STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلعزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouuou10عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uououo10عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uooous10عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ooouus10عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ooouo_10عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouooo11عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ooouo_11عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uoou_u10عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uoo_ou10عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Arkan_10الطـهـارةعزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةعزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uuooo_10عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouuuuo10عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Oouusu10عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Plagen10عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uuouou10عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapعزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barعزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
molay
عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapعزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barعزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
must58
عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapعزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barعزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
bent starmust2
عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapعزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barعزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
sanae
عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapعزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barعزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
حليمة
عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapعزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barعزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
mam
عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapعزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barعزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
zineb
عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapعزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barعزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
aziz50
عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapعزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barعزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
mm
عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapعزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barعزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض 51365/1365عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض  (1365/1365)

عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Empty
مُساهمةموضوع: عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض   عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Emptyالخميس 22 ديسمبر - 6:09:31



عزّة المسلم

عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Basmallah

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض

الخطبة الأولى

أمّا بعد: فيا أيّها النّاس، اتّقوا الله تعالى حقَّ التقوى.

عبادَ الله، إنّ أعظم نعمةٍ أنعم الله بها على عبدٍ من عباده هدايتُه للإسلام، فمن هداه الله للإسلام فقد منحه أعظمَ النّعم وأكبرَها وأجلَّها، فلا نعمةَ أعظم مِن نعمة الإسلام.

فمَن هداه الله للإسلام فعرف ربَّه ودينَه ونبيَّه واستقام على هذا الدّين، فليحمَد الله على هذه النعمة، وليقل: الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنَّا لنهتديَ لولا أن هدانا الله، فإنّ الله جلّ وعلا يهدي من يشاء بفضله، ويضلّ من يشاء بعدله، وله الحكمة البالغة في ذلك.

أيّها المسلم، فاشكرِ الله على هذه النعمة، وسلِ اللهَ الثباتَ على ذلك والاستقامةَ عليه.

أيّها المسلم، دينُك دين الإسلام، دينُ العقيدة الصّحيحة، دين السّماحة والمعاملة والأخلاق الكريمة، دينٌ تكفَّل الله بحفظه فلم يكِلْه إلى الخلق، إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَـٰفِظُونَ [الحجر:9]. دينٌ ضُمِن له البقاء إلى أن يرِث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين، وفي الحديث عنه : ((ولا تزال طائفةٌ من أمّتي ظاهرين على الحقّ، لا يضرّهم من خذلهم ولا من خالفهم حتّى يأتي أمر الله))[1]. دينٌ أوحاه الله إلى نبيّه من فوق سبع سموات، وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلأمِينُ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِىّ مُّبِينٍ [الشعراء:192-195]. دينٌ مصدرهُ الوحيان: الكتاب والسنة، وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ يُوحَىٰ [النجم:3، 4]، دينٌ أكمله الله وأتمّه ورضيه، ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإسْلاَمَ دِينًا [المائدة:3]، قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ [يونس:58]. دينُ الإسلام أعظمُ الأديان وأفضلُها على الإطلاق، دستورك الكتابُ والسنّة، كلامُ الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيلٌ من حكيم حميد. مرجعُ الخلق عند التنازع، فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِى شَىْء فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ [النساء:59]، وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ تِبْيَانًا لّكُلّ شَىْء [النحل:89]. دينُ الفطرة، فِطْرَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِى فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ [الروم:30]، و((ما من مولود إلا يولَد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه))[2].

أيّها المسلم، رسولُك الذي أرسله الله إليك وختَم برسالته الأنبياءَ والمرسلين هو خيرُ البشر وأفضلُهم على الإطلاق، يقول : ((أنا سيّدُ ولد آدم ولا فخر))[3]. نبيُّك محمّد إرسالُه من أكبر المِنن على الخلق، وَمَا أَرْسَلْنَـٰكَ إِلاَّ رَحْمَةً لّلْعَـٰلَمِينَ [الأنبياء:107]، لَقَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءايَـٰتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمُهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ [آل عمران:164].

نبيٌّ أخذ الله الميثاق على الأنبياء مَن أدرك منهم محمّدًا آمن به واتّبعه، وأخذوا المواثيقَ على قومهم مَن أدرك هذا النبيّ آمن به واتّبعه، وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَـٰقَ ٱلنَّبِيّيْنَ لَمَا ءاتَيْتُكُم مّن كِتَـٰبٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدّقٌ لّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ ءأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذٰلِكُمْ إِصْرِى قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَٱشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُمْ مّنَ ٱلشَّـٰهِدِينَ [آل عمران:81].

نبيٌّ حرص على هداية أمّته ودلالتهم على الخير، فلا خيرَ يعلمه إلا دلّ أمّتَه عليه، ولا شرَّ يعلمه إلا حذّر أمّته منه، تركَهم على المحجَّة البيضاء، ليلُها كنهارها، لا يزيغ عنها بعده إلا هالك. رحيمٌ بأمّته يعزّ عليه ما يُعنتهم، لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءوفٌ رَّحِيمٌ [التوبة:128]. طاعتُه طاعةٌ لله، ومعصيتُه معصيةٌ لله، مَّنْ يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ٱللَّهَ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَـٰكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا [النساء:80]. يحكِّم المسلم سنّتَه، ويرضى بها، ويطمئنّ إليها، وينشرح صدره بذلك، فَلاَ وَرَبّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِى أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلّمُواْ تَسْلِيمًا [النساء:65]. ما قضى به النبيُّ فالمؤمن من يراه حقًّا ولا اختيارَ له في ذلك، بل السمع والطّاعة واجبٌ عليه، قال الله جلّ وعلا: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ [الأحزاب:36].

دينُ الإسلام أهله هم أولياءُ الله، والله وليُّهم ومؤيّدهم، ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ يُخْرِجُهُم مّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ [البقرة:257]. هو أهلٌ لكلّ فضيلة قال جلّ وعلا: إِنَّ أَوْلَى ٱلنَّاسِ بِإِبْرٰهِيمَ لَلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ وَهَـٰذَا ٱلنَّبِىُّ وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَٱللَّهُ وَلِىُّ ٱلْمُؤْمِنِينَ [آل عمران:68].

أيّها المسلم، لئن تفاخر النّاس بأموالهم أو افتخروا بأنسابهم وأحسابهم أو بما أوتوا من علم ومعرفة، فكلّ ذلك عرَض زائل إذا خلا ذلك من الإسلام، زُيّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوٰتِ مِنَ ٱلنّسَاء وَٱلْبَنِينَ وَٱلْقَنَـٰطِيرِ ٱلْمُقَنطَرَةِ مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلْفِضَّةِ وَٱلْخَيْلِ ٱلْمُسَوَّمَةِ وَٱلأنْعَـٰمِ وَٱلْحَرْثِ ذٰلِكَ مَتَـٰعُ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَٱللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ ٱلْمَآبِ [آل عمران:14].

أيّها المسلم، أنت تحمل أعظمَ دين، وتنتسب إلى أفضلِ ملّة، فاعرِف قدرَ نفسك، واعرف قدرَ هذا الدّين الذي تنتسب إليه، تمسَّك به عِلمًا وعَملا، ظاهرًا وباطنًا، عقيدةً وعبادة وأخلاقًا ومعاملة، واعتقِد أنّه الحقُّ الذي لا يقبل الله من أحدٍ دينًا سواه، وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإسْلَـٰمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَـٰسِرِينَ [آل عمران:85]. كن عزيزًا بدينك، بتمسُّكك به وعملك به، وأدائك لشعائره ورضاك به وطمأنينتك بذلك، فالله يقول: وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ [المنافقون:8].

أيّها المسلم، هذا دينُ الإسلام، دينُ الخير والعدل، دينُ الرحمة، دينُ السّعادة في الدّنيا والآخرة، فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَاىَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَىٰ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا [طه:123، 124]، مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحًا مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَيّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [النحل:97].

فتمسّك بهذا الدّين، واعلم أنّه الدّينُ الحقّ، نسخ الله به كلَّ الأديان، وجعل الإسلامَ وصفًا خاصًّا بهذا الدّين بعد مبعَث محمّد . وهذه الأمّةُ المحمّدية خيرُ الأمم وأفضلها وأكرمُها على الله، إذا تمسّكت بهذا الدّين وقامت به علمًا وعملاً، كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ [آل عمران:110].

فاشكروا اللهَ على نعمةِ الإسلام، اشكروه إذ هداكم وقد أضلّ عن ذلك الأكثرين، وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مّنَ ٱلْجِنّ وَٱلإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءاذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَٱلأنْعَـٰمِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْغَـٰفِلُونَ [آل عمران:179].

فاحمدِ الله على هذه النّعمة، واشكر الله عليها بقلبك ولسانك وجوارحك، واسأل الله أن لا يزيغَ قلبك بعد إذ هداك، وأن يرزقك الاستقامةَ إلى أن تلقاه، إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَـٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلَـئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَفِى ٱلآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِى أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ [فصلت:30، 31].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيمَ الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنّه هو الغفور الرحيم.


[1] أخرجه مسلم في الإمارة (1920) من حديث ثوبان رضي الله عنه.

[2] أخرجه البخاري في الجنائز (1358، 1359، 1385)، ومسلم في القدر (2658) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[3] أخرجه أحمد (3/2)، والترمذي في المناقب (3615)، وابن ماجه في الزهد (4308) واللفظ له من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح"، وفي سنده علي بن زيد بن جدعان، لكن للحديث شواهد كثيرة ولذا صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (3477).



الخطبة الثانية

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه كما يحبّ ربّنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد، وعلى آله وصحابته ومن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أمّا بعد: فيا أيّها النّاس، اتّقوا الله تعالى حقَّ التقوى.

أيّها المسلم، إنّ ممّا يعينك على العمل بهذا الدّين والاستقامة عليه إذا أيقنتَ حقًّا أنّ هذا دينُ الله الذي شرعه على لسان نبيّه ، شَرَعَ لَكُم مّنَ ٱلِدِينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَٱلَّذِى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُواْ ٱلدّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ [الشورى:13]، إذا أيقنتَ أنّ هذا الدّين حقّ لا شكّ فيه، ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ [لقمان:30]، أيقنتَ أنك على الطريق المستقيم والمنهج القويم، فتزداد إيمانًا ويقينًا.

أيّها المسلم، المسلمُ حقًّا عزيزٌ بهذا الدين، قويّ بهذا الدين، النصرُ حليفه إن صدق اللهَ في تعامله، وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ ٱلَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّـٰهُمْ فِى ٱلأرْضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَاتَوُاْ ٱلزَّكَـوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَـٰقِبَةُ ٱلأمُورِ [الحج:40، 41].

أيّها المسلم، ممّا يؤسَف له أنّ بعضَ ضعفاء الإيمان وقليلي اليقين مِن المنتسبين إلى الإسلام، إذا غادر بلادَ الإسلام أو عاش خارجَ ديار الإسلام أو ضمّه مجلسٌ فيه مسلمون وغير مسلمين، ترى بعضَ ضعفاء الإيمان يستحي أن ينتسبَ للإسلام، ويخجَل أن يعمَل بتعاليم الإسلام، ويستحي أن يكفَّ عن المحرّمات في الإسلام، ربّما انتهك المحرّماتِ مجاملةً لجلسائه وأصحابه من غير المسلمين، وتهاون بها واستخفّ بها، ولا يعلم أنّ هذا قدحٌ في إيمانه. يكون بينَ أعداء الإسلام خارجَ بلاد المسلمين فيستحي أن يظهرَ شعائر دينِه، ويستحي أن يُعلنَ مبادئه التي نشأ عليها وعقيدته التي يطمئنّ إليها، يستحي أن يدعوَ إلى الله، ويخجَل أن يبيّن الحقّ الذي يعتقده، ويجامل الناسَ على حساب دينه، تلك انهزاميّةٌ من بعض أبناء المسلمين وضعفُ شخصيّةٍ وقلّة ثقةٍ بالله ووعده الصادق.

أيّها المسلم، فدينُك عزيزٌ عليك، فاحمدِ الله عليه، وأعلِنه دائمًا وادعُ إليه في كلّ المناسبات، وأظهِر تمسّكك به وثباتك عليه، وإنّ العزةَ والنصرَ لك عاجلاً وآجلاً. أمّا أن تخجَلَ أن تقول: أنا مسلم، وتخجَل أن تقول: هذا حرَّمه ديننا، أو هذا أوجبه إسلامنا، فهذا دليل على الضعف والوهن، والله يقول: وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [آل عمران:139]. فدينك الذي أكرمك الله به أعلِنه وأظهره، تمسَّك به حقَّ التمسّك دونَ أن تجاملَ على حساب دينك، كُفَّ عمّا حرم الله عليك؛ لأنّ هذا دليلٌ على اقتناعك، نفِّذ الواجبات وأدِّ الواجبات وأظهر خُلُق الإسلام ومحاسنَه وفضائله لتكونَ من المؤمنين حقًّا، أمّا أن تخجَلَ أمامهم وتنخدعَ بقوّتهم وتظنَّ أنّ ذلك أمر يسيرٌ، لا، هذه انهزاميّة وضعف، والواجب على المسلم أن يتمسَّك بدينه ظاهرًا وباطنًا، وفي أيّ بيئة وأيّ أرض، فدينه عزيزٌ عليه، غالٍ في نفسه، فهو أشرف شيء وأعظمه في نفسه، وهو الدّليل على تمسُّكك بالإسلام.

بعض أخواتنا المسلمات عندما يغادرنَ ديارَ الإسلام الحجاب يرفُضنَه ويخرجن سافراتٍ غيرَ متحجبات، لماذا؟ يقلن: إنّنا إذا ارتدينا الحِجابَ في تلك الدّيار صِرنا رَمزًا للاحتقار والامتهان والإشارة إلينا إلى غير ذلك من الشّبَه التي يلقيها الشيطان على مسامع أولئك. فلتعلم المرأة المسلمة، وليعلم الرّجل المسلم أنّ التمسّكَ بالدين عزٌّ وكرامة وشرف ورفعة في الدّنيا والآخرة، وأنّك إن تمسّكتَ به وإن نلتَ ما نِلتَ يومًا من شيء مِن المضايقات فالعاقبة للتقوى، العاقبة للمتّقين.

يستحي البعض مِن النّاس أن يقولَ: الفوائد الرّبوية حرام في الإسلام، ويخجَل أن يقول: هذا ربًا محرّم، هذا خمر محرّم، هذا خنزير محرّم، يخجَل أن يقولها أمام أعداء الإسلام، هذه انهزاميّة في حقّك أيّها المسلم، والواجب تقوى الله والتمسّك بهذا الدين والدعوة إليه وأن تدعوَ إليه بحكمةٍ وموعظة ورفق في أمورك كلِّها، فإنّ الله سيجعل لك من كلّ همّ فرجًا، ومن كلّ ضيق مخرجًا، ومن كلّ بلاء عافية. المهمّ الصدقُ مع الله في التعامل، فَلَوْ صَدَقُواْ ٱللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ [محمد:21]، لو تمسّكوا بدينهم لكان تمسّكهم بدينهم عزًّا ورفعة لهم في الدنيا والآخرة.

يذكر المفسّرون عند تفسير قول الله جلّ وعلا في سورة النحل: مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِن بَعْدِ إيمَـٰنِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِٱلإِيمَـٰنِ [النحل:106]. قالوا: إنّ عبد الله بن حذافة الصّحابي أُسِر في إحدى المعارك بين المسلمين وبين الرّوم، فلمّا أسروه عرضوا عليه التنصّر والخروجَ من دينه فأبى وامتنع، منعوه الطعامَ والشراب فأبى وامتنع، أدخلوا إليه الخمر والخنزير بعد طول الظمأ والجوع فقال: والله، إنّها لحلال لأنّي عند الضرورة ولكن لن أشمِتكم بديني، أحْضروا بعضَ المسلمين فقتلوهم أمامَه وألقوهم في النّار فتمزّقت أشلاؤهم عسى أن يرتدّ عن دينه فأبى وأصرّ على التمسّك بدينه، فلمّا حاولوا كلَّ المحاولات ورأوا رجلاً صلبًا في معتقده قويًّا في إيمانه واثقًا بربّه ونصره وتأييده، قال له قائد الروم: لن أطلقَ سراحك حتّى تقبّل رأسي، قال: وتطلق سائرَ أسرى المسلمين معي؟ قال: نعم، قال: إذًا أقبّل رأسَك لتطلق أسرى المسلمين كلّهم، فلمّا أطلِق سراح الأسرى وقدموا المدينةَ استقبله أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه استقبالاً عظيمًا وقال: حقٌّ على كلّ مسلم أن يقبّل رأسَ عبد الله بن حذافة وأنا أوّلكم، فقبّل عمر رأسَه[1]، لماذا؟ لأنّه أظهر الثقةَ بإسلامه والتمسّك بدينه والثباتَ عليه.

نسأل الله لنا ولكم الثباتَ على الحقّ والاستقامةَ على الهدى والعافية من البلاء، إنّه على كل شيء قدير.

واعلموا ـ رحمكم الله ـ أنّ أحسن الحديث كتاب الله، وخيرَ الهدي هدي محمد ، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإنّ يد الله على الجماعة، ومن شذّ شذّ في النار.

وصلّوا ـ رحمكم الله ـ على سيد الأولين والآخرين، وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين كما أمركم ربّ العالمين، قال تعالى: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].

فقولوا: اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد.

اللهمّ ارض عن خلفاء نبيّك الخلفاء الراشدين...

[1] أخرجه البيهقي في الشعب (2/244-245) بنحوه.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: