molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: المرحلة الأخيرة من مراحل الجهاد - عبد العزيز الغراوي/الدار البيضاء الجمعة 9 ديسمبر - 5:53:24 | |
|
المرحلة الأخيرة من مراحل الجهاد
عبد العزيز الغراوي/الدار البيضاء
الخطبة الأولى
أيها الأخوة والأخوات في العقيدة: المرحلة الثالثة: وهي المرحلة الأخيرة من مراحل الجهاد وهي كذلك المرحلة الهجومية، وقد بدأت بنزول قوله تعالى: وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة وقوله سبحانه وتعالى: وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله لأن بعض القبائل العربية كانوا أحلافاً لقريش، أو صاروا أحلافا لها بعد هجرة الرسول . فحملوا على المسلمين تمشيا مع سياسة قريش العامة أو هاجموا المسلمين بالفعل وصاروا أعوانا لقريش في حربها، ضد المسلمين. وبذلك أصبح الجهاد هجوميا ومعلنا على كل هؤلاء وبذلك انتهت المرحلة الدفاعية, ومن المعارك التي كانت في الفترة الدفاعية غزوة بدر وغزوة أحد، والخندق وغزوة بني قريظة.
وكما نزل القرآن الكريم ببدئ المرحلة الهجومية، فإن الرسول قد خرج كذلك ببدئها، وذلك حين انتهت غزوة الخندق، وانسحب المشركون من أرض المعركة مدحورين, فقال الرسول : ((لن يغزونا بعد اليوم، نحن سنسير إليهم)) [رواه البخاري]. وبهذا تحددت معالم المرحلة الجهادية القادمة, علم المسلمون بعد ذلك أنهم سيكونون مهاجمين، وانفسح المجال بل ميدان القتال أمامهم بعد ما كان محصوراً في رد المعتدين وهيئوا أنفسهم لخوض معارك ضارية وبعيدة عن مصادر إمداداتهم وقادتهم أي المدينة.
وينبغي أن نفرق هنا بين المسالمين والمقاتلين, وهذا عُرف معمول به إلى اليوم، فالمقاتلون هم الذين يظهرون العداوة للمسلمين وإن لم يعلنوا الحرب, والمسالمون هم الذين يظهرون الولاء للمسلمين.
أما من انطوت قلوبهم على العداوة، فهي أظهر العداوة للمسلمين فهو في حالة حرب مع المسلمين حتى يخضع ويعلن ولاءه للمسلمين ولا يبدو منه ما يناقض ذلك.
وعلى هذا فللمسلمين الحق في مقاتلة هؤلاء أينما ثقفوهم لأنهم محاربون، ولو أتيحت لهم الفرصة ما ضيعوها.
وأما المسالمون فهم في ذمة المسلمين، لا يحاربونهم، ولا يظاهرون عليهم إلا إذا نقضوا العهد, وحينئذ يكونون محاربين، والقاعدة في ذلك أن الإسلام يقدم السلم على الحرب بقول الله تعالى: وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله أما إذا غدروا أو نقضوا العهد أو حاولوا طعن المسلمين من الخلف كما فعل اليهود وأصبحوا جراثيم إفساد في المجتمع الإسلامي فلابد من القضاء عليهم بعد إيذانهم بنقض العهد لقوله تعالى: وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين ومع استقرار المرحلة الهجومية لم يترك الإسلام للمسلمين حرية القتال أي قتال غيرهم بغير قيود، بحيث يقاتلون من يشاؤون، ولكنه عندما أمر المسلمين بالحرب الهجومية حدد لها معالمها حتى لا يتجاوزها ,وذلك أن الإسلام قسم غير المسلمين إلى قسمين:
1- محاربين كما ذكرنا سابقا.
2- وذمييّن ,وهم المسالمون الذين لهم عند المسلمين ذمة بعهد أو نحوه.
فالمحاربون يقاتلون في أي وقت لأن حالة الحرب قائمة بينهم وبين المسلمين.
وأما الذميون فلا يجوز قتالهم إلا أن يبدؤوا بقتال إلا في حالتين:
1- أن ينقضوا العهد أو يظاهروا أعداء الإسلام، أو يمنعوا المسلمين من تبليغ الدعوة بوضع العقبات في طريق الدعاة لقوله تعالى: إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقضوكم شيئاً ولم يظاهروا عليكم أحداً فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين وقوله تعالى: وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون.
2- أن يخاف المسلمون من المعاهدين إن ينقضوا العهد، بعض الخوف يبيح للمسلمين بعد أن يعلنوا نقض العهد وقيل أن يبدؤوا المعركة، كما أشرنا إلى ذلك عند قوله تعالى: وإما تخافنّ من قوم خيانة فانبِذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين.
وبهذه السياسية الواضحة في الحروب إخوة الإيمان عامل الرسول أعداءه ,وكذا عامل خلفاؤه الراشدون أعدائَهم وكان ذلك ديدنهم في المعارك فكانوا يدعون المقاتلين إلى الإسلام أولا، فإن أبوا طالبوهم بالجزية, وهي إسهام من غير المسلمين في تدعيم اقتصاد الدولة التي يعيشون في كنفها, فهي كال+اة التي تحصل من المسلمين، وهذان الأمران الإسلام أو الجزية يدلان على رغبة المسلمين في السلم ومحاولتهم تجنّب الحرب ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا, وإذا أبى ورفض المحاربون العرضيْن وأبوا إلا الحرب فليس هناك بدٌّ من خوضها، ومن الحروب والمعارك الهجومية التي خاضها المسلمون: خيبر – مؤتة ثم فتح مكة، فحنين ثم تبوك ,وبعد وفاة الرسول بدأت الفتوحات الإسلامية وبسبب المرحلة الهجومية دخلت الدعوة الإسلامية إلى جميع أقطار الدنيا من، وصدق الله حين قال: ونريد أن نَمُنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين.
الخطبة الثانية
لم ترد.
| |
|