STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلالتحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouuou10التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uououo10التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uooous10التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ooouus10التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ooouo_10التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouooo11التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ooouo_11التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uoou_u10التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uoo_ou10التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Arkan_10الطـهـارةالتحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةالتحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uuooo_10التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouuuuo10التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Oouusu10التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Plagen10التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uuouou10التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapالتحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barالتحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
molay
التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapالتحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barالتحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
must58
التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapالتحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barالتحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
bent starmust2
التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapالتحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barالتحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
sanae
التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapالتحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barالتحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
حليمة
التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapالتحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barالتحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
mam
التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapالتحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barالتحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
zineb
التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapالتحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barالتحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
aziz50
التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapالتحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barالتحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
mm
التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapالتحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barالتحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض 51365/1365التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض نعم  (1365/1365)

التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Empty
مُساهمةموضوع: التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض   التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Emptyالإثنين 26 ديسمبر - 6:31:23



التحذير من التألي على الله

التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Basmallah

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض

الخطبة الأولى

أما بعد: فيا أيّها الناس، اتقوا الله تعالى حقَّ التّقوى.

عبادَ الله، إنّ اللهَ جلّ وعلا يقول: إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ [الأعراف:167]. ففي هذه الآيةِ بيانُ كمالِ رحمتِه وفضلِه وإحسانِه لمن أطاعَه واتَّقاه، وبيانُ كمالِ عقوبتِه وانتقامِه لمن كفَر به وأشرَك به وخالَف أوامِره.

أيّها المسلم، إنَّ من عدلِ الله جلّ وعلا عدمَ التسوية بين من أطاعَه وبين من عَصاه وخالفَ أمرَه، فمن كمالِ عدلِه أنّه فرَّق بين من أطاعه وبين من عَصاه، وأنكَر على الذين سوَّوا بين المجرِم الضّال وبين المؤمن التقيِّ، قال الله جل وعلا: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ [الجاثية:21]، لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ الْفَائِزُونَ [الحشر:20]، قال تعالى: أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ [القلم:35، 36]، قال تعالى: لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى [النجم:31].

أيّها المسلم، فإذا استقامَ في نفسِك ذلك وعرفتَ أنَّ مِن كمال العدل أن لا يُساوَى بين كافرٍ ومؤمن، بين مشرك ضالٍّ معرض وبين موحِّد مستقيمٍ على الطاعة، أنّ منازلَهم مختلفة، وذاك من كمال الله.

لكن أخي المسلم، ومع عِلمِك بهذا فأنتَ في هذه الدنيا لا يصحُّ لك أن تحكمَ على أيِّ إنسانٍ بأنّه في النار، أو بأنه الله لا يغفِر له، أو بأنّه من المخلَّدين في النار، أو تحكم لشخصٍ أنه من أهل الجنة وأنّه من المغفورِ لهم. هذا الحكمُ منك في الدّنيا لا يصحّ؛ لأنّ هذا أمرٌ غيبيّ والله المطلِّع على العباد ومآلِ أمورهم، وله الحِكمة في ذلك، لكن أنت ترجو لأهلِ الإحسان والاستقامةِ، ترجو لهم المثوبةَ مِن عند الله، وتخاف على المخالِفين مِن عقاب الله، أمّا الحكم على المعيَّن بأنّ هذا في الجنّة أو أنّ هذا في النار أو أنّ هذا مغفور له ولا يعاقَب فذاك حكمٌ على أمرٍ أنت غيرُ مطِّلعٍ عليه، حكمه عند ربِّ العالمين أعدَل العادِلين وأكرم الأكرمين.

فيا أيّها المسلم، إنَّ مِن الأدب مع الله أن لا تحكمَ على معيَّن إلاّ مَن حكم الله له ورسولُه بأنه في الجنة، فمَن أخبر الله عنه أنّه في الجنّة أو شهِد له رسوله أنّه في الجنّة فذا حكمٌ قطعيّ من ربِّ العالمين ومن نبيِّه الخبر عنه، وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى [النجم:3، 4]؛ لأنّ ربَّنا جلّ وعلا أخبرنا بقولِه: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا [الفتح:18]، وقال في المهاجرين والأنصارِ: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ [التوبة:100]، وشهِد رسول الله للعشرة المبشرين بالجنّة وبعضِ أعيانٍ منَ الصحابة، لكننا لا نحكم لكلِّ معيَّن، نحِبّ أهلَ الخير ونرجو لهم من الله المثوبَةَ، ونكره أهلَ الشرِّ ونخاف عليهم من عقابِ الله، لكننا لا نحكم على معيَّنٍ بشيء من ذلك.

في صحيح مسلم عن جندُب بن عبد الله أنَّ النبيَّ قال: ((قال رجل: والله لا يغفِر الله لفلان، فقال الله جلّ وعلا: من ذا الذي يتألَّى عليَّ أن لا أغفرَ لفلان؟ قد غفرتُ له وأحبطتُ عملَك))[1]، وفي بعض الألفاظ: ((كان يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر فلم يستجب له، فقال: والله لا يغفر الله لك، قال الله: من ذا الذي يتألّى عليَّ أن لا أغفِرَ له؟ قد غفرُ له وأحبطتُ عملك))، قال أبو هريرة: تكلَّم بكلمةٍ أوبقت دنياه وآخرتَه[2].

هذا العاصي هذا المخالِفُ هذا الذي تراهُ على طريقِ ضَلال لا تدري ماذا يُختَم له، فربما خُتِم له بخاتمة خير فلقِيَ الله على الإسلام والسنّة، وقد تظنّ بشخصٍ خيرًا فيما يظهر لك، ولكن يعلم من حاله ما لا تعلَمُه أنت، فيُختَم له بشرّ فيدخل النار، ولذا يقول : ((إنَّ أحدَكم ليعمل بعملِ أهل النار حتى ما يكون بينه وبينَها إلاّ ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنّة فيدخلها، وإنّ أحدَكم ليعمل بعملِ أهلِ الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهلِ النار فيدخلها))[3].

لما توفِّي عثمان بن مظعون أثنَت عليه امرأةٌ من نسائه وقالت: أكرَمَك الله بالشّهادة، قال النبيّ: ((وما يدريك؟ أمّا عثمان فقد أتاه اليَقين، ونرجو له من الله خيرًا))[4].

إذًا فنحن لا نحكم على الأشخاصِ بأعيانهم بالجنّة أو بالنار، لكنّنا نرجو لأهل الخيرِ ونخاف على المسيء، نرجو للمحسِن ونخاف على المسِيء، ولا يحملنَّك معصيةُ شخص أو ما ترى من مخالفَتِه أن تحكمَ عليه بالنارِ وعدَم المغفرة، فإنّ الله قادرٌ أن يغيِّرَ حاله من حالٍ إلى حال، فإنّ قلوبَنا بين أصبعَين من أصابع الرحمن يقلِّبها حيث يشاء، إذا أرادَ أن يقلِبَ قَلبَ عبدٍ قلَبَه، فاسألوا الله الثباتَ على الحقّ والاستقامةَ على الهدى، ولا ينخدِع الإنسان بنفسِه، ولا يُعجَب بعمله، ولا يغترّ بأنه ذو طاعة وذو علمٍ ومعرفة، لا، لا يغتَرّ بنفسه، عليه أن يحمَدَ اللهَ على العافية، وأن لا يشمَتَ بمخلوق ولا يفرَحَ بنقصِه، وإنما يتمنَّى للمسلمين خيرًا، وإذا رأى المبتَلَى قال: الحمد لله الذي عافاني ممّا ابتلاه به وفضَّلني على كثير ممن خلَقَ تفضيلاً، دون أن يُعجَبَ بنفسه، فهو يدعو إلى الخير، ويُحبِّب الخيرَ للناس، ويدعوهم إلى الهدَى، لا يقنِّطهم من رحمةِ الله، لا يُيئسُهم من فضلِ الله، لا يغلِّب الشقاء عليهم، إنما يخوِّفهم من الله، ويفتَح لهم أبوابَ الخير، ويخبِرهم بما وعد الله التائِبين والمقلعين والمنيبين، وأنّ من تاب إلى الله تاب الله عليه، وأنّ الله يفرَح بتوبة عبده إذا تاب إليه، وأنه يحبّ التوّابين ويحبّ المتطهِّرين، وأنه يبدل سيّئاتِ التائب بالحسنات.

هكذا يكون المسلِم؛ مُرغِّبًا للناس في الخيرِ، محبِّبًا لهم طُرقَ الخير، حاثًّا لهم على سلوك الطريقِ المستقيم، لا يقنطِهم من رحمة الله، لا ييئِسهم من فضل الله، لا يغلِّب جانب الشقاء عليهم فيهربوا من الحقّ ويبتعدوا عنه.

أخبرنا نبيّنا عمّن قبلنا أنَّ رجلاً قتَل تسعةً وتسعين رجلاً، فسأل عن عالم فدُلَّ على عالم فقال: قتلتُ تسعةً وتسعين فهل لي من توبة؟ قال: ليسَ لك توبَة، فقتله فكمَّل به المائة، ثمّ بحث عن عالمٍ آخر فأتاه فقال: قتلتُ مائة هل لي من توبة؟ قال: ومن يحول بينك وبين التوبة؟! إلاّ أنَّ أرضَك هذه أرضُ فساد، فابتعد عنها، فلمّا خرج منها أدركه الموتُ، فاختَصمت فيه ملائكة الرحمةِ وملائكة العذاب، ملائكة العذاب تقول: هذا فعَل وفعَل، وملائكة الرّحمة يقولون: تاب وأناب إلى الله، فبعث الله لهم مَلَكًا يحكم بينهم، ثم قال الله لأرض الخير: تقاربي، ولتِلك الأرض: تباعدي، وأنه مال بصدره إلى الأرض التي أُمِر بأن يهاجرَ إليها، فغفَر الله له تلك الجرائمَ العظيمةَ بتوبتِه الصادقةِ النصوح[5].

إنَّ الله لا يتعاظمه ذنبٌ أن يغفرَه مهما عظُمت الذّنوب وتنوَّع الإجرام وكثرتِ المخالفات إذا تاب العبد إلى الله يجد الله توّابًا رحيمًا، يقبل توبتَه، ويمحو زلّتَه، ويبدِّله بها حسنات، فعلى الداعي إلى الخير والآمِر بالخير أن لا يخاطبَ الناسَ بالكلِمات البذيئة أو الكلِمات التي تجعلُهم ييأسُونَ ويقنطون من رحمةِ الله، بل يبيِّن لهم فضلَ الله وكرمَه، كما يبيِّن لهم وعيدَه وعقوبته، فهذا هو المطلوب، ففي هذا سبيلُ الخير وهداية البشر.

أسأل الله لي ولكم الثباتَ على الحقِّ والاستقامةَ على الهدى.

بارك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفَعني وإيّاكم بما فيه مِنَ الآيات والذِّكر الحكيم، أقول قولي هَذَا، وأستغفِر الله العظيمَ الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنبٍ، فاستغفِروه إنه هو الغفور الرحيم.




[1] صحيح مسلم: كتاب الأدب (2621).

[2] أخرجه أحمد (2/323)، وأبو داود في الأدب (4901)، والبيهقي في الشعب (6689) عن أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه ابن حبان (5712)، وحسنه ابن أبي العز في شرح الطحاوية (ص319)، ووافقه الألباني.

[3] أخرجه البخاري في بدء الخلق (3208)، ومسلم في القدر (2643) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

[4] رواه البخاري في الجنائز (1243) نحوه.

[5] أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء (3470)، ومسلم في التوبة (2766) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

الخطبة الثانية

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه كما يحبّ ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

أمّا بعد: فيا أيّها الناس، اتقوا الله حقَّ التقوى.

عبادَ الله، في عهدِ النبيِّ قنَت شَهرًا يدعو على أناسٍ مِن قريش، يدعو على سُهيل بنِ عمرو والحارثِ بن هشام، يدعو عليهم، فأنزل الله عليهِ قولَه تعالى: لَيْسَ لَكَ مِنْ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ [آل عمران:128]، فترَك النبيّ الدعاءَ عليهم[1]، فهداهم الله فأسلَموا وحسُن إسلامُهم، وكان لهم في الإسلامِ المواقفُ المشهورَة.

ونبيُّنا حينما آذته قريشٌ وألحقوا به أشدَّ الأذى جاءه ملكُ الجبال يستأذِنه يخبِره أنَّ الله جعل أمرَ هلاكهم بيَدِه إن أراد أن يطبِقَ عليهم أخشبَي مكّةَ[2] فيهلكَهم، قال: ((لا، أتأنّى بهم؛ لعلَّ اللهَ أن يخرجَ مِن أصلابهم مَن يَعبُد الله لاَ يشرِك به شيئًا))[3].

كلُّ هذا دليلٌ على أنّ الإنسان لا يمكن أن يحكمَ على إنسانٍ في ظاهره بحكمٍ عامّ، إنما يرجو للمحسِن ويخاف على المسِيء. في الصحيح عنه قال: ((عَجبًا لقومٍ يُقَادون إلى الجنّة بالسّلاسل))[4]، قال العلماءُ: معنى ذلك أنهم أناسٌ قاتلوا أهلَ الإسلام في أوّل الأمر، ووقفوا من الإسلام موقفَ العِداء، فجاهدهم المسلمون، فهداهم الله ومنَّ عليهم بالاستقامة، فجاهدوا في سبيل الله، فقضَوا على تلك السيئات الماضية والأخلاقِ السيئة بما نالوه من استِجابَتِهم لله ورسوله وتمسُّكهم بهذا الدين.

فالمسلِم ينبغي له أن يتَّقيَ الله، وإذا رأى من ابتُلِيَ بالمعصية فليُسِرَّ له النصيحةَ فيما بينه وبينَه، وليذكِّره بالله وبأيّامه، وليخوّفه من النتائجِ السيّئة، وليفتَح له بابَ الخير، وليطمّعه فيما عند الله من الثواب، وأنه إن ترَك تلك المعصيةَ طاعةً لله نال ثوابَ الله، وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ [الرحمن:46]، فيبيِّن له الخير، ويحذِّره من الشر، ولكن لا يقول: أنت في النار، أنت خالِدٌ مخلّد في النار، أنت لا يغفِر الله لك، أنت لا تستحقّ المغفرة، أنت وأنت.. لا يا أخي، عواقِبُ الأمور إلى الله، اللهُ يعلم من يستحقّ العذابَ ممّن لا يستحقّ، والله يعلم من هو أهلٌ للرحمة والفضل ممن ليسَ أهلاً، هذه أمورٌ بيد الله، الله أرحَم الراحمين، رحمته وسِعَت كلَّ شيء، وهو جلَّ وعلا ينتقم ممن خالَف أمره، لكن على العِباد أن يفتَحوا للنّاس أبوابَ الخير، ويغلقوا أبوابَ الشرّ، ولا يقنّطوا العبادَ من ربهم، بل يحبِّبوا العبادَ إلى ربهم بما يذكُرونه لهم من سَعَة فضله وكرَمِ جودِه وعطائه، تعالى الله وتقدَّس وجلَّ علوًّا كبيرًا.

واعلموا ـ رحمكم الله ـ أنّ أحسنَ الحديث كتاب الله، وخيرَ الهديِ هدي محمّد ، وشرَّ الأمورِ محدَثاتها، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنَّ يدَ الله على الجماعةِ، ومَن شذّ شذّ في النّار.

وصلّوا ـ رحمكم الله ـ على محمّد بن عبد الله كما أمَركم ربّكم، قال تعالى: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].

اللهمّ صلِّ وسلِّم وبارِك علَى عبدك ورسولِك محمّد، وارضَ اللّهمّ عن خلفائِه الرّاشدين...



[1] أخرجه البخاري في المغازي (4069، 4070) من طريق سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه، لكن تسمية من دعا عليه النبي جاء فيه مرسلا.

[2] الأخشبين بالمعجمتين، قال ابن حجر في الفتح (6/316): "هما جبلا مكّة أبو قبيس والذي يقابله وكأنّه قعيقعان... وسمّيا بذلك لصلابتهما وغلظ حجارتهما, والمراد بإطباقهما أن يلتقيا على من بمكّة, ويحتمل أن يريدَ أنّهما يصيران طبقًا واحدًا".

[3] أخرجه البخاري في بدء الخلق، باب: ذكر الملائكة (3231)، ومسلم في الجهاد، باب: ما لقي النبي (1795) من حديث عائشة رضي الله عنها بنحوه.

[4] أخرجه البخاري في الجهاد (3010) عن أبي هريرة رضي الله عنه ولفظه: ((عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل)).


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التحذير من الرشوة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» التحذير من ظلم العمال - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» التحذير من الربا - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» التحذير من فتنة المال - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» التحذير من المسابقات التجاريّة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: