STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلمكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Ouuou10مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Uououo10مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Uooous10مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Ooouus10مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Ooouo_10مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Ouooo11مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Ooouo_11مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Uoou_u10مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Uoo_ou10مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Arkan_10الطـهـارةمكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةمكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Uuooo_10مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Ouuuuo10مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Oouusu10مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Plagen10مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Uuouou10مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_rcapمكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Voting_barمكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_lcap 
molay
مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_rcapمكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Voting_barمكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_lcap 
must58
مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_rcapمكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Voting_barمكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_lcap 
bent starmust2
مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_rcapمكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Voting_barمكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_lcap 
sanae
مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_rcapمكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Voting_barمكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_lcap 
حليمة
مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_rcapمكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Voting_barمكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_lcap 
mam
مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_rcapمكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Voting_barمكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_lcap 
zineb
مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_rcapمكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Voting_barمكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_lcap 
aziz50
مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_rcapمكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Voting_barمكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_lcap 
mm
مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_rcapمكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Voting_barمكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي 51365/1365مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي نعم  (1365/1365)

مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Empty
مُساهمةموضوع: مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي   مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Emptyالخميس 24 نوفمبر - 8:07:15



مكافحة الإسلام للإرهاب

مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي Basmallah

عبد الباري بن عوض الثبيتي

الخطبة الأولى

أمّا بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوَى الله، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].

الإرهابُ هو الإفزاعُ والإخافة، يقال: أرهبَه ورهَّبه أي: أخافه وأفزعه، وبذلك فسِّر قوله تعالى عزّ وجلّ: وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ [الأعراف:116].

وقد تحدَّث القرآن عن بعضِ صُوَر الإرهاب، ومِن ذلك ما ذكَره الله تعالى عن المفسِدين من قومِ ثمودَ في قوله تعالى: وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ [النمل:48، 49]، ومِن صورِه إرهابُ فرعون لما آمَن السحرة: فَلأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى [طه:71]، ومِن صوَر الإرهابِ ما بيّنته الآيات عن أصحابِ الأخدود الذين حفِرَت لهم الحفَر، وأُضرِمَت فيها النار، وأُلقوا فيها وهم أحياء، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ [البروج:10].

والإرهابُ في عصرِنا يمثِّل قضيّةَ الساعة وخطَرَ المستقبل، يتولَّد عن خطَأ في المعتَقَد والفكرِ والسلوك ومِن عدَمِ التّعايُشِ مَع الواقِعِ وعدَم الرّغبة في صناعَةِ المستَقبَل، فقد ينتج عن مَطمَع دنيوي أو يأس مع النفسِ أو انتقامٍ شِرّير.

ومِنَ الإرهاب الأعمال التخريبيّة التي وقعت في بلادِنا، أعمالٌ تهدم ولا تبني، تخيف ولا تؤمِّن، بل أحدثت شرورًا عظيمة ومفاسدَ كثيرة وأضرارًا جسيمةً على المجتمعاتِ والأفراد.

وممّا اشتدَّ على أهل الإسلام أثرُه أنّ موقدَها بعضُ أبناء المسلمين الذين استَهوَتهم شياطين الإنس والجنِّ، فصَدّوهم عن الصراط المستقيم، فغَدَوا أسلحةً موجَّهة ضدَّ الإسلام وأهلِ الإسلام؛ بما فعلوا من أمورٍ عظيمة منكرَة، لم تعُد خفيَّة، فقد شاهدها الناس وعانَوا منها وشهِدوا عليهم بها، وقانَا الله شرَّها.

ومِن ذلك تكفيرُهم المسلمين وقتلُ المستَأمَنين، وإعلانُهم الخروجَ عن طاعة وليِّ الأمر واعتداؤهُم على الممتَلَكات وسَعيُهم إلى الإخلالِ بالأمن وترويعُهم للآمنين في هذهِ البلاد وغيرها وإشاعةُ الفوضى، وهنا ينبغِي أن لا نعمِّم الخطَأ على جميعِ الأمّة الإسلامية، فالإرهاب لا يرتبِط بدينٍ ولا وطن ولا أمّة، بل هو بضاعةُ إبليس يزرَعها في فكرِ من ضلَّ سعيُه وخاب عمَلُه، وقد عمَّ العالمَ ضرَرُ الإرهاب وتطايَر شررُه.

ولخطورتِه تعالَت الصّيحات إلى ضرورةِ التصدّي له وتحديد مفهومِه وبيانِ أشكاله وصوَرِه، كما تنادَت الهيئات وعُقِدت المؤتمرات وطرِحَت هذه المادّة على طاولةِ البَحث للدّراسة الموضوعيّة والتحليل العلميّ الدقيق.

وينبغي أن ندركَ أنّ الإسلامَ أرفَعُ وأشرَفُ وأسمى من كلِّ هذه السّلوكيّات الخاطِئَة والمعتَقَدات الضالّة، بل الإسلام حجّةٌ على المسلِمين في أحكامِه وتشريعاتِه، فمن عَرَفه عرَف الحَقَّ؛ لأنَّ من يعرِف الحقَّ يعرف رجالَه.

هذه التّصرّفاتُ الشاذّة لا تعبِّر إلاّ عن معتَقَد أصحابها وما يحمِلونَه من أفكارٍ منحرِفَة تخالِفُ الطّرَق الشرعيّة والأساليبَ النبويّة، ومِن عَجبٍ تمحُّلُ بعض الحاقدين حينَ ركِبوا متنَ الشّطَط والغلوّ، ولمزوا قِيَم الإسلام ومبادِئَه والدعوةَ والدعاة، في مغالَطةٍ للحقائق وكَيدٍ للإسلام وترهيبِ النّاس من الدِّين والتديُّن، وهذا تزييفٌ واضح للأجيال وافتراءٌ مَشين أملَته قلوبهم المريضةُ وأقلامهم المسمومة، وروَّجوا بأنَّ أهلَ الإسلام والداعين له ليسوا غيرَ إرهابيِّين، ينشرون الذّعرَ والرعبَ. إنّنا حين نرفض الإرهابَ ونشجبه نستَنكِر مَن يصطادُ في الماء العَكِر ويشوِّه قِيَم الدّين ويركب موجةَ الإرهاب لتمييعِ ثوابتنا، وكأنّه لا عنفَ إلاّ عند المسلِمين.

ونحن واثقون أنّ هذه الأحداثَ لها وضعٌ طارئ، وسَوفَ تتوارَى بإذن الله فلولُ السلوكِ الخاطئ والفكر المغلوط بالتوعية والبيانِ والقوّة والسِّنان، ومجدُ الإسلامِ الزّاهر مسطَّرٌ بمدادٍ مِن نورٍ من زَمَن النبوّة ثم الخلافَة الراشِدَة إلى عصرنا، ولم تَشهَد البشريّة أمنًا وسلامًا وعدلاً مشرِقًا إلا بالإسلام.

لقد سبَق الإسلامُ جميعَ القوانين في مكافحَةِ الإرهاب وحمايةِ المجتمعات من شروره، وفي مقدّمة ذلك حفظُ الإنسانِ وحماية حياتِه وعِرضه وماله ودينه وعقله، من خلال حدودٍ واضحة منعَ الإسلام من تجاوُزها. إنّه دينٌ يحمِي الكَرامةَ والحياةَ الإنسانيّة، وجعل من قتل أيَّ نفسٍ بغير حقٍّ بمثابة قتلِ الناس جميعًا: مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا [المائدة:32]. وتحقيقًا لهذا التّكريم مَنعَ الإسلام بغيَ الإنسان على أخيه، وحرَّم كلَّ عملٍ يلحِق الظلمَ به، قال تعالى: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ [الأعراف:33]. شنّع على الذين يؤذون الناسَ في أرجاءِ الأرض: وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ [البقرة:205].

الإسلام دينُ الرحمة، ورحمته صلواتُ الله وسلامُه عليه امتدَّت لتشمَلَ الحيوانَ والنبات، بل كلّ شؤون الحياة، ألم يشِر صلوات الله وسلامُه عليه إلى أنّ رجلاً دخل الجنّةَ في كلبٍ سقاه[1]، وامرأةً دخلت النارَ في هِرّة حبَستها؛ لا هي أطعَمتَها ولا هي ترَكتها تأكل من خشاش الأرض[2]؟! ألم يدعُ صلوات الله وسلامه عليه إلى عِمارة الكون وإحياء المواتِ مِنَ الأرض: ((من أحيَا أرضًا ميّتة فهي له))[3].

هذا هو نهجُ الإسلام، دين التعميرِ والبِناء، لا التدمير والإفساد. حاربَ الإسلام الإرهابَ بتحريمه بكلِّ وسيلةٍ غير مشروعة يُتَوصَّل بها إلى هدفٍ مشروع، فالغاية في الإسلامِ لا تسوِّغ الوسيلةَ، فلا بدّ من مشروعيّة الغاية وما يُتَوَصّل به إليها، كلُّ ذلك ليحقَّقَ الاستقرار ويعُمَّ الأمن والأمان في المجتمعات الإسلاميّة.

دينُنا دين العدل والإحسان، أمر المسلمين أن يعدِلوا مع إخوانهم وغيرِ إخوانهم: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ [النحل:90]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ أي: شهداءَ بالعدل؛ تقولون العدلَ وتعملون به، تطبِّقونه على أنفسكم وعلى غيركم، وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [المائدة:8] أي: لا تحملكُم عداوتُكم لبعض الناس أن تجوروا، ولم ينهَ الله المسلمين عن الإحسانِ لغيرهم وبِرِّهم إذا لم يقاتِلوهم ويخرجوهم من ديارهم، قال تعالى: لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ [الممتحنة:8].

دينُنا أمر بطاعة وليّ الأمر: أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59]، وقال : ((من رأى من أميره شيئًا يكرهُه فليصبِر عليه؛ فإنّه من فارق الجماعةَ شبرًا فمات إلا ماتَ ميتةً جاهلية))[4].

دينُنا أمر بالابتعاد عن كلِّ ما يثير الفِتَن، وحذَّر من مخاطِر ذلك، فقال سبحانه: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً [الأنفال:25].

دينُنا وجَّه الفردَ والجماعَةَ إلى الاعتدالِ واجتِثاث نوازِعِ الجُنوح والتطرّف وما يؤدِّي إليهما من غلوٍّ في الدّين لأنَّ في ذلك مهلكةً أكيدة، فقال : ((إيّاكم والغلوَّ في الدين؛ فإنما أهلك مَن كان قبلَكم الغلوّ في الدين))[5].

دينُنا عالج نوازِعَ الشرِّ المؤدّية إلى التخويف والإرهاب والترويعِ والقتل، فقال : ((لا يحلّ لمسلمٍ أن يروِّع مسلِمًا))[6]، وقال: ((من أشار إلى أخيه بحديدةٍ فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهيَ وإن كان أخاه لأبيه وأمه))[7].

دينُنا شرَع حدَّ الحِرابة للمفسدِين في الأرض، لجريمة الإفساد التي تروِّع الأبرياءَ وتقتُلهم وتضعِف أمَّتَهم، إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ [المائدة:33].

يقوم منهجُنا في ديننا في الدَّعوة على إقامةِ الحجّة والبرهان، لا يجبِر أحدًا على الدخول في دعوتِه، وإن كان يتمنَّى أن يجدَ الناس حلاوةَ الإيمان، أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ [العنكبوت:51]، فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ [الغاشية:21]، وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ [ق:45]، إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاغُ [الشورى:48]. وما انتشَر الإسلام إلا بحكمةِ رجالِه وقوّة إيمانهم واستبشارهم لقوله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ [النحل:125].

صرّح القرآن الكريم بمنعِ الإكراه في الدين فقال تعالى: لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ [البقرة:256]، والمسلمون لم يكرِهوا ولن يكرهوا أحدًا على الدخولِ في الإسلام، وقد دلَّت وقائِعُ التاريخ على هذا، فلم يثبُت في أيِّ حقبةٍ زمنيّة أنّ المسلمين أكرهوا أحَدًا على الإسلام، وبهذا تثبُت الحقيقة أنّ الإسلامَ لم ينتشِر بالسيف، قال تعالى: أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ [يونس:99].

دينُنا للعالمين، ينشد العالميّةَ بالهدى والنور، بالقرآنِ والسّنّة، بالأسلوب الحسن والحوارِ البنّاء والجدَل بالتي هي أحسن، وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء:107]، وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [العنكبوت:46]، وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : "إنّ الله بَعثَ محمّدًا بالحقّ هاديًا، ولم يبعَثه جابيًا"[8].

هذا دينُنا، وتِلك قِيَمنا، لا تقوم على عواطِفَ سائرة وحماسٍ أهوَج، لا تتلاعب بها الشعاراتُ الرنّانة، وإنما أسُسٌ وقواعد، فيها حُكمٌ وإِحكام وتشريعٌ بليغ البيان، يسير على هديِه أهلُ الإسلام، قال تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي [يزسف:108].

بارك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله فاستغفروه إنه هو الغفور الرّحيم.




[1] حديث الرجل الذي دخل الجنة في كلب سقاه أخرجه البخاري في الوضوء (174)، ومسلم في السلام (2244) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

[2] حديث المرأة التي دخلت النار في هرة حبستها أخرجه البخاري في بدء الخلق وفي أحاديث الأنبياء (3318، 3482)، ومسلم في البر وفي السلام (2242، 2243) عن ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما. وثبت من حديث جابر أيضا عند مسلم في ال+وف (904).

[3] أخرجه أحمد (3/304، 338، 356، 381)، والترمذي في الأحكام (1379) عن جابر رضي الله عنه، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح"، وصححه ابن حبان (5205)، وصححه الألباني في الإرواء (1550). وفي الباب عن عمرو بن عَوف وسَعيد بن زَيد وعائِشة وسَمُرة وعُبادة وعَبد اللَّه بن عَمرو وأبي أسيد، قال ابن حجر في الفتح (5/19): "وفي أسانِيدها مَقال, لكِن يتقوَّى بعضها ببعض".

[4] أخرجه البخاري في الفتن (7054)، ومسلم في الإمارة (1849) عن ابن عباس رضي الله عنهما.

[5] أخرجه أحمد (1/215)، والنسائي في المناسك (3057)، وابن ماجه في المناسك (3029)، وابن الجارود (473)، والضياء في المختارة (10/30-31) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وصححه ابن خزيمة (4/274)، وابن حبان (3871)، والحاكم (1/466)، ووافقه الذهبي، وقال ابن تيمية في الاقتضاء (ص106): "وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم"، وخرجه الألباني في السلسلة الصحيحة (1283).

[6] أخرجه أحمد (5/362)، وأبو داود في الأدب (5004)، وابن أبي شيبة في مسنده (958، 959، 971)، وهناد في الزهد (1345)، والقضاعي في مسند الشهاب (878)، والبيهقي في الكبرى (10/249) عن رجال من أصحاب النبي ، وحسنه العراقي كما في الفيض (6/447)، ورمز له السيوطي بالصحة، وصححه الألباني في غاية المرام (447). وفي الباب عن أبي هريرة وأنس والنعمان بن بشير وابن عمر رضي الله عنهم.

[7] أخرجه مسلم في البر (2616) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

[8] أخرجه ابن سعد في الطبقات (5/384).

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي بنعمَتِه تتمّ الصالحات، أحمده سبحانه وأشكره حمدًا يليق بالنّعَم المترادِفات، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك له إلهُ البريّات، وأشهد أن سيّدنا ونبيّنا محمدًا عبده ورسوله الدالّ على الخيرات، صلى الله عليه وعلى آله وصحبِه صلاةً دائمة إلى يومِ العَرَصات.

أمّا بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله.

إخوةَ الإسلام، وللوقايةِ من الإرهاب فلا بدّ من تربيةِ شَباب الأمّة على الكتابِ والسنّة، والتوعيةِ بأهمية الاعتدال والوسطيّة في الفكر والسلوك، وإيضاحِ الموقفِ السّليم في طريقة التعامل مع المخالِف، يضطلِع بهذا الدور العلماءُ الربانيّون والدعاة المتمسِّكون بسنّة سيد المرسَلين، الذين ينطلقون في دعوتهم ووعظِهم من هديِ الرّسُل الكرام، ولا يخفى أن رسالَتهم في هذه المرحَلَة عظيمة، ومسؤوليّتهم كبيرة، وموقفهم حسّاس ودقيق.

ومن وسائلِ الوقاية نشرُ العِلم الصحيح الذي يزيل الغبَشَ ويمنع الانحرافَ ويصحِّح الفهم، كما حدث مع الخوارِج الذي خرجوا على عليٍّ رضي الله عنه، وقد قال بأنهم يقرؤون القرآنَ ولكنّه لا يجاوز حناجِرَهم[1]، يؤوِّلونه على غيرِ تأويله، ويفهمونَه على غير مراده، قال الله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ [آل عمران:187].

ومِن الوسائلِ تكاتف المسلمين واجتماعُهم مؤسّساتٍ وأفرادًا للتّصَدي لهذا الفكرِ ومعرفةِ جذوره وأسبابِه والقضاء عليه.

ومن ذلك السعيُ الحثيث لتصحيحِ المفاهيمِ الإسلاميّة ونشر الوعيِ بين أفراد المجتمع.

ومنها تمكينُ العلماء والدعاةِ للدعوة إلى الله والتصدِّي لهذا الفكر من خلال القنواتِ الإعلامية ودعمهم ومساندتهم.

ومن الوسائِل الاهتمامُ بغرسِ المبادئ الصحيحةِ في نفوس الناشِئة، وتقويَة وتركيز المناهِجِ الشرعيّة في المراحِلِ التعليميّة، ودعم دورِ الأسرة والمدرسةِ لتكون محاضنَ تربويّة آمنة.

ومنها الاهتمامُ بطباعةِ الكتُب والرسائل والنشَرات التي تظهِر الإسلامَ في مظهَره الصحيح.

ومنها مناظرةُ أصحاب الفِكر المنحرف؛ فالفِكرُ يقارَع بالفكرِ والحجّةِ والبيان.

وخِتامًا فإنَّ تعريفَ الإرهابِ ما زال غيرَ دقيقٍ في قاموس المنظَّمات والمحافلِ العامّة، ولم يتحقَّق إجماعٌ على تعريفٍ جامِع مانِع، وتحديدُ المصطَلَحات أمرٌ في غايَةِ الأهمية، وإلاّ التَبَست الأمور واختَلَط الحقّ بالباطل، فهناك من يعتَبِر التزامَ المرأة بالحجاب تزمُّتًا وعدَمَ الاختلاطِ تحجّرًا وسنّةَ النبيّ إرهابًا. ولا يخفَى أنّ الذي يحمي وطَنَه ويُعِزّ أمّتَه ويصون عرضَه ويذودُ عن دينه وعِرضه ويضحِّي من أجل مقدَّساته عزيزٌ في الدنيا شهيدٌ في الآخرة، ليس بإرهابيٍّ كما يزعُمون، كما أنّ للشّعوبِ حقَّها في مواجهةِ من يحتلُّها أو يعتَدِي عليها، وهذا حقٌّ فطريّ تكفله الشريعة، وتعترِف به حتى القوانِين والمواثيق الدّوليّة، قال تعالى: وَلَمَنْ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ [الشورى:41، 42].

ألا وصلّوا ـ عباد الله ـ على رسولِ الهدى، فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين...



[1] أخرجه البخاري في فضائل القرآن (5058)، ومسلم في ال+اة (1064) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. وفي الباب عن غيره من الصحابة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مكافحة الإسلام للإرهاب - عبد الباري بن عوض الثبيتي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: