STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلالبحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Ouuou10البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Uououo10البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Uooous10البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Ooouus10البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Ooouo_10البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Ouooo11البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Ooouo_11البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Uoou_u10البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Uoo_ou10البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Arkan_10الطـهـارةالبحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةالبحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Uuooo_10البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Ouuuuo10البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Oouusu10البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Plagen10البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Uuouou10البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Vote_rcapالبحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Voting_barالبحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Vote_lcap 
molay
البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Vote_rcapالبحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Voting_barالبحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Vote_lcap 
must58
البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Vote_rcapالبحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Voting_barالبحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Vote_lcap 
bent starmust2
البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Vote_rcapالبحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Voting_barالبحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Vote_lcap 
sanae
البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Vote_rcapالبحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Voting_barالبحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Vote_lcap 
حليمة
البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Vote_rcapالبحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Voting_barالبحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Vote_lcap 
mam
البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Vote_rcapالبحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Voting_barالبحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Vote_lcap 
zineb
البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Vote_rcapالبحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Voting_barالبحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Vote_lcap 
aziz50
البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Vote_rcapالبحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Voting_barالبحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Vote_lcap 
mm
البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Vote_rcapالبحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Voting_barالبحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار 51365/1365البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار نعم  (1365/1365)

البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Empty
مُساهمةموضوع: البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار   البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Emptyالأربعاء 2 نوفمبر - 8:12:05



البحث عن الأصدقاء

البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار Basmallah

حمزة بن سليمان الطيار

الخطبة الأولى

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، فإنه من اتقاه وقاه، ومن توكّل عليه كفاه.

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [آل عمران:102]، يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [الحشر:18].

اللهم يا حي يا قيوم، أنزل عليّ وعلى هؤلاء الحضور رحمةً من عندك، تغفر بها ذنوبنا، وتستر بها عيوبنا، وتصْلح بها سرائرنا ونياتنا وذرّياتنا وزوجاتنا.

أيها المسلمون، فإن من المشاكل المستعصية التي تعذّر حلُّها على الإنسانية حتى اليوم، تلك هي مشكلة الصداقة، والصداقة في الواقع مشكلة معقّدة ومعضلة غامضة، يرجع تعقيدها وغموضها إلى أن الناس مختلفون في العناصر والأجناس والغرائز والطباع والمنازع والمشارب والميول والأهواء والعواطف والعقول والنشأة والتعليم؛ إذ قلّما تجد في الناس على كثرتهم شخصين متفقين في جميع الشمائل والصفات، بل قلّما تجد في المجتمع الإنساني على سعتِه شخصًا واحدًا كملت صفاتُه من جميع النواحي؛ لأننا إذا وجدنا الجواد الكريم وجدناه إلى جانب ذلك مماطلاً منَّانًا، وإذا وجدنا الشجاع المقدام وجدناه إلى جانب ذلك مختالاً فخورًا، وإذا وجدنا الصالح التقي وجدناه إلى جانب ذلك لينًا ضعيفًا، وإذا وجدنا القويّ الشديد وجدناه إلى ذلك خائنًا غيرَ أمين، وهكذا إلا ما رحم ربك.

وهكذا لا نطلب فضيلةً من الفضائل في إنسانٍ ما إلا وتشوبها رذيلة من النقائص والعيوب، حاشا الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، لذلك شكا الناس ندرةَ الرجل الكامل وقلّة الصديق الوفيّ، إلا أن الإنسان اجتماعي بطبعه لا بدّ له من صديق يؤنس نفسَه ويمتع حسَّه، ويساعده في الشدائد والملمّات، لا بد له من صديق يشكوه همومه ويبثّه أحزانه، ويشاطره الأفراح والأتراح، لا بد له من صديق يعوده إذا مرض ويعود عليه إذا افتقر، يسأل عنه إن غاب، لا بد له من صديق يخلفه بخير إذا سافر، يستقبله بفرح إذا رجع، يقوم مقامَه في أهله إذا مات، لا بد له من صديق يملأ وقته ويشغل فراغَه ويعينه على الخصوم والأعداء، لا بد له من صديق يصحبه في العسر واليسر والفقر والغنى والسراء والضراء، لا بد له من صديق يحبّه كنفسه ويعدّه كشخصه، يجلّه كأهله وذويه، لا بد له من صديق يخلصه ودَّه وينجز وعدَه ويحقِّق له كل عهد وميثاق، يوافقه في مطعمه ومشربه ودينه ومذهبه وعقله وهواه.

فهل هذا الصديق موجود أم هو صديق خياليّ بينه وبين الحقيقة والواقع بونٌ شاسع وفرق كبير؟ الحق أقول: إن ذلك الصديق لم يوجد ولن يوجد؛ لأن هذه الصفات كلها لم تتوفّر إلا في الأنبياء والمرسلين عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام، وهم قلّة نادرة بالقياس إلى جميع الناس، وقد بحث كلّ إنسان عن صديق هذه صفاتُه فلم يجده حاشا الصديق أبا بكر رضي الله عنه، فقد ضرب أروعَ الأمثلة في الصحبة والصداقة، وكثير من الرجال ذابت نفوسهم لوعةً وحسرة وتقطعت قلوبهم وأعناقهم جريًا وراء ذلك الصديق فلم يجدوه.

همـومُ الرجال في أمـور كثيرة وهمّي من الدنيا صديقٌ مساعدُ

نكون كروحَين بين جسمين قسِّمت فجسماهما كائنان والروح واحدُ

نعم، لقد جدّ كثير من عُظماء الرجال في البحث عن صديق وفيٍّ فلم يجدوه، وطالما حنّت إليه قلوبهم وهفت إليه نفوسهم، وعدّوا وجودَه من أكبر آمالهم وأعذب أمانيهم، ولا يزال الصديق الوفيّ في خيال الكثير حتى الآن أمنية حلوة وحلمًا لذيذًا، يتمنّون وجوده ويشتهون بقاءه، فيكونوا والحالة هذه صحّحوا قاعدةً أجمع الناس على بطلانها، وأوجدوا ممكنًا أجمع الناس على استحالته، ولستُ أقول ذلك مجازفة أو ادِّعاءً، ولا أقولها تشاؤمًا ولا سوءَ ظنّ بالناس، ولكنني أقول الحقيقة المرّة التي أملتها على الكثير التجارب، والتي أكّدتها لنا الأيام.

وهذا هو الإمام الشافعي رحمه الله الباحث المحقق والمنقِّب المدقِّق والرحالة المتجوّل والمجرّب الخبير وذو الفراسة والفهم بمعادن الرجال، يشكو غدر الأصدقاء وخيانتهم، وكفى به مجرّبا وخبيرًا، فاستمعوا إليه إذ يقول:

إني صحـبتُ أناسًا ما لهم عـدد وكنتُ أحسب أني قد ملأت يـدي

فلمـا بلـوتُ إخوانـي وجدتهـمُ كالدهر في الغدر لم يبقوا على أحدِ

إن غبتُ عنهم فشرّ الناس يشتمني وإن مرضتُ فخير الناس لم يعُـدِ

إن الإنسان لا يزال في سلامة وعافية حتى يصادق ويعاشر، فإذا تمّ له ذلك جاءته المصائب من حيث لا يحتسب، وكان حظه من المصائب والنوائب بقدر ما له من خلاّن، فقد يصطفي الإنسان لنفسه صديقًا حميمًا، يهبه قلبه ويمنحه حبّه ويوقف عليه إخلاصه ويشرح له ظاهره وباطنه ويفهمه قريبه وبعيده ويشركه في وقته وعمله ويطلعه على كل خفي ومكنون، وما أن يعلم منه ذلك كلّه حتى يتلمّس منه أية غفلة، وعند ذلك يطعنه من الخلف، ويكون أوّل من يدلّ على عورته، وأول من يرشد إلى هلاكه، بل إنه ليكون من أكبر خصومه ومن ألدّ عداته، وهل هتك الأعراض وطلّق الأزواج وفرّق الأهل والأقربين وباع النفوس رخيصةً مبذولة للخصوم والأعداء إلا الأصدقاء الخونة والخلاّن المنافقون الذين عرفوا مداخل الإنسان ومخارجه ومسالكه ومجاريه، وعرفوا كيف يعيش الإنسان وأين يذهب ومتى يجيء، وعلموا عنه الذي لم يعلمه أحد من الناس، وكانت نتيجة هذا العلم وهاتيك المعرفة أن أضروا به ضررًا بليغًا وفتكوا به فتكًا ذريعًا.

وهل ساءني إلا الذين عرفتهم جزى الله خيرًا كلَّ من لم أعرفِ

ولكن ماذا يفعل الإنسان؟ أيعيش في جفوة خشنة بعيدًا عن الناس وفي ذلك مرارة الوحدة ووحشة العزلة وسآمة الانفراد وقسوة الأعباء والتكاليف، أم يصادق ويعاشر ويجني من وراء ذلك المكر والغدر واللؤم والكيد والخيانة والوقيعة والخداع والنفاق والتملّق والرياء؟ وكلا الأمرين ملمس شائك وطريق مخيف.

الحق أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش في عزلة بعيدًا عن الناس؛ لأنه عضو من المجتمع الذي يعيش فيه، ولا يمكنه أن يستغني عنه بأية حال من الأحوال، والأذن إذا انفصلت عن رأسها لا تسمع ولا تعي، والعين إذا انفصلت عن وجهها لا تبصر ولا تُضِي، فإذا كان لا بد له من أن يصادق ويعاشرَ فليصادق من أمره الله بمصادقتهم، وليتولَّ من أمره الله بتوليهم، وهم المؤمنون الذين كمل إيمانهم ونضج يقينهم وأشرقت أرواحهم ولمست حلاوة التقوى شغاف قلوبهم وامتلأت نفوسهم بنور الإيمان وأشعة اليقين، حتى أفاضوا على غيرهم من ذلك الخير، فأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، فإذا صادقتَ أخًا مؤمنًا هذه صفاته كنتَ في مأمن منيع من الشر، وحصن حصين من الأذى، فإذا ما قدِّر أن يجيء ذلك اليوم الذي تتعكّر فيه صفوة الأخوة وصفاء الصداقة كنت في نهاية الطمأنينة على نفسك وجسمك ومالك وعرضك وسرّك وجهرك، لأن المؤمن إذا أراد أن يغدر بك وجد له دينا ينهاه عن الغدر، وإذا أراد أن يكيد لك وجد له دينا ينهاه عن الكيد، وإذا أراد أن يضرك وَجد له دينا ينهاه عن الضرر والإضرار، والدين الصحيح قيدٌ قويّ لا يشذّ معه طبع ولا ينحرف معه هوى، ولا تنفع معه رشوة ولا ينتصر عليه شيطان, ولذلك كرر الله دعوتنا في القرآن الكريم إلى مصادقة المؤمنين وتوليهم، وجعلهم مع رسوله في مرتبة واحدة في استحقاق الولاية، ووعَد من تولاهم في الدنيا بالنصر والغلبة، وفي الآخرة بالرحمة والمغفرة، إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلوٰةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْغَـٰلِبُونَ [المائدة:55، 56]، قال : ((لا يصحبك إلا مؤمن، ولا يأكل طعامك إلا تقي)).

فإذا كان الصديق زاكي النفس كريم الطبع تأثر به صديقه كما يتأثر النفَس الناشئ بخصوبة التربة وعذوبة الماء، وكذلك الشأن إذا كان الصديق خبيث النفس لئيم الطبع ولوعا بالأهواء والشهوات مفتونًا بال+ل والخمول، فإن صديقه لا بد وأن يتأثر به، ولا غرابة بعد ذلك إذا رأينا الإنسان يعضّ أصابعه من الغيظ والندم حينما يجني صداقته للئام الأخساء الذين يؤلهون أهواءهم وينحرفون عن سواء السبيل، وصداقة مثل هؤلاء الأصدقاء داهية دهياء وبلاء عظيم، لأنهم يزيّنون للإنسان الباطل ويعينون عليه الشيطان، ونتيجة ذلك الندم والحسرة، لا في الدنيا فقط، بل في الآخرة كذلك حينما يتبرأ كل من صاحبه، ٱلأَخِلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ [الزخرف:67].

وبما أن الصداقة أمر له خطره وقيمته في شقاء الإنسان وسعادته فقد أوجبوا في الصديق أن يكون متّصفًا بخلاصة المحامد والمكارم، يأمر بالبر ويدعو إلى الخير، يغفر زلاتك ويستر عوراتك، ينشر محاسنك ويدفن مساوئك، إن رآك معوجّا قوّمك، وإن رآك معتدلاً شجعك، إن أخبرته صدّقك، وإن سألته أعطى، وإن دعوته أجاب، رقيق في عتابه، لا يشبع وأنت جائع، لا يكتسي وأنت عريان، وهذه الصداقة المثالية هي التي ينشدها الإسلام، ولا تتحقق إلا مع المؤمنين.

لا خير في ودّ امـرئ متلـوّن حلـو اللسـان وقلبـه يتلهّب

يلقاك يحلـف أنه بـك واثـق وإذا توارى عنك فهو العقرب

يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب

هذه هي الصداقة التجارية، قائمة على أسس من المنافع والمصالح، ولذلك كانت قصيرة العمر، فالصديق النفعي لا ينظر إليك إلا كما ينظر الفلاح إلى بقرته والحمال إلى بغلته، إذا لم يستفد منها أضعاف ما ينفقه عليها لا يكرمها ولا يبقيها، كذلك صديق المنفعة لا ينظر إليك إلا بقدر ما ينتفع بك، إن رَاجت سوقك عنده باعك بأبخس الأثمان، فدمك عنده يباع بالدينار، وعرضك عنده يباع بالدرهم، ورحم الله الإمام الشافعي إذ يقول:

أحب من الإخوان كلّ مُواتـي وكل غضيض الطرف عن عثراتي

يوافقنـي في كل أمر أريـده ويحفظنـي حيــا وبعـد مماتـي

فمن لي بهذا ليت أنـي أصبته فقاسمتـه ما لـي مـن الحسـنات

تصفحت إخوانـي فكان أقلّهم على كثرة الإخـوان أهـل ثقـات

والشدائد محكّ رئيس في معرفة الصديق الوفي من النفعي.

جـزى الله الشدائد كلّ خير وإن جرّعتها غصصي وريقي

وليس شكري لها حبّا ولكن عرفتُ بها عدوّي من صديقي

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.



الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله وصفيه وخليله، أرسله رحمة للعالمين، فكثّر به بعد قلّة، وأغنى به بعد عيلة، واستقامت ببعثته الملة، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

أما بعد: أخي المسلم، سواء كنتَ رئيسًا أم مرؤوسًا، كنت مأمورًا أم آمرًا، لا بد أن يكون لك أصحاب تقربهم إليك وتستأنس بهم وتشاورهم في كثير من أمورك، وهؤلاء هم بطانتك.

وكثيرًا ما نرى من يزلّ زلاّت إنما استدرجته إليها بطانة فاسدة، زينت له الباطل وحجبت الحق عن عينيه، ومسؤولية أحدنا تبدأ من حسن الاختيار للأصحاب، فالصاحب دليل على صاحبه، إذ النفوس المتماثلة تتجاذب فيما بينها، كما بين سيدنا بقوله: ((المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل)) رواه أبو داود والترمذي بإسناد حسن؛ لأن أية صحبة لا تخلو من تأثير وتأثر، وقد كان سلف الأمة يحرصون على الأنس بالجليس الصالح والصاحب التقي الذي يعين على الخير ويزيل وحشة الغربة، وقد جاء في صحيح البخاري أن علقمة رحمه الله لما قدم الشام غريبًا دعا الله فقال: اللهم يسِّر لي جليسًا صالحًا؛ لأن الجليس الصالح يذكرك إذا غفلت، ويعينك إذا تذكرت، والرسول بين أنه ما من نبي ولا خليفة إلا ويقع بين دواعي بطانتين، قال : ((ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان، بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه)) أخرجه البخاري في صحيحه، وفي رواية صحيحة في مسند الإمام أحمد رحمه الله: ((وبطانة لا تألوه خبالاً)).

وإذا أردت أن تحتاط لأمر دينك فمن البداية خذ بوصية رسول الله باختيار صالحي المؤمنين لبطانتك، ثم لاحظ ما تراه من حرص أخيك على جلب الخير إليك وعلى اتقاء مساءتك، فإن أفضلهم صحبة ـ كما في الحديث ـ أكثرهم حرصًا على جلب الخير إليك، كما قال : ((خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه)) أخرجه الترمذي بسند صحيح.

وأولى الناس بالتقريب هم أهل الصلاح والعلم، ولذلك فقد كانت بطانة عمر بن الخطاب رضي الله عنه من القراء، فقد أخرج البخاري في صحيحه أن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته، كهولاً كانوا أو شبانا.

وكلما كانوا ـ أعني البطانة ـ من أهل العلم والتقوى كنت ـ يا أخي المسلم ـ أبعد عن الزلل بإذن الله تعالى، وقد توّج البُخاري رحمه الله أحد أبواب الصحيح تحت كتاب الاعتصام بقوله: "وكانت الأئمة بعد النبي يستشيرون الأمناء من أهل العلم".

وإن كتمان العيوب عن الصاحب خيانة، والكيد لوقيعة من اصطفاك لبطانته جريمة، ورسولنا استعاذ من ذلك بقوله: ((وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة)) أخرجه أبو داود والنسائي بإسناد حسن. وحين سأل ابن مسعود رضي الله عنه عن أيام الهرج: متى تكون؟ أجابه رسول الله بأبرز فتن هذه الأيام فقال: ((حين لا يأمن الرجل جليسه)) أخرجه الإمام أحمد بسند صحيح.

فهذا أمر يحتاج إلى التحري والاصطفاء البعيد عن الهوى، حتى يجد المرء من يأمنه ومن يطمئن لصحبته.

ومن مزايا البطانة إذا صلحت أنها تحول دون شرّ كبير وتحض على خير كثير، ومن خطورة البطانة إذا فسدت أنها قد تحسّن القبيح أو تقبّح الحسن بالوسوسة والتظاهر بالإخلاص، وقد وصف أشهب رحمه الله بطانة الحاكم بقوله: "وليكن ثقة مأمونا فطنا عاقلا؛ لأن المصيبة إنما تدخل على الحاكم المأمون من قبوله قول من لا يوثق به إذا كان هو حسن الظن به، فيجب عليه أن يتثبت في مثل ذلك" ذكره ابن حجر في فتح الباري.

ولما حدث الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه بحديث بحضرة معاوية رضي الله عنه وهو إذاك خليفة، وقد استنكر معاوية هذا الحديث؛ لأنه لم يسمعه من رسول الله ، قال عبادة وهو من أهل البطانة الناصحين الصادقين: لنحدّثنّ بما سمعنا من رسول الله وإن كرهتَ ذلك يا معاوية. أخرجه مسلم في صحيحه.

ومن ثمرات البطانة الصالحة المشورة بالرشد والسداد للرأي؛ لأن الأصل في المستشار الأمانة والإشارة بالأصلح لقوله : ((المستشار مؤتمن)) أخرجه أبو داود والترمذي بإسناد حسن، وفي الحديث عنه : ((من استشاره أخوه المسلم فأشار عليه بغير رشد فقد خانه)) أخرجه الإمام أحمد بإسناد حسن.

فانظر فيمن وثقتَ وممن استرشدت، فكلّ امرئ يحشَر مع بطانته المختارة؛ لأن المرء مع من أحبّ كما أخبر بذلك نبينا . كما في صحيح البخاري ومسلم.

هذا وصلوا على محمد بن عبد الله، فقد أمركم الله بذلك في قوله: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا [الأحزاب:56]، وقال : ((من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرًا)).

اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء...




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
البحث عن الأصدقاء - حمزة بن سليمان الطيار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الشيخ مسعد أنور - من هو الصحابى المــُلقب بذو الجناحين - الطيار ؟
» افضل ادوات تحسين موقعك قي محركات البحث
» برنامج رائع لأشهار موقعك في محركات البحث غوغل GSA AutoWebsite Submitter
» سيد الأنصار - حمزة بن فايع الفتحي
» فضل البنات - حمزة بن فايع الفتحي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: