molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: عقوبة المتكبرين - عبد الله بن إبراهيم الكيلاني / عمّان الثلاثاء 24 يوليو - 10:41:39 | |
|
عقوبة المتكبرين
عبد الله بن إبراهيم الكيلاني / عمّان
الخطبة الأولى أخرج البخاري في صحيحه: من حديث عبد الله بن عمر: قال رسول الله : ((يطوي الله عز وجل السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرضين بشماله، ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟)). وفي الحديث: ((العز إزاره والكبرياء رداؤه، فمن ينازعني عذبته)). وذكر من عقوبة المتكبرين ما عاقب به قوم فرعون: فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلطُّوفَانَ وَٱلْجَرَادَ وَٱلْقُمَّلَ وَٱلضَّفَادِعَ وَٱلدَّمَ ءايَـٰتٍ مّفَصَّلاَتٍ فَٱسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ [الأعراف:133]. قال الجاحظ في كتاب الحيوان: إن قول الله تعالى آيات ووصفها بأنها مفصلات، فيه دعوة للاعتبار والتأمل، ذلك أن الله سلط على المتكبرين أحقر المخلوقات كالقمل. ومن هنا نقول: ليس عجبا أن يسلط على دولة مستكبرة جرثومة، لقد أذل الله طغاة قريش الذين كتبوا وثيقة المقاطعة بدودة الأرض فأكلتها ولم يبق إلا: باسمك اللهم. وأذل فرعون بقمل ويذل متكبري الأرض بجراثيم لا ترى بالعين المجردة، وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِىَ إِلاَّ ذِكْرَىٰ لِلْبَشَر [المدثر:31]. ذهب أمير عربي إلى نيويورك وقدم شيكاً بمقدار عشرة ملايين دولار تبرعاً لضحايا تفجيرات 11/9 في نيويورك وذكر أنه يتمنى أن تتذكر أمريكا، وقد ذاقت طعم الضحايا، ضحايانا في فلسطين، فرد عمدة نيويورك الشيك رافضاً المقارنة بين ضحاياهم وضحايانا. هذا المتكبر ابتلاه الله بجرثومة سلطها على مكتبه منعته من دخوله، إنها آيات مفصلات فَٱسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ. حين تختل موازين القوى تتدخل الإرادة الإلهية لمنع الظلم، لما جاء أبرهة إلى الكعبة بفيلة تعد من الأسلحة المتطورة في عرف زمانهم سلط الله تعالى الطير الأبابيل، إن المسلم في حياته وقتاله يتوجه إلى ربه أن يعينه وينصره حتى ولو كانت قوته أشد من خصمه، كان رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، يقاتل بالله سواء أكانت متفوقة أم غير متفوقة، فقد حارب أهل الطائف بأسلحة متطورة بالنسبة للعرب إذ امتلك المنجنيق وهو أول من استخدمه في حرب العرب كما يقول ابن إسحاق في سيرته، مع كل هذا كان يجعل دعاءه في معركته: ((اللهم بك أصول، وبك أجول، وبك أقاتل)). ليتبرأ من حوله وقوته إلى حول الله وقوته، لأنه يعلم أن النصر من عند الله وأن العز من عنده. إن الكبر داء عظيم وكان سبباً لطرد إبليس من رحمة الله ولهلاك الأمم التي عاندت أنبياءها قال تعالى: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَـٰئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لاِدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَٱسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلْكَـٰفِرِينَ [البقرة:34]. وحكى الله تعالى عن قوم نوح أنهم وَأَصَرُّواْ وَٱسْتَكْبَرُواْ ٱسْتِكْبَاراً [نوح:7]. وفي سورة (المنافقون) وحكى عن المنافقين: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ لَوَّوْاْ رُءوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ [المنافقون:5]. وذكر أن الكبر سبب لعذاب أهل النار بالهون وَيَوْمَ يُعْرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَلَى ٱلنَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيّبَـٰتِكُمْ فِى حَيَـٰتِكُمُ ٱلدُّنْيَا وَٱسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِى ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ [الأحقاف:20]. ومن هنا كان من وصايا الأنبياء والحكماء لأبنائهم النهي عن الكبر، فلقمان يوصي ولده وَلاَ تَمْشِ فِى ٱلأرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ ٱلأرْضَ وَلَن تَبْلُغَ ٱلْجِبَالَ طُولاً [الإسراء:37]. وكذا وصى الله نبيه في سورة الشعراء: وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ [الشعراء:215]. ويقول الله لعباده وأحبابه في سورة النساء: وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِٱلْوٰلِدَيْنِ إِحْسَـٰناً وَبِذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَـٰمَىٰ وَٱلْمَسَـٰكِينِ وَٱلْجَارِ ذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْجَارِ ٱلْجُنُبِ وَٱلصَّـٰحِبِ بِٱلجَنْبِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً النساء:36]. والكبر له صور: قال أصحاب رسول الله للرسول عليه الصلاة والسلام: الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة؟ قال: ((الكبر بطر الحق وغمط الناس)) وفي رواية: ((وغمص الناس)). فالذين لا يقرون بحق أهل فلسطين فيها متكبرون، والذين لا يقرون للعامل الكفؤ بحقه متكبرون، والذين ينكرون جهود الدعاة إن كانوا من غير ح+هم وجماعتهم متكبرون، والذين يحاربون النجاح والناجحين فيغمطونهم حقوقهم ويغمصونهم ما يجدر أن يعطوا، متكبرون. هذا في جانب العمل العام والعلاقات الدولية، وفي جانب العلاقات الأسرية المرأة تعمل في البيت فلأتفه الأسباب يغضب الزوج ويقبح، وينسى قول النبي : ((من أسدى إليكم معروفاً فكافئوه))، ولا يتأدب بقول الله: قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى [البقرة:163].
الخطبة الثانية لم ترد.
| |
|