه الثلاثة في إسناده قوي وصححه شيخنا عبد العزيز بن باز وفقه الله وإذا كان هذا ما جاءت به السنة فلا قول بعد قول رسول الله صلي الله عليه وعلى اله وسلم فالنجاة النجاة النجاة النجاة أيها الاخوة المسلمون لا تتبعوا الرخص فأنكم محاسبون يوم القيامة فيما في كتاب الله وسنة رسوله على ما بلغكم من كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وعلى اله وسلم ويوم يناديهم ماذا أجبتم المرسلين لا يقال لهم مالا أجبتم الإمام فلانا والإمام فلانا أو العالم فلانا بل ماذا أجبتم المرسلين فمن بلغته سنة رسول الله صلي الله عليه وعلى اله وسلم فلا عدول عنها لقول أحد من الناس كائن من كان حتى قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : (يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله وتقولون قال أبو بكر وعمر ) ومن الناس بعد أبى بكر وعمر هل أحد يساوي أبو بكر وعمر في التوفيق للصواب ؟ ومع ذلك قال بن عباس أنكم إذا خالفتم قول الرسول لقول أبى بكر وعمر فانه يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء ولكن هل تجب الزكاة في الذهب والفضة سواء كانت قليلة أو كثيرة الجواب على هذا إن الزكاة من شروط وجوبها أن تبلغ النصاب ونصاب الفضة وزن ونصاب الفضة وزن ستة وخمسين ريال من الفضة فما دون ذلك فانه لا زكاة فيه ونصاب الذهب ونصاب الذهب عشرون مثقال ويساوي خمسة وثمانين جرام فما دون ذلك فانه لا زكاة فيه وإذا كان عند الإنسان نصف نصاب من الذهب ونصف نصاب من الفضة فانه لا زكاة عليه لان كل واحدا منهما لم يبلغ النصاب ولا يضم أحدهما إلى الأخر كما لا يضم البر إلى الشعير في تكمله النصاب ولكن إذا كان عند الإنسان بنات وعند كل واحده منهن حلي لا يبلغ النصاب فانه لا يلزمه أن يضم بعضه إلى بعض لان كل واحده منهن منفردة بملكها وملكها لا يبلغ النصاب كما إذا كان قد جعل هذا الحلي عارية لبناته يلبسنه دون تمليك فان الذهب يكون ملكا له وحينئذ يضم بعضه إلى بعض في تكيل النصاب هذا هو أحد الأصناف التي تجب فيها الزكاة وتجب الزكاة أيضا في عروض التجارة وهو ما أعده الإنسان للت+ب والربح من أي نوع من المال من أي جنس كان سواء كان من العقارات أو من المواشي أو من الحبوب أو من الثياب أو من الأواني أو من السيارات أو من غير ذلك كل ما أعده الإنسان للربح فانه عروض تجارة يجب عليه أن يودي زكاته واما ما أعده الإنسان للبيع دون الربح فانه لا زكاة فيه مثال ذلك رجل اشتري أرضا ليبني عليها ثم عدل عن ذلك وبقيت الأرض معروضة للبيع فانه لا زكاة فيها لأنه لم يتخذها للتجارة ولكن طابت نفسه منها و أراد أن يبيعها وكذلك من منح أرضا وبقيت عنده يعرضها للبيع فلا زكاة فيها لأنها ليست للتجارة وكذلك لو كان عنده سيارة وطابت نفسه منها وجعلها في المعرض فانه لا زكاة فيها لأنها ليست للتجارة والقاعدة في هذا إن ما أعده الإنسان للربح فانه تجب زكاته ويكون عروض تجارة وما ليس كذلك فانه ليس عروض تجارة ولكن ليكن معلوما لديكم إن الذهب والفضة تجب فيهما الزكاة على كل حال , من النقود الورقية فان الزكاة فيها واجبة حتى لو كان الإنسان أعدها للنفقة أو أعدها للزواج أو أعدها لشراء بيت أو شراء سيارة ولقد فهم بعض الناس أن الإنسان إذا جمع مالا يتزوج به فانه لا زكاة عليه فيه وهذا غير صحيح بل إذا كان عند الإنسان نقود من الذهب والفضة أو الورق النقدي فان الزكاة فيه واجبه ولئن سألتم ما الواجب في الذهب والفضة وعروض التجارة فالواجب إن الواجب فيهن ربع العشر أي واحد في الأربعين أو اثنان ونصف في المائة هذه هي الزكاة الواجبة في الذهب والفضة وعروض التجارة أيها الاخوة وان من شروط وجوب الزكاة أن يتم الحول على المال فان لم يتم عليه الحول فانه لا زكاة فيه ومثال ذلك إذا كان عند الإنسان مال كثير ثم تلف هذا المال قبل أن يتم الحول فانه لا زكاة عليه ومثال أخر لو كان عند الإنسان مال كثير ومات قبل أن يتم الحول بيوم أو يومين فانه لا زكاة على هذا الميت لكن الزكاة على الورثة إذا تمت السنة أما عروض التجارة فان عروض التجارة ينبني بعضها على بعض فلو كان الإنسان يبيع ويشتري واشتري السلعة قبل تمام حول ماله بشهر فانه يزكيها مع ماله لان عروض التجارة يتبادل بعضها مع بعض لا حاجة لتمام الحول فيها وكذلك الربح ليس يشترط فيه أن يتم الحول فلو اشتري الإنسان أرضا بعشرة آلاف وقبل تمام صارت تساوي عشرين ألفا فان الواجب عليه أن يزكي عشرين ألفا لان الربح تبع للأصل ولقد كان يشكل على بعض الناس الذين لهم رواتب يستلمونها شيئا فشيئا كيف يؤدون زكاتها لان متابعة الشهور قد تكون شاقة على الإنسان ولكن لهذا حل بسيط لهذا حل يسير وهو إن الإنسان يجعل له شهر معينا يجعل فيه زكاته ويؤدي في هذا الشهر زكاة جميع ما عنده ولو لم يتم له حول ويكون ما لم يتم حوله وتكون زكاة ما لم يتم حوله زكاة معجلة وتعجيل الزكاة جائز لاسيما عند الحاجة اليه كما في هذه المسالة أما ما يكون من أواني البيت وفرش البيت وحوائج البيت فان ذلك ليس فيه +اة لقول النبي صلي الله عليه وعلى اله وسلم: ( ليس على الرجل المسلم في عبده أو فرسه صدقة) اللهم أنا نسالك أن ترينا الحق حقا وترزقنا اتباعه اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا اللهم قنا شح أنفسنا و أعذنا من البخل يا رب العالمين اللهم اجعلنا ممن ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاتك انك على كل شئ قدير والحمد لله رب العالمين وصلي الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين . الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله صلي الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين....
أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالي وإذا أديتم الزكاة فادوها في المواطن التي جعلها الله تعالي إليها وهي المذكورة في قوله تعالي في سورة براءة: ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وبن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم ) هولاء هم الذين تصرف إليهم الزكاة فان من صرف الزكاة في غير هولاء فان زكاته لا تجزئه ولا تبرؤ بها ذمته وهو كمن صلي الظهر قبل زوال الشمس لانه وضعها في غير موضعها وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ( من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد) ولنتكلم على ثلاثة أصناف من هولاء الصنف الأول الفقراء والثاني المساكين والثالث الغارمون أما الفقراء والمساكين فهم من لا يجدون ما يكفيهم هم وعائلتهم لمدة سنة فإذا قدرنا أن رجل له وظيفة قدرها ثلاثة آلاف ولكنه لا يكفيه في الصرف علي بيته الا أربعة آلاف لكونه كثير العائلة فهذا يعد فقيرا لماذا لان ثلاثة آلاف لا تكفيه لمؤنته فيعطي ما تكمل به مؤنته وحينئذ نعطيه من الزكاة اثني عشر ألفا لان ثلاثة آلاف لا تكفيه لا يكفيه الا أربعة آلاف ونفقاته ليس فيها إسراف ولكن عائلته كثيرة فهذا نعطيه من الزكاة ما تكمل به مؤنته لمدة سنة وحددها العلماء بسنة لان الزكاة تجب حوليه فهو إذا انتهي من هذه النفقة في مده سنة فإذا حول الزكوات الاخري مقبل فحينئذ يعطي من الزكاة للمرة الثانية هؤلاء هم الفقراء والمساكين واما من عنده راتب يكفيه هو وعائلته فانه لا يعطي من الزكاة شيئا واما الغارمون فهم المدنيون الذين أدانوا في أمور مباحة فهولاء يعطون ما يقضون به ديونهم ولو كثر إذا كانوا لا يستطيعون الوفاء ولكن هل نعطي المدين ليسلمه إلى الدائن أو نذهب إلى الدائن نقضي عن المدين ينظر إذا كان المدين يخاف الله ويحب إبراء ذمته وهو ثقة فإننا نعطيه وهو بنفسه يقضي دينه من غريمه لان هذا استر له وابعد عن الرياء واما إذا كان المدين رجلا سفيها إذا أعطيناه ليقضي دينه لبذره يمينا وشمالا فإننا لا نعطيه بل نذهب إلى الطالب الذي يطلبه ونقول دينك على فلان كذا وكذا خذ هذا الدين وننويه من الزكاة لان اغلله سبحانه وتعالي فرق بين إعطاء الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وبين إعطاء الغارمين وقال: ( إنما الصدقات للفقراء) واللام هنا للملك فلابد من تمليك الفقير وكذلك من عطفوا عليه وهم المساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم أما الغارم فقال: ( وفي الغارمين ) وفي للظرفية وليست للتمليك فالمهم أن تودي الزكاة في الغرم سواء أعطيتها المدين فقضاها عن نفسه أو أعطيتها دائنه أو أعطيتها دائنه لكن التفصيل الذي ذكرناه يجب أن تراعوه وهاهنا مسالة تشكل على بعض الناس يكون له مدين ثقيل فهل يجوز أن يسقط عنه من الدين مقابل الزكاة ؟ مثاله إنسان عليه زكاة قدرها ألف ريال وله مدين فقير عليه ألف ريال فهل يجوز أن يسقط عن الفقير ألف ريال ويحتسبه عن الزكاة ؟ والجواب على ذلك انه لا يجوز فلا يجوز إبراء الفقراء إن زكاة أموال عينيه قائمة بيد الإنسان لان هناك فرقا بين الدين والعين الذي بيد الإنسان هناك فرقا بين دين فذمة الله لا يدري أيأتي أم لا وبين مال في يدك تتصرف فيه كما شاءت فأنت إذا ابراءت المدين من دينه بنية الزكاة فانك أخرجت الرديء عن الطيب وقد قال الله تعالي: ( ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه ) ولهذا نجد الناس يفرق الإنسان بين يعطي دينه نقدا أو بين يحال إلى فقير أيها الاخوة خلاصة هذه المسالة انه لا يجوز للإنسان أن يسقط عن الفقير شئ مما عليه وينويه من الزكاة فاتقوا الله عباد الله وابرءوا ذمتكم بإعطاء الزكاة لمستحقها ولا تتهاون في هذا الأمر وهنا مسالة هل يجوز لللانسان أن يعطي زكاته من كان أقاربه ؟ والجواب إذا كان هولاء الأقارب لا تلزمه نفقتهم فانهم أحق من غيرهم لان الزكاة على الفقراء الأقارب صدقة وصلة فهم أحق من غيرهم أو أما إذا كان من من تجب عليك نفقتهم فانه لا يجوز أن تعطيهم من زكاتك لان إعطاءهم من زكاتك يعني توفير النفقة عليك وهذا حرام فال+اة لا تصرف في إسقاط واجب على الإنسان أبدا قبل أن نختم هذه الخطبة سال كثير من الناس عن السواك الذي شاع وذاع بين الناس الآن سواك مطعم بالليمون وغيره هل يجوز للصائم أن يتسوك به؟ الجواب أن نقول: أولا أسالوا الأطباء هل التسوك بهذه المساويك هل هو ضار بالفم أم لا ؟ إذا قالوا انه ضار فانك لا تتسوك به لا في الصيام ولا في غيره لان الإنسان مأمور باتقاء الضر كما قال الله تعالي: ( ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة ) وقال: ( ولا تقتلوا أنفسكم ) أما إذا قال الأطباء انه غير ضار فنقول أما غير الصائم فلا باس أن يتسوك به بدون تفصيل و الصائم فينظر إن كان له طعم يظهر في الريق فلا تتسوك به لانك إذا تسوكت به في هذه الحال فأنت بين أمرين أما أن تبتلع الطعم وحينئذ يفسد صومك واما أن تتفل الطعم وحينئذ تبقي كل ما تسوكت تفلت فهل يمكن أن تتفل وأنت في الصف في الصلاة عند الصلاة لا يمكن إذن إذا كان له طعم يأثر على الريق فلا تستعمله وأنت صائم واستعمل السواك العادي الذي ليس فيه طعم أيها الاخوة لقد كان من هدي النبي صلي الله عليه وسلم انه إذا خطب احمرت عيناه وصوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول: (صبحكم ومساكم) ويقول: ( أما بعد فان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة) فاعلموا إن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلي الله عليه وعلى اله وسلم وشر الأمور محدثاتها شر الأمور محدثاتها في دين الله أما ما احدث من أمور الدنيا فان كان ليس حراما فالأصل فيه الحل لقول الله تعالي: ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ) كل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة اجتمعوا علي كتاب الله اجتمعوا على سنة رسول الله لا تتفرقوا لا تتفرقوا بقلوبكم ولا تتفرقوا بأقوالكم ولا تتفرقوا بأفعالكم بعث نبي الله صلي الله عليه وسلم معاذ بن جبل وأبا موسى الاشعري إلى اليمن أوابا موسى الاشعري إلى اليمن وقال لهما: ( تطاوعا ولا تختلفا تطاوعا ولا تختلفا) أي فليطع بعضكما بعضا ولا تختلفا فالخلاف شر اجتمعوا على كتاب الله اجتمعوا على سنة رسول الله دعوا القيل والقال فان النبي صلي الله عليه وسلم كان ينهي عن قيل وقال واكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم يعظم لكم بها أجرا فان من صلي عليه مرة واحدة صلي الله عليه بها عشرة اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا اللهم توفنا علي ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اقر عيوننا بالاجتماع به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم ارضي عن خلفائه الراشدين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي افضل اتباع المرسلين اللهم ارضي عن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم ارضي علينا معهم واصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين اللهم اعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين والملحدين والمنافقين ودمر أعداء الدين واجعل بلدنا هذا آمنا وسائر بلاد المسلمين اللهم أمنا في أوطاننا واصلح رعيتنا وولاة أمورنا اللهم اصلح ولاة أمور المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها اللهم اجعلهم يقودون عبادك بكتابك وسنة رسولك يا رب العالمين اللهم انصر المجاهدين في سبيل في كل مكان اللهم انصر إخواننا المسلمين في البوسنة والهرسك اللهم انصرهم يا رب العالمين اللهم فرج كرباتهم اللهم اغفر لموتاهم اللهم ثبت أقدام أحيائهم يا رب العالمين انك على كل شئ قدير اللهم اقر عيوننا بهزيمة الصرب والكروات اللهم اقر عيوننا بهزيمة الصرب والكروات اللهم اقر عيوننا بهزيمتهم العاجلة يا رب العالمين اللهم امنح رقابهم لإخواننا للمسلمين في البوسنة والهرسك اللهم أورث إخواننا المسلمين في البوسنة والهرسك ديارهم وأموالهم ونسائهم وذرياتهم اللهم اجعل نسائهم غنيمة للمسلمين انك على كل شئ قدير اللهم تقبل منا انك أنت السميع العليم وتب علينا انك أنت التواب الرحيم اللهم ارزقنا اغتنام هذا الشهر المبارك بالأعمال الصالحة التي تقربنا إليك يا رب العالمين أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولكافه المسلمين من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم .