molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: حكم قيادة المرأة للسيارة - سعد بن عبد الله السبر الثلاثاء 8 نوفمبر - 4:01:19 | |
|
حكم قيادة المرأة للسيارة
سعد بن عبد الله السبر
الخطبة الأولى
أما بعد: فأُوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله عز وجل، فهي رسول الحياء وزينة المستحيين، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.
أيها الناس، إن الله سبحانه وتعالى حييٌّ ستّيرٌ يحب الحياء وأهله، وجبل الله الناس على حب الحياء والستر. قال المحاسبي: "إن الأكياس إذا دعتهم النفوس إلى أن تقطعهم بخدائعها عن سبيل نجاتهم حاكموها إلى الحياء من الله تعالى فأذلها حكم الحياء"[1]، وقال أبو تمام: "من كان مفقود الحياء فوجهه من غير بواب"[2]. ومن فقد الحياء فقد التقدير والإيمان والوفاء والصدق وحل عرضه، قال الشيخ تقي الدين: "إن المظهر للمحرمات تجوز غيبته بلا نزاع بين العلماء"[3].
أيها المؤمنون، إن الصراع بين الحق والباطل مستمر إلى يوم القيامة، ولن ينتهي ما دامت السموات والأرض، فتارة ينتصر الباطل ولكن العاقبة للمتقين، وفي هذا العصر نعيش فتنةً يؤججها الإعلام والإعلاميون، يريدون نزع الحياء ونبذ لباسه، يرددون: حقوق المرأة، ويرجون خروجها وتبرجها ونزعها لملابسها ودينها؛ لتكون مرحاضًا لكل فاجر يلغ فيه عن طريق قيادة المرأة للسيارة؛ لأن المرأة مظلومة في نظرهم إن لم تسق السيارة وتخرج فاجرةً متبرجةً عاريةً مائلةً مميلةً.
إخوة الدين، إن خروج فتاةٍ لتقود السيارة في الخبر ومحاولة هدم أنظمة دولتنا، ومساس شريعتنا وثوابتنا، ليس لحفظ حقوق المرأة أو لسترها وأمنها وآمانها؛ لأنه انخدع البعض بهذه الدعوة فبدأ يردد ما يقولون ويدندن بما يدندنون ويظن أنهم للحقوق حافظون وللمرأة ساترون، وهم لا شك بدعوتهم وكتاباتهم وقنواتهم وصحفهم يحاولون إخراج المرأة لتقود السيارة لأجل أن يقلبوا بلادنا فيجعلوها بلاد دعارة وبلاد خمور، ومعلوم أنهم لم ولن يريدوا للمرأة ولبلادنا خيرا وصلاحا وأمنا وآمانا، كيف وهم يطرحون مسألة القيادة التي منعها ولي الأمر -وطاعة ولي الأمر في المعروف واجبة- كأنها أمر ليس ممنوعا نظاما ولا شرعا!
في دولة قطر سُمح بالقيادة بشروط: أن تكون فوق الثلاثين بإذن ولي الأمر. وبعد مدة لم تطل سمح حتى لمن كانت دون العشرين بالقيادة، بل حورب الحجاب والمحجبات، وطالب المعارضون بمنع المحجبة من القيادة إلا أن تنزع حجابها[4]. فهذا هو الذي يريده هؤلاء الشرذمة، يريدون أن تكون المرأة لقمة سائغة لكل فاجر.
أيها الأحبة، إن حكم قيادة المرأة للسيارة حرام ولا يجوز أبدا، وليس قيادتها في البلدان الأخرى دليلا لجواز ذلك، بل إن الشريعة بنصوصها وقواعدها العامة والخاصة حرمت خروج المرأة متبرجة كاشفة لوجهها، وحرمت اختلاطها وخلوتها بالرجال.
قال العلامة ابن باز رحمه الله: "إن قيادة المرأة للسيارة تؤدي إلى مفاسد لا تخفى على الداعين إليها، منها: الخلوة المحرمة بالمرأة، ومنها: السفور، ومنها: الاختلاط بالرجال بدون حذر، ومنها: ارتكاب المحظور الذي من أجله حرمت هذه الأمور. والشرع المطهر منع الوسائل المؤدية إلى المحرم واعتبرها محرمة"[5].
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: "إن قيادة المرأة للسيارة تتضمن مفاسد كبيرة، فمن مفاسد هذا: نزع الحجاب؛ لأن قيادة السيارة سيكون بها كشف الوجه الذي هو محل الفتنة، ومحط أنظار الرجال"[6].
عن أبي مسعود عن النبي قال: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت)) أخرجه البخاري وأحمد وابن ماجه وابن حبان.
وصدر بيان وزارة الداخلية بمنع قيادة النساء السيارات بناء على فتوى كبار العلماء: تود وزارة الداخلية أن تعلن لعموم المواطنين والمقيمين أنه بناء على الفتوى الصادرة بتاريخ 20/4/1411هـ من كل من سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بعدم جواز قيادة النساء للسيارات ووجوب معاقبة من يقوم منهن بذلك بالعقوبة المناسبة التي يتحقق بها الزجر والمحافظة على الحرم ومنع بوادر الشر؛ لما ورد من أدلة شرعية توجب منع أسباب ابتذال المرأة أو تعريضها للفتن. ونظرًا إلى أن قيادة المرأة للسيارة يتنافى مع السلوك الإسلامي القويم الذي يتمتع به المواطن السعودي الغيور على محارمه، فإن وزارة الداخلية توضح للعموم تأكيد منع جميع النساء من قيادة السيارات في المملكة العربية السعودية منعًا باتًا، ومن يخالف هذا المنع سوف يطبق بحقه العقاب الرادع، والله الهادي إلى سواء السبيل[7].
وأكد صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية هذا البيان في الأسبوع الماضي.
فكل هذه الأمور تدل على أن قيادة المرأة للسيارة حرام لا تجوز، وبهذا أفتى العلامة ابن باز، وابن عثيمين، وسماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، وابن فوزان، وابن لحيدان، وابن غديان، وابن قعود، والعلامة عبد الرزاق عفيفي، والدكتور بكر أبو زيد، وابن عباد[8]. وكل علمائنا أفتوا بحرمة قيادة المرأة.
إخوة الدين، في دراسة لليونسكو منشورة في موقعها على الإنترنت تقول:
• نسبة الزنا في المجتمع الذي تقود فيه المرأة أعلى من المجتمع الذي لا تقود فيه المرأة.
• نسبة الاغتصاب في المجتمع الذي تقود فيه المرأة أعلى من الآخر.
• نسبة الأبناء غير الشرعيين أعلى في المجتمع الذي تقود فيه المرأة من غيره.
• نسبة التفكك الأسري والطلاق أعلى في مجتمع قيادة المرأة من غيره.
هذا الكلام لعشاق الإحصائيات الغربية[9]، ونحن في ديننا الغنية عن الغرب وإحصائياته ودراساته، ولكن لنوضح للغافلين والمخدوعين والجاهلين.
في قرية أمريكية يحظر عليهن ملامسة مقود السيارة، بل يحرم عليهن الجلوس في المقعد الأمامي إلى جانب الزوج أو الابن أو حتى الوالد. هذه القرية الأمريكية حظرت على المرأة السير برفقة الرجال ولو كان أحدهم ابنها الذي حملته وأرضعته وربته, وبالتالي ألزمت النساء والرجال السير في جانبين مختلفين من الطريق! لقد أعلن الناطق باسم هذه القرية (رابي ماير شيللر) أنه لو تم إجراء استطلاع لسكان هذه القرية في هذا الموضوع بالذات فلن يكون مستغربا أن تنتهي النتيجة إلى أن 97 بالمائة من السكان سيقولون: "نعم، هذا الذي نريد"[10].
[1] أداب النفوس (1/55).
[2] أدب الدنيا والدين (1/238).
[3] الآداب الشرعية (1/274).
[4] مجلة المجلة عدد (1003).
[5] مجموع فتاوى ابن باز (3/351).
[6] كتاب الفتاوى الشرعية في المسائل العصرية (461، 462، 463، 464).
[7] صحيفة الجزيرة في عددها (6621)، الصادر يوم الأربعاء 27 ربيع الثاني 1411هـ.
[8] انظر: مجموع فتاوى ابن باز (3/351)، وكتاب الفتاوى الشرعية في المسائل العصرية (461، 462، 463، 464)، ولقاءات الباب المفتوح (80/20)، والمنتقى من فتاوى الفوزان (98/9)، وشرح سنن أبي داود عبد المحسن العباد (1/2).
[9] مقال: (16 مبررًا لا تسمح بقيادة المرأة للسيارة) لعيسى بن مانع.
[10] مقال: (أمريكا تمنع رخص السياقة عن النساء) للشيخ عبد الله زقيل.
الخطبة الثانية
لم ترد.
| |
|