STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلالغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Ouuou10الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Uououo10الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Uooous10الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Ooouus10الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Ooouo_10الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Ouooo11الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Ooouo_11الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Uoou_u10الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Uoo_ou10الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Arkan_10الطـهـارةالغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةالغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Uuooo_10الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Ouuuuo10الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Oouusu10الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Plagen10الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Uuouou10الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Vote_rcapالغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Voting_barالغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Vote_lcap 
molay
الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Vote_rcapالغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Voting_barالغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Vote_lcap 
must58
الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Vote_rcapالغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Voting_barالغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Vote_lcap 
bent starmust2
الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Vote_rcapالغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Voting_barالغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Vote_lcap 
sanae
الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Vote_rcapالغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Voting_barالغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Vote_lcap 
حليمة
الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Vote_rcapالغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Voting_barالغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Vote_lcap 
mam
الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Vote_rcapالغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Voting_barالغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Vote_lcap 
zineb
الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Vote_rcapالغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Voting_barالغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Vote_lcap 
aziz50
الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Vote_rcapالغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Voting_barالغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Vote_lcap 
mm
الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Vote_rcapالغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Voting_barالغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد 51365/1365الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد نعم  (1365/1365)

الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Empty
مُساهمةموضوع: الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد   الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Emptyالأحد 13 نوفمبر - 6:10:08



الغيبة (2)

الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد Basmallah

سلطان بن حمد العويد

الخطبة الأولى

أيها الإخوة المؤمنون، كان حديثنا عن الغيبة وما جاء فيها من نصوص شرعية، التي تقشعر منها أبدان المؤمنين؛ ذلك أنه قد ورد عن النبي في شأن الغيبة أحاديث تجعل المؤمن الذي يرجو الله والدار الآخرة يراجع نفسه ويحاسبها، فإلى متى يستمر المسلم في هذه الأحوال المزرية التي لا يدري كيف يلقى الله تبارك وتعالى وهو عليها.

وها نحن اليوم نواصل الحديث عن هذا المرض المتفشي، الذي يحتاج إلى استئصال ويحتاج إلى مناصحة، فها نحن ـ أيها الإخوة ـ نواصل الحديث عن هذا المرض الخطير، مرض الغيبة. ما حكم سماع الغيبة؟

نحن ـ أيها الإخوة ـ ربما تورعنا عن الحديث، لكن هل نتورع عن السماع؟! وكيف يكون موقفنا إذا سمعنا الغيبة؟!

حكم سماع الغيبة مع عدم الإنكار أو القيام من المجلس: ذكر العلماء رحمهم الله أنه نوع من المشاركة في الإثم.

يقول النووي رحمه الله: "اعلم أن الغيبة كما يحرم على المغتاب ذكرها، يحرم على السامع استماعها وإقرارها، والله تعالى يقول في صفات المؤمنين: وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغْوَ أَعْرَضُواْ [القصص:55]، ويقول جل جلاله: إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُولـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء:36].

في قصة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما السابقة مع الخادم، قال أحدهما: (إنه ليوائم نوم بيتكم) عبارة يسيرة، وكان الآخر مجرد مستمع، ومع ذلك قال لهما النبي دون محاباة ودون مجاملة قال عليه الصلاة والسلام: ((والذي نفسي بيده إني لأرى لحمه بين أنيابكما)).

وكذلك قصة الأنصاريين قال أحدهما ما قاله عن المرجوم التائب إلى ربه عز وجل، وكان الآخر مجرد مستمع، ومع ذلك قال لهما النبي لما مر بجيفة حمار شائل برجله، قال: ((كلا من جيفة هذا الحمار)) إلى آخر الحديث.

مع هذه النصوص الواضحة فإننا نجد اليوم، نجد أننا ربما سمعنا الغيبة، وربما كان بعضنا يجلس مع المغتابين، مع حسن إصغاء للمغتاب، بل إن بعضنا يستمتع ويتلذذ بسماعها ويشتاق لذلك الذي يفري في أعراض المسلمين، وكأن لسان حاله يقول: هل من مزيد، زدنا من هذا الكلام الذي يؤنسنا.

فأين نحن اليوم من الموقف الشرعي الذي يوجب علينا رد الغيبة ووعظ المغتاب قدر الإمكان، يقول الله تبارك وتعالى: وَإِذَا رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِى ءايَـٰتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيْطَـٰنُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ ٱلذِّكْرَىٰ مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ [الأنعام:68].

قال النووي رحمه الله: "اعلم أنه ينبغي لمن سمع غيبة مسلم أن يردها، ويزجر قائلها، فإن لم ينزجر بالكلام زجره بيده، فإن لم يستطع باليد ولا باللسان فارق ذلك المجلس، فإن سمع غيبة شيخه أو غيره ممن له عليه حق أو من أهل الفضل والصلاح كان الاعتناء بما ذكرناه أكثر" ا.هـ.

اعلم أخي المسلم أن من الأعمال الصالحة نصر المسلم في غيبته، نصر المسلم في غيبته ورد الغيبة عنه، فعن أبي الدرداء أن رسول الله قال: ((من رد عن عرض أخيه كان له حجاب من النار)) رواه البيهقي وهو حديث صحيح.

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما وأبي طلحة قال: قال رسول الله : ((ما من امرئ يخذل مسلمًا في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلمًا في موضع ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته)) رواه أحمد وأبو داود، وهو حديث حسن.

إياك أخي المسلم أن تمكن أحدًا من المنافقين أو من الشانئين المبغضين للعلماء والصالحين لا تمكن هؤلاء من الغيبة والنهش في أعراض أهل الإيمان، فإذا سمعت أحد هؤلاء يغمز ويلمز فأسمعه ما يليق به من الإنكار والزجر.

وقد صح عن نبينا كما في حديث معاذ بن أنس أنه قال: قال رسول الله : (( من حمى مؤمنًا من منافق)) قال: أراه قال: ((بعث الله ملكًا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم)) رواه أبو داود.

اعلموا ـ أيها الإخوة ـ أن الغيبة علامة على جبن المغتاب؛ لأنه لا يستطيع المواجهة، ولو كان شجاعًا لذكر المغتاب بما فيه أمامه، ولهذا فإنه يجب أن يعلم أن من مساوئ الغيبة أنها تعطل كثيرًا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لماذا؟ لأنه كلما أخطأ أحد أو فعل منكرًا ظاهرًا اكتفى المسلمون بغيبته, فزاد الذنب ذنبًا والخطيئة خطيئة.

أيها الإخوة في الله، هناك بعض الأمور يظن بعض المسلمين هداهم الله أنها ليست غيبة، وهي غيبة، فمن ذلك مثلاً: أنه قد يقع أحدنا في غيبة مسلم فإذا قيل له في ذلك، وقيل له: اتق الله، قال: أنا مستعد أن أقول هذا في وجهه، بل ربما قال: قد قلت له في وجهه مثل هذا، وهذه الإجابة لا تصلح لتسويغ الغيبة، بل هي غيبة سواء كنت مستطيعًا أن تواجهه أم لا، ثم إنه ما دام المسلم قادراً على المواجهة فما الداعي إذاً للغيبة؟! لكنه تسويغ الشيطان.

ومن ذلك أيضًا: أن بعض المسلمين إذا وقع في الغيبة وذكر أحد المسلمين أنه فيه كذا وكذا، قال بعد ذلك: وكلنا فينا هذا الخطأ، كلنا والله يفعل هذا، وهذا أيضًا لا يسوغ لك أخي المسلم أن تذكر أخاك المسلم بما يسوؤه، وتَذَكَّرْ أن النبي لم يذكر في الغيبة قرائن تدل على ما تذكر، بل قال: ((ذكرك أخاك بما يكره)).

ومن ذلك أيضًا: قول بعضهم عندما يُذكر عنده أحد، يُذكر زيد أو عمرو، فيقول مثلاً: الحمد لله الذي هدانا، أو يقول: نسأل الله العافية، أو يقول: اللهم لا تبتلينا، أو اللهم لا شماتة، هذه غيبة واضحة بالإضافة إلى أنها إشارة إلى مدح النفس وت+يتها.

ومن ذلك أيضًا: أن بعض المغتابين ربما ظن نفسه ذكيًا وهو في الحقيقة مخادع حين يقول مثلاً: بعض الناس فيهم كذا، إلى الآن ربما لا تكون غيبة لأنه لا يسمي، لكنه ماذا يقول بعد ذلك، يقول: بعض الناس فيهم كذا وكذا، ثم يذكر صفات لا تنطبق إلا على شخص معين معروف، فإذا قلت له هذه غيبة، قال: أنا لم أصرح باسمه.

فمثلاً يقول بعض الجيران الذين يسكنون قريبًا منا يفعلون كذا وكذا، أبوهم الذي يعمل بكذا وكذا، فهو قد صرح ولكنه لم يبق إلا التصريح بالاسم فقط.

هذا أيها الإخوة، أو هذه غيبة ولو حاول صاحبها التحايل في العبارة.

ومن ذلك أيضًا: اعتقاد البعض أنه تجوز غيبة الأطفال غير البالغين، وهذا لا دليل عليه، بل يجب الكف عن أعراض المسلمين، ذكرهم وأنثاهم، كبيرهم وصغيرهم.

ومن الغيبة المنتشرة اليوم مع الأسف الشديد قول البعض: هذا قروي، هذا مسكين، أو ينسبه إلى بلد معين على وجه التنقص، أو ينسبه إلى نسب معين على وجه التنقص، أو يقول مثلاً: هذا ما عليه ملامة؛ لأنه كذا، يعني من بلد معين، أو من قبيلة معينة، أو يعمل صنعة معينة مما يمتهنه الناس، هذا والله كله من الغيبة، رضينا أم لم نرضَ، علينا أن نسلم للشرع ولو خالف أهواءنا، وأنت تعرف ـ أخي المسلم ـ أن هذه الكلمات لو لم تكن غيبة لواجهت بها أصحابها.

ومن ذلك أيضًا: ما يفعله بعضهم من الغيبة بغير الكلام، كإخراج اللسان مثلاً، أو تمييل الشفه أو الفم أو نفض اليد، أو تحريكها بشكل يدل على التنقص، والله عز وجل يقول: وَيْلٌ لّكُلّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ [الهمزة:1].

ومن ذلك أيضًا: التقليد على سبيل التهكم والتنقص، سواء كان التقليد للصوت أو المشية، أو الطريقة في الكلام، أو الطريقة في الأكل، أو في أي شيء آخر، وكثير من الأفلام الهابطة والمسرحيات التافهة، والمسلسلات المنحطة تربي مشاهديها على مثل هذا وهم لا يشعرون.

أيها الإخوة المؤمنون، تكثر الغيبة وأكثر ما تكون في مجتمعات النساء، فعلى النساء أن يتقين الله جل وعلا في ذلك، وعلينا نحن الرجال أن نعتني بسلامة ألسنة نسائنا، والحرص على تحذيرهن من الغيبة، وأن ننهاهن عن مجالس الغيبة كلها، وقبل ذلك نكون قدوات لهن، وأن نعرف حقيقة بعض الأجهزة الإعلامية التي تبث في البيوت، تربي النساء والأطفال على مثل هذا.

أيها الإخوة المؤمنون، إن خطر الغيبة ليس فقط في ما سمعتم من الوعيد في الآخرة، وإن كان هذا كافيًا في الزجر عنها، وعن كل ما يقرب إليها، ولكن اعلموا أن الغيبة من أعظم أسباب العداوات بين المسلمين، فكم من رجل طلق زوجته بسبب الغيبة، وكم من إخوة أشقاء تدابروا، وتقاطعوا، وتهاجروا سنوات عديدة، ربما مات أحدهم وهو لا يكلم الآخر، كل ذلك بسبب الغيبة، وكم قطعت أرحام، وكم أفسدت الجيرة، وكم حصلت المصائب، كل ذلك والله بسبب الغيبة.

فلنتق الله عز وجل في ألسنتنا، كان السلف الصالح قدوة صالحة في ترك الغيبة؛ لأنه ربما يقول أحد: إنني لا أستطيع ترك الغيبة، هذا مستحيل، نقول: اسمع إلى بعض سلفك الصالح الذين حال دعاة الفساد بينك وبين أن تقتدي بهم، كان السلف الصالح قدوة صالحة في ترك الغيبة والبعد عنها.

الإمام البخاري رحمه الله ماذا يقول؟ يقول: "ما اغتبت مسلمًا منذ أن علمت أن الغيبة حرام".

وجاء عن عبد الله بن المبارك رحمه الله أنه قال: "لو كنت مغتابًا أحدًا لاغتبت والديَّ لأنهما أحق بحسناتي".

ويروى عن الحسن البصري رحمه الله أن رجلاً قال له: إنك تغتابني، يتهمه، فقال الحسن: "والله ما بلغ قدرك عندي أن أحكمك في حسناتي".

وقال بعضهم: "أدركت السلف لا يرون العبادة في الصوم، ولا في الصلاة، ولكن في الكف عن أعراض الناس".

وذكر رجلٌ رجلاً آخر بسوء أمام صاحبه، فقال له: هل غزوت الروم؟! قال: لا، قال: هل غزوت الترك؟ قال: لا، ـ والمقصود بالترك هنا، ليس الأتراك المعاصرين، المقصود بالترك في ذلك العصر هم الكفار ممن ينتسبون إلى الترك ـ قال: سلم منك الروم، وسلم منك الترك، ولم يسلم منك أخوك المسلم. تربية عملية لترك الغيبة.

وقال بعضهم: الغيبة ضيافة الفساق، وذُكر رجل في مجلس قوم كانوا يأكلون الطعام, فقام أحدهم يتكلم عليه بما يسوؤه، فقال أحدهم: إن من كان قبلنا كانوا يأكلون الخبز قبل اللحم، وأنت اليوم بدأت باللحم قبل الخبز. ليس اللحم المأكول، ولكن لحم بني آدم.

أيها الإخوة في الله، هل تجوز غيبة غير المسلم؟

ظاهر الحديث أن الغيبة خاصة بالمسلم؛ لقوله : ((ذكرك أخاك ـ يعني المؤمن ـ بما يكره))، وكذلك قوله تعالى: وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً [الحجرات:12] يعني المسلم، ولكن مع ذلك يجب على المسلم ألا يعود لسانه على الغيبة مطلقًا؛ لأن الذي يغتاب غير المسلمين كثيرًا سيتعود لسانه ثم ينال من المسلمين، علمًا بأن غيبة غير المسلم إذا لم يكن فيها فائدة شرعية فهي من اللغو وإضاعة الوقت بما لا ينفع.

ومن اللطائف أيها الإخوة، ما جاء عن تاج الدين السبكي ابن تقي الدين السبكي أنه قال: كنت جالسًا بدهليز دارنا فأقبل كلب، فقلت: اخسأ كلب ابن كلب، يقصد كلبًا حقيقيًا، فزجرني الوالد ـ يقصد تقي الدين السبكي ـ فزجرني الوالد من داخل البيت لما سمعه، قلت: أليس هو كلب ابن كلب، قال: "شرط الجواز عدم قصد التحقير"، فقلت: هذه فائدة.

فهؤلاء هم الذين جاهدوا أنفسهم لتركها، نسأل الله جل وعلا أن يرزقنا وإياكم العمل بما نعلم، إنه على كل شيء قدير.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من المواعظ والذكر الحكيم, أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.




الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الحق المبين، هو ولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد, فيا أيها الإخوة المؤمنون، متى تكون الغيبة مباحة؟ متى تباح الغيبة، ولكن قبل الإجابة على هذا السؤال يجب أن نعلم أن إباحة الغيبة إنما هي للضرورة، فإباحتها مثل الدواء لا تتجاوز فيه الجرعة المطلوبة لأن الهوى والشهوة تدخل في هذا الباب كثيرًا كما يحصل عند البعض من التوسع في غيبة الفساق بدون ضرورة أو حاجة شرعية، وقد ذكر بعضهم صورة الإباحة بقوله:

القدح ليس بغيبـة في ستـة متظلـمٍ ومعـرفٍ ومحـذرٍ

ومجاهر فسقًا ومستفتٍ ومن طلب الإعانة في إزالة منكرٍ

ست صور: أولاها التظلم للسلطان وولي الأمر والقاضي، ومن كان في حكمهما ممن يلجأ إليه عند التظلم، ودليل الجواز ما روته عائشة رضي الله عنها قالت: قالت هند امرأة أبي سفيان قالت للنبي : إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يدري، قال : ((خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف)) متفق عليه، والله عز وجل يقول: لاَّ يُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلْجَهْرَ بِٱلسُّوء مِنَ ٱلْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ [النساء:148]، وثبت عن النبي كما في سنن أبي داود ومسند الإمام أحمد أنه قال عليه الصلاة والسلام: ((لَيُّ الواجِدِ يُحِلُّ عرضه وعقوبته)) يعني إذا كان الذي عنده الدين واجدًا وعنده مال، ولا يسدد ويماطل فإنه يجوز لصاحب المال أن يتكلم عليه بما يحصل به التظلم والتشكي.

الصورة الثانية: التعريف، كأن يكون الإنسان معروفًا بلقب معين، لا يعرف إلا به كالأعرج والأعمى، ونحو ذلك، ولكن لا يحل أبدًا ذكر هذا الوصف على سبيل التحقير والتنقص، وبشرط أن يكون هو ـ أي المذكور المعرف ـ لا مانع لديه، وهذا هو الغالب؛ فإن الأعمى مثلاً لا يغضب إذا ذكرت صفته من أجل التعريف، والأفضل دائمًا تعريفه بغير ذلك ما أمكن، وقد جاء في صحيح مسلم من حديث أُسير بن جابر أن أهل الكوفة وفدوا على عمر فذكر القصة حتى قال: فقال عمر إن رسول الله قد قال: ((إن رجلاً يأتيكم من اليمن يقال له أويس لا يدع باليمن غير أم له قد كان به بياض)) يعني برص، فذكر الحديث، والشاهد منه واضح، فقد عرَّفه النبي بأن فيه برصًا.

وكذلك ثبت في الصحيحين أن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها قالت: أتيت النبي فقلت: إن أبا جهم ومعاوية خطباني رضي الله عنهما فقال رسول الله : ((أما معاوية فصعلوك)) يعني فقير لا يلتفت إليه، ((وأما أبو جهم فلا يضع العصا عن عاتقه)) وفي رواية مسلم: ((وأما أبو جهم فضراب للنساء)) فهذه المرأة استشارت واستنصحت، فعرَّفت الذين خطباها فقال النبي ما قال، قال: ((صعلوك)) وهذا ضراب للنساء، وهذا من باب التعريف ومن باب الإشارة لمن استشارك.

أما الصورة الثالثة من صورة الإباحة فهي التحذير، فتجوز الغيبة إذا لزم الأمر والتحذير من المغتاب، وإذا لم يمكن التحذير منه إلا بغيبته، ومن ذلك أيضًا كتب الجرح والتعديل التي ذكرها أهل العلم، وتكلموا في الرجال من أجل سلامة الأسانيد إلى رسول الله ، ومن ذلك التحذير من أهل البدع ومن أهل الفساد والفجور، ولذلك كان بعض السلف يقول عن الكلام في الجرح والتعديل إذا أراد أن يتكلم فيه يقول: هيا بنا نغتب في الله.

نغتب في الله؛ لأننا ندافع عن رسول الله ، وعن حديثه وسنته.

ومن ذلك أيضًا: التحذير من المنافقين والعلمانيين والمفسدين من الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا من دعاة الخلاعة من أهل الفن وغيرهم.

أما الصورة الرابعة: فهي غيبة المجاهر بالفسق، وهو الذي يكشف ستر الله عليه، بل زاد فافتخر بمعصيته وفجوره، وقد ورد في غيبة الفاسق بعض الأحاديث الدالة على جواز غيبته بلفظه بمعنى أنه يقال مثلاً في الحديث: لا غيبة لفاسق، أو لا غيبة للفاسق، أو اذكر الفاسق بما فيه، وهذه الأحاديث كلها لا تصح عن النبي .

ويغني عنها ما جاء في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن رجلاً استأذن للدخول على رسول الله ، رجل من المسلمين، فقال عليه الصلاة والسلام: ((ائذنوا له بئس أخو العشيرة)) فلما دخل ألان له الكلام فقلت له: يا رسول الله قلت ما قلت ثم ألنت له في القول فقال : ((أيْ عائشة, إن شر الناس منزلة عند الله مَن تركه أو ودعه الناس اتقاء فحشه)).

هذا الرجل كان معروفًا بالفحش؛ ولذلك قال عنه النبي ما قال في غيبته، ولكن هذا الباب يزل فيه بعض الصالحين؛ فيتوسعون في الغيبة بحجة أن الذي يُغتاب فاسقٌ، والله أعلم بما يوعون، وبعض أهل العلم قال: إن الفاسق لا تجوز غيبته إلا بما أظهر من الفسق، فمثلاً لا يجوز السخرية من الفاسق في هيئته وشكله، ولكن يجوز ذكر فسقه عند الحاجة فقط، وقال بعضهم: إن ذكر الفاسق بما فيه ليحذره الناس مشروط بقصد الاحتساب وإرادة النصيحة فقط.

أما الصورة الخامسة: فهي صورة الاستفتاء: ومن ذلك قصة هند رضي الله عنها التي ذكرناها سابقًا حين قالت عن زوجها: (إنه رجل شحيح) تقول عن أبي سفيان .

وكذلك ثبت في سنن أبي داود، وفي الأدب المفرد للبخاري رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رجلاً جاء إلى النبي فقال: يا رسول الله جاري ظلمني فأمره عليه الصلاة والسلام بأن يخرج متاع بيته في الطريق؛ حتى يلفت أنظار الناس فيسألونه فيقول لهم: جاري ظلمني، ففعل ما أفتاه به رسول الله ، وصار الناس يسألون, ثم إذا سمعوا الإجابة صاروا يسبون الجار الظالم المؤذي إذا علموا ما فعل بجاره، حتى جاء ذلك الجار الظالم إلى رسول الله فقال: (يا رسول الله، لعنني الناس) فقال الرسول : ((لقد لعنك الله قبل الناس أو لعنك من في السماء قبل أن يلعنك من في الأرض)) أو كما جاء في الحديث.

والصورة السادسة: من طلب الإعانة في إزالة منكر؛ لأن تغيير المنكر واجب ولا يجوز السكوت عنه، فإذا لم يمكن إزالة المنكر إلا بذكر المسلم بما فيه فلا حرج إذن إن شاء الله.

وهذه المسألة اختصرناه وقد توسع فيها أهل العلم كالشوكاني رحمه الله في رسالة له لطيفة في هذا الباب.

أيها الإخوة في الله، هذه هي الغيبة، وهذا حكمها، ولكن اعلموا أن من أعظم الغيبة وأكثرها إثمًا غيبة العلماء والصالحين حتى كثر على ألسنة العلماء قولهم: "لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة"

فاحذر أخي المسلم، احذر أخي المسلم أن تتكلم بسوء أو تستمع إلى غيبة أحد من أهل العلم والصلاح إذا كانوا من أهل السنة والجماعة، المشهود لهم بسلامة العقيدة.

أما الذين يطلقون ألسنتهم في هؤلاء، فنحن ننتظر سنة الله فيهم وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً [الأحزاب:62] وما ذلك على الله بعزيز.

وأخيرًا أيها الإخوة، المسارعة المسارعة إلى التوبة إلى الله مما مضى، والمعاهدة الصادقة في المستقبل بترك هذا الذنب العظيم، واعلموا ـ أيها الإخوة ـ أن مجاهدة النفس في ترك الغيبة من أعظم الجهاد، وقد جاء عن نبينا أنه قال: ((أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل نفسه وهواه)) والحديث في السلسلة الصحيحة.

علمًا بأن بعض العلماء يرى أنه لا بد من استحلال الذين اغتبتهم، لا بد أن تذهب إليهم وتستسمحهم، ولعل في هذا مشقة عظيمة خاصة لمن أكثر من الغيبة، فقال بعض أهل العلم: إنه يكفي أن تستغفر لهم وأن تدعو لهم وأن تذكرهم بخير في المجالس التي ذكرتهم فيها بشر، فهذا هو ما ذكره أهل العلم حول التوبة.

نسأل الله عز وجل أن يغفر لنا خطايانا، اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا ...


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الغيبة (2) - سلطان بن حمد العويد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: