molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: ماذا تريد؟ (1) - عادل بن محمد قب الثلاثاء 22 نوفمبر - 7:36:29 | |
|
ماذا تريد؟ (1)
عادل بن محمد قب
الخطبة الأولى
أيُّها الحبيب، ما زِلتُ أعرِضُ عليك ميادين الخيرات والتَّسابق في فعلِ الخيرِ في هذه الدُنيا، فالمُوفَّقُ مِنَّا ـ يا عبدَ الله ـ مَنْ ألهمَهُ مولاهُ أن يستغِلَّ عُمرَهُ في طاعةِ اللهِ، ويغتنم لحظات الحياة في الباقيات الصالحات والاستكثار من الحسنات الطيبات.
ومـا هذه الأيامُ إلاَّ معارةٌ فما استطعتَ من معروفِها فتزوّدِ
فإنَّكَ لا تدري بأيـةِ بلدةٍ تَموتُ ولا ما يُحدِثُ اللهَ فِي غدٍ
أيها الحبيب، ما زِلتُ أُطالبُ نفسي وإيَّاكَ بالمُسارعةِ إلى الخيرات والتُسابق فيها، وما زِلتُ أُرددُ على مُسامعك: ماذا تُريد؟ هلْ تُريد أن يُصلَّي عليكَ سبعُونَ ألفَ مَلَكٍ من الملائِكة في الصباحِ والمساء؟ يا للهِ سبعُونَ ألفا من الملائكة يُصلُّونَ عليَّ وعليك! نعم، قالَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام: ((ما مِنْ مُسلمٍ يعودُ مُسلِمًا ـ أي: يزورُ مريضًا أو أخًا لهُ في الله ـ غُدوةً في أوَّلِ النَّهار إلاَّ صلَّى عليهِ سبعُونَ ألفَ ملَكٍ حتَّى يُمسي، وإن عادَهُ عَشيِّةً ـ أي: في المساء ـ إلاَّ صلَّى عليهِ ألفَ مَلَكٍ حتَّى يُصبِح وكانَ لهُ خريفٌ في الجنَّة)). اللهُ أكبر، هنيئًا والله لِمن حملَ نفسَهُ في زيارة أخٍ لهُ في الله، يزوره للاطمئنانِ عليه في مرضهِ أو في صحتهِ، هنيئًا لهُ بالجائزةِ الُكُبرى؛ يُصلّي عليهِ ألف ملكٍ من ملائكةِ الله.
أخي الحبيب، هلْ تُريد أن يكتُبَ اللهُ لكَ ألفَ ألفَ حسنة ويمحُو عنكَ ألفَ ألفَ سيئة ويرفعُ لكَ ألفَ ألفَ درجة؟ لا إلهَ إلاَّ الله، حسنات تلو حسنات ودرجات تلوَ درجات، هلْ تريد أن ت+ب هذه الألوف من الحسنات والدرجات؟ قال عليهِ الصلاة والسلام: ((من دخلَ السُّوق فقال: لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ لهُ المُلك ولهُ الحمدُ وهو على كُلِّ شيءٍ قدير كتبَ اللهُ لهُ ألفَ ألف حسنة ومحا عنهُ ألفَ ألف سيئة ورفعَ لهُ ألفَ ألف درجة)). اللهُ أكبر، أينَ أنتُم يا منْ تذهبونَ إلى الأسواق بالليلِ والنَّهار عن هذا الحديث؟! علّموهُ أزواجكم وأبناءكم وجيرانكم.
أخي الحبيب، أيُّها الغالي، هلْ تُريد أن يغفِرَ اللهُ لكَ ذنبكَ ما تقدَّمَ مِنهُ وما تأخَّر؟ فعن معاذ بنُ أنسٍ رضيَ اللهُ عنهُ قال: قال رسولُ اللهِ : ((من أكلَ طعامًا ثُمَّ قال: الحمدُ للهِ الَّذي أطعمني هذا الطَّعام ورزقنيهِ مِنْ غيرِ حولٍ مني ولا قوَّة غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ من ذنبهِ وما تأخَّر، ومن لَبِسَ ثُوبًا فقال: الحمدُ للهِ الَّذي +اني هذا ورزقنيهِ من غيرِ حولِ مني ولا قُوَّةٍ غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ من ذنبهِ وما تأخَّر)) حديثٌ حسن. ما أكرمك سيدي وإلهي، تُطعمهُم وتُلبسهُم، وبكلمةٍ واحدةٍ تغفر لَهُم، لكَ الحمدُ.
لـكَ الْحمدُ حَمدًا نَستَلِّذُّ بهِ ذِكرًا وإن كُنـتُ لا أُحصي ثنـاءً ولا شُكـرا
لكَ الحمدُ حَمدًا طيبًا يَملأُ السَّمـا وأقطـارَهَـا والأرضُ والبـرَّ والبحـرا
لكَ الْحمدُ حَمدًا سرمديًَّا مُباركًـا يقـلُّ مِدادُ البحرِ عـن كُنهِـهِ حصـرا
لكَ الْحمدُ تعظيمًا لوجهِكَ قائِمًـا بِحقِّـكَ فـي السَّـراءِ وفـي الضَّـرَّا
لكَ الحمدُ مقرونًا بِشُكرِكَ دائِمًـا لكَ الحمدُ في الأولى لكَ الحمدُ في الأُخرى
هلْ تُريد ـ يا أخي الحبيب ـ أن لاَّ يمسَّكَ ضُر في يومِكَ وليلتك وأن لاَّ يمسَّكَ أذى؟ قال عليهِ الصَّلاة والسَّلام: ((منْ قالَ في أوَّلِ يومهِ أو في أوَّلِ ليلتهِ: بسمِ اللهِ الذي لا يضُّرُّ مع اسمهِ شيٌّ في الأرضِ ولا في السَّماء وهُوَ السَّميعُ العليم ثلاث مرات لمْ يضرّهُ شيءٌ في ذلِكَ اليوم أو في تلك الليلة)).
هلْ تُريد الجنَّة يا أيُّها الحبيب؟ هل تُريد دخولها؟ قال عليه الصلاة والسلام: ((مرَّ رجُلٍ بِغُصنِ شجرةٍ على ظهرِ الطريق فقال: واللهِ لأُنحِّينَّ هذا عنِ المُسلمين لا يؤذيهم فأدخِل الجنَّة)) رواه مسلم.
هلْ تُريد ـ يا أخي الحبيب ـ أن تستظلَّ تحتَ ظِلِّ عرشِ الله؟ قال : ((من أنظرَ مُعسِرًا أو وضع لهُ أظلَّهُ اللهُ يومَ القيامةِ تحت ظِلِّ عرشهِ يوم لا ظِلَّ إلاَّ ظِلُّهُ)) رواهُ البُخاري.
هلْ تُريد أن يكونُ لكَ حِجاب من النار،؟ قال عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام: ((من كانَ لهُ ثلاثُ بناتٍ فصبرَ عليهنَّ وأطعمهُنَّ وسقاهُنَّ وكساهُنَّ من جِدَتِهِ كُنَّ لهُ حِجابًا من النارِ يومَ القيامة)). فهنيئًا واللهِ لِمن لهُ بنات فأحسنَ تربيتهُنَّ و+اهُنَّ وأطعمهُن، يكُنَّ لهُ سِترًا وحجابًا من النار.
أخي الحبيب، يا حبيبي في اللهِ، هلْ تُريد أن يعتقكَ الله من النار؟ قال عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام: ((من ذبَّ عن عِرضِ أخيهِ بالغيبة كانَ حقّا على اللهِ أن يُعتقهُ من النَّار)) حديثٌ صحيح. اللهُ أكبر، من ذبَّ عن عِرضِ أخيه بالغيبة، من دافعَ عن أخيه حينما ينهشه الناس ويغتابونه في المجلس فبشارةٌ لهُ العتقِ من النار.
ٍهل تُريد ـ يا أخي ويا حبيبي في الله ـ أن يغفرَ اللهُ لكَ كُل ما تقدَّمَ من ذنوبك؟ قال عليهِ الصلاة والسلام: ((إذا أمَّنَ الإمامُ فأمِّنوا ـ أي: قولوا: آمين ـ، فإنَّهُ من وافقَ تأمينهُ تأمينَ الملائكة غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ من ذنبه)).
هلْ تُريد أن يكتُبَ اللهُ لكَ صالح عملكَ وأن يغفر لكَ ويرحمك؟ قال عليهِ الصلاةُ والسَّلام: ((إذا ابتلَى اللهُ العبدَ المُسلِم ببلاءٍ في جسدهِ قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: اكُتبْ لَهُ صالحَ عملهِ، فإن شفاهُ غسَّلهُ وطهَّرَهُ، وإن قبضَهُ غفرَ لهُ ورَحمهُ)) حديثٌ حسن.
هلْ تُريد أن تقوم من مرضِكَ كيوم ولدتكَ أمُّكَ خاليًا من الخطايا والذنوب؟ قالَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام: ((قال تعالى: إذا ابتليتُ عبدًا من عِبادي مؤمِنًا فَحمدِني وصبرَ على ما بليتهُ فإنَّهُ يقومُ من مضجعهِ كيومِ ولدتْهُ أُمُّهُ من الخطايا، ويقولُ الربُّ عزَّ وجلَّ للحفظة: إنِّي قيَّدتُّ عبدي هذا وابتليتُهُ، فأجروا لهُ كما تُجْرُونَ لهُ قبلَ ذلكَ من الأجرِ وهُوَ صحيح)).
هلْ تُريد ـ يا أخي في الله ـ أن يغفر اللهَ لكَ ما بينَ الجُمعةِ والجُمعةِ الأخرى؟ قال : ((منِ اغِتسلَ يوم الجُمعة ثُمَّ أتى فصلَّى ما قُدِّرَ لهُ ثُمَّ أنصتَ حتى يفرغ الإمامُ من خُطبتهِ ثُمَّ يُصلِّي معهُ غُفِرَ لهُ ما بينهُ وبينَ الجُمعةِ الأُخرى وفضلِ ثلاثةِ أيامٍ)) رواهُ مُسلم.
هلْ تُريد ـ يا حبيبي في الله ـ أن يُزحزِحكَ الله عن النَّار؟ قال عليهِ الصلاة والسَّلام: ((إنَّهُ خُلِقَ كُلّ إنسانٍ من بني آدم على ستينٍ وثلاثمائةِ مفصلٍ، فمن كبَّر الله وحَمِدَ الله وهلل الله وسبَّحَ الله أو استغفرَ الله وعزلَ حجرًا عن طريقِ النَّاس أو شوكةٍ أو عظمًا عن طريقِ النَّاس أو أمرَ بمعروفٍ أو نهى عن مُنكرٍ عددَ الستين والثلاثمائةِ فإنَّهُ يُمسي أو يمشي يومئذٍ وقد زحزحَ نفسَهُ عنِ النار)) رواهُ مسلم.
هل تُريد أن يُذهِب اللهُ خطاياك كما يُذهِبُ الكيرُ خبثَ الحديد؟ قال رسولُ اللهِ لأُمِّ السَّائب: ((لا تسُبِّي الحُمَّى، فإنَّها تُذهِبُ خطايا بني آدم كما يُذهِبُ الكير خبثَ الحديد)) رواه مسلم.
هل تريد ـ يا أخي الحبيب ـ أن تبني لكَ الملائكة بيتًا في الجنة؟ قال : ((إذا ماتَ ولدُ العبد قالَ اللهُ تعالى لملائكته: قبضتُّم ولدَ عبدي؟ فيقولونَ: نعم، فيقولُ: قبضتُّم ثمرةَ فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: فماذا قالَ عبدي؟ فيقولون: حمدَكَ واسترجع ـ أي قال: الحمدُ لله وإنا للهِ وإنا إليهِ راجعون ـ، فيقولُ الله تعالى: ابنُوا لعبدي بيتًا في الجنَّة، وسمُّوهُ بيت الحمد)) حديثٌ حسن.
أخي الحبيب، هل تُريد أن يبيت معك ملكٌ من ملائكةِ السَّماء وأن يدعُو لك هذا المَلَك؟ قال عليهِ الصلاة والسَّلام: ((طهِّروا هذهِ الأجساد طهَّرَكُمُ الله، فإنَّهُ ليسَ عبدٌ يبيتُ طاهِرًا إلاَّ باتَ معهُ ملكٌ في شِعارهِ، لا ينقلِبُ ساعةً من الليلِ إلاَّ قال ـ أي المَلك ـ: اللهُمَّ اغفِّر لعبدِكَ فإنَّهُ باتَ طاهِرًا)) حديثٌ حسن.
هل تريدون ـ يا عبادَ الله ـ أن يغبطكمُ النبيُّونَ والشُّهداء وأن تكونوا على منابر من نورِ اللهِ تعالى؟ قال عليهِ الصلاة والسلام: ((قال اللهُ تعالى: حُقَّت أو وجبت محبتي للمُتحابينَ فيَّ، وحُقت محبتي للمُتواصلينَ فيَّ، وحُقت محبتي للمُتناصحينَ فيَّ، وحُقَّت محبتي للمتزاورينَ فيّ، المُتحابُّونَ فيَّ على منابر من نورٍ، يغبطُهُم بمكانهِمُ النَّبيُّونَ والصّديقون والشُّهداء)) حديثٌ صحيح.
اللهُمَّ احُطط عنَّا ثقلَ الأوزار، وارزُقنا يا الله شمائِلَ الأبرار، واقْفُ بِنا آثارَ المُشتاقينَ لكَ آناءَ الليلِ وأطرافَ النهار...
الخطبة الثانية
لم ترد.
| |
|